ليلة الاعدام ( لانور البلوشي)
 

ليلة الإعدام
( أ )
كان يمشي
والظلمة من حوله
تسري
متهاوي الخطو
مكسور الهامة
متثاقلا
يبحث عن
كسرة خبز
يسند فيها أيامه
يتخيلها بيضاء
ذات جوانب مسمرة
والحد حاد
كحد الصخرة
يقطع بقاياالفم
الملجم
ويهدم سقفه
***
( ب )
وتهادى من خلف الظلمة
نور ساطع
قال : هي فتاة
قد حنت على الحافي
المسكين
وجاءت تعطيه
الخبزة
كان يتمتم يهذي
يتكلم
أني لن آخذمنها
شيئاآخر
حتى لو أعطتني
كعكعة أو عسلاأو لحمة
لن أجازي هذا
الكرم
بخبث الذمة
ولن آخذ إلا
تلك الكسرة
***

( ج )
وصرخ بصوت عالي
هاتي أعطيني
فسقطت في
يده
كف خشنه
ألم تسمع أن الوالي
أمر بتنظيف
الطرقات
ووقع على هذيألأوراق
بختمة
أركن المسكين إلى الصمت ولم يتكلم
هل تقول أنك لا تعلم
وأن كلامي كذب
وأن الوالي
مجرم
***
قال خذوه

( د )
شد الحراس
الجاني
بل سحبوه
إلى السجن
وهنالك ضربوه
وصار الحديد
الملتهب
يبرد في ظهره
والسوط
يعزف في جنبه
يخط قهقهة الطغيان
يفرق بين الضلع وبينه
أمسك أحدالحراس بشعره


والأخر أجتث
لسانه
وأنهوا ذلك فجدعوا
أنفه
***
( ه )
مالبث من الليل الساري
إلا لحظات

وينقشع النور من خلف الفجر
وينعكس الضوء على ذاك
الجثمان

على ذاك الجسد الهامد

ويلمع بريق الشمس على تلك
الأسنان

***
( و )
كان حيا للحظات
قبل أن تسكنه
الرفسات
وتحقره تلك
النظرات
قال السجان
أن الحقير قد مات
وهرب بفعلته
النكراء
فقال الضابط
إذن فاحملوه
وأسرعوا واسحبوه
ولا تتعبوا
في دفنه
وعلى إحدى الطرقات
أرموه


فإن والينا المبجل
عازم على زيارةالحي
وحقوق الشعب كما تعلمون
عنده أمر مؤل فاستعدوا
للتحول !

كلمات الشاعر انور البلوشي
تحياتي : نورالشمس

كلمات جميلة، وأسلوب سهل سلس، يبدي لنا في نهايته التناقض في مجتمعاتنا، حيث أنه باسم الحرية تقهر إرادة الشعوب.

ذكرنى عنوان هذه القصيده بقصيدة الشاعر
هاشم الرفاعى رحمه الله (رساله فى ليلة التنفيذ )
وهي قصيده طويله لا أحفظ منها إلا بضعة أبيات
يقول هاشم:
أبتاه ماذا قد يخطّ بنانى
.........والحبل والجلاد مــنتظـرانِ
هذا الكتاب إليك من زنزانةٍ
.........مـقرورة صخرية الجــدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها
.........وأحسّ أنّ ظـلامها أكـفــانى
ستمرّ ياأبتاه لست أشكّ فى
..........هذا وتحمل بعدها جثمانى

أخي الفاضل نور الشمس
هل لك أن تعرفنا أكثر بهذا الشاعر الرائع ومن أي بلد هووهل أصدر له أي ديوان