د.الأهدل: الحج.. (9) الأقصى الأسير..
الحج .. الأقصى الأسير (9)
[poet font="Traditional Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] وَهَاهُنَا الْقُدْسُ الْحَزِينْ=يَشْكُو جَفَاءَ الْمُسْلِمينْ مَجْمَعُ كُلِّ الرُّسُلِ=مَسْرَى الرَّسُولِ الأَكْمَلِ قِبْلةُ هَذِي الأُمَّةِ=عِنْدَ ظُهُورِ الْبِعْثَةِ وَثَالِثُ الْمَسَاجِدِ=فَضْلاً وثَانِي الرَّائِدِ(1) غَدَا أَسِيراً زَمَنَا=تَحْتَ الْيَهُودِ الْجُبَنَا قَدْ أُحْرِقَتْ جَوَانِبُهْ=وَصُدَّ عَنْهُ رَاغِبُهْ كَمْ قَدَمٍ قَدْ دَنَّسَهْ=لِفَاجِرٍ وَمُومِسَهْ يَقُولُ فِي تَحَزُّنِ=أَيْنَ الَّذِي يُنْقِذُنِي هَلْ مِنْ إِمَامٍ كَعُمَرْ=أَوْ كَصَلاَحٍ الأَغَرْ(2) وَأَيْنَ أَهْلُ الْحَجِّ=هَلْ أُسْقِطُوا لِلدَّرْجِ فَأسْقَطُوا الْجِهَادَا=وَضَيَّعُوا الأَمْجَادَا وَالإِذْنُ بِالْقِتَالِ=فِي الْحَجِّ جَاءَ التَّالِي(3) دَفْعاً عَنِ الْمَسَاجِد=لِرَاكِعٍ وَسَاجِدِ عَيْبٌ عَلَى مَنْ طَافَا=بِالْبَيْتِ أَنْ يَخَافَا مِنْ كَافِرٍ رِعْدِيدِ=مِنْ زَمَنٍ بَعِيدِ قَالَ لِمَن يَقُودُ=إِنَّا هُنَا قُعُودُ(4) مَا دَامَ هَذَا الْمُعْتَدِي=مُسَيْطِراً فِي الْبَلَدِ وَإِنَّنَا لَنْ نَلِجَا=إِلاَّ إِذَامَا خَرَجَا فَقَاتِلَنْ وَرَبَّكَا=إِذَا تَشَا عَدُوَّكَا فَهَلْ غَدَوْنَا أَجْبَنَا=مِنْ الْيَهُودِ الْجُبَنَا أَليْسَ فِي طِفْلِ الْحَجَرْ=لِلْجُبَنَاءِ مُعْتَبَرْ إِنِّي هُنَا أَنْتَظِرُ=مُجَاهِداً يُحَرِّرُ [/poet] (1) المراد بـ(الرائد) المسجد الحرام، لأنه أول بيوت الله بناء في الأرض، والثاني هو المسجد الأقصى، كما تثبت الأحاديث الصحيحة...أما في الرتبة والفضل فهو الثالث. (2) أي هل من زعيم مسلم ، مثل عمر بن الخطاب ، أول فاتح للقدس في التاريخ الإسلامي أو مثل صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين ؟! (3) في هذا البيت إشارة إلى آيات سورة الحج في قوله تعالى : (( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ )) إلى قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ )) [الآيات : 26-41 من السورة المذكورة]. حيث جاء الإذن بالقتال - في قوله تعالى : (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) [الحج:39] إلى آخر الآيات – بعد الآيات المتعلقة بالحج. ولعل من حكمة ذلك أن الحج من أعظم دوافع الجهاد في سبيل الله، لما فيه من قوة الصلة بالله تعالى ، فلا يليق بمن طاف بالبيت الحرام أن يتأخر عن تحرير بيت الله في أرضه المباركة ( القدس ) وهو صنو الكعبة.. وبخاصة أن الآيات أشاررت إلى حفظ بيوت العبادة ، سواء كانت مساجد المسلمين أو غيرها من كنائس النصارى وبيع اليهود. (4) في هذه الأبيات إشارة إلى آيات سورة المائدة : 20 – 26 التي تضمنت موقف اليهود وجبنهم عن دخول بيت المقدس الذي وعدهم الله بدخوله وبالنصر على عدوهم فيه ، إذا قاتلوه مع نبيهم موسى صلى الله عليه وسلم.. فأبوا وقالوا له معلنين جبنهم : (( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )) [المائدة:24]. وهاهي قد انطبقت حالهم تلك علينا نحن المسلمين اليوم، حيث احتل اليهود الجبناء بيت المقدس ودنسوه، وعاثوا في الأرض المباركة فسادا ، فلم يجدوا من المسلمين من ينصر المجاهدين الذين يسومهم اليهود سوء العذاب في أرض فلسطين المباركة..!!! |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.