درس من دروس الشدة
-
ما أكثر المحبين لك ، والمعجبين بك ، تجدهم من حولك كالفراشات تتراقص في مرح وجذل .. غير أنه يهولك أن لا تجد أحداً منهم إذا نزلت بك شدة ، أو حل بك بلاء ، لقد تلاشوا ، كأنهم قطعة سكر تعرضت فجأة للماء .. إلا الصادقون _ ذوو الإيمان العميق _ هؤلاء الذين لعلك لم تؤبه لهم في البداية ، ولم تلتفت إليهم في أوقات الرخاء ، فجاءت الشدة نفسها لتقول لك هذه المرة في جلاء : هؤلاء هم الرجال ..! ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) العجيب في القصة : أن تجد ثمة أناس لا يفقهون الدرس الكبير ، ويبقون على عماهم ، حتى وهم تحت حجر طاحون البلاء ، ويرون الأيدي المتوضئة تمتد في حب إليهم ، يبقى هؤلاء المناكيد على ما كانوا عليه من التشكيك في الصالحين ، والمعاداة لهم ، والسخرية منهم ..!! طبع الله على قلوبهم فهم لا يعقلون .. نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه .. وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.