أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   عبّــــــارة الموت د عبدالرحمن العشمــــــــــــــــــــاوي (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=51577)

مستبشر الساحات 10-03-2006 01:10 PM

عبّــــــارة الموت د عبدالرحمن العشمــــــــــــــــــــاوي
 

هذه قصيدة للدكتور عبدالرحمن العشماوي

عبَّارة الموت
(يا لها من قصة دامية رواها أحد الناجين من ركاب عبَّارة
الموت التي غرقت في البحر الأحمر).


أصارعُ في الأمواج خوفـي ورَهْبتـي
وأسـأل رَبِّـي أنْ يفـرِّج كربـتـي

أرى الموتَ من كلِّ الجهات يحيط بـي
فأغمض من هول المصيبـة مقلتـي

سأروي لكم بعض الذي كـان، إنهـا
لأعجـبُ مأسـاةٍ، وأغـربُ قِصَّـةِ

وقفنا علـى عبَّـارة المـوتِ بُرْهـةً
لنا اللهُ مـن أقسـى وأطـول بُرْهـةِ

نظرتُ إلى أهلـي، فَدَيْـتُ عيونهـم
تبادلنـي بالحـزنِ أعمـقَ نـظْـرةِ

فكـان حديثـاً بالعـيـون محـمَّـلاً
بحـزنٍ وآلامٍ وإحـسـاسِ فُـرْقَـةِ

وقفنـا سويـاً وقفـةً لـو وصفتُهـا
لأعجزنـي وصـفٌ لأقصـرِ وقْفـةِ

ومـا هـي إلا لحظـة طـار بعدَهـا
صوابي وإحساسي وعزمي وهمَّتـي

تهاوى مئاتُ الناس من كـل جانـبٍ
إلى البحر تمضي فِرقـةً بعـد فِرقـةِ

قَفَزْتُ مـع الأحبـاب قَفْـزةَ هـاربٍ
يُواجـه مـا يَلْقـى بذهـنٍ مُشتَّـتِ

إلى أيـن؟ لا أدري إلـى أيـن،إننـا
نَفـرُّ إلـى مـوجٍ وحـوتٍ ولُـجـةِ

تلقَّفنا المـوجُ الرهيـب، فـلا أبـي
رأيتُ ولا أُمِّـي الـرَّؤُوم، وإخوتـي

صرختُ وكـرَّرتُ النـداءَ فلـم أجـد
سوى صرخاتِ الموج تلطم صرختـي

وأصبحتُ وحدي في الخِضمِّ يَهُولُنـي
من البحر ما يقضي على كلِّ فَرْحـةِ

فمن سابـحٍ مثلـي بطـوق نجاتـه
ومن شاخص العينين حولـي وميِّـتِ

ومـن رافـعٍ إحـدى يديـه ملوِّحـاً
تخطَّفـه مـوجٌ فألْهـبَ حسـرتـي

سبحنا سويّاً ساعـةً مـن جراحنـا
فكان أنيسي فـي غياهـبِ ظُلْمتـي

فلَّما تراخى عزمُه غـاص واختفـى
فللهِ ما عانيتُ مـن جَـوْر وحشتـي

أمامي طواه الموج والموت وانتهـى
أمامي غريقاً مُشْعـلاً نـار زفرتـي

تَلَفـتُّ، مـا أقسـى تلفُّـتَ خائـفٍ
تراقبـه المأسـاةُ فـي كـلِّ لَفْـتـةِ

تلاقى أمامي الليل والبحـر والأسـى
وموجٌ يُرينـي هَجْمـةً إثْـر هَجْمـةِ

فلا تسألوا عن خنجر اليـأس طاعنـاً
صمودي وصبْرَ القلب أسْـوأ طَعْنـةِ

أقـوِّي فـؤادي بالرجـاء هُنيْـهـةً
فلمّـا يثـور البحـر تنهـار قوَّتـي

أحـدِّث نفسـي بالنَّجـاة فأنتـشـي
وفي لمْحةٍ تُنهـي المعانـاة نَشْوتـي

نسيتُ - وربِّ الموج - معنى سعادتي
ومعنى رضا قلبي وأُنْسـي وبسمتـي

تلاشتْ معاني الوقت والعمر وانتهـتْ
حكايـة أحلامـي وآفـاقُ رغبـتـي

وأصبحت الدنيـا كحُلـمٍ بـلا مَـدَى
وهان أمام الموت علمـي وثروتـي

ألا بئسمـا هـذي الحيـاة ولهوهـا
وبئس بلهوي فـي الحيـائئ وغفلتـي

ألا ما أشدَّ المـوت صوتـاً وصـورةً
تراءتْ لعيني منـه أعجـبُ صُـورةِ

هنا صـار ذكـرُ الله أعظـم iثـروةٍ
وقيمـةُ تقْـوى الله أعظـم قيـمـةِ

أقول، وقد شاهدتُ ما لـم أكـنْ بـه
محيطاً، وقد واجهتُ أعظـمَ صَدْمـةِ

ألا ليت أهلَ البغْي في الأرضِ لامسوا
من البحـر والأمـواج سـرَّ المنيـةِ

فيا ربَّما عادوا إلـى الحـقِّ عَـوْدةً
وتابوا إلـى الرحمـن أجمـلَ تَوْبـةِ

نعم ، إنَّها عبَّارة المـوتِ لـم تـزْل
تحرِّك في قلبـي شجونـي ولوعتـي

أحاط بها الإهمال مـن كـلِّ جانـبٍ
فصارت كسَيْـفٍ للحقيقـة مُصْلـتِ

مَنِ القاتلُ الجانـي؟ سـؤالٌ معلَّـقٌ
على بابِ إنصـافٍ وعـدْلٍ وحكمـةِ

رُكامٌ من الإهمـالِ مـا زال جاثمـاً
بما فيه من سوءٍ على صَـدْرِ أُمتـي

نعم، إنَّهـا عبَّـارةُ المـوتِ حوَّلـتْ
