أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأسرة والمجتمع (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   لا تقتـلــــــــوا الطفـــــــــــولة ..!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=64331)

الوردة الندية 31-07-2007 05:00 PM

لا تقتـلــــــــوا الطفـــــــــــولة ..!!
 
لا تقتـلــــــــوا الطفـــــــــــولة
لـ د. عائض القرني



من حق الطفل أن يضحك وأن يمزح وأن يلعب، وهو حق طبيعي اتفق عليه العقلاء وأتت الشريعة بتأييده، ففي الحديث: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع»، فبعد السبع ابدأ التعليم والأمر والنهي، قال سفيان الثوري: لاعب ابنك سبعاً وأدِّبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اتركه للتجارب، فينبغي لنا أن نترك أطفالنا يستمتعون ببراءة الطفولة، وفي القرآن حكاية عن أبناء يعقوب قولهم لأبيهم (أرسله معنا غداً يرتع ويلعب) ثم قالوا (إنا ذهبنا نستبق) أرجوك أن تترك طفلك يمزح ويلعب ويضحك ويسابق ويعيش كما يعيش العصفور تماماً، ولا تثقل عليه بحفظ المتون، وقراءة مقدمة ابن خلدون، ومعارضة قصيدة ابن زيدون، وشرح حاشية ابن القاسم على موطأ مالك، فقد وجدتُ آباءً بدأوا يحفِّظون أطفالهم المتون في الثالثة والرابعة من أعمارهم، فعاش الطفل في هم وغم ونكد، فإذا ضحك الطفل صاح به أبوه: انتبه يا ولد، وإذا تبسّم قال له: وش هذا؟ وإذا لعب قال له نسيت الآية (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) وإذا سأل أباه أن يشتري له لعبة انتهره قائلا:
* وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا - عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ.
فإذا استأذنه أن يلعب مع الأطفال أنكر عليه وقال: أين أنت من قول الأول:
* إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ - تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا.

بعض الآباء عذاب واصب وعقوبة من الله على أطفالهم، تجدهم يمزحون ويمرحون فإذا دخل عليهم البيت سكتوا وصاحوا: جاء الوالد جاء الوالد، فدخل عليهم كالموت: (قل إن الموت الذي تفرّون منه فإنه ملاقيكم) لا تقتلوا البسمة على شفاه الأطفال.
كان سيد البشرية , رحيماً بالأطفال يمازحهم يضاحكهم يحملهم، كان يصعد الحسن والحسين على ظهره وهو ساجد وكان يحمل الطفلة أمامة بنت ابنته زينب وهو يصلي بالناس، كان يأخذ الحسن والحسين في حضنه ويقبِّل هذا مرّة وهذا مرّة ويقول: «هما ريحانتايا من الدنيا»،
فيقول له رجل: عندي عشرة أبناء ما قبَّلتُ واحداً منهم، فيقول له الرسول (: «وهل أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك». إن الطفل بحاجة إلى متعة ذهنية ورياضة جسمية، تجعله مستعداً للحياة القادمة حياة العمل والإنتاج، فلماذا نستعجل الأيام ونحرمه حقه الطبيعي في اللعب والمزاح والبهجة؟ أتحرم البلبل من النشيد في البستان؟ أتمنع العصفور من التَّمرغ على بساط الروض؟ أتسكِّت العندليب أن يتغنّى بآيات الحب على غصون الزيتون؟ إن الإعاقة الفكرية قد يكون سببها أب ظالم شرس يجلس مع أطفاله كأنه الحجاج بن يوسف، فيقمع في نفوسهم البسمة ويكبت في أرواحهم الفرحة، فيكبرون وفي قلوبهم مرض القهر النفسي والكبت الأسري فيبقى الواحد منهم غير سوّي، تشاهد على وجهه سحابة سوداء من الكآبة والحزن الدفين من آثار الطفولة البائسة المحرومة، إن بعض الآباء أسد هصور على أطفاله، ولكنه نعجة في مواقف الحق، إذا لم يصل أطفالك لدرجة الفرحة الغامرة والاستقبال الحار بقدومك بحيث أنهم يتسابقون إلى فتح الباب إذا أقبلت فراجع تربيتك لهم وتحول أنت الى طفل وديع بينهم فتنـزل إلى مستواهم في الحديث، أسرد عليهم نكات وداعبهم بلطائف وشاركهم لعبهم وسباحتهم وقفزهم ولا يعني ملاطفة الأطفال ومداعبتهم وتركهم يلعبون إهمال الأدب، بل سوف تغرس في قلوبهم الفضيلة بلطفك بهم فتهذِّبهم برفق وتربيهم بعفويّة من دون أوامر عسكرّية، إن الطفل لا يعرف إلا أباه فهو يراه أشجع من عنترة وأكرم من حاتم وأحلم من الأحنف، فمن أراد أن ينشأ ابنه صادقاً كريماً حليماً فليكن هو صادقاً كريماً حليماً، فلنجعل الحب مكان السوط والرفق محل العنف واللطف مكان الكبت، حينها نسعد بأبناء أسوياء يحملون رسالتهم في الحياة بجدارة ويصلون إلى كرسي الريادة باقتدار، وإذا لم يلعب الطفل ويضحك في السنوات السبع الأول من حياته فمتى يضحك؟ هل يضحك يوم تقبل عليه الحياة بمتاعبها وهمومها وأحزانها يوم يحمل مسؤولية البيت والوظيفة والرزق والحقوق الاجتماعية والواجبات الشرعية وعقوق الناس وتنكر الأصدقاء وركلات الأعداء؟ حينها يصرخ القلب المفجوع بحنين:
* ألا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً - فَأُخبِرُهُ بِما فَعَلَ المَشيبُ


