قصيدة فلسطينية ــ للشاعر العراقي عادل الكاظمي
إخترت هذه القصيدة للشاعر العراقي المعاصر: عادل الكاظمي (( إلى فلسطين أرض الدم والفداء )) فلسطينٌ أبثُّــــــــــكِ بعضَ مــا بي ** فقلبي مثلُ شــــعبكِ في عذاب يقاسي مثلهم غُصــــــــــصَ المنايا ** تلفُّ السهـــلَ حُزناً بالروابي يرى ما لا يراه أخـــــــــو ســـلام ** مقيتٍ راعَــــــه زحفُ الحراب فلاذَ كما الضئينُ بظـــــــــــلِّ ذئبٍ ** وهل يُرجى السلامُ من الذئـاب؟ أتسلم ضبيةٌ من كفِّ طـــــــــــــاوٍ ** على سَغَبٍ بِمَضْحـــاةٍ يَبـــاب؟ فلسطينٌ لقد تركـــــــوكِ شِـــــلْواً ** تمــزِّقهُ بأظفـــــــارٍ وناب ذئابٌ لا تـــــرى في القتلِ ذنــــباً ** يعاقَبُ دونه في شـــــرعِ غاب لها (الفيتو) لها كلُّ المزايــــــا ** وأدناها حقــوقٌ الاغتصــــاب تجوب الأرضَ في شــــــــــرقٍ وغربٍ ** وتأخذُ ما تشاءُ بلا حســــــاب وتفعلُ ما تشاءُ وكيف شـــــــاءت ** فكلُّ فعـــــــــالِها عينُ الصواب ونحن كما يشاءُ الذلُّ نســـــــــعى ** بعزَّتنـــــــــا إلى دارٍ خراب نغنّي مجـــــــد أجـــــدادِ هدمنا ** معاقلــــهم بعــــار الانتساب بكينا أرضَ أندلـــسٍ دمـــــــــاءً ** لما آلتْ إليه من اســـــــتلاب وسالبُها له في كلِّ يــــــــــــومٍ ** نصـــــــيبٌ يرتضيه من التراب يقرّبنا الى الأعــــــــــــداءِ زُلفى ** وعيشُ الخــــانعين إلى تَباب لقد غصبوا الترابَ فظلَّ شــــــعبٌ ** يجاهد أعـــــــــزلاً فوق الشعاب أحال الأرضَ قنبلــــــــــةً تدوّي ** تُبيد فلولَ شــــــــارعةِ الحراب فظنَّ الغاصـــــــــبون بأن شعباً ** كهذا لن يُقــــــــــالَ بلا عقاب فمَّنته اريحــــــا عــــــلَّ يرضى ** فيمنحها التحكّـــــــمّ بالرقاب وتامن بأسَه ويكفُّ دمعــــــــــــاً ** على فقدِ الأحـــــــبةِ والصحاب ******** فلسطينٌ فلو يجــــــــــــدي عتابٌ ** على مَيْـتٍ سأكثــرُ من عتــــاب ولكن قوَّضَ الأمــــــــلُ المــــرجّى ** وعاد الصمتُ يطـــرقُ كلَّ بـــاب وقد كان الحسامُ حليفَ فخـــــــــرٍ ** إذا اختار القِــرابَ من الرقاب فأضحى اليومَ مرتعَ كــــــــــلِّ ذمٍّ ** وكلّ الفخرِ يُنســـــــب للقِراب وإنَّ السيفَ يدعونــــــــــا جهاداً ** وندعوا للســـــــلامِ المستراب وشعبٌ يُستباحُ ونحن نهـــــــــــنا ** ونرفل بالقشـــــيبِ من الثياب أما آن الاوان بأن نضـــــــــــحّي ** فداءً للشـــــــريعةِ والكتاب؟ وننهض في وجوهِ الكـــفرِ زحفـــــاً ** بعزمٍ ثـــــائرٍ حرٍّ مُهــــــاب وعذراً يا فلسطينٌ فشعـــــــــــري ** تصاغر عاجــــزاً عن حملِ ما بي ولا تخشي ستجـــــري ألــــــفُ عينٍ ** لما لا قيتِ من ألـــــمِ العذاب وفي الهيئـــــــات يُشرب كلَّ يــومٍ ** على ذكراك الــــــوان الشراب وهذي هيئةُ الأمـــــــــــم استقلّت ** بأمـــــرك فابشري عُظْمَ المصاب ستكتب فوق أشــــــــلاء الضحايا ** عهوداً من سَـــــــرابٍ في سَــراب وترثيك القصـــــــــائدُ كل يوم ** وتنشــــــــر كل يــوم في كتاب وللخطباء إذ غــــــــودرتِ يوماً ** قد انتخبوك فاتحـــــــةً الخطاب وللحكـــــــــام إن ذكروك عفواً ** سينتفضــــونَ كالأســـد الغضــاب بقولٌٍ ما به نفـــــــــــــعٌ وضَرٌّ ** شبيهٌ بالجَّهــــــامِ من الســحاب فهم فوق المنابرِ أُسْـــــــدُ حربٍ ** وفي الهيئاتِ أهــونُ من ذبــــاب وهم بين جبـــــارٍ زنيــــــــمٍ ** وطـاغٍ أو مُـــداجٍ أو مُحـــــابي عليهم لعنــــــــةُ الله جميعـــاً ** من الآنَ إلى يـــــــومِ الحســاب تمت بعون تعالى مع تحيات ابن الفراتين |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.