أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأسرة والمجتمع (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   بداية النهاية (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=34910)

دايم العلو 04-09-2003 03:28 PM

بداية النهاية
 
بداية النهاية ،، بداية النهاية ،، بداية النهاية ،،


خرجت ذات يوم من مدرستها متلفعة بعباءتها وإذا بها تبصر من يلقي ورقة صغيرة عند قدميها ثم ينسل من أمام ناظريها ..
ابتعدت عنها.. فرت منها.. وكأنها عقرب تكاد تلدغها،أو حية تهم بلسعها .... انزوت بعيدا خائفة.. وجلة مترقبة حذرة .. صوت خافت يهمس في أذنها: وما عليك لو أخذت هذه الورقة؟! إنه عالم لم تعرفيه! فلماذا تصرين على عدم الخوض فيه؟! لقد تمكن الخوف منك . وأزرى الجبن بك تقدمت بعد أن أحجمت سارقت المكان النظر قلبت البصر انطلقت في خلسة وخفة نحو الورقة وقذفت بها إلى حقيبتها وعادت إلى مكانها مسرعة ..
وفي المساء كل من في المنزل غارق في بحر حياته .. سادر في فلك عمره ،
الأب … مازال مع رفاقه في المقهى الذي لا يكاد يخرج منه حتى يعود إليه ،
الأم … مع جاراتها وفي جولاتها.. مشغولة بحياتها واهتماماتها
الإخوة … الوقت مازال مبكرا في نظرهم فلماذا يعودون سريعا؟! والشوارع تضمهم برحابة صدرها و فساحة أرجائها .. لا محادث يقطع هذا الملل ولا مسامر ينهي هذه السئامة .. إذا لا مناص من شاشة التلفاز ففيها المتنفس الرحب والمرتع الخصب .. قلبت قنوات الجهاز الذي أجهز على حيائها وأراق ماء وجهها..
أوووه هذه أغنية قديمة ممجوجة.. وتلك قصة مكررة .. وهذا لقاء ديني جامد لا يتحرك فيه سوى شفتي المتحدث ما أقل من يتابعه! فسوقه كاسدة ولا رواج له في بيتنا ..
قررت أن تتابع ذلك الفلم الفني يالها من قصة شاب يحب فتاة من أجلها يضحي بدينه ودنياه لقاء وغرام .. شوق وهيام مشاهد تنقلك من واقعك لتعيش معها في عالم خيالك وترتع بها في دوحة أحلامك وصور تدغدغ جسك وتستجيش عواطفك وتعصر قلبك حتى يقطر حبا وشوقا وتعلقا..أخذت تحادث نفسها ما أجمل الحب ؟!
وما أهنأ حياة المحبين !! لماذا أبقى هكذا كالشجرة العارية في صحراء مهلكة دوية ؟ لم أظل أتنفس برءة واحدة ؟ أمشي بقدم مفردة مشاعري جامدة! عواطفي باردة !! هكذا صور لها خيالها حياة السقوط في الهوى حتى غدت كمن يطار سراب بقيعة يحسبه ماء زلال فإذا به قفر بلقعا!!
امتدت يدها إلى حقيبتها وأخذت قرص الهاتف لتحركه .. يداها ترتعشان .. قلبها يخفق ..أطرافها ترتجف .. ألصقت سماعة الهاتف على أذنها ليغرس صوته كالسهم المسموم في حبة قلبها .. قال : نعم ؟! حارت جوابا .. فقدت صوابا وصمتت .. أحس بها وأدرك بمكره أنها ترغب أن يبادرها فألقى بشباكه ليوقعها في شراكه .. وانطلق كالموج الهادر ليسفع قلبها الذي غدى كقارب محارب لرياح عاتية في بحر لجي .. بكلام ماسمتع قبله مثله . خضعت فطمع الذي في قلبه مرض .. أغلقت سماعةالهاتف ووضعت يدها على قلبها وكأنها تريد أن سكن خفقانه ويخمد رجفانه قالت إنه الحب إذا سكن قلبي من أول كلمة ومع أول خطوة .. وما أن عادت إليهاالسكينة حتى عادت تتصل به مرة ثانية ،، وكانت بداية النهاية ..

.. يتبع ..

