همسات
 

أخي الكريم .. أختي الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه همسات ينطق بها لساني .. وتخطها يدي .. ويهتف بها قلبي .. فهل تفتحان لي قلبيكما قبل أذنيكما لأهمس بهما ..

همسات .. ملؤها المحبة والوفاء .. الطهارة والصفاء .. المودة والإخاء ..

همسات .. خرجت من القلب .. فأرجو أن تدخل إلى القلب ..

همسات .. المراد منها الذكرى .. والذكرى تنفع المؤمنين ..

الهمسة الأولى :

أخي الحبيب .. أختي الكريمة ..

الدعوة بالخير والشر أيسر من أن نتصور سهولتها ، البعض يبدع في نشر شباك الكلمات القبيحة ويبدع في كسب الخصوم والذنوب ، أما الفائزون والناجحون فهم رواد في رسم الصور الجميلة ونثر ياسمين الكلمات ، فيصبح العدو صديقا والصديق خلا وفيا .

هناك كلمات نراها تخرج من البعض يستحي المرء عن ذكر بعضها ، وهناك كلمات تخرج من البعض يستهين بها أصحابها وهي عند الله أعظم من الجبال .

يقول صلى الله عليه وسلم : (( رب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا )).

صنف آخر تقذف ألسنتهم باللعنة ، لا يجدون في اللعن بأسا ، وهو يعني الطرد والإبعاد من رحمة الله ، واللعنة تذهب لصاحبها فإن كان أهلا لها وإلا رجعت على اللاعن .

البعض يتباهى بقوة الكلمات القبيحة التي أمطر بها خصمه ، يحس بالنصر والفخر ، وهو في الحقيقة مهزوم .

ما أجمل أن تقول لخصمك أو من تطاول عليك : الله يهديك ، غفر الله لك ، سامحك الله .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
(( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )).

الوائلي

ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما طعمه فلذيذُ

بارك الله فيك أختي الفاضلة .

الهمسة الثانية :


أخي الحبيب .. أختي الكريمة ..
هل فكرنا في يوم من الأيام أن نستقطع من وقتنا نصف ساعة فقط ـ ولو مرة في الأسبوع ـ نختلي بها مع الله ..

القوم هجوع .. الناس نيام .. في ظلمة الليل .. وسكون المكان .. نستيقظ لنترك لذة النوم .. ودفء الفراش .. وجوار الحبيب أو الحبيبة .. والأحلام الوردية الجميلة .. نترك كل ذلك لننعم بلذة أعظم .. وأنس أعم .. نذهب فنتوضأ لنغسل عنا غبار الخطيئة .. لتصبح وجوهنا وضيئة .. نردد ونحن في طريقنا لمصلانا .. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى سراط مستقيم ..

نقف في مصلانا وقوف الخاشع الذليل .. العبد الفقير .. نحس بالفخر والاعتزاز .. كيف لا ونحن في خلوة مع رب العزة والجبروت .. مالك الملك والملكوت ..

نناديه فيسمعنا .. وندعوه فيجيبنا .. كيف لا وهو قد نزل إلى السماء الدنيا ونادى .. هل من سائل فأعطيه .. هل من مستغفر فأغفر له ..
ثلاث ركعات لا تأخذ منّا أكثر من نصف ساعة .. نؤديها قبل صلاة الفجر .. نحس بعدها بروحانية وطمأنينة ..

فهل نجرب ذلك ولو مرة في الأسبوع .. ثم بعد ذلك نرى ما هي النتيجة ..


الوائلي :

إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسفرُ عنهمُ وهم ركوعُ
أظار الخوف نومهمُ فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوعُ

الهمسة الثالثة :

عن القاسم رضي الله عنه قال : كنت إذا غدوت أبدأ بييت عائشة رضي الله عنها أسلم عليها . فغدوت يوما فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ (( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم )).
وتدعو وتبكي وترددها ، فقمت حتى مللت من القيام ، فذهبت للسوق لحاجتي ، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي ، تصلي وتبكي .. انتهى كلامه

أخي المسلم ، أختي المسلمة :
ربما سالت دموعنا فوق خدودنا ... لكن لماذا ؟!

أخي المسلم ، أختي المسلمة :
بماذا نقضي فترة الضحى الطويلة ... هل استفدنا منها .. أم ذهبت في النوم العميق .. أو حديث الهاتف الطويل .. أم ماذا ؟!

الوائلي

<marquee direction=right><font color=0000ff>الأيام أنفاس لا تعود</marquee></font>

[ 07-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: الوائلي ]

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به )

ولأهمية الوقت فقد ذكره رسول الله صلى الله عليه في الحديث مرتين ، مرة عاماً في العمر ومرة خاصاً في الشباب

أخي ـ أختي في الله

كم يأخذ منا تصفح جريدة ؟
كم نمضي على شاشة الجهاز ننتقل من موقع إلى موقع ، ومن منتدى إلى منتدى ؟
كم دقيقة أشغلناها في قراءة رسائل الجوال التي ربما قرأناها عدة مرات ، وفي مشاهدة رسائل الوسائط ؟
كم لجظة من حياتنا مضت وسجلت في جلسات وأحاديث لا نفع لها ولا طائل فضلا عن الغيبة والحرام ؟
كم وكم وكم ؟

والسؤال :

كم من الوقت خصصنا لنذكر فيه ربنا ؟
هل قلنا هذا اليوم ( أستغفر الله وأتوب إليه )( سبحان الله وبحمده )( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة ؟

ما حالنا من القرآن ؟
منذ متى قرأناه بتدبر وخشوع ؟
متى آخر مرة جلسنا فيها نحفظ شيئاً مت كلام رب العالمين ؟

لنقف مع أنفسنا وقفة صادقة

وفق الله الجميع .

وإياك أخي الوافي

ونسال الله تعالى أن ينفع ويبارك