أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الأنبياء والمعجزات !!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=49059)

أبو إيهاب 07-12-2005 07:06 PM

الأنبياء والمعجزات !!!
 
المعجزات والإيمان

إلى الذين يناقشون معجزات الأنبياء ويؤكدون هذا وينفون هذا ، أقول :

إن القطع فى أيامنا هذه بأن نبى من الأنبياء جاء بمعجزة معينة يرجع إلى إيمان المصدق بهذا النبى وبالأخبار التى تؤيد ذلك من كتبه المقدسة ، وليس تصديقه راجع إلى أنه عاين تلك المعجزة ، فالنصرانى يؤمن بأن سيدنا عيسى عليه السلام أحيا الموتى ، وكذلك المسلم يؤمن أيضا بذلك ، وذلك راجع لأنهما أساسا يؤمنون بكتبهم المقدسة ، فلو لم يخبرنى القرآن بمعجزات سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام ، ما صدقت هذه المعجزات ، وفى هذه الحالة لا ألام لأن هذا أكثر من طاقتى . معنى هذا أن مناقشة المعجزات – السابقة = بين أصحاب الأديان المختلفة لن يؤدى إلى إنشاء إيمان بأولئك الرسل . لذلك سأناقش الموضوع من واقع ما نتفق عليه تاريخيا ومنطقيا .

لقد بعث الأنبياء السابقين لمحمد صلى الله عليه وسلم إلى قومهم ، المحدودى العدد مقارنة بتعداد البشرية الآن . وأيدهم الله سبحانه وتعالى بالمعجزات التى نؤمن بها جميعا ، فهل آمنت هذه الأقوام كلها ؟ بالطبع لا ! إذا فالمعجزات جاءت لتساعد المؤمنين الذين آمنوا - وهم نسبة من قومهم لا كل القوم – على الدخول فى الإيمان ، فهذه المعجزات حجة على من عاينوها فقط ، ولا تمتد إلى الأجيال اللاحقة ، فالإيمان بها حاليا ليس إيمانا بها بل هو إيمان بقول من ذكرها .

أين هى المعجزات حاليا التى نلمسها لهؤلاء الرسل ؟ لا شئ ! فإذا حاولت كأحد أتباع هؤلاء الرسل إقناع غير المؤمن بهم برسالتهم يصعب ذلك عليك جدا ، بمعنى أن الإستدلال على صدقهم بذكر معجزاتهم فقط لا يجدى لإنشاء إيمان .

نأتى الآن إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم – لن أناقش المعجزات التى عليها خلاف – فهو كما قال القرآن بعث للعالمين ، أى أن رسالته كانت لقومه وللبشرية بعده ، لهذا فما دامت الرسالة للبشرية بعده فالمعجزات المماثلة لمعجزات الأنبياء قبله لاتجدى - كما قلت - فى إنشاء إيمان فى أيامنا هذه ! أما المعجزات الأخرى فهى لقومه الذين شاهدوها – وكما قلت لن أناقش صحتها من عدمه ، وإن كانت قد حدثت كما يقول المسلمون ، أو لم تحدث كما يقول غيرهم – فما نشاهده تاريخيا قد آمن به قومه ، وجاهدوا معه وبعده لنشر هذا الدين الخاتم . وهنا نأتى إلى النقطة الأولى التى أعتبرها أنا معجزة وقد يعتبرها البعض معى معجزة كذلك وبالطبع سيجادل فيها آخرون (كيف ؟) . لأن رسالته كما قرر القرآن هى للعالمين ، ونحن بعد مايقرب من ألف وأربعمائة عام نرى أنها فعلا رسالة العالمين ، وأن أتباعه فى كل وقت وحين يبشرون بهذه الرسالة ، وأن الكتاب الذى يدعم هذه الرسالة محفوظ ، ذكر فيه عن الله سبحانه وتعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ، هناك مجادلون يشككون فى هذا الحفظ ! فأقول لهم ! ألا يوجد أمام أعيننا كتاب اسمه القرآن الكريم موجود فيه عقيدة واضحة كل الوضوح ؟ وهذا الكتاب كما هو من يوم أن ظهر إلى الوجود ؟ بحيث لو أراد مبشر بالإسلام أن يشرح العقيدة يجد له المرجع الذى يرجع إليه ، ويجد فيه تاريخ الرسول الذى أنزل عليه من يوم ولادته إلى يوم موته . إذا فالقرآن موجود بين ظهرانينا وآية الوعد من الله بحفظه أيضا موجودة فيه - ولا أظن أن هناك عاقل يشكك فى هذا ! لأن ذلك نعاينه جميعا – وهذا دليل على صدق القرآن وصدق وعد الله سبحانه وتعالى ، وليكابر من يريد المكابرة .