دايم العلو 05-09-2003 07:18 AM

غدت لا يرتاح لها بال .. ولا يقر لها حال حتى تسمع صوته وتتلذذ بحديثه .. وتسعد بكلامه …زين له سوء عمله فرأته حسنا ..
ذات ليلة قال لها : لقد سئمت ، إني أحادثك دون أن أراك ، فهذا عذاب لا يحتمل وعقاب لايقبل . فمتى ألقاك فأسعد برؤياك ؟؟!!
وبعد إلحاح منه قبلت أن تكشف له عن وجهها عندما يحضر إليها بجوار مدرستها .
قالت : ترى وجهي وكفى . قال : كفى .. وهل بعد ذلك منتهى . وكان له ما أراد . وما أن ذلفت إلى بيتها حتى سمعت رنين الهاتف يتعالى .. ونغماته تتوالى ..فإذا به هو يبدي إعجابه بها .. ويعبر عن حبه لها وانهمر منه المدح والثناء ، والوصف والإطراء كالمطر ..
خدعوها بقولهم حسناء ======= والغواني يغرهن الثناء
وظل الاتصال عن طريق الهاتف يلتهم ..الوقت ويسحق الزمن ،، مما ترتب عليه انشغال البال وتعطل الأعمال والكسل في الدراسة والإهمال ..
وذات يوم قال لها : ما أشد سعادتي وفرحتي عندما تخرجين معي لبضع دقائق في نزهة بريئة نطفئ فيها لهيب الشوق الذي أوقد بين الضلوع وأضرم بين الجوانح ..
عارضت في البداية ! وخنعت في النهاية .. وخضعت لمراده فهي لا تقدر على جفائه وبعده . كيف لا ! وهو الذي يهدد بقطع علاقته معها وقد تملك منها السمع والبصر .. وذلك مالا تحتمله ولا تقدر عليه ، ولا تقبل به ..
قال لها في خبث ودهاء وهو يستجديها للقاء : إذن أنت مازلت لا تثقين بي وتشكين في صدقي وخالص حبي !!وانتصرت العاطفة في المعركة وباء العقل بخسران عظيم ..
وخرجت معه لأول مرة …


... يتبع ...

أطياف الأمل 05-09-2003 11:20 AM

أخي دايم العلو ..
لن اقوم بالتعليق إلا بعد انتهاء القصه ..
فالحديث يطول كثيرا في هذا الموضوع

تحياتي لك وبانتظار البقيه

كوكتيل 05-09-2003 01:27 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة دلوعة بابا
أخي دايم العلو ..
لن أٌوم بالتعليق إلا بعد انتهاء القصه ..
فالحديث يطول كثيرا في هذا الموضوع

تحياتي لك وبانتظار البقيه


و أنا كذلك :)

دايم العلو 05-09-2003 02:53 PM

(الأخت دلوعة بابا والأخ كوكتيل شكرا لكما وأرجو عدم الرد إلا بعد نهايةالقصة)
وخرجت معه لأول مرة .. اطرافها تنتفض رعبا وهلعا كورقة صفراء تسفعها الريح في يوم عاصف .. تحس باعين الناس تنهشها من ثيابها وتنتزعها من ملابسها .. الأشجار المنتصبة على حافتي الطريق تشعر بها وكانها رجال يراقبونها أو أناس يرمقونها .. وأغصانها المتدلية تبصرها كأصابع اتهام لها تشير إليها محذرة منذرة ، لكنها تمضي في غيها سادرة لاتلوي على شيء ..
وماهي إلا بضع دقائق وبعض لحظات حتى عاد بها .. فسكن روعها.. وذهب خوفها .. وتلاشى فرقها ...
تتابعت اللقاءات و تلاحقت المقابلات .. وفي ليلة ما عرف العمر مثلها .. إمراة ورجل والشيطان ثالثهما ...
وكانت الفاجعة ....
هبت مذعورة .. قامت مبهورة .. بعد أن انتهى كل شيء لها وضاع كل شيء منها .. صاحت فيه .. أيها الغادر .. أيها الخائن الماكر ..ارتسمت على شفتيه ابتسامة صفراء كورق الخريف اليابس .. وتجول ذلك المحب المشفق إلى ذئب يخنق تقطر أسنانه بالدم ويمازج مخالبه اللحم ..



... يتبع ...

دايم العلو 05-09-2003 04:24 PM

صرخت بملء صوتها .. ياللعار !! ياللعرض الذي ضاع والشرف الذي اهدر !! ماذا أقول لمن حولي ؟! إن علموا بحالي وافتضح خبري وهتك ستري .. بل ماذا أقول لله عندما القاه ...
قال: يافتاه!! أأأقصد يامرأة .. كفي عن اللوم .. ودعيني من هذا الكلام .. انتهينا والسلام ختام ..
ظل يعوي بكلام لا تعيه وحديث لا تفقهه .. عادت مذبوحة من الوريد إلى الوريد لا ترقأ لها عين ولا يجف لها دم ولا يغمض لها جفن .. حيرة وألم .. حسرة وندم .. عذاب وسقم .. مضت ايام كالأعوام وساعات كالسنوات ..
اتصل بها .. طلب منها أن تحضر عنده .. قال لها ..



... يتبع ...

