أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ... الطمأنينة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=52469)

عبدالحميد المبروك 08-04-2006 11:57 AM

... الطمأنينة
 
إن سكون القلب وراحة البال وطمأنينة النفس مطلب ملح وهدف منشود ، وكل من على هذه البسيطة يبتغي هذا الأمر ويسعى وراءه ويبحث عنه . ولكن لا يدرك هذه الأمور ، ولا يجد حلاوتها ، ولا يعلم ثمرتها إلا القليل.
تسري روح التفاؤل في الروح فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب. والناس يتفاوتون في ملكاتهم وقدراتهم، ولكن قليلون هم القادرون على صناعة التفاؤل.

ف ـ الجبرية المطلقة انتحار، واعتقاد المرء أنه ريشة في مهب الريح، أو رهن للطبائع والأمزجة التي رُكّب عليها أو ورثها ، أو تلقاها في بيئته الأولى، وأنه ليس أمامه إلا الامتثال- إهدارا لكرامته الإنسانية، فلا بد من قرار بالتفاؤل؛ فالتفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس.

فالإنسان عندما يقع على الأرض وتحتويه الظروف والمشاكل والأزمات، وتكشِّر الدنيا في وجهه، فإنه يبحث في وسط زحام هذه الدنيا عن من يقف بجانبه، يبعث فيه الطمأنينة وينقذه مما هو فيه من الهم والنكد، وفي أحيان كثيرة لا يحتاج ذلك الإنسان لأكثر من كلمة صادقة تواسيه، لا يبحث عن أكثر من ابتسامة تشرح صدره، لا يبحث عن أكثر من تشجيع على اجتياز محنته، ورفع روحه المعنوية فتطمئن نفسه و يهدأ روعه.


فالصداقة كنز مملوء بالجواهر الأخلاقية والعاطفية العظيمة ، فمن امتلكها فقد امتلك الكثير .. ووضع يده على خزائن أسراره .. و امتلك منفذاً لما هو مكبوت في نفسيته ، وبعبارة أخرى فالصداقة هي علاقة كريمة بين شخصين تبنى على الإخاء والمحبة والمساواة . فتكون ً بمثابة كافة الوسائل الأخرى للراحة والاستراحة.

فالصداقة من أثمن العلاقات وأعمقها، بل هي حلقة الوصل في جميع العلاقات.وكثير من الأشخاص يمثل الصديق له الأخ والأم والأب ويصبح هو العقل الذي يفكر ويتدبر الأمور من أجل صاحبه، وبلا شك هناك أصدقاء لهم تأثير إيجابي وآخرون لهم تأثير سلبي، لكن كيف يعرف هذا من ذاك و الحكم على الشخص لا يأتي إلا من خلال المواقف التي يتعرض لها فإما أن تجده بجوارك أو تجده بعيداً عنك.

فالصداقة في معناها الحقيقي القرب لا البعد، الحب لا الكراهية، الصدق لا النفاق إلخ...
فالصديق الحقيقي هو الذي لا يجامل أو أن تنتهي علاقته لمجرد اختلاف في وجهات النظر أو جدال.
- الصديق الحقيقي هو الذي يمكن أن تبكي أمامه، وتتبلل كتفاه من دموعك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يقدم حلولا للمشاكل ، لا التحدث فيها وإثارتها.
- الصديق الحقيقي هو الذي يساعد في كل موقف عندما تكون سعيداً أو حزيناً ولا يكتفي بموقف المتفرج.

فالأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. لذا يشعر الكل بالانسجام والاطمئنان في حضور الآخر.

ديدنهم التفهم والسماحة و الرضى والقناعة والاعتراف المتقابل بالتقصير في الاهتمام والواجبات .
عدم الشعور بالنقص، ولا خشية اللوم في الاهتمام الشخصي والاجتماعي .

فالصداقة كنز ثمين، وسلوى، فهي، أخوة، ووفاء، وتضحية، ومعانٍ سامية، ترقى فوق مستوى الشبهات.
إلا أنه وفي هذا الزمن الذي طغت عليه الماديات، والمصالح الشخصية، أصبح الصديق الصادق عملة نادرة.

يقول بنيامين فرنكلين: «أعمق الجروح هو الذي لا ينزف منه دم».
فكم من صديق دمَّر صديقه !؟ وكم من صديق كان سبباً في مآسي مصائب نكبات لصديقه ؟!
كم من صديق استغل ظروف صديقه ليحقق أهدافا دنيئة وخبيثة ؟! كم من صديقٍ كان سبباً في انهيارات نفسية وصحية ً؟! وكم ... وكم...؟!

لقد شوه الكثيرون معنى الصداقة حتى أن أغلب الناس، فضلوا أن يعيشوا بلا أصدقاء، فضلوا أن يعيشوا حياتهم بدون آلام لا تنزف.
نعم، إن من يبحث عن صديقٍ بلا عيوب، يعش طوال حياته بلا صديق، و لا أصدقاء حتى لا يجلب لنفسه الصداع بسبب تجربة ما تخيلوا صداقة نصف قرن تذهب هباء منثورا ( مثل الذي حصل للأديب السوري محمد الماغوط رحمه الله).
إن الحياة لن تتوقف لمجرد اكتشاف علاقة مأساوية، فالدنيا لا زالت مليئة بالأوفياء و بمن هم فعلا أصدقاء مخلصون لكن بعد فوات الأوان و تلقي الصدمة. وصدق من قائل : ـ

جربت للغدر أنواعا فما انسحقت .*. نفسي لديها ولم ينتابها الفزع
غدر القريب وغدر صديق على .*. غدر الزمان صروف كلها شرع

الوافـــــي 11-04-2006 05:44 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عبدالحميد المبروك
الصديق الحقيقي هو الذي يقدم حلولا للمشاكل ، لا التحدث فيها وإثارتها.


