أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   القيادة الحكيمة المعصومة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=56637)

زومبي 13-08-2006 05:27 AM

القيادة الحكيمة المعصومة
 
ان تكون شيعياً الان .......... مقالة للاستاذ منى فياض الاستاذه في الجامعة اللبنانية في جريدة النهار اللبنانية ...........

نمر بمرحلة كارثية ومصيرية سوف تنعكس آثارها على بلدنا والمنطقة على امتداد القرن الطالع؛ وبما انها على مثل هذه الخطورة ارتأيت ان أطرح علنا الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية فلا يتجرأ على اعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة اذا لم يكن الكفر. ان مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وطرحها علانية ربما يساهم في كبح انجرارنا نحو الهاوية التي لا قرار لها ويساعد القيادة على اتخاذ القرار الحكيم والصعب من اجل وقف هذه الحرب الجهنمية مهما كلف الامر. فما معنى ان تكون شيعيا – لغالبية الشيعة راهناً - وفي هذه المرحلة المصيرية؟

ان تكون شيعيا يعني ان تسلم امرك للقيادة الحكيمة والمعصومة دون التجرؤ على طرح اي تساؤل ولو من باب الاستفسار.

ان تكون شيعيا يعني ان تشاهد محطة "المنار" و"نيو تي في" و"إن بي ان" حصرا وتنتشي بأغانيها الحماسية واخبارها حصرا، وان تنظر بعداء مستحكم الى جميع المحطات الاخرى لانها إما "اميركية" وإما "صهيونية" طالما انها تشير مثلا الى القوات الاسرائيلية باسمها هذا ولا تسميها قوات العدو حصراً ولا تشبعها نعوتا وتكتفي بنقل معلومات.

ان تكون شيعيا يعني ألا تسال عن معنى النصر؟ هل هو انتصار العسكر وبقاء الجنود – مدججين بالسلاح- على قيد الحياة مع تدمير العمران وافناء البشر الذين تعبوا في بنائه ويشكلون الحماية الفعلية للمقاتل نفسه؟

ان تكون شيعيا يعني ألا تسأل عن معنى الصمود والكبرياء، هل هو الهرب من القصف والتكدس على بلاط المدارس وغبارها؟

ان تكون شيعيا يعني ان تساهم في فبركة "كربلاء 2" اللبنانية اذ ان "كربلاء " العراقية لم تقم بدورها كما يجب في تعبئة العرب وحملهم على الانتصار على العدو.

ان تكون شيعيا يعني ان تكون بطلا لا تتألم ولا تشتكي ولا تتأزم نفسياً، وتقبل التضحية بنفسك وبلادك وكل ما تم انجازه لكي تلقن اسرائيل درسا وتظهر جنونها، وتؤكد هزيمتها المدوية على ما أشار علينا الوزير السوري في إذاعة البي بي سي من ان اسرائيل خرجت خاسرة "مع التشديد اللازم على مخارج الحروف". فهي مكروهة الآن كما لم تكن من قبل وألّبت عليها معظم دول العالم... التي تأكدت الآن وبالملموس – والدرس ما زال مستمراً – في مدى وحشيتها وجنونها.

وعندما تكون شيعيا عليك ان ترضى بهذا المنطق بل ان تشيد به معجبا بفصاحته وحكمته ودوره العالمي على صعيد نشر ثقافة الحقوق وتفعيل المواثيق الدولية ودوره على الصعيد القومي في التحرير والصمود. ألم نتاكد بواسطة هذه الحرب علينا ان "سوريا هي حجر الزاوية في المنطقة"؟ والكلام لا يزال للوزير نفسه. بالطبع كان يجب كل هذا الدمار والخراب لكي نؤكد بالملموس صحة هذا المنطق العقلاني فنحن من شدة موضوعيتنا لا نعمل الا بالبرهان والتجربة الحسيين.

