أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة التنمية البشرية والتعليم (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   **نحو نفس مطمئنة واثقة** (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40929)

Almusk 24-10-2004 03:24 PM

وانظروا إلى الأنهار تسير بقوة ومع ذلك هي ضحلة تلك المياه وليس في قيعانها كما هو في
البحار والمحيطات من لؤلؤ ومرجان وأسماك ونعم وخير أيها الكرام ..

إذن ليس الوضوح معناه الضجيج ، معناه الصريخ لا ..
إن الناس يحبون ويستمتعون بالإنسان الهادئ في هذه الحياة ..
أينما التعبير بلباقة مع الوضوح هذا شيء .. الطلب والرفض بأسلوب لبق أعيدها تستوعي كلمة نعم ولا في حياتك أنت أيها الإنسان .. إنها طريقة مهمة في التعامل مع ذاتك أيها الإنسان ..
أن تكون قادراً في التواصل مع الآخرين : أهابه! : أنظر إلى الله فوقه تذكر الله سبحانه وتعالى فيصغر ذلك الإنسان الذي أمامك بقدرة الله سبحانه وتعالى وبمساعدة بعض المناهج العلاجية والسلوكية ..

هناك إشكالية النفس الغير الواثقة في العمل قد يحمّلك نفاقك في العمل عمل ولا تستطيع أن
تقول لا.. حتى يستخدمونك إنساناً لا تُعارض لا تُمانع لماذا ؟ إنسان طيب .. لكن طيب بالتعبير قصدهم باللغة العامية (صحيّح) قادرين على تكييفه ما يقول لا .. والخلاصة الله مشغول والله كذا ويشغلونه الليل والنهار ..
إشكالية دينية أن تتنازل عن بعض المبادئ التي يجب أن تتنازل عنها فلا تقعد معهم بعد الذكرى ، الخانع الذليل لا يستطيع أن يقوم حينما توجد المعاصي ..

إذن النفس المطمئنة .. النفس الواثقة هذه مطلب ديني لك أيها الإنسان ..
مطلب لكي تحقق دين الله على الأرض ..
مطلب لكي تحقق لك السعادة لك أنت أيها الإنسان ..
مطلب لكي هي الطريق المعبّد بإذن الله أو واحد من الطرق المعبّدة إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى إن كان معها صحة في المنهج ..

إذن نحتاج إلى نفوس واثقة .. نحتاج إلى هذه النفوس والنبي صلى الله عليه وسلم أشار إليها في مواطن كثيرة : ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )
يتكلم عن البنية النفسية .. يتكلم عن الشخصية ثم يضيف : ( إذا فقهوا )
قالها صلى الله عليه وسلم ..

يتبع

Almusk 24-10-2004 03:26 PM

وإن أنسى لا أنسى أيها الكرام ثمامة بن هتاف : انظر تلك الشخصية المتزنة .. تلك الشخصية المتوافقة مع حاجاتها مع ذاتها حتى قبل إسلامه رضي الله عنه ..
كلن يسير قريبا من المدينة ربما كان تائها فرآه نفر من الصحابة ما عرفوه .. لكن عرفوا أنه رجل كافر ذلك الرجل فأخذوه وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم فربطه في سارية من سواري المسجد ..
كان يمر عليه كل يوم فيسأله : ( يا ثمامة أسلم ) ..
قال يا محمد ( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم ) ..
انظر إلى النفس المتزنة .. لننسى أنه كافر أيها الكرام .. انظر الاتزان في التعبير الداخلي .. لم يصرخ بهدوئه بطمأنينة بثقته في نفسه من الداخل : ( إن تعفُ تعفُ عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم) ..
فيتركه النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعود إليه في اليوم الثاني فيسأله فيجيب ثمامة بنفس الجواب ..
ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم باليوم الثالث فيسأله ذات السؤال فيجيبه ثمامة ذات الجواب ..
ثم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراحه .. فخرج إلى أقرب بئر من المدينة فاغتسل ثم دخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..
لم يشهدها بقوة إيمانه لأنه بالكاد الآن قد أسلم .. إن الثقة التي كان يتعامل بها مع النبي عليه الصلاة والسلام بتلك النفس هي ذات النفس التي أخرجته إلى البئر وعادت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاهداً أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..
بنفس النفس واسمحوا لي على الجرأة التي دخل بها أول رجل يدخل مكة ملبيا ( لبيك اللهم لبيك ) لأنه تربّى أياما قليلة عند النبي عليه الصلاة والسلام .. ما كان الإيمان وحده كافياً إنما كانت تلك النفس القوية ثم غُلّفت بغلاف الإيمان العظيم .. فاجتمعت نفس مع إيمان .. ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا )


إن النفوس المطمئنة .. النفوس السوية .. النفوس ذات الشخصية الحقيقية المنهجية هي مطلب ..
إذا كان عندنا يجب أن ننميها .. ليست عندي يجب أن أوجدها في ذاتي ..
أن أبحث عن طريقة أن أستمتع ..

ما بال بعض الناس يعيش نكداً مع نفسه .. مع زوجته مع بنيه أيها الكرام ؟!! ..
يتبع بإذن الله

الوافـــــي 29-10-2004 08:39 AM

وسنبقى مستمتعين بهذا المحتوى الرائع
فجزاك الله خيرا أخي العزيز على نقله إلينا
وكم نحن محتاجون فعلا إلى تطبيق مضمونه على واقعنا
اللهم إنا نسألك نفسا مطمئنة

تحياتي

:)

Almusk 31-10-2004 05:31 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي
وسنبقى مستمتعين بهذا المحتوى الرائع
فجزاك الله خيرا أخي العزيز على نقله إلينا
وكم نحن محتاجون فعلا إلى تطبيق مضمونه على واقعنا
اللهم إنا نسألك نفسا مطمئنة

تحياتي

:)


اللهم آمين أخي الكريم...

حياك الله وأسعدتنا بمداخلتك ومرورك العطر حفظك الله...

Almusk 31-10-2004 05:35 PM

ما بال بعض الناس يعيش نكداً مع نفسه .. مع زوجته مع بنيه أيها الكرام ؟!! ..
لأن نفسه غير مستقرة .. ليس بالضرورة مريضا نفسيا ذلك الإنسان أيها الكرام .. إنما ما عاش استقرارا داخليا مع ذاته .. ما نظر ما هي القيم التي يحبها التي يكرهها وتعامل معها !
ما حاول ربما أن يفهم حقيقة أطروحة هذا الدين ..
ربما بعضهم يشعر أن هذا الدين ثقيلا عليه !
افهم هذا الدين .. استقرِ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولذلك أنا أتمنى لو في التربية نركز على قراءة السير في تربيتنا لأبنائنا وأجيالنا ..
ونركز على حب النبي صلى الله عليه وسلم ..
إن العلاقة في هذا النبي بهذا الدين بهذا النبي الكريم بهذا الدين الكريم يجب أن تكون انفعالية فيها قناعة معرفية بهذا الدين .. ما الذي ثبّت عبد الله بن حذافة رضي الله عنه حينما أتوا به عند هرقل الروم !!
نستمع إلى هذه القصة في التاريخ :
انظر عبد الله بن حذافة .. انظر إليه إنه عظيم .. أين عظمة عبد الله بن حذافة ؟!
أتوا بامرأة جميلة فما افتتن بها .. من الطبيعي أيها الكرام أن لا يُفتتن وهو تحت حد السيف والقدر يغلي من أمامه .. من الطبيعي ألا يكون عنده نشاط جنسي في تلك اللحظة ..
ما افتتن أن أولئك الكفار عرضوا أن يكون عندهم .. يعرف أن النصرة للمسلمين .. حاولوا به ثم استمرت القضية تلو القضية يحاولون ويرفض ! ..
ثم أخيراً أرادوا أن يلقوا به في القدر .. وحينما أخذوه - ولم أسرد القصة كلها - وإنما شاهدي هو أن أرادوا أن يلقوا فيه القدر .. بكى عبد الله !! بكى عبد الله ابن حذافة ..
فرح هرقل والروم بكى عبد الله أوتوا به إلي .. تحطّم ذلك الجبل الكريم ..
تعال يا عبد الله ( ما يبكيك يا عبد الله ؟ ) بمعنى أغيّرت رأيك يا عبد الله ؟!