من بريدي

عاشق القمر 31-07-2007 05:03 PM

جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء

جزاكم الله خيرا وردة الخيام الندية

جعله الله فى ميزان حسناتك

Almusk 01-08-2007 01:43 PM

جزاك الله خيرا أختي المتألقة ورد على نقل هذا الموضوع الرائع
وجزى الله شيخنا الفاضل عائض القرني،،

في كثير من الأحيان يكون حب الوالدين للولد الحب الزائد والأستسلام لوساوس الشيطان، سبب رئيس في حرمانه من أشياء كثيرة،، بجحة خوفهم عليه،، والخوف على الأبناء مطلوب وحمايتهم مطلوبة من الشرور و الفتن والأحرافات خصوصا عندما يكونوا أطفالا أبرياء لايدركون كثيرا من الأمور والأشرار،، لكن

يحسن الأعتدال وإعطاء الطفل شيئا من الوقت للعب والمرح والحركة لكي ينمو،،، بل لا بد من أعطائه شيئا من الفرصة والتسامح عنه عندما يخطئ أو يخرب أحيانا،،،

هل توافقوني؟؟؟؟

الوردة الندية 02-08-2007 02:44 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عاشق القمر
جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء

جزاكم الله خيرا وردة الخيام الندية

جعله الله فى ميزان حسناتك


وجزاك الله خيرا على دعائك أخي الفاضل ..
شاكرة لك مرورك الطيب من هنــــا :) ..

تحيتي

الوردة الندية 02-08-2007 02:57 PM

إقتباس:

جزاك الله خيرا أختي المتألقة ورد على نقل هذا الموضوع الرائع
وجزى الله شيخنا الفاضل عائض القرني،،


وجزاك الله من الخير الشئ العظيم ..
بارك الله فيك اخي المسك .. و يسر لك فعل الخير دائما وابدا ..


إقتباس:

في كثير من الأحيان يكون حب الوالدين للولد الحب الزائد والأستسلام لوساوس الشيطان، سبب رئيس في حرمانه من أشياء كثيرة،، بجحة خوفهم عليه،، والخوف على الأبناء مطلوب وحمايتهم مطلوبة من الشرور و الفتن والأحرافات خصوصا عندما يكونوا أطفالا أبرياء لايدركون كثيرا من الأمور والأشرار،، لكن يحسن الأعتدال وإعطاء الطفل شيئا من الوقت للعب والمرح والحركة لكي ينمو،،، بل لا بد من أعطائه شيئا من الفرصة والتسامح عنه عندما يخطئ أو يخرب أحيانا،،،

هل توافقوني؟؟؟؟


أوافقك الرأي فيما ذكرت أخي المسك
فعلا أحيانا الخوف الزائد على الأطفال يحرمهم من أشياء كثيرة ..
فيكون سبب في منع الطفل من فرصة التجربة و استخلاص النتيجة ..
بل ربما يحد من جرئته في خوض تجارب الحياة مستقبلا ..
أو قد ينطلق في جموح مستقبلا بدون تعقل نتيجة الحرمان في الصغر ..
حماية الطفل امر لا بد منه .. لكن بإعتدال ..
فخير الأمور هو الوسط ..

شاكرة لك مرورك الطيب من هنا أخي الفاضل :) ..


تحيتي

كونزيت 04-08-2007 05:45 PM

إذا لم يصل أطفالك لدرجة الفرحة الغامرة والاستقبال الحار بقدومك بحيث أنهم يتسابقون إلى فتح الباب إذا أقبلت فراجع تربيتك لهم .


حين يكون الأب بعيداً عن أبنائه منعزلاً عنهم يجلس معهم كما يجلس المدير مع موظفيه تكون هناك فجوة عظيمة وليعلم أن تحت ركام الرماد الخامد نار تضرم .

دايم العلو 14-08-2007 10:25 AM

جزاك الله خيراً أختي الوردة الندية على إدراج هذا الموضوع
وجزى الله شيخنا الداعية عائض القرني كل خير على أسلوبه الشيق الممتع
فنعم إذا لم يتمتع الطفل وإذا لم ينعم بالبسمة والراحة في كنف والده فأين يجد ذلك ؟؟!!
ومانراه اليوم من عقوق الأبناء في مرحلة الشباب لآبائهم
إلا دليل على الخشونة والغضاضة في التعامل معهم وعدم كسبهم أيام طفولتهم ..
نسأل الله السلامة والعافية


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.