أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأصدقاء والتعارف (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=13)
-   -   عندما تتكلم الجراح... لا الأفواه... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=14429)

jahido 26-02-2001 12:46 PM

عندما تتكلم الجراح... لا الأفواه...
 
اللـــه أكبـــــرُ نصـــر اللـــه مرتقـــــبٌ فالحق باقٍ وجيش الكفر ينسحبُ


واللـــه ينعـــم بالبلـــوى يمحصنــــى من ذا سيرقى ومن منا سيضطربُ


فاستبشري أمـة الإسلام وارتقبـــي فرايــة النصـر قد حنت لهـا الهضـبُ


عندما رأيت صورته لأول مرة.. أصابتني بالحزن.. والألم والبكاء.. كانت صورته الأولى وهو راقد على سريره.. في مستشفى الشفاء بغزة.. وأخفت ملامحه الضمادات.. والمحسات وخراطيم الأوكسجين.. كان راقداً خلف لوح زجاجي.. يقف أمامه الأهل في غاية الرغبة والأمل فقط في أن يحرك أصبع.. أو يرمش بعينه الصامته، كأنها الحجر الذي حمله بيديه، صورته الثانية كانت في جنازته التي تحولت إلى مظاهرة.. إنه سامي أبو جزر ذو التسعة أعوام قتله صهيوني قذر برصاصة في رأسه عند بوابة صلاح الدين عند الحدود المصرية الفلسطينية، لم يكن سامي قد ارتكب جريمة تدعو لقتله.. إلا أن الكلاب عادة.. لا تنتظر إلا السعي خلف رائحة الموت والقتل، عند بوابة صلاح الدين محرر القدس.. سقط الصغير وهو يحمل فوق ظهره شنطته المدرسية.. التي افترق عنها قتلاً بعيار ناري من جندي صهيوني حاقد يقف فوق برج المراقبة مستخدما عيارا كاتما للصوت يفترس به الأطفال الذين واجهوه بصدور عارية.. وبحجارة بريئة، سقط فجأة بين ذراعي زملائه ومدرِّسه

نقلوه بسيارة الإسعاف.. وشنطته لا زالت فوق ظهره.. قضى ساعات في حالة موت إكلينيكي.. لا تربطه بالحياة سوى أجهزة تتشبث به.. لو كانت تحمل مشاعراً لبكت حتى تعيد له الحياة ساعات قضاها.. وملامحه مختفية تحت الضمادت والأربطة وخراطيم ا%Eغبة والأمل1أوكسجين.. وطلقة في رأسه.. ليست الوحيدة.. لكنها واحدة من عشرات الطلقات التي تصطاد
الأطفال أمام ناظري مليار مسلم.. لن يكون سامي هو الوحيد الذي سيبقى مقعده خاليا حاملا اسمه خالداً

فقد سبقه محمد الدرة.. ومحمد أبو عاصي.. سبقه الكثير.. الكثير..

موقع جاهدوا الاسلامي http://www.jahido.com


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.