يتبع

Almusk 31-10-2004 05:43 PM

قال : لكم تمنيت- ما يقولها بالضجيج والصراخ – بهدوئه – ثانية أقول أقرأ نظرة أحرف التاريخ بها لأنفس أولئك المستقرين نفسيا أن فهموا منهج الدين وعبّروا عن ذواتهم غاية التعبير ..
( لكم تمنيت أن كان لو كان لي بكل شعرة في جسدي نفسا تموت في سبيل الله يا هرقل ، أينفعكم مثلي هذا عقاب ؟!! )
ثم انتهت القصة بالتقبيل التي تعرفونها ثم عمر ابن الخطاب قبّل رأسه وقال :
حق على كل مسلم أن يقبل رأسه ..

إذن أيها الكرام نحن بحاجة أن نعود إلى ذواتنا .. أن نطمئن إلى هذه الذات ..
لكل ذات بنية نفسية خاصة أيها الكرام ..
سؤال أداعب به طلابي في كلية الطب : أيهم أقوى في الحق أبو بكر أو عمر ؟
عمر يا دكتور يقولونه الطلاب ..
أقول : أين عمر في حروب الردة ؟!
أين عمر حينما مات النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
اهتز تأثر عمر .. أكان ضعيف الشخصية حاشا وكلا .. ولكني أقارن بأبي بكر ، كان في بنيته الشخصية الهدوء .. أنظر إليه في الجاهلية وفي الإسلام البنية الشخصية الطبيعة أعني بها هي الهدوء .. عمر شخصيته قبل الإسلام التي هي الشدة هي التي بعد الإسلام لكن وجهها للحق ..

إذن نحتاج أن نفهم ذواتنا وأن نقوّم فيها ما نستطيع التقويم .. وحتى النبي صلى الله عليه وسلم علم من ذلك في نفس عمر فوجهها التوجيه المبارك
لكي تنفس هذه القوة في الحق في مواطنها الطبيعية ..

إذن نحتاج ثانية أن نركز على ذلك لماذا ؟
لأن ذلك يمنعنا من الوقوع في النفاق .. المجاملة ما سمّوها إنما هو نفاق فيما يتعلق في أمور الدين .. وأيضا من فوائد ذلك أن أجد راحة في نفسي أيها الإنسان..استقامتي ..علاقتي مع ربي ..


يتبع

Almusk 31-10-2004 05:45 PM

بعض الناس الذي لا يعيش ثقة مع نفسه دائما إذا سجد أو ذهب إلى العمرة أو الحج : اللهم حسن علاقتي مع زميلي فلان اللهم حسن علاقتي مع زوجتي اللهم كذا ...
لا بأس بالدعاء أيها الكرام لكن ما سبب اضطراب علاقته ذلك الإنسان ؟!
لأن علاقته مع نفسه مضطربة .. لو هدأت هذه النفس لنشرت الهدوء في أغلب الأحوال ليس بالضرورة في كلها على نفسه على من حوله من زوجه من أبنائه من زملائه في العمل ..

من فوائد استقرار النفس : راحة داخلية..لا متكبر متغطرس ولا ذليل خانع ذلك الإنسان فيستقر ..
قتل للمشاعر السلبية المرضية في نفسي أنا أيها الإنسان حينما أستقر ..
أيضا وقاية من الأمراض النفسية .. إن الذين عندهم استعداد للإصابة بالأمراض النفسية حينما لا يستقروا مع ذواتهم قد تكون فترة من الإدراك التي تفجّر ذلك الاستعداد الجيني أو الوراثي لدى ذلك الفرد للإصابة بالأمراض النفسية ..

نصل إلى العلاج .. كيف أنمي الثقة في نفسي ؟!
كيف أنمي هذه الثقة .. كيف أجعل أيها الكرام هذه الثقة جيدة في نفسي ؟!

