أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - محاولة للانقلاب في دولة عربية !!!!

اليكم ما عندي نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية

المعارك مستمرة وباريس تنفي لجوء ولد الطايع
موريتانيا: انقلاب مجهول الهوية و... النتائج

استمر الغموض سيد الأنباء الآتية من موريتانيا حتى ساعات الصباح الأولى إذ بقي وضع القوات النظامية الموالية للرئيس معاوية ولد سيد أحمد طايع غير واضح مع تضارب المعلومات عن المواقع التي ما زالت تسيطر عليها أو لا، بعد معارك ضارية شهدتها العاصمة الموريتانية نواكشوط بين الجيش وبين فرقة المدرعات التي قيل ان بعض ضباطها السابقين هم الذين يقودون محاولة الانقلاب على الرئيس الموريتاني الذي وصل إلى منصبه في انقلاب قاده في العام 1984.
وقالت قناة <<الجزيرة>> الفضائية مساء ان قوات الانقلابيين سيطرت على القصر الرئاسي وأشارت إلى انه تم اعتقال رئيس الحكومة شيخ العافية ولد محمد خونا والمدير العام للامن الوطني علي ولد محمد فال ومدير إدارة أمن الدولة دداهي ولد عبد الله. كما نقلت الجزيرة عن مصادر أن منفذي الانقلاب سيطروا على مطار المدينة وأن ابن الرئيس الموريتاني أحمد ولد الطايع وهو ضابط في الجيش وقائد أركان الجيش العقيد محمد الامين ولد نجيان قتلا خلال المعارك التي دارت حول قصر الرئاسة.
ونفى مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية ل<<السفير>> في باريس مساء أمس ان يكون الرئيس الموريتاني قد لجأ إلى السفارة الفرنسية في نواكشوط وقال ردا على سؤال في هذا الشأن انه <<حتى الآن لم يلجأ الرئيس الموريتاني الى سفارتنا وليس لنا علم بهذا الامر، ولكن الشائعات كثيرة ونحن نتابع الوضع عن قرب، والشيء الوحيد الذي نؤكده هو ان ولد طايع ليس في السفارة الفرنسية>>.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية <<بي بي سي>> أمس ان الرئيس الموريتاني فرّ من القصر الرئاسي بعد لحظات من بدء الانقلاب، متوجها إلى السفارة الفرنسية في نواكشوط. من جهتها، قالت <<الجزيرة>> ان الرئيس الموريتاني موجود في مكان <<آمن>> وانه يقود الأمور بنفسه.
واندلعت معارك بالقذائف والأسلحة الثقيلة في شوارع العاصمة الموريتانية أمس وشوهدت دبابات محترقة على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي وقال شهود عيان ان حراس القصر الجمهوري فروا بعد ان عجزوا عن الاستمرار في الدفاع عن مواقعهم، وأدت المعارك إلى مقتل ثلاثة جنود موريتانيين وأصيب عشرات الأشخاص من المدنيين والعسكريين بجراح برغم حالة الهلع التي أصابت السكان ومنعتهم من الخروج من بيوتهم.
وكانت القوات الموالية للرئيس الطايع تنتظر ليل أمس وصول تعزيزات من شمالي البلاد ما أشار إلى معارك إضافية في العاصمة ريثما تتضح الصورة.
وغاب بث الاذاعة والتلفزيون الموريتانيين مساء أمس بعد ان كانت الاذاعة قد عادت إلى البث في فترة بعد الظهر لوقت قصير أعلنت خلاله ان قوات طايع استعادت السيطرة على البلاد ودعت الموريتانيين للبقاء في منازلهم.
غير ان شهود عيان أكدوا ان الانقلابيين احتلوا مبنيي الاذاعة والتلفزيون ودخلوا اليهما من دون مواجهة فعلية.
