أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   ( لحظـــات سمـــاويـة خالـصـــة ....) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=5347)

أحمد علوي 26-08-2000 01:29 PM

( لحظـــات سمـــاويـة خالـصـــة ....)
 
-

هل جربت متعة الخلوة مع الله جل جلاله في الليل والناس نيام ..!؟
يعطيك نسائم من هذه المتعة الروحية ، أولئك الذين عاشوا التجربة ،
وذاقوا ما فيها من لذة عجيبة تعجز عن وصفها الكلمات ..
هي لحظات من عمرك ..!
ولكن من قال أن لحظة واحدة خالصة صافية مع الله ولله أنها من ساعات الدنيا ..؟!
كلا .. بل هي هي لحظة أُخروية خالصة ، تساوي الدنيا كلها بمن فيها وما فيها ..!
ليس هذا كلاماً إنشائياً والله ..
إنها ساعة تغتسل فيها الروح ، ويصقل فيها القلب ،
وتتزكى فيها النفس ، وتشف فيها المشاعر ، وترف الأحاسيس ..
ويمتلئ القلب بنور السماء حتى تفيض منك عيناك رغماً عنك وأنت تناجي مولاك ..
أرجو أن تصغي إلى الكلمات الآتية ، التي ( تحاول ) أن تصوّر لك هذه المعاني كلها
بإيجاز شديد وبلغة شاعرة تحرك المشاعر .. :
- - -
ركعتـــانْ ..
في سكــونِ الليـلِ عني تجلــوانْ
ظلمــةَ اليــأسِ ، وأكــــدارَ الزمــانْ
وتُشيعـــانِ الرضى في أُفــقِ نفــسي..
فإذا النجــوى تعالــتْ كالشــذا تمــلأ حـسـي
وأصــاخَ الليــلُ في محــرابِ أشـواقي وأُنـسـي
وتهـــاوتْ دمعـتــــــانْ ..
خشَــعَ القـلـبُ وألقــى العــبءَ في ظــلِ الأمــانْ
وبـدتْ للـروحِ آفـــاقُ ابتهــالاتٍ .. وتسـبيحٍ .. وقـدســي
فتـعــرّى كـلّ شـيءٍ دون تمـويـهٍ ولبـــسِ
فــإذا الدنــيا متــاعٌ زائـــل يُلــهي ويُنــســي
وإذا أسـمــى المعــاني في مســراتٍ وأنــسـي
جمعتهــا في سكــونِ الليــلِ ،،
في ظــلِ الأمــــان ..
ركعـتـــــانْ ..!!
- - -
ومع أنه لا يصح أن نقول لك : جرّب هذه الوصفة العجيبة ، ولن تخسر ..
ذلك لأن المعاملة مع الله لا تحتاج إلى تجريب ، فهي مضمونة الربح ، رائعة النتائج..
ومع هذا أقول لك من باب المجاراة :
لا بأس جرّب ولن تخسر شيئاً .. ولكن بشرط :
لا تستعجل ، بل عليك أن تصبر وتصابر وترابط
وتديم قرع الباب حتى يفتح لك ،
وتستمر حتى يتفجر لك الينبوع العذب بسخاء ،
ويومها فقط ستدرك أنك ولدت من جديد ..
-

مروجية 29-08-2000 08:37 AM

السلام عليكم اخي الفاضل ..
أأسف على هذا الإنقطاع الطويل لسبب سفري خارج البلاد وها انا قد عدت من جديد لأشارك في هذه الخيمة الأروع من رائعة .. إضافة لما قلت لدي قصة أسمها راهبة الليل ...
اشترى العبد الصالح (أبو عبدالله النباجي) رحمه الله جارية سوداء للخدمة، فلما صارت عنده في منزله، قالت له: أتقرأ شيئاً من القرآن؟ فقال لها :نعم !!. فقالت : يا مولاي هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر؟!! ، فلما جن عليها الليل ، وطأ (أبو عبدالله) لنفسه فراشاً للنوم ، فقالت له: أما تستحي من مولاك !! إنه لا ينام وانت تنام !! (أي أنه ينبغي لك أن تكون في عبادة وفي عمل يقربك منه حتى يغلبك النوم ، لا أن تتكلف النوم وتتطلبه تطلباً) ، ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام جوف ليلٍ وقلبه مستهام
إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام
فأرض مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن اتباع الحرام
قال: ثم قامت ليلتها تصلي لله حتى طلع الفجر !!

أسأل الله تعالى أن يعيننا على نصرة دينه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم : مروجية ..

أحمد علوي 29-08-2000 02:10 PM

-
أختنا في الله .. الأخت الكريمة / مروجيه .. رعاك الله وعمر قلبك بأنوار محبته جل جلاله
أولاً : معذرة . ثم معذرة .. كان الأصل أن أبدأ بالرد على تعقيبك هذا ،
ثم أنتقل إلى غيره وهكذا ، لكن ما حدث غير ذلك ، فبدأت بآخر موضوع ..!
ومن ثم فلن أعيد ما كتبته هناك حتى لآ أكرر ..
[ مع أني أحياناً أستخدم أسلوب : كرر لتقرر .. ]

ثانياً جزاك اله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
وتعقيباتك الرائعة تدل على سعة الأفق ، وغزراة التحصيل ،
وروعة اختياراتك تدل على ذوق عال ، ونفسية شفافة ..

ثالثاً : القصة التي أوردتها ، مؤثرة للغاية ، وقد أعدت قراءتها أكثر من مرة
وأخذت أسائل نفسي : لو أننا كنا نملك مثل هذه المشاعر الراقية :
هل كانت أوضاعنا ستبقى في هذا المنحدر..؟
وهل كانت سلوكياتنا ستظل في سفول كما نراها عند نطاق كبير من أفراد أمتنا الحيبية ..؟
كلا والله .. فإلى الله المشتكى ..
ونسأله سبحانه أن يذيق قلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
وحسن ظننا به يجعلنا على يقين أنه سيكرمنا بذلك اليوم أو غداً ..
اللهم آمين ..
..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.