أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

اغتيـــال
***

رحـلـتْ بثـوب ٍ أبيـض ٍ
لمَّـا أناخَ بنـا الزمــن
لا الـروحُ بعـد رحـيلِـهـا روحـي
و لا بـدنـي بـدن
*****
تبـكي !! ومـن بـُعــدِي لــهـا
سـالـت مـدامعُـهـا عـلـن
لا تـدري مـا لبسـتـهُ ثــوباً
أم أنـَّها لبسـت كـفـن
تبـكـي ويبـكي كـلَّ حـي ٍ
و الفيـافي والـدِّمـن
و تقــولُ : يـا أرض ابلعينـي
يا سـمـا صُبِّي حـــزن
سـلمـت ُ نفسـي فِـديـة ً
رباااه ُ، سـلمـتُ البـدن
و ذبحـت ُ قـلبـي كي ألـُـم َّ
الشـمــلَ في عـتـربِ اليـمـن
و نسـيت ُ أنـِّي بنتُ عــاد
و أنـَّه ُ ابـن ذي يـزن
و تقطـَّعـت سُـبـُلُ اللـِّقـاءِ
و هــزَّنِـي طـولُ الشـجـن
و أتت تـُمــزِّقـُنـا اللـيالـي
بعـد مـا كُـنـَّا مـعـا ً
اللــهُ مـا أقسـى الـدمـوع
و مـا أمـرَّ مـن الشـجـن
*****
مـن صُـغــرِهــا تحـتـلُّ شـريانـي
و تجـمعـُني عـلـن
حـوراءُ ، كـانت كـلَّ آمـالي
و كـنتُ لـها الـوطـن
فـيـها فـؤاد ٌ مقـمــرٌ
و لـها شــذى واد ٍ أغـــن
و لـها قــوام ٌ مـأيـس ٌ
و لـها وشــاحٌ مـؤتمـن
كـانت تـُمتـِّعُ بـي نظــرهــا
و تـؤمـِّلُ اللـُّقـيـا غـــدا ً
فـاغـتـالــنا سـيفُ القبـيلـةِ
والـزمـانُ بنـا فــتن
*****
ما كـنتُ أعـلـم أنـَّهـا
ستحـيلُ أفـراحي أسـى ً
وبأنـَّها سـتمـيل عني
ذلكَ الـوجـه الحـسـن
و بأنَّ عـمــري بعــدهـا
غسـقـاً علـى بـاب الـزمـن
حـتـى رأيتُ خـيـالـَهـا
ينـأى إلـى غــيرِ الـوطــن
*****
في عـُرسِـها المشــئوم ِ
كـان القـلبُ يخفـق و الـوجــن
و النـارُ تشـعـل في عــروقـي
و الصـواعــقُ بـي تـُجـــن
رباااه ُ مـلَّ الصـبرُ منـِّي
و ضـاقَ بـي هـــذا البــدن
و أنا علـى حــرِّ النــوى
أخفـي مـرارات الشـجــن
*****
من أيـن لـي قـلب ٌ أعـيـش بـهِ
مرارات المحــن
روحـي السـجـينـة ُ بعــدهـا
محـروقـة ٌ بـينَ الـدِّمـن
و الحــزنُ يسـكنُ في الضـلوع ِ
و كـلَّ أعضـائـي أمتحــن
لا طـابَ لـي عـيـش ٌ
و لا
في البـُعــدِ طـابت لـي عــدن
يا ليتَ قـبــل رحـيلِـها
أبـدَلت ُ يافــع لـي سـكـن