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان يخرب بلدك امام عينيك – غير المندهشتين وينهدم على رأسك وتتهجر عائلاته وتتشرد وتصبح "لاجئة" في اربع زوايا الوطن والارض، وان تقبل الصمود دون تذمر طالما هناك مقاتل يملك صاروخا يمكنه ان يطلقه على شمال اسرائيل وربما جنوبها ايضاً دون ان تسأل عن "اللماذا"؟ أو عن صحة التوقيت؟ أو عن مدى جدوى النتيجة النهائية الحاصلة؟

ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان تضحي بكل شيء ما دام هناك من سيعوض عليك بالمال وهو شريف فوق ذلك لكي تعيد بناء ما دمر؟ ما مشكلتك في ذلك؟

فنحن قوم ابطال لا نعرف سوى ان نضحي وبامكاننا امتصاص الصدمات النفسية وموت الاحبة وبهدلة التهجير والقضاء على مقومات الدولة - فهي دولة فاسدة وضعيفة وتابعة - امام اعيننا أفلا يكفي أن الى جانبنا دولا قوية نعمل على تثبيت دعائمها ونقوي من عزيمتها في مجابهة القوة الاميركية الغاشمة والآلة العسكرية الجهمنية الاسرائيلية التي علينا ان نبرهن عن ضعفها وعدم قدرتها على إلحاق أي هزيمة بمقاومي "حزب الله"؟ او أي امكانية للحد من قدراتهم العسكرية؟ وبأي ثمن؟

ان تكون شيعيا يعني ان تلتزم الصمت ولا تسأل ما هو دور تحرير الاوطانر في العادة: هل لإعادة تدميرها وتسهيل إعادة احتلالها مجددا!؟ وان لا تسأل عن دور القيادة: هل للمحافظة على قوتها العسكرية ورجالها المدججين بالسلاح دون ان تلقي بالا الى الانسان العادي؟ كونك شيعيا يجعل بامكانك فقط ان تشكر الحزب لبطولته وتضحياته فليست مهمتك الآن ان تساهم في "أضعافه" او في "كسر كلمته" وتجعله يعرف متى يتراجع او يهادن لكي يحفظ انتصاره من جهة والدولة اللبنانية وبشرها وعمرانها من جهة اخرى!! فذلك يعني ان تضع موضع تساؤل ان يكون للعزة اولوية على حياة الآخرين وللحجر افضلية على السلاح.

ان تكون شيعيا يعني ان تفوّض سيد المقاومة بطلا مخلصا للامة العربية باجمعها، ليس سواء شئت انت ام ابيت بل سواء شاءت هذه الامة نفسها ذلك ام أبت، بل عليك ان تكتفي بالانتشاء بسماع المدائح الجماهيرية والشعبوية التي سبق ان مدحت بطلها المخلص عبد الناصر ولا تزال تذرف الدموع على بطلها الآخر صدام حسين وهي مستعدة لمديح اي بطل يدغدغ احلامها ومشاعرها لكي تنام قريرة العين (يمكنك هنا مراجعة ادبيات المثقفين وبطولاتهم في صحيفتي "السفير" و"الحياة") او لكي تستعيد كرامة مداسة تحت نعال الحكام من نمرة صدام ما دمنا وحدنا ندفع الثمن في انتظار صحوتهم الحقيقية.

ولكن السؤال الى اي مدى يمكن الاعتماد على هذه الجماهير العاجزة والمستعبدة لكي تقاد – غصبا عنها - لكي تتحرر وتنتفض؟ دون ان نفكر مجرد تفكير في اعادة النظر بهذه الخطة الجهادية والثورية!! هل هي ممكنة؟ هل هي حكيمة بما يكفي؟ هل هيأت الارضية فعلا للبدء بها؟ هل اعدت العدة لتهيئة هذه الجماهيربما يمكنها من القتال والصمود بغير سلاح الحماسة والانفعال والخطابة؟

واذا كنت شيعيا ليس عليك ان تسأل هذه القيادة اين وكيف تمت تهيئة البنية التحتية لاستيعاب مثل هذه الحرب الشعواء ونتائجها "الاحتمالية"، اين هي المستشفيات وسيارات الاسعاف ناهيك عن الملاجئ وغيرها؟ فهذه من المهمات التي نلقيها على عاتق الدولة - التي لم يؤخذ لها رأي في اعلان الحرب - لكي تكون ذريعة للومها على عجزها وقلة حيلتها. فالدولة هي المرجع عندما نحتاجها لكي تضمد الجراح والقرارات الرشيدة والمصيرية ليست من حقها.

وان تكون شيعيا يعني ان تعطل عقلك وتترك للسيد خامنئي أن يملي عليك ويسوقك ويقرر عنك حول ماذا يريد(هو) من سلاح "حزب الله"، وان يفرض عليك معنى للانتصار الذي لا فرق بينه وبين الانتحار.