لعله أجمل تعريف قرأته للصديق
فمن جعل ( الفعل ) قبل ( القول ) كان حقا صديق حقيقي
جزاك الله خيرا أخي الكريم
فقد إحتفظت بالموضوع ، ووضعته بين أوراقي الخاصة

تحياتي

:)

chouchou 11-04-2006 08:26 PM

إقتباس[/quote]
إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عبدالحميد المبروك
فالصديق الحقيقي هو الذي لا يجامل أو أن تنتهي علاقته لمجرد اختلاف في وجهات النظر أو جدال.
- الصديق الحقيقي هو الذي يمكن أن تبكي أمامه، وتتبلل كتفاه من دموعك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يقدم حلولا للمشاكل ، لا التحدث فيها وإثارتها.
- الصديق الحقيقي هو الذي يساعد في كل موقف عندما تكون سعيداً أو حزيناً ولا يكتفي بموقف المتفرج.


لاوجود للصديق الحقيقي لانه
من أحد ثالث المستحيلات :
الغول
العنقاء
الخل الوفي

عبدالحميد المبروك 13-04-2006 11:35 AM

شكر و تقدير
 
أشكركم أخي الوافي على مروركم الكريم وأحييكم للمواضيع المدرجة منكم و التي فعلا تمثل منتهى النصح والصدق و أكبر فيهم الروح المطمئنة الشفافة . كما أشكر quote على مروره على الصفحة و أرجوه أن لا ييأس و يجعل الصديق مستحيلا ، لأنه دائما هناك نفوس طاهرة نقية عفيفة يمكن مصادقتها على مر الزمان و في كل مكان و إن ندرت. فإن لم يكن هناك أصدقاء فماذا نفعل في الخيمة ؟!

عبدالحميد المبروك 13-04-2006 11:36 AM

شكر و تقدير
 
أشكرك أخي الوافي على مروركم الكريم وأحييك للمواضيع المدرجة منكم و التي فعلا تمثل منتهى النصح والصدق و أكبر فيهم الروح المطمئنة الشفافة . كما أشكر chouchou على مروره على الصفحة و أرجوه أن لا ييأس و يجعل الصديق مستحيلا ، لأنه دائما هناك نفوس طاهرة نقية عفيفة يمكن مصادقتها على مر الزمان و في كل مكان و إن ندرت.

الصوت الرخيم 15-04-2006 06:43 AM

اخي الكريم عبد الحميد المبروك

الحمد لله على السلامه وش ذا الغيبه ان شاء الله خير

ورجعتك عن موضوع الصداقه يمكن عتبان علينا

اما عن الصديق الحق فتأكد انه موجود وان قل لكن لابد من وجوده

والا وشلون بتمشي الحياه بلا صديق يؤنس الوحشه ويرفع الهمه ويطيب الخاطر

فالصداقة في معناها الحقيقي القرب لا البعد، الحب لا الكراهية، الصدق لا النفاق إلخ...
فالصديق الحقيقي هو الذي لا يجامل أو أن تنتهي علاقته لمجرد اختلاف في وجهات النظر أو جدال.
- الصديق الحقيقي هو الذي يمكن أن تبكي أمامه، وتتبلل كتفاه من دموعك.
- الصديق الحقيقي هو الذي يقدم حلولا للمشاكل ، لا التحدث فيها وإثارتها.
- الصديق الحقيقي هو الذي يساعد في كل موقف عندما تكون سعيداً أو حزيناً ولا يكتفي بموقف المتفرج.

فالأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. لذا يشعر الكل بالانسجام والاطمئنان في حضور الآخر.

اعجبني اختياراتك لمواصفات الصديق وهي المواصفات الحقيقيه

التي لا تتم الصداقه بدونها

بوركت اخي الكريم ولا حرمك الله من صديق صالح

عبدالحميد المبروك 16-04-2006 09:30 AM

أشكركم أيها الصوت الرخيم على مروركم على الموضوع و كلماتكم الدافئة. فأحيانا وحينما يرى الإنسان بعض الذين كانوا أصدقاء فتفرقوا و يعيش الدور يصبح في هاجس ، من المحيطين به في هذا الكون الذي بدأت المادة يطغى فيه لدرجة أن بعض المجتمعات تقيم العلاقات بها ، حتى علاقات الدم. و الحمد لله أن المجتمعات العربية المسلمة لم تستفحل فيها هذه الظاهرة و إن بدأت تظهر ، و الله يستر.

عبدالحميد المبروك 16-04-2006 09:33 AM

أما أن الأرواح و التوافق الروحي.... فذلك موضوع تحت التجهيز و إن شاء الله أوفق لأضعه على الصغحة قريبا.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.