أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأسرة والمجتمع (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   استوصوا بالنساء خيراً (الواقع المقلق) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=63941)

دايم العلو 15-07-2007 05:22 AM

استوصوا بالنساء خيراً (الواقع المقلق)
 
دفق قلم
استوصوا بالنساء خيراً (الواقع المقلق)
عبدالرحمن صالح العشماوي



تقارير الإحصاء التي تصدر بين وقتٍ وآخر تؤكد زيادة ملحوظة في عدد النساء في العالم على عدد الرجال، حتى طاب لبعض المتظرفين أن يقول: لعلنا نحن الرجال نجد لنا مكاناً بين النساء بعد عشرة أعوام من الآن، لقد أصبحت الزيادة في عدد بنات حواء لافتةً للنظر، وهي زيادة ذات معنى على مستوى العالم، ولها أبعادها الاجتماعية، والاقتصادية، والأخلاقية، والسياسية، فإذا أُضيف إليها الخطوات الجريئة من دعاة (الحرية المطلقة) الذين ينادون بتذكير المؤنث وتأنيث المذكر، ويعرضون نماذجهم ليل نهار عبر الفضائيات التي لا خلاق لها، فإنَّ القضية تحتاج إلى وقفات جادة من عقلاء الرجال والنساء لإعادة ترتيب الأوراق بصورة صحيحة تضمن سلامة العنصر البشري وخصائص كل جنسٍ من أجناسه.

يكون الأمر غير لافتٍ للنظر حينما تقول التقارير إن النساء يزدن على الرجال في أمريكا مثلاً بحوالي عشرة ملايين نسمة، وفي بريطانيا بأكثر من خمسة ملايين نسمة، ولكن الأمر يصبح لافتاً للنظر حينما تؤكد التقارير أن نسبة النساء إلى الرجال في ألمانيا (ثلاث إلى واحد) أي (ثلاث نساء مقابل الرجل الواحد)، ويصبح الأمر مقلقاً جداً حينما نعلم أن نسبة النساء إلى الرجال في العراق وإيران (عشرة إلى واحد) ولعل الأمر قد تغير كثيراً في العراق بعد احتلاله وقتل عشرات الآلاف من رجاله، وسيكون الأمر أشد إقلاقاً حينما نعلم أن نسبة النساء إلى الرجال في البوسنة والهرسك (27-1) ولنا أن نتخيل خطورة هذه النسبة التي تحمل دول العالم الكبرى ذنبها كاملاً بعد سنوات من التطهير العرقي الذي جرى على مرأى عين المجتمع الدولي ومسمع أذنه، فإذا علمنا بأن الدراسات تؤكد تراجعاً خطيراً في نسب الزواج الشرعي، كما تؤكد وجود حالات طلاق مخيفة في العالم، فإننا سندرك أننا نقف أمام مسائل مصيرية خطيرة، تقول بعض الدراسات إن نسبة الزواج في مصر - مثلاً - تتدنَّى فمن بين عشر نساء في سنِّ الزواج تتزوج واحدة فقط، وهذه المسائل ليست من الأمور (الصغيرة) التي يمكن للناس أن يُحاطوا بها علماً ويتركوها دون دراسة وتحليل، ووضع خطط سليمة للعلاج، خصوصاً أننا في عصرٍ لا نجهل ما فيه من الانحراف المقنن المدعوم إعلامياً وسياسياً من كثيرٍ من الدول التي قطعت الصلة بينها وبين شرع الله الحق الذي وضع حلولاً عملية واقعية لمشكلات الحياة وللمسائل التي تجدُّ والنوازل التي تنزل.

(استوصوا بالنساء خيراً) شعار إسلامي عملي يمكن أن نرفعه ونحن معتزون به لإنقاذ المرأة من وحوش الإلحاد والانحراف، ولإنقاذ الأسرة من التفكك والضياع.

إنَّ في هذه العبارة النبوية الكريمة التي رددها خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام أكثر من مرّة في حجة الوداع من التوجيه الكريم إلى رعاية المرأة والحفاظ على مكانتها وحمايتها من أعداء الأخلاق، وحمايتها من الظلم والعسف بصوره كلها، لدليل واضح على أننا نحن - المسلمين - نحمل مسؤولية كبرى في هذه المسألة الخطيرة.

إن الانحراف بمسيرة المرأة، والانجراف بخطواتها إلى طرق التبرُّج والسفور والاختلاط بحجج التشغيل وعدم تعطيل النصف الآخر من أبرز معالم ظلمها وعدم إنصافها، ولا سيما أن ضوابط الشرع تغيب عن نظر وفكر كثيرٍ من الناس في هذه المسألة الخطيرة، إن الرجل الذي يسجن المرأة في منزله غامطاً لحقوقها قاسياً عليها، ظالمٌ لها بلاشك، وكذلك الرجل الذي يفتح لها الأبواب مهملاً لحقوق رعايتها وتوجيهها متجاهلاً للوصية النبوية الكريمة، ولعل ظلم هذا الأخير هو الأشد والأنكى، فماذا نحن فاعلون؟

***

إشارة:

مَن ترك أمراً من أمور الشرع أحوجه الله إليه.

المصدر ,, اضغط هنا ..




Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.