وان تكون شيعيا يعني ان تدافع عن تدخل الوزير الايراني متكي السافر بشؤون الدولة اللبنانية من دون مراعاة حتى للمظاهر، وهو ربما اتى لينبّه وزيري "حزب الله" في الحكومة انهما "لم يوافقا" على البنود السبعة (بل هيّئ لهما) وخاصة بند القوات الدولية كي لا نقفل باب المقاومة ونبقي البلد مشرعا ومستباحا وساحة للاستغلال، بعدما تبيّن الآن ان مزارع شبعا سورية وتخضع للقرار 242 والى عدم وجود اجماع حول هذا البند. وهو بهذا كأنه ينبههما الى خطئهما في تغليب انتمائهما اللبناني على تبعيتهما الايرانية، فعليهما رغم انفهما ان يغلبا مصلحة البرنامج النووي الايراني ومصلحة الدولة الايرانية على مصلحة دولتهما واولوية الحفاظ على ارواح اللبنانيين وممتلكاتهم، سواء أكانوا شيعة ام غير ذلك، بل خاصة اذا كانوا شيعة. أفليست الأولوية هي جعل إيران قوة اقليمية شيعية عظمى؟ ما أهمية التضحية ببلد اسمه لبنان؟ او بشيعة هذا "اللبنان"؟

وعليك في هذا الجو المتوتر والقلق عندما تكون شيعيا ان تستمع لمحدثك الشيعي المتوتر والغاضب والذي يريد ان يقلب الدنيا على رأس "14 آذار" وان يمنع نشر القوات الدولية، وتسمعه يوزع العمالة والخيانة والامركة والصهينة يمينا وشمالاً دون ان تنبس ببنت شفة بل عليك ان تمتص غضبه وتوافقه على كل آرائه التي عرضنا عينة منها.

وهذا ما يجعلك أبعد ما يمكن ان تكون عن ان تفكر في من انت؟ هل انت مواطن لبناني؟ هل كونك شيعيا يلزمك باعطاء اولوية لإيران على لبنان؟ هل لك حرية رأي؟ او حرية تعبير؟ هل مسموح ان تفكر بروية وتسأل الى اين نحن ذاهبون بالوطن وبمقومات الدولة وبالتعددية وبالعيش المشترك الذي صار علينا ان ندافع عنه الان؟

فأن تكون شيعيا وتتجرأ على مثل هذه الكتابة وهذا التفكير يعني انك عميل وخائن ومع التقسيم والتوطين ومع مشاريع الصهينة والأسرلة وتدافع عن الدولة بفسادها ومحسوبيتها وانك تؤيد السياسة الاميركية المنحازة (بجدارة) وانك تقبل بقصر نظرها وبدعمها لارهاب الدولة الصهيونية وبعدم اعطائها الفلسطينيين دولتهم اسوة ببقية خلق الله بحجة عدم دعم ارهاب "حماس". ويعني انك تدعم اسرائيل نفسها وآلتهـا الجهنميــة ووحشيتها الفائقة وتبرر قتلها واحتلالها وجنونها وتكون محظوظا اذا لم تتهم بانك انت من يساهم بتهديم البيوت على رؤوس اصحابها وتمزيق جثث الاطفال ونثرها على الركام بإعلاء صوتك.

فهل نسيت شيئا من المعزوفة؟ اذا فعلت سوف تعذروني لأني لا استطيع مقاطعة مسلسل نشرات الأخبار أكثر من ذلك، عليّ ان اذهب لأرى من يتهجر الآن ومن يتهدم بيته في هذه اللحظة اذا نجا من القتل