حياتي إلى حـزنٍ وشـوقٍ ودَمْعـةِ

أراها بعين الحزن فـي كـل نظْـرةٍ
توجِّهها عيني، وفـي كـلِّ غَمْضـةِ

وتسمعهـا أذنـي صَريـراً وضَجَّـة
وطقْطَقَـةً تُوحـي بأعظـم نَكْـبـةِ

ولـولا يقيـنـي بـالإلـهِ، وأنَّـهـا
مقاديرُ تجـري فـي زمـانٍ مُؤقـتِ

لطـال بقلبـي فـي الأنيـن مقامُـه
وطالتْ على درْب الجراحات غُرْبتـي

عزائي لكـم يـا مَـنْ فقدتـم أحبَّـةً
كفقدي أمـامَ العيـنِ أغلـى أحبتـي

عزاءَ مُحِبٍ، صُورةُ الهولِ لـم تَـزَلْ
تلاحقـه فـي كـل نـومٍ وصَحْـوةِ

أقـول لكـم، والبحـر سـاقَ دليلَـه
على الموت في أجلى وأوْضحِ عِبْـرةِ

رِضانـا بمـا يقضـي الإلـه دليلُنـا
إلى راحـةٍ كُبـرى وعَفْـوٍ وَرَحْمَـةِ
منقول

محمد العاني 10-03-2006 11:38 PM

و هل لي أن أقول شيئاً؟؟
لا أظن..فما في القصيدة كافٍ..

الــنــدى والـــمــا 11-03-2006 02:50 AM

إقتباس:

رِضانـا بمـا يقضـي الإلـه دليلُنـا
إلى راحـةٍ كُبـرى وعَفْـوٍ وَرَحْمَـةِ

الله يغفر لهم و يكتبهم مع الشهداء

جزاك الله خير اخي مستبشر الساحات

أسعد المصري 11-03-2006 10:31 AM

شكراً أخي مستبشر الساحات على النقل الجميل ..

أسأل الله الرحمة لكل من قضى في هذه الكارثة البشعة ..

وأسأله أن يصب جام غضبه على كل الذين سولت لهم أنفسهم التجارة بأرواح البشر ...


تحياتي .

نور الحياة 14-03-2006 03:48 AM

إقتباس:

رُكامٌ من الإهمـالِ مـا زال جاثمـاً
بما فيه من سوءٍ على صَـدْرِ أُمتـي

أصلح الله أحوال أمتنا :) ...

إقتباس:

ولـولا يقيـنـي بـالإلـهِ، وأنَّـهـا
مقاديرُ تجـري فـي زمـانٍ مُؤقـتِ

لطـال بقلبـي فـي الأنيـن مقامُـه
وطالتْ على درْب الجراحات غُرْبتـي

ونعِم بالله .. و الحمد لله على كل حال ..
و تولاهم الله بواسع رحمته و مغفرته و غفر الله لميتنا و حينا ..


:)

دايم العلو 14-03-2006 05:45 AM

أخي مستبشر الساحات
إخواني الأفاضل

لمن فاته سماع القصيدة بصوت الدكتور عبد الرحمن

http://www.alaflaj.com/vb/redirector...1141895127.zip

حملها قبل ما يلتغي الرابط

المشرقي الإسلامي 14-03-2006 06:09 PM

أ

(
(بحمد الله ما نلت الهلاكا)
)
رداً على قصيدة البهاء زهير (أراك هجرتني)

أتاك من المصائب ما أتاكا
ونلت من المدامع ما كفاكا
وطال نحيبك الدنيا وحيداً
فما تدري لأحزان فكاكا
وما رد الأنام بغير قول
بحمد الله ما نلت الهلاكا
وما يدرون كم غصص حشاكا َ
وما شيئاً له ملكت يداكا
يموت من التبلد كل حسٍّ
فما أحد يحركه نداكا
وما أحد سيسمع غير ربي
فإن سمع الأسافل لا حراكا
أتتك مصيبة اليم التنائي
فانظر من بكى ممن تباكى
وانظر من يحركه ضمير
وانظر من يشمتهُ بكاكا
ضباع جُمَّعت من كل صوب
لتشرب دون خزي من دماكا
وهمهم المنافع لم يفتهم
ملاحقة وإن كانت بِلاكا
بتمساح المدامع قد أجابوا
عن السلوى إلهي قد جزاكا
وإن طالوا الشموس لأجل (فِلسٍ)
لنالوها ولانتهكوا سناكا
وما جادوا عليك بغير إفكٍ
فماذا فاعل قل لي عساكا ؟
لك الرحمن فاسألهُ قصاصاً
ليشفي كل غل من نُهاك َ
ويغرق جمعهم في شر لج
لتبصرُ في تشتتهم شفاكا
وما يدري اللئام بأن فقداً
لأصحاب وأهل ما دهاكا
تهون بغيره أنهار مالٍ
وإن هدت على أرض سماكا
فقل لي أي صبح مر هوناً
وهل أبصرته إلا دُجاكا؟
وهل عادت عيونك في اقتدار
لتعرف ذاك صبحك أم مساكا؟
وربي رحمةٌ من كل شر ٍ:
إذا بحر تطوع واحتواكا
فإنك لست تدري حين تحيا
أتُدفن أم ستُترك في عَراكا ؟
فإن قدروا على الإيلام منعوا
سماء الله أن تبقى غطاكا
فاجهر بالدعاء على جموع
فإن الله لا ينسى دعاكا
وبالآيات في ليل تبتّلْ
واجعلها من الدنيا دواكا
***


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.