ابتداءً الصراحة : أن تتفق في جلسة صريحة مع ذاتك .. أن تكون صريحاً مع ذاتك أيها الكريم
صراحة مباشِرة ، لا تكون مجاملا لأنك لست أمام غريب .. أمام هذه النفس التي تريد تقويمها ..
إنما يكون هو الحوار الصريح ..
تحديد السلبيات : خطوة أساسية .. تحديد الإيجابيات .. ثم دعم هذه الإيجابيات ثم الذهاب إلى السلبيات وجعلها في قائمة متدرجة .. وأبدأ بعلاج الأهون منها فالأشد فالأكثر شدة ..
هذه طريقة تدرجي في التعامل مع عيوبي لماذا ؟! لأني إذا بدأت بالأقل فإني احتمال النجاح والانتصار على ذلك العيب هو أكبر ثم يأتي مردود نفسي وهذه نظريات من نظريات علم النفس
تقوّي ذاتي من الداخل فأنطلق وهكذا يكون العلاج السلوكي في علاج الإنسان لذاته ..

المد 03-11-2004 07:32 AM

موضوع فعلا استحق ان يقرأ فشكرا لك المسك على
بذل الجهد والوقت لطرحه والإفاده به ..

تقبل تحياتي وتقديري اخي الكريم
:)

Almusk 11-12-2004 02:57 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المسـافر
موضوع فعلا استحق ان يقرأ فشكرا لك المسك على
بذل الجهد والوقت لطرحه والإفاده به ..

تقبل تحياتي وتقديري اخي الكريم
:)


أخي الكريم المسافر حفظك الله
أشكرك أخي على مرورك الزاهي سعدت كثيرا بتعليقاتك اللطيفة المشجعة، لك منى كل التحية والتقدير والمودة....:)

Almusk 11-12-2004 03:02 PM

الجمع بين اللباقة والوضوح .. ليس معنى الوضوح عدم قدرتك على التعبير عن فلان أو ضد فلان حينما يكلمك أو يخطئ عليك ما لم تقم وتشتمه لا :
والله يا أخي الكريم بارك الله فيك أنا أعتقد وأرى رأياً آخر أننا لو فعلنا كذا وكذا ..
أنت عبّرت عن رأيك بأسلوب ممتاز بأسلوب جيد فيه ذكر الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
فانتشرت السكينة في ذلك اللقاء وفي ذلك الحوار ..
ما تستطيع أن تتواصل بصرياً معه يجب أيضا أن تدرّب جسدك أن تدرب أيضاً عينيك أن تدرب أيضا نبرة صوتك ربما تحتاج إلى مراكز تدريب المهارات لا بأس في ذلك .. استخدام بعض العبارات ترددها على نفسك : أنا جرئ أنا واثق أنا كذا أنا من سلالة النبي ..
في الأطروحات الغربية هناك الكلمات : أنا جرئ أنا قوي أنا واثق لكن لا أرى النفس أن تُطرح لوحدها .. إنما الروح تُمزج معها فتأتي القوة : أنا قوي أنا عزيز بالله أنا واثق بنفسي أنا أحب النبي أنا على طريقة النبي أنا قادر على التعامل مع الآخرين ..
أنظر حينما نجعل النفس تتناقض مع الروح بإذن الله سبحانه وتعالى .. هذه الروح تنشر الهدوء على النفس ..
فإننا إذا تعاملنا بطريقة نفسية بحتة فتكون ناشفة من الداخل طريقة تقليدية لا تكفي لأن العلاج يجب أن يقوم أيها الكرام على طبيعة المجتمع ولا يقوم على طبيعة المجتمعات الأخرى .. ما دام عندنا مقوّمات معينة نوظفها في أساليب العلاج ..

من الأساليب أيضا أيها الكرام أن نقتنع ـ وأعيدها ثانية ـ أن اللباقة والوضوح مفهومان متكاملان لا متضادان .. فنركز على هذه الحقيقة وأعدتها لأهميتها أيها الكرام ..

من الوسائل عدم الانشغال بالطرف الآخر.. لا أنشغل بالطرف الآخر: ماذا يقول الناس عني؟ لاأجعل مركز تحكمي خارجي ماذا يقول الناس ؟! ما رأي فلان ؟! ..
لا بأس أن الاهتمام بعرف الناس أمر حسن لكن الاهتمام بأوامر الله بأوامر النبي بحاجاتي النفسية المباحة والشرعية هو أولى من الاهتمام بحاجات الناس الطبيعية وليست المفروضة أو العرف الشيء الواضح عند الناس ..

يتبع إن شاء الله


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.