aboutaha 13-08-2006 07:29 AM



على هذا الرابط وايضا بواسطة جريدة النهار

http://www.annaharonline.com/htd/DAYA060810-3.HTM

__________________________________________________

رداً على منى فياض:
الشيعي المفترض أن يكون ؟
نايف كريّم



أوهمتنا الاستاذة الجامعية منى فياض في مقالتها "ان تكون شيعياً الآن" ("قضايا النهار" 7/8/2006) انها تريد ان تطرح علناً مجموعة من الاسئلة التي يطرحها البعض "خفية فلا يتجرأ على اعلانها".
شعرت انني سأكون امام طرح علمي منهجي ينسجم مع المنهجية العلمية التي تستند اليها الاستاذة الجامعية فلا تصادر الاجوبة ولا تطلق الاحكام الشمولية والصفات المطلقة.
فاذا بها تطرح بدل الاسئلة اجوبة او اسئلة مغلّفة بأحكام ونعوت مبرمة وتمارس قصفاً كلامياً عشوائياً مكتوباً بحس التوتر والانفعال واللاموضوعية فضلاً عن اللاعلمية جعل "الشيعي الآن" كما تسميه مسؤولاً عن "انجرارنا نحو الهاوية" و"فبركة كربلاء 2" و"موت الاحبة وبهدلة التهجير والقضاء على مقومات الدولة" و"تسهيل اعادة احتلال الوطن"، وفاقد الاحساس الذي يخرب بلده امام عينيه دون ان يندهش.
وهو ايضاً المعطّل عقله لا يسأل ولا يُسائل والمنقاد ليشكل مع نظرائه "الجماهير العاجزة والمستعبدة"... الى آخره من سمفونية النعوت التي تعودنا سماع بعضها في بعض مجالس النقاش او من بعض جهابذة قنوات التلفزة "غير الحماسية".
ثم توجت كل هذه النعوت بسمفونية الولاء للوطن مما يدفعك لسؤال هذا "الشيعي الآن" "هل انت مواطن لبناني"؟
لا اعترض على حق الاستاذة الجامعية في طرح الاسئلة لاني مارست هذا الحق وامارسه من موقع الناقد ولكن اعترض على ما اعتقده انه خلط للحقائق وتشويه لها باجتزائها او اختزالها.


وقبل ان امارس حقي في الاعتراض لا بد من القول اني لا ارى في واقع الشيعة العام انهم في احسن حال أو هم منزهون عن الاخطاء ولكن ليس هذا مجال الحديث.
ومن موقع المشمول غصباً بنعوت "الشيعي الآن" والمتوجب عليه دوماً تقديم اثباتات الولاء الوطني والانتماء اللبناني دون جدوى، أردت ان اطلق على طريقة الاستاذة الجامعية أجوبة تختصر الاسئلة وتحاول استكشاف "الشيعي المفترض" الذي يرغب به الكثيرون والذي لا يجعلك تتساءل في ما لو كنت شيعياً بالصدفة هل انت لبناني؟

من الضروري العودة الى الوراء قليلاً الى الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 حيث بدأ يتشكل "الشيعي الآن".
والشيعي المفترض هو الذي كان عليه ان لا يغامر منذ ذلك الزمن فيطلق ببضع مئات من المتهورين وفق الرأي السائد آنذاك مقاومة ضد جيش احتلال غزا لبنان باكثر من مئة الف جندي. وكان عليه ان لا ينفرد بالقرار ويستشير الحكومة اللبنانية ومن خلفها كل الحكومات والزعماء العرب. وكان عليه منذ ذلك الزمن ان يرفض المساعدة السورية والايرانية ويقطع دابر تدخلها في الشؤون اللبنانية ويترك لبنان ليدخل بسلام في العصر الاسرائيلي. وان اراد مقاومة ما، كان يمكنه الاكتفاء ببضع مقالات وبضعة ازواج من بيوت الشعر دون انتقاص من الكتاب والشعراء.

والشيعي المفترض كان عليه عدم التسبب بتمرده بفتح معتقلات انصار والخيام وعذاباتهما المرة. وما المشكلة لو ان اسرائيل اقامت على ارض الجنوب بضع مستوطنات كالتي بنتها في غزة والضفة والجولان وما زالت في الاخيرتين تنتظر لازالتها قرارات المشاركة الحكومية والقمم العربية بعدما ازالتها المقاومة في غزة بثمن باهظ.

والشيعي المفترض كان عليه عدم معارضة ارادة الغالبية النيابية التي وافقت على اتفاق 17 ايار 1983 وكان عليه التسليم بارادة الغالبية الحكومية والنيابية حتى لا يدمر مقومات الدولة التي كان يبشرنا بها بشير الجميل وانعم علينا ببعض افضالها من بعده الرئيس امين الجميل (خصوصاً في الضاحية الجنوبية).

والشيعي المفترض كان عليه الاستجابة لمطلب الحكومة بالتناغم معها في اعقاب عدوان "تصفية الحساب" عام 1993 ولو استجاب لرضخت اسرائيل فوراً لمعادلة التناغم ولما طال احتلالها حتى العام 2000.

والشيعي المفترض كان عليه ان يقر بعد عدوان "عناقيد الغضب" 1996 بانتشار الجيش اللبناني خارج الشريط المحتل ووقف المقاومة لان وزير الخارجية الاميركي آنذاك وارن كريستوفر كان سيتكفل بانهاء معاناة اللبنانيين وضمان انسحاب الاحتلال في اسابيع قليلة.


