أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   همــــــوم وهميــــــة لا مبــــــرر لهـــــا . (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=38482)

صقر الامارات 08-03-2004 03:33 PM

همــــــوم وهميــــــة لا مبــــــرر لهـــــا .
 
# هـمــوم وهميــة لا مبــرر لهــا .



خلال عبورنا محطات مختلفة من الحياة ، تستوقفنا ظواهر إجتماعية لأناس يمرون إلى جانبنا حرية لأن نتفحصها ، ونعلّق على ملامحها قبل استكمال مشوارنا ، إحدى هذه الظواهر التي باتت سمة من سمات مجتمعات عصرنا الحالي ، هي حالة ( اللاهـدف ) التي يحياها شاب في مقتبل العمر وريعـانه ، لم يلبث أن خرج إلى الحياة حتى حاصرته الهموم والإحباطات بلا مبرر ، وكسرت شوكته أتفه المشكلات التي لم يقو على حلها ، ولم يجرؤ حتى على محاولة ذلك ، تتبدى حالة الفوضى على مظهره الخارجي وسلوكه العشوائي الذي لا يرتبط بهدف ، وحديثه الخاوي من المضامين ، هذا الشاب الذي من المفترض _ وفي هذه المرحلة باالذات _ أن يملك فكراً يشع عليه وعلى غيره ، وأملاً بحياة أفضل ، وعمل ونشاط مثمرين ، نرى منه العكس ، مع أن الظروف التي يعيشها الآن أصبحت أيسر بكثير من الظروف التي عاشها أجداده من قبل ، ظروف يسرت عليه التكنولوجيا فيها الكثير من الأمور ، وغمرته الرفاهية من كل باب بشكل يهيئه ليكون أكثر إنتاجية وعطاء لمجتمعه لا عبئاً عليه .

ضمن هذا الواقع الأكثر رخاء ، نتفحص الوجوه فلا نجد إلا قلقاً واكتئاباً يرتسم عليها ، نستشعر القلوب فنجدها خاوية لا روح فيها ، والعقول مشغولة في ملذات لا ترتقي إلى مستوى الفكر الإنساني ، وإن كان هذا هو حال الشاب الذي ينتظر منه مجتمعه أن يتحمل أعباءه المستقبلية ، ويسهم في حل مشكلاته وينافح عن قضاياه ، إن كان هذا الشاب مثقلاً بهموم وهمية لا مبرر لها ، غريقاً في بحـر من الأمنيات ، كلما أشبع جزءاً منها استهـواه جزء آخر إلى ما لا نهاية ، يدور في حلقة مفرغة ، يتعلق بأي خيط طمعاً في إنقاذه من حالته إلى جزيرة يستقر عليها ، فكيف به أن ينهض بمجتمع كامل ينتظـره ؟

إن الإمكانات القليلة التي كان يمتلكها الأسلاف قد حققت لهم الكثير ، والظروف الصعبة التي عاصروها قد أسهمت في بناء الشخصية السوية بكل مقوماتها ، وجعلتهم جزءاً من التركيبة الإجتماعية التي يعيشون وسطها ، وركيزة يمكن الإستناد إليها عند اللزوم ، إلا ا، حالة البذخ والترف بلا ترشيد والتي من المفترض أن تكون نعمة لشبابنا ، كانت نقمة على البعض منهم ، لدرجة اعتقدوا فيها أن الإنسلاخ عن الهوية الإنسانية قد يكون حلاً لما يشعرون به من ملل وخـواء ، جـراء حالة الـلاهـدف التي وقعـوا في أسـرها .

هؤلاء الشبان بحاجة إلى تغيير في المضمون لا في الشكل والمظهر . . بحاجة إلى عودة للفكر الرشيد وأصالة المعتقد ، وتعبئة ثغرة الخواء الروحي التي جعلتهم يهيمون على وجوههم بلا مقصد ، بحاجة إلى بوصلة تصوب مسارهم نحو هدف ينتمون إليه ويشعرون بأنه جزء منهم ، وإن لم يحدث ذلك ، فستبقى الملامح مشوهـة ، والأهداف تبعثرها الريح ، في عالم مادي يقيد حركة الفكر وإعمال العقل .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.