وأعلنت مصادر في المعارضة الموريتانية انه تم <<تحرير>> مئات السجناء السياسيين والجنائيين من السجن المركزي ومن سجن آخر في نواكشوط بعدما اختفى حراسهما اثناء الفوضى. وأدت حالة الفوضى أيضا إلى استشراء أعمال النهب والسلب فاستولى السارقون على حقائب واكياس من النقود من مكتب البريد.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن <<ضابط اعلى>> في قوات الدرك مساء أمس ان محاولة الانقلاب التي بدأت ليل السبت الاحد تتم بقيادة عقيد في فرقة المدرعات اقيل من الجيش الموريتاني العام الماضي يدعى صالح ولد حنانة المعروف بأفكاره <<البعثية>>. وأشار الضابط الى ان لحنانة شركاء في صفوف فرقة المدرعات وسلاح الجو، موضحا ان <<قائد فرقة المدرعات ولد الغزواني يقوم بجولة خارج البلاد>>.
وبدأت أصوات القذائف تدوي في أنحاء نواكشوط عند الواحدة فجرا من ليل السبت، عندما استيقظ معظم سكان العاصمة الموريتانية على اصوات رصاص الاسلحة الرشاشة قرب القصر الرئاسي ورئاسة الاركان وقرب بعض معسكرات الجيش والاذاعة وهوائيات البث التلفزيوني، كما ان طائرة يعتقد انها كانت بقيادة طيار من الضباط الانقلابيين جابت أجواء العاصمة وتعرضت لنيران المضادات الارضية.
وذكرت مصادر موريتانية ل<<السفير>> في باريس ان مجموعة من الضباط هي التي تقوم بهذا الانقلاب وان هؤلاء تابعون لأحد قطاعات الدبابات. وقالت المصادر نفسها ان هؤلاء الضباط لا ينتمون الى أي تنظيم اسلامي محدد ولكنهم افادوا من الاعتقالات الاخيرة التي شنتها السلطات الامنية في اوساط الاسلاميين وما خلفته من تعاظم النقمة على حكم الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع.
وأضافت ان الانقلاب كان على ما يبدو قد اعد منذ فترة غير قصيرة وارجئ القيام به مرات عديدة بانتظار ظروف افضل، ويعتقد ان الضباط قاموا بمحاولة الانقلاب قبيل افتضاح امرهم وبعد ان طفح الكيل خصوصا أن الحرس الجمهوري من جهة والاجهزة الامنية الموالية لولد طايع كانت في الآونة الاخيرة قد بدأت تكثف ضغوطها حتى داخل المؤسسة العسكرية.
وكانت السلطات الامنية الموريتانية قد شنت في الآونة الاخيرة حملة اعتقالات واسعة ضد الاسلاميين تجاوبا مع مطالب اميركية في سياق <<الحرب ضد الارهاب>>، وثمة مصادر في نواكشوط أشارت الى احتمال تورط بعض الضباط الموريتانيين في شبكات اسلامية خصوصا ان حكم ولد طايع كان قد أثار حفيظة الكثير من الموريتانيين بسبب مواقفه المؤيدة لوشنطن وكذلك فتحه علاقات مع اسرائيل.
ويبدو ان الادارة الاميركية وكذلك بعض الدوائر الاوروبية وبينها فرنسا سارعت الى معرفة ما يجري والبحث عن كيفية انقاذ ولد طايع وحكمه خصوصا ان التعاون الامني بين هذه الدول وموريتانيا اخذ بعدا لا بأس به في الآونة الاخيرة.
ونفى مسؤول موريتاني سابق ل<<السفير>> ان يكون الطرف القائم بالمحاولة الانقلابية قد حظي بدعم أي من الدول الغربية، وذلك في رد على سؤال عما اذا كانت للزيارة الاخيرة التي قام بها زعيم المعارضة الديموقراطية احمد ولد داده الى باريس قبل حوالى شهر علاقة بالاعداد لهذا الانقلاب.
وحتى مساء امس لم يكن أي طرف قد اعلن رسميا مسؤوليته كما لم تعرف تماما حقيقة موقفي جاري موريتانيا أي الجزائر والمغرب خصوصا ان ثمة من اشار الى احتمال ان تكون اصابع القاعدة التي ضربت المملكة المغربية في الآونة الاخيرة قد وصلت الى موريتانيا. (<<السفير>>، أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)