حسناً هذا قبل التحرير، ولماذا بعد التحرير يصر "الشيعي الآن" ان يعيدنا الى الاحتلال حسب مفهوم الاستاذة الجامعية؟


كان على الشيعي المفترض ان يتخلى عن السلاح ويعود لينام أعزل في حضن الذئب مطمئناً الى حماية المجتمع الدولي. وما كان له ان يشغل نفسه والبلد بتحرير ما تبقى من الارض ما هي إلا مزارع، وما تبقى من معتقلين لبنانيين في السجون الاسرائيلية وما هم إلا افراد؟


وكان على الشيعي المفترض ان يهلل لخروج القوات السورية من لبنان كما هلل لخروج القوات الاسرائيلية ليثبت صفاء لبنانيته وكمالها حتى ولو لم يهلل شركاؤه اللبنانيون "القح" لخروج القوات الاسرائيلية كما فعلوا مع السورية.


وكان على الشيعي المفترض بعد خروج القوات السورية ان يقر بهزيمته السياسية – هكذا صوّروا الامر – ويعود مواطناً ملحقاً من الدرجة الثالثة ويتحمل وزر ما ارتكبته المخابرات السورية من اخطاء وخطايا في لبنان ولو لم يكن شريكا بها، بمقدار شراكة بعض اقطاب 14 الشهر (والعباره مستعارة حتى لا نختلف بين آذار وشباط) فالغُنم لغير الشيعي المفترض والغُرم عليه وحده.
والشيعي المفترض هو الذي عليه ان يصب جام غضبه على سوريا عند كل انفجار واغتيال مشبوه (وهي في دائرة الشبهة) ولكن عليه ان يتقبل كالقضاء والقدر وجود شبكات العملاء الاسرائيليين الذين يزرعون العبوات ويغتالون الكوادر من صيدا الى بعلبك مروراً بالضاحية الجنوبية ولا داعي لكثرة الضجيج حول هذه الشبكات حتى لا نحرف الانظار عن سوريا!


والشيعي المفترض هو الذي كان عليه ان يصفق في ساحة الشهداء لقول سمير جعجع في اول خطاب جماهيري له بعد خروجه من السجن: "ايها اللبنانيون البحر من امامكم والعدو من ورائكم"، مذكراً اللبنانيين "القح" باحد الشعارات التي كان يرفعها ايام الحرب الاهلية ويمررها باستمرار على شكل فلاش تلفزيوني على قناة "أل.بي.سي" "غير الحماسية" اذ يبدو في الصورة احد الجدران وقد كتب عليه بخط كبير "السوري عدوك".

والشيعي المفترض هو الذي صفق من بعده لاحدى مقابلات وليد بك جنبلاط التلفزيونية اذ قال "اسرائيل ليست عدواً الآن".
وهو الذي عليه ان يصفق لتكريم جون بولتون الخادم الامين لاسرائيل ويزاحم اللبنانيين الآخرين على نيل بركاته والتفاتاته الكريمة وخدماته الجليلة للبنان خصوصا الأخيرة، منها التي يستحق عليها تكريماً ثانياً عندما رفض وقف النار وتالياً وقف المجازر الاسرائيلية ضد من يفترض انهم مدنيون لبنانيون فكيف يمكن وقف النار مع الارهاب حسب تعبيره؟


والشيعي المفترض انه لبناني مصفّى هو الذي يشارك في رجم وليد المعلم ومنوشهر متكي ويلعن تدخلهما السافر في الشؤون اللبنانية، فيما يفرش الورد والزهور لكوندوليزا رايس ويبصم على الشرق الاوسط الجديد الذي تنسجه بدماء اطفالنا، ويأخذها بالاحضان والقبلات ويلبي دعوة الجلب الى وليمة على دماء الشعب اللبناني ويستمع الى النصائح والتوجهات شاكراً نعمة الديموقراطية الاميركية ان ارسلت لنا البطانيات لنجمع بها اشلاء ضحايا القنابل الذكية المرسلة الى اسرائيل.
والشيعي المفترض هو الذي يقطع مع مرجعياته الدينية التي تعيش في كتب التاريخ ويتعلق برؤية جورج بوش الذي اعلن ان الوحي يأتيه من السماء "طازة" فتعمّنا بركات الدين الجديد والمسمى رسالة الحرية كما عمّت الفلسطينيين والعراقيين ولن تتوقف حتى تعم المنطقة بأسرها ويكون الدين كله لجورج بوش.


