(نساء من عصر التابعين) عائشة بنت طلحة
هي بنت طلحة بن عبيد الله التيميّ القرشيّ ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الصحابة ألأاخيار الأجواد ،أمها كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه .كانت أشبه الناس بخالتها عائشة رضي الله عنها وأحبّهم إليها ،وأطبعهم على علمها وأدبها ،فقد تتلمذت عليها ،وروت عنها الحديث الشريف ،وحديثها مخرّج في الصحاح ومما روي لها في الصحاح ما أخرجه مسلم بسنده عن طلحة بن يحي بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا ."قال : فكنّ يتطاولن أيّتهنّ أطول يدا ،فكانت أطولنا يدا زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلّم _ لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق .وقد أثنى على عائشة كثير من العلماء ممن يعرفون رواية الحديث ،ويكفيها فخرا أنّ إمام الجرح والتعديل وعلم الحديث والمحدثين في زمانه يحي بن معين يوثقها ويحتجّ بحديثها فيقول : الثقات من النساء عائشة بنت طلحة ثقة حجة .كانت من أندر نساء عصرها حسنا وجمالا وهيئة وعفّة وعلما .وأوتيت سعة من المال .
وورد أنها حجّت مرة مع ضرّتها ،سكينة بنت الحسين ،وكانت عائشة أحسن آلة وثقلا ،فقال حاديها يحدو بقول عروة بن الزبير : عائش يا ذات البغال الستّين ***أكلّ عام هكذا تحجّين ؟ فشقّ ذلك على سكينة ،ونزل حاديها فقال : عائش هذه ضرّة تشكوك ***لولا أبوها ما اهتدى أبوك .فأمرت عائشة حاديها أن يكفّ إحتراما لسكينة . وقد كانت ذات عقل وبديهة حاضرة ،وجرأة في الكلام ،وسعة في المعارف المتنوعة ،ومن الأخبار التي تشهد لها بالعلم والجرأة على قول الحق ،ما روي أنها وفدت على هشام بن عبد الملك بدمشق فقال لها :ما أوفدك يا عائشة ؟ فقالت حبستِالسماء المطر ،ومنع السّلطان الحق . قال : فإني أصل رحمك ،وأعرف حقّك وعندما حضر مشايخ ببني أميّة إلى مجلسه ،كانت كلما تذاكروا شيئا من أخبار العرب وأيامها أفاضت معهم فيه ،وكلما طلع نجم أو غار سمّته . فقال لها هشام متعجّبا : أما الأول _أخبار العرب _ فلا أنكره ،وأما النجوم فمن أين لك هذا ؟ قالت : أخذتها عن خالتي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. |
بــوركــت { YARA }
الخليـ ـجي |
بارك الله فيك
اختي يارا بسمة امل |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.