أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   نشر الغسيل (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=33090)

الاشعث النتي 12-07-2003 12:04 PM

نشر الغسيل
 
*
*
أوحت لنا قصيدة ( نشر العبير ) للأستاذ سلاف بقصيدة ( نشر الغسيل )
=====
*
نشرُ الغسيل ِ بهِ أوضحتُ أشجاني
لمـّـا تروَّضَ للغزلان ِ خلاّني

يا طالبَ السعدِ في أنثى و روضتها
أضعتَ عمرًا و أنتَ الخاسرُ الجاني

ما في الإماء ِ سوى الخسران ُ من قدم ٍ
و كمْ أضعنَ الأماني عندَ و لهان ِ

يجرينَ خلفَ الذي بالحشفِ كيـْـلتـُـهُ
و منْ هواهُ من الغزلان ِ شيطاني

أكربْ بوجهكَ و اظلمْ في معاملةٍ (*)
تلقاكَ بالوردِ محفوفـًا بريحان ِ

و اكذبْ عليها بقول ٍ لا أساسَ لهُ
تغـْمُرْكَ بالودِّ مظلولا ً بأفنان ِ

لا تـُـجْـهـِـدِ الفِـكـْرَ يومـًا في محاورة ٍ
فالعقلُ عندَ الغواني من خـُرَيـْـبان ِ

سيـَّـانَ جئتَ بأفكار ٍ مُجَـنـِّـحةٍ
أو جئتَ بالقولَ من أفكار ِ جُـرذان ِ

فللعواطفِ حكمْ لا لمنطقها
ترى الملاكَ حضورًا في السُّـعَـيْدان ِ

إذا أحبّـتـْـكَ أنتَ اليومَ سيدها
أميرُ شعر ٍ و لا من بعدكمْ ثان ِ

لها الموازينُ بالأهواء ِ تـُرْجـِحُـها
و كلُّ حُكـْم ٍ لهُ يومٌ بميزان ِ

إذا انقضى و قتكمْ : " بايْ بايُ " ملهمنا
فقدْ أتى الدورُ في محبوبَ يهواني

كذا دواليكَ في الأحضان ِ سادرة ٌ
شقرًا و بيضـًا و سُمْرانـًا و سوداني

(ما لي أراك إذا خاطبتني، سألت
..............كأنما من أمورٍ بِتَّ تخشاني) !؟

فقلتُ كيفَ و لا أخشاكِ من خطر ٍ
متى أمنتُ أنى من لطفِ ثعبان ِ؟!

( أـخشاك ؟ أخشى ولكن خدشَ " خادعةٍ "
........."لا صانها " الله من إنسٍ ومن جانِ )

( أمشي على حرفِ حرفي إذ أخاطبها )
و داخلي الخوفُ مكبوتٌ بوجداني

(أخاف إن أفلتت من قمقمٍ "حممـًا "
............يودي "بنا " عصف إعصارٍ وبركانِ )

سلافُ نصحيَ بالأشعار ِ أرسلهُ
عبرَ الرشافِ بأفكاري و ألحاني

و في الجوانح ِ مما قلتَ بي ألمٌ
فذاكَ أنكَ ما أشجاكَ أبكاني

إني المجربُ ما أبقيتُ ناحية ً
في الكونَ تطلبها إلا و تلقاني

عصرتُ في الغيدِ من عربٍ و من عجم ٍ
فردَّ لي العصرُ مرَّ الآسن ِ القاني

فدعكَ منهنَّ هذا الشعرُ متـّـكأ ٌ
حدائقُ الفكر ِ صرنَ اليومَ بستاني

و عنْ مليْـساءَ ألهو عن مودّتِـها
بالفكر ِ يرعاهُ وجداني فيرعاني

جيبي مليءٌ و قلبي وارفٌ أبدًا
و لمْ أعُدْ أشتكي دهري لإنسان ِ

هيـَّـا فدعهنَّ عن نصح ٍ مَحَضـّتـُـكـَهُ
إلا، ندمتَ بوقتٍ فاتَ في الفاني

ما الغيدُ إلا هزبرٌ في ضرواتهِ (**)
عنا تخفى بأصباغ ٍ و فستان ِ

=======
(*) إشارة إلى القول المأثور " إنهنّ يغلبنَ الكريم و يغلبهنّ الرجلُ اللئيم "
-- الأبيات المقوسة للإستاذ سلاف بتصرف بين "..".