والشيعي المفترض هو الذي يُحمل "الشيعي الآن" مسؤولية تلزيم اسرائيل بتطبيق القرار 1559 بالقوة لأنه لم يرضَ بالتي هي احسن مع الحكومة اللبنانية واكثريتها الميمونة ويتخلى عن السلاح طوعاً ويقبل العيش بجوار الذئب المفترس دون عدة وعتاد ودون ضمان ما الذي يحميه؟ الا العودة لمنطق الاستباحة المجانية حيث "قوة لبنان في ضعفه" والعودة الى الواقع الذي دفع الامام موسى الصدر ليقول في سبعينات القرن الماضي "لن نقبل ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما".
والشيعي المفترض هو الذي ينبغي عليه ان ينقضّ على قيادة المقاومة ويمنعها ان تبني قوة قادرة على إيلام اسرائيل اذا فكّرت بممارسة هوايتها الدائمة في ايلامنا. ويمنعها من ان تبني قوة قادرة على ان تحفظ لنا كرامة الموقف اذا فكرت اسرائيل بسلبنا كرامة الحياة. اذ ينبغي ان نبقى كالارانب نموت وحدنا اذا قررت اسرائيل، ونتهجر وحدنا اذا قررت اسرائيل ونعيش بسلام فقط في الفسحة التي تمنّ علينا بها.
والشيعي المفترض هو الذي كان عليه ان يفهم ويدرك ان معنى الديموقراطية ليس ان تنتخب الاسلاميين لتمثيلك وإن فعلت فعليك تحمل وزر اختيارك كما في فلسطين. فالديموقراطية تعني انتخاب السائرين في ركب المشروع الاميركي او الذين لا يشكلون خطرا جوهريا عليه، والباصمين على الشرق الاوسط الجديد او الكبير او العريض او بأي مقاس تقرره الولايات المتحدة وتتزعمه اسرائيل.

وعلى الشيعي المفترض ان يعتذر عن جرأة "الشيعي الآن" في مقاومة اسرائيل ورفض سطوتها وتطاوله عليها وجريمته الكبرى التي تستوجب معاقبة كل لبنان واللبنانيين ليست في خطف جنديين وانما في بنائه بالخفاء قوة ردع مؤلمة لم تذق اسرائيل الما بطعمها منذ وجدت.
ممنوع ان تكون قوياً في جوار اسرائيل واذا تجرأت يجب ان تدفع اثماناً لم يسبق لك ان دفعتها وآلاماً لم يسبق لك ان تألمتها. وعلى الشيعي المفترض ان يعلن براءته من هذه القوة ومحاولة امتلاكها لأنها قوة لسوريا وايران وليس للبنان مصلحة فيها فقوة لبنان في ضعفه وكفى.
تسأل الاستاذة الجامعية عن "اللماذا" و"صحة التوقيت" و"الجدوى النهائية" معتقدة انها اكتشفت شيئا جديدا ومتناسية ان هذه الاسئلة قد طرحت عشرات المرات منذ عام 1982 وابرز مرة على ما اذكر كانت بعد التحرير عام 2000 اذ بعد عملية للمقاومة في مزارع شبعا صدر المانشيت في جريدة "المستقبل" في اليوم التالي يقول "عملية التوقيت الخاطئ". منذ عام 1982 والتوقيت خاطىء. لم يقل لنا المهتمون بالتوقيت ولا مرة متى كان الوقت صحيحا لتبادر المقاومة وفق اقتراحهم!


كان الشيعي المفترض سيستريح لو استفاق يوما ليسمع ان اسرائيل فاجأت "الشيعي الآن" باختراع سبب او دون سبب، بمئات الغارات الجوية مدمرة الابنية والبيوت المختارة. كان الامر سينقضي في ساعات قليلة وتُدفن المقاومة وقياداتها وآلاف عدة ممن تعتبرهم الاستاذة الجامعية "الجماهير العاجزة والمستعبدة" تحت الركام.
كان لبنان سيستنكر ويلجأ الى مجلس الامن والشيعي المفترض كان سيستريح من المعاناة وبهدلة التهجير او مجرد مشاهدته متلفزاً لأن ما يطيل المعاناة بمفهومه هو الصمود وليس العدوان؟ وكان سيكتفي بكتابة بضع مقالات استنكار دون ان ينسى ان يغمز فيها من قناة المقتولين.


زومبي 13-08-2006 11:54 AM

منى فياض شيعية ..... وهي أعلم منا ببواطن الأمور اللبنانية

aboutaha 14-08-2006 03:36 PM

زومبي

هذا زميل لها في نفس الجريدة وهو ايضا سيكون ادرى بها مني ومنك وها هو يرد عليه باسلوبها فدعنا نستفيد من الاثنين


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.