همسة العنا 05-09-2003 04:27 PM

أخوي دايم العلو

رائع ومفيد جداً بارك الله فيك

واكثر الله من امثالك

إستمر أخوي وأكمل

ولك تحياتي

دايم العلو 05-09-2003 04:43 PM

(أختي همسة العنا شكرا لك وأرجو عدم الرد إلا بعد نهاية القصة )


قال لها : الفضيحة لك بالمرصاد إن طال جفاك وامتد صدك واستمر عنادك .. ذهبت إليه بعد أن تمنعت منه .. ذهبت كسيرة حسيرة .. حزينة أسيفة .. ذكرته بوعده الذي أخلفه وأخبرته بعهده الذي نقضه ..كادت تنسحق ألما وتذوب كمدا أمام ناظريه ..جثت على ركبتيها بين يديه .. قبلت كفيه وقدميه.. وغدى كحجر لا يشعر .. وصخر لا يتأثر .. وتحت طائلة التهديد والوعيد أمكنته من نفسها كميتةبين يدي مغسلها .. لا حيلة لها فيما يفعل بها .. وهل يضر الشاةالسلخ بعد الذبح ؟؟!!


... يتبع ...

دايم العلو 06-09-2003 02:21 PM

( الأخت دلوعة بابا جزاك الله خيرا وأقول ليت كل المشرفين مثلك يراعون شعور الكاتب فلا يحذفوا أو ينقلوا أو يتعرضوا للموضوع إلا بعد أخذ رأي صاحبه .. لامانع لدي من نقل الموضوع إلى خيمة الثقافة والأدب )
وهل يضر الشاة السلخ بعد الذبح ؟؟!!
فإذا برجل غريب يدخل عليها .. يقترب منها .. توارت عنه .. اختبأت منه .. جعلت أصابعها في أذنيها حتى لا تسمع قهقهاته المرعبة..المفزعة كصوت الصواعق التي تصم الآذان وتصك الأسماع ..
فإذا به يلزمها أن تمكن صديقه منها ، حتى يقع بها ويعبث بكرامتها .. وبالقهر .. والجبر .. والغلبة .. والقوة .. كانا لهما ما أرادا .. فأصبحا كالسباع الضارية تنهش جيفة هامدة ..
وفي ظلمة الليل الحزين .. وحيث السكون الخانق يلف ذلك البيت المسكون بالملل .. كان كل شيء قد خبت .. سوى عبراتها الحارة التي تسيل على خدها .. وزفراتها المرة التي تنفث بها من حرقة مابها .. وآلام مبرحة كادت أن تمزق أحشائها وتقطع أوصالها ..
وفي أحد الأيام بعد أن بزغ ضوء الفجر وشع نور الضياء بعد ليل مليء بالبؤس والشقاء ...

دايم العلو 07-09-2003 03:19 AM

وفي أحد الأيام بعد أن بزغ ضوء الفجر وشع نور الضياء بعد ليل مليء بالبؤس والشقاء ... ذهبت لعيادة الطبيبة التي ماانكشفت عليها حتى ارتسمت ابتسامة السعادة على وجنتيها .. وقالت لها : مبارك عليك أنت حامل !!!!


فواحسرتاه على العرض الضائع ..
وواحسرتاه على الشرف المهان ..
وواحسرتاه على الكرامة المهدرة ..
وواحسرتاه على الرؤوس الشوامخ كالجبال كيف ذلت وخزيت بين الرجال؟؟!!
وواحسرتاه على حدود الله كيف انتهكت !! ومحارم الله كيف استبيحت !!


وبعد أختاه احذري خطوات الشيطان ومزالق الغواية والعصيان .. وتجنبي أن تسقطي في براثن ذئاب البشر .. الذين يفترسون أغلى ماعندك ثم يقذفون بك تحت أقدامهم.. ويسحقون كرامتك .. ويبتزون شرفك ثم يغفر المجتمع إسائتهم ويتسامح معهم في زلتهم ..

أما أنت .. فالعار يلازمك طوال العمر .. والخزي يقترن باسمك أبد الدهر ..وإنما هي الخطوة الأولى .. والخضوع في مبتدأ الأمر ، ثم يفتح باب الفتنة ليلج منه ضعاف النفوس ومرضى القلوب فيعبثوا بالكرامة ، ويخلفوا وراء ظهورهو الجراح .. والحسرات والعبرات والحزن على ما فات ..

حماك الله بحيائك .. وجنبك السفور ومنكرات الأمور بعفتك .. ووقاك الله شر كل ذي شر بدينك .. وسلام الله عليك ..


( من شريط حصاد المعاكسات وكاتب القصة عبداللطيف بن هاجس الغامدي وألقاها حمد الدريهم )

من اراد من الإخوة الأعضاء التعليق فاليتفضل ...


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.