**
*

سلاف 13-07-2003 12:06 AM

يا ناصحي يا عظيم القدر والشان
....................إني إليك أخط اليوم عرفاني

ماذا أقول وذلي بات يمنعني
.................من ذكر ما حلّ في أهلٍ وأوطانِ

فذكر حيفا ويافا صار مويقةً
....................كذكر غرناطةٍ أو ذكر بيسانِ

وأمةٍ قد عدت كل السباع على
...................لحومها، خلتها قطعان خرفانِ

دعني أوهّم نفسي أن فانتةً
................قد أخلصت لي بلا غشٍّ وخذلانِ

وأننا قد بلغنا في تواصلنا
......................ما لا يحيط به تفصيلُ تبيانِ

وأننا قد ذرعنا أرض أمتنا
.......................بلا حدودٍ ولا أرتال مركانِ

فلا سبيلَ سوى استنساخ ذاكرةٍ
................ورسم وهمٍ على قرطاس أشجانِ

فإن تسلطْ عليهِ العقلَ حرّقهُ
...................إن التغافلَ يُجدي بعضَ أحيانِ

نحسو على الذّلّ كأسا من تساطلنا
......................إنّا ورثاه عن لخمٍ وغسّانِ

فانشر غسيلك إني ناشرٌ خبلي
......................أنا وأنت بأمر النشر سيّانِ

فكيف ننشر شيئا لا وجود له
.............كما الملابسُ وصل الإنس والجانِ

لا يقلقنّك ما نهذي به أبداً
..............فالفكر فينا سيبقى محضَ عريانِ

لا خوف إن ظل هذا الشعر مسطلةً
......................كما يريد بنو عُرْبٍ ورومانِ


الاشعث النتي 13-07-2003 09:56 AM

*
 
*

الاشعث النتي 13-07-2003 09:57 AM

شكرا أستاذنا و شاعرنا سلاف
 
*

ما أجملَ النشرَ من غسل ٍ و من خـَبـَـل ٍ
بهِ سلافٌ عن ِ الأحزان ِ سلاّني

و ها فهمتُ مرادًا في مناورة ٍ
للنفس ِ أقنعها أني أنا الهاني

قبلتُ نصحكَ يا خلي فلستُ أرى
عنهُ المناصَ فنـَصري في ( حزيران ِ )

بهِ انتصرنا و هذا العلـْـجُ يشهدُ لي
لذاكَ جاءَ و- بالآلافِ - حيـّـاني

و كلُّ شيءٍ تراهُ في حضارتنا
ذا اليومَ من صنعنا من فِـكـْرنا الباني

أما النساءُ فحدثْ لا تخفْ حرجـًا
هن َّ البلاسمُ و الإشفاءُ للعاني

طباعهنّ من الأخلاق ِ سامية ٌ
و كنتُ أحسبُ من أخلاق ِ غيلان ِ

فيهنّ رقـّـة ُ طبع ٍ لا مثيلَ لهُ
إلا النسائمُ هبَـتَ نفحَ ريحان ِ

و لاتَ حبٌ لمال ٍ أو ( لفشخرة ٍ )
و لسنَ يحسدْنَ أفراحـًا لجيران ِ

أنا السعيدِ فأقوامي على قمم ٍ
و الناسُ ترجفُ من تصعيدِ بركان ِ

و الغانياتِ من الأعراب ِ مَـكـْرُمـَـة ٌ
و ليسَ فيهنَّ من ضيق ٍ و خـُسْران ٍ

فحوليَ الغيدُ من كل ٍ إذا نطقتْ
فالصدقُ يقطرُ سيلا ً قدْ تغشاني

جميلة ُ الطبع ِ للأحبابِ مخلصة ٌ
وفِـيَّـة ٌ ما هَوتْ عن حبها ثان ِ

**

شكرًا سلافُ فأنتَ اليومَ تنقذني
من فائتٍ كان لي تعسي و أحزاني

فكلُّ شيءٍ جميلٌ حولنا أبدًا
من عزةِ الشعبِ أو أفضال ِ غزلان ِ

إنـّي تيَـقـّـظـْتُ من نومي فها أنا ذا
مليكُ دنيايَ من غيدٍ و تيجان ِ

ماذا أريدُ فهيّا يا رفاقُ إلى
شعر ٍ جديدٍ و ذا السّلاّّفُ أعطاني!

**
*


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.