نأتى إلى طريقة تسخير الله البشر جميعا لحفظ هذا القرآن ... فى جميع مراحل التاريخ من يوم أن ظهر هذا الكتاب الكريم ، سخر الله البشر لتدوينه حينما كان التدوين باليد ، وأمامكم المتاحف زوروها ، حفظه فى قلوب المسلمين بل غير المسلمين – كمكرم عبيد النصرانى فى مصر – تمت طباعته حينما اخترعت الطباعة ، تم تسجيله على شرائط الكاسيت حينما أخترعت المسجلات ، سجل على شرائط الفيديو ، سجل على ديسكات الكومبيوتر ، وهاهو الآن على الإنترنت . أى عاقل غير مكابر يفكر فى هذا، ألا يرى أنها معجزة ؟ وهذه المعجزة نلمسها بأنفسنا عيانا بيانا ، فهى حجة علينا ، كما كانت المعجزات السابقة حجة على مشاهديها .

نأتى إلى القرآن الكريم نفسه كمعجزة ... فقد أفاض الآلاف فى ذلك من مسلمين وغيرهم ، ولذلك سأذكر بعض النقاط القليلة فى هذا الموضوع :

1 – فى أوائل نزول القرآن على الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله له فى سورة الأضحى ... "وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى " . هل حدث ذلك ؟

2 – فى سورة الإنشراح "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6}" ... ألا يذكر المسلمون رسول الله كل يوم ؟ وهل يذكره أتباعه حول الكرة الأرضية على مدار الساعة أم لا ؟ هل لايذكره أعداؤه ؟ هل العسر الذى واجهه عليه الصلاة والسلام فى بداية دعوته استمر أم انقلب إلى يسر ؟

3 – فى سورة الكوثر "إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ "، الأبتر هو من ليس له أولاد وسينقطع ذكره ، هل شانئ الرسول له ذكر ؟ هل انقطع ذكر الرسول يوما واحدا ؟

4 – فى سورة الطور "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ {30} قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ {31}" ، هل جاء المنون (الموت) للرسول قبل أن يبلغ رسالته ، التى أنزل الله فى حجة الوداع قبل موت الرسول بأربعة أشهر "... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ..." ، فهل كان الرسول يعلم أجله فى بداية الدعوة وفى نهايتها ؟ وهل كان يعلم أن هذا الدين سيكمل ، كما كمل ؟

والله عندى الكثير جدا ، ولكن لتوفروا على الوقت ، أرجوكم ارجعوا إلى القرآن الكريم واقرأوه دون تعصب ، وأرجو من إخوانى المسلمين أن يكملوا هذا المشوار .

هناك نقطة أخيرة ، لكى أقطع الطريق على المعاندين ، سيقولون مثل هذا على كتبهم ، ونحن لانكذب كل ما جاء فيها ، هذه واحدة ، والثانية إذا كان فى كتبكم مثل هذا ولهذا فأنتم مؤمنون بها ، فلماذا لاتؤمنون بالقرآن ؟

محمد العاني 08-12-2005 12:49 AM

بارك الله فيك أخي أبا إيهاب..و جعل ما تكتب من هدايةٍ في ميزان حسناتك يوم القيامة..
موضوعٌ جميلٌ بحق.



أخوك
محمد


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.