فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا..!!
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ...... وقد كان عيـدك باللذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ ...... فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةً ...... في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا معاشهـنّ بعيد العزّ ممتهنٌ ...... يغزلن للناس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتسليم خاشعةً ...... عيونهنّ فعـاد القلب موتورا قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً ...... أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأن في الطين والأقدام حافيةً ...... ًتشكو فراق حذاءٍ كان موفورا قد لوّثت بيد الأقذاء اتسخت ...... كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره ...... وقبل كان بماء الورد مغمورا لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ ...... وليس إلا مع الأنفاس ممطورا أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ...... ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ ...... فعاد فطرك للأكبـاد تفطيرا قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً ...... لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ ...... فردّك الدهـر منهياً ومأمورا من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به ...... أو بات يهنأ باللذات مسرورا ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت ...... فإنما بات في الأحلام مغرورا تحياتي :) |
ما أشبه الليلة بالبارحة!!! وتلك الأيام نداولها بين الناس ... فالتاريخ يعيد نفسه كرّات ومرّات بأمر ربه حتى حين وأخشى أن نفقد ونتأسى على ماهو أثمن من الأندلس! فهل من متّعض؟ اللهم أبرم لهذه الأمة أمررشد يعز فيه أهل طاعتك ...واخذل ما سواه.. بوركت أخي الوافي:New6: |
تسلم أخي الوافي,,
ولك جزيل الشكر لأنها فعلا رائعة بكلماتها ومعانيها فعباراتها نابعة عن صدق في المشاعر,, وصراحة عندما أستشعر معانيها ينتابني شعور بأنني أرغب في البكاء ,, فليس هناك من يضمن الغنى وليس هناك من يضمن الصحة وليس هناك من يضمن السعادة,, فكلنا معرضون للفقر والمرض والحزن,, لذا علينا أن نحمد الله ونشكره على نعمه ونحفظها قبل زوالها,, (وإذ تئذن ربكم ولئن شكرتم لأزيدنكم),, |
نسال الله أن يحفظ علينا نعمه والله إنها لعبرة ،، وإن دوام الحال من المستحال وبالشكر تدوم النعم تصحيح الآية يا أخت نانا {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7 |
إقتباس:
من السهل أن يبقى الفقير فقيرا ، بل إن من السهل أن يزداد الفقير فقرا ولكن من الصعب أن يذل من كان ذا منصب ( أياً كان ) فإن ذلك أمره لا يطاق على النفس البشرية وإكرام ( عزيز قومٍ ذل ) له في مجتمعاتنا سند وقانون والأبيات أعلاه ( مؤلمة ) جدا ، لمن يتخيلها حقيقة واقعة عليه أو على صاحبها وما ذكرته أخي الفاضل / غيث يعتبر نظرة أخرى إلى واقع الأبيات أشد ألماً وأنكا ولكننا نسأل الله العظيم أن ( يلطف ) بنا ، وأن لا يجعلنا في ذلك الموقع أبدا ولا نملك إلا أن نقول معك : إقتباس:
شكرا لمرورك أخي الفاضل من هنا ، وتعليقك الرائع تحياتي :) |
إقتباس:
أختي الفاضلة شكرا لإضافتك الضافية وليس لي تعليق إلا أنك قد أضفت إلى الأبيات ( درة ) جميلة فجزاك الله خيرا عليها تحياتي :) |
إقتباس:
صدقت أخي الفاضل / دايم العلو إن دوام الحال من المحال ..:( وسبحان الواحد الأحد الذي يغيّر ولا يتغير وجزاك الله خيرا على تصحيح الآية الكريمة تحياتي :) |
أنها حقاً قصيدة ملؤها البؤس والحسرة ......
أيها الأخ الكريم : ألا تذكر لنا قصة يوم الطين ....ذلك اليوم المشهود لزوجة المعتمد بن عباد ..... حتى يستشعر القراء مدى ماكان يعيش فيه المعتمد بن عباد من خير ونعمة ورفاهية تكاد لاتقارن ......... |
قصة الطين والمعتمد بن عباد القصة بإختصار ، هي أن إحدى ( بنات ) وقيل ( زوجة ) المعتمد بن عباد وهو [ أحد ولاة الأندلس أيام ملوك الطوائف ] قد رأت بعض الجواري يمشين على الطين ويخضن فيه ، وهنّ يحملن القرب [ إناء جلدي تنقل فيه المياة قديما ] فاشتهت أن تفعل مثلهن وتسير على الطين وتحمل قربة على ظهرها ، فأوحت للمعتمد بذلك . فأمر المعتمد أن ينثر المسك على الأرض ويوضع عليه الكافور ويخلط بالزعفران حتى يصبح كهيئة الطين ، ثم أمر أن تعبأ إحدى القرب من طيب المسك ، فأعطاها ( لابنته أو زوجته ) فخاضت في خليط المسك والكافور تحقيقا لشهوتها تلك . ولكن الله المعز المذل أراد أن تنقلب الأمور على المعتمد بسبب اللهو والغفلة والإغراق في الشهوات والتفرق ليؤخذ المعتمد فأخذ أسيرا إلى بلدة أغمات وتبقى بناته من بعده يتجرعن كأس الفقر بعد الغنى والذلة بعد العزة يكتسبن قوت يومهن مما يغزلنه للناس . فلما علم المعتمد بذلك أنشأ قصيدته المنشورة أعلاه فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ... وقد كان عيـدك باللذات معمورا تحياتي |
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ...... وقد كان عيـدك باللذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ ...... فساءك العيد في أغمات مأسورا ليس بالضرورة أن يكون الإنسانُ حبيس القضبان ليكون سجيناً.. بل ربما حبيس الدُنيا و سجينها.. أين مواضيعك الجميلة أيها الوافي..؟؟ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.