القرحة الهضمية
القرحة الهضمية
مقدمة: القرحة الهضمية يمكن أن تنشأ في أي جزء من القناة الهضمية يصله الحمض المعدي سواء في الاثنى عشر أو المعدة أو المريء. وحينما نتحدث/تذكر عن القرحة الهضمية نقصد بها عادة/عاصه قرحه الاثنى عشر وهي أكثر انتشارا في مجتمعنا من قرحة المعدة. وقد أظهرت الدراسات الصادرة من جامعة الملك سعود أن القرحة الهضمية تمثل ما يقارب من 20% من نتائج تنظير القناة الهضمية العلوية التي أجريت في وحدة التنظير في مستشفى الملك خالد الجامعي. وتنتشر القرحة الهضمية بين النساء والرجال بنسبة 8:1،1 اما نسبة قرحة المعدة: الاثنى عشر فهي10:1 وبلغ متوسط عمر المصابين بقرحة الاثنى عشر 38 عاما مقابل 49 عاما لقرحة المعدة. والقرحه هي عبارة عن تلف موضعي في المخاطية والمخاطية العضلية للمعدة أو الاثنى عشر. وقد تكون القرحة واحدة أو متعددة ويتراوح قطرها عاده ما بين 5-20 ملم. العوامل التي تساعد على حدوث قرحة هضمية: خلق الله سبحانه وتعالى الأمور متزنة، وحين يختل هذا التوازن قد يحدث المرض، قهناك مثلا في حالة القرحة عوامل هجومية مثل الحمض والببسين والعصارة الصفراوية والبكتيريا اللولبية البابية وغيرها، وهناك عوامل دفاعية مثل المخاط الذي يبطن جدار المعدة والبيكربونات التي تفرزها المعدة ولاثنى عشر والبنكرياس والتروية الدموية وتجديد الخلايا والمخاط. فمتى اختل التوازن نتيجة لظهور العوامل الهجومية أو ضعف العوامل الدفاعية أو كليهما معا فربما نتج عن ذلك نشوء القرحة الهضمية. وتعتبر في عصرنا هذا البكتيريا اللولبية والعقاقير المستخدمة لعلاج الأمراض الرثوية (الروماتزم) والتدخين هي أهم العوامل في نشوء القرحة أو تأخر التئامها أو تكرر حدوثها. ومع أن هناك عوامل أخرى مثل التوتر النفسي وبعض الأمراض الشديدة الحادة والعوامل الورثية لها دور في حدوث القرحة حيث انها يمكن أن تسبب خللا في اتزان العومال الهجومية والدفاعية إلا أنها أقل نسبة من العوامل الرئيسة التي ذكرت سابقا وهي البكتيريا اللولبية وعقاقير الأمراض الرثوية والتدخين. وليس للتغذية دور يذكر في حدوث التقرح الهضمي إلا أن بعض التوابل مثل الفلفل الأسود والأحمر والقرنفل قد تكون ذات علاقة حيث سببت كلا في المخاطبة في حيوانات التجارب كما شاهدنا ذلك في دراسة مخبرية في جامعة الملك سعود. ظواهر القرحة الهضمية: في الحقيقة ليست هناك أعراضا خاصة بالقرحة الهضمية حيث أن أمراضا أخرى قد تشاطرها بعض الأعراض ولكن من أكثر أعراضها تواردا ألم في أعلى الشر سوف يزداد مع الجوع في حالة قرحة الاثنى عشر ويتحسن بعد الأكل على العكس من قرحة المعدة حيث يخف الألم مع الجوع ويزداد بعد الأكل. وقد يشكو المصاب بالقرحة الهضمية من حرقه الفؤاد وعسر الهضم. وعسر الهضم قد يكون عضويا كما هو الحال في القرحة وغيرها أو غير عضوي. وهذا قد يشكل صعوبة في التفريق بينهما مما يتطلب إجراء بعض الفحوصات الضرورية للوصول إلى التشخيص السليم ومن ثم المعالجة الموجهة. التشخيص: كانت الأشعه الوجبة الباريتية هي الطريقة السائدة لتشخيص القرحة لكن بعد تطور أجهزة التنظير وانتشارها وسهولة وسرعة إجرائها ودقتها أصبحت الطريقة التشخيصية المثلى. ومن مزاياها الرؤية المباشرة وإمكانية الحسول على خزعات نسيجية تفحص مجهريا إذا استدعى الأمر ذلك. مضاعفات القرحة: من المعروف أن حوالي 25% من المصابين بالقرحة ليست لديهم الظواهر المرضية الدالة على وجودها. وأهم مضاعفات القرحة الهضمية النـزف والانثقاب والانسداد. يحدث النـزف وهو أكثر المضاعفات شيوعا نتيجة حث القرحة لوعاء دموي، وأهم ظواهره قياء دموى النـزف أحمر أو أسود وتغوط أسود وقد يتوقف النـزف تلقائيا أو يستمر. ويتطلب علاجه إجراء تنظير للقناة الهضمية العلوية لمعرفة مكان ومصدر النـزف سواء قرحة أو غيرها وأصبحت أكثر حلات النـزف تعالج بالتنظير ويوقف النـزف أما بحقن عقاقير أولي المنطقة النزفة. وحينما يكون النـزف شديدا فلا بد من العلاج في المستشفيات المؤهلة لقد انخفضت الحاجة إلى التدخل الجراحي جراء تطور الطرق التنظيرية إلى حد كبير أما الانثقاب فيحدث حينما يستمر التآكل ساريا من طبقات جدار المعدة أو الاثنى الداخلية حتى يبلغ التجويف الصفاقي ويحدث الانثقاب اكثر لدى المسنين وممن يتناولون عقاقير الأمراض الرثوية. وعادة ما يكون الألم المتزايد والمنتشر في البطن هو أهم ظواهر الانثقاب الذي يعالج جراحيا. لكن بعض أنواع الانثقاب تكون صغيرة ويكون الالم موضعيا ويتماثل للشقاء دن الحاجة إلى تدخل جراحي. أما الانسداد فهو أقل المضاعفات شيوعا وينتج ذلك عادة لدى المصابين بقرحة القناة البوابية (مخرج المعدة) أو قريبا منها في المعدة أو الاثنى عشر. ونتيجة لتأخر أو تعذر تفريغ المعدة جراء الانسداد يشعر المصاب عادة بامتلاء وغثيان وقياء وقد تستوجب التدخل الجراحي إذا لم يطرا تحسنا بالعلاج الطبي أو التوسعي عن طريق التنظير. العلاج: أصبح من الممكن ولله الحمد علاج القرحة الهضمية وبعض مضاعفاتها بالأدوية المشبطة لإفراز الحمض المعدي أو بالأدوية التي تساعد على تقوية الخاصية الدفاعية والمضادات الحيوية في حاله تلازم القرحة مع وجود البكتيريا اللولبية البابية. كذلك أسبح للتنظير دور كبير في علاج النـزف والانسداد مما قلل الحاجة إلى حد كبير للتدخل الجراحي الذي كان سائدا قبل هذه التطورات وقد اثبتنا أيضا مؤخرا أن الحبة السوداء وكذلك العسل لها دور في تنشيط الخاصية الدفاعية للمخاطية فنحمد الله كثيرا على نعمه التي لاتعد ولا تحصى. أ. د. إبراهيم بن عبدالكريم المفلح أستاذ واستشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي ويحمل الزمالة الألمانية |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.