أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   طَيِن مؤخرته واحرث عليه (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=60019)

ابن حوران 30-12-2006 09:51 AM

طَيِن مؤخرته واحرث عليه
 
طَيِن مؤخرته واحرث عليه ..

في الأرياف العربية تقال تلك الجملة لاستغفال ثيران الحراثة، وتلك العبارة تعني عبئ بطن ثورك حتى يشبع فيكون مطواعا ليقوم بكل شيء ..

نحن نعرف أنه لو استطاع الفرس أن ينبشوا قبري عمر بن الخطاب وخالد ابن الوليد رضوان الله عليهما ليحاكموهما أو يغتالوهما ألف مرة لفعلوا دون تردد، فلذلك هم يغتالون أي حامل لاسم عمر بحقد دفين ..

ولو قدر للصهاينة أن ينبشوا قبور نبوخذ نصر وما تبعه من قادة وصولا الى صلاح الدين الأيوبي ليغتالوهم ويمثلوا بجثثهم لما ترددوا لحظة ..

ولأن صدام حسين يجمع من كل صفات القادة الأشاوس السابقين، فإن حقد الغرب المتصهين و الفرس الحالمين بإعادة أمجادهم ما يبرره .. وهي مفخرة تضاف لسجل القائد، فلو وضعنا العالم بكفة ميزان ووضعناه في كفة لرجحت كفته بوضوح ..

لكن أن يبحث أناس ينطقون العربية على (حِناء) ليجبلونه ويطلون به مؤخراتهم فرحا بهذا الحدث الذي هو اغتيال سياسي حقير يدل على هزيمة القوة العظمى التي بدأت تترنح مستعدة لأفول غير بعيد .. فإن هؤلاء حقيقة لو كانوا عربا حقا ولو كانوا مسلمين حقا، لهزهم التوقيت الذي يصادف أقدس لحظات رمزيتهم ( إن كان لهم رمزية يعتدون بها) .. فهم يعلمون كم هم محتقرون بنظر العرب والأجانب لفرحهم بعمل دنيء لم يكن لهم يد به سوى أنهم قد ملئت بطونهم كبطون الثيران التي يُحرَث عليها ..

فمن انجذب لصدام لم ينجذب لجسمه (رغم ما له من رمزية عالية) الذي اقتص منه الحاقدون، بل انجذب لفكره وروحه الوثابة التي ربطت بين الحرية والتحرر وبين الثروة والقوة المدافعة عنها دون رضوخ وبين وحدة الشعب ومساواة كل الطوائف والأديان والأعراق .. وبين الاستقلال وتصفية العملاء والخونة الذين استغلوا مقارعته لعدوه الفارسي فأحدثوا خللا في الشمال، والذين استغلوا مقابلته لجيوش ثلاثين دولة ليعيثوا فسادا في الأرض، ويسمون فسادهم (انتفاضة شعبانية) ..

لقد حزن كل الشرفاء من أبناء الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم وشرفاءه، وتمسك من أحب هذا الفكر بفكره وتصاعدت الرغبة في تنمية الروح الوثابة لمن أحبه ..

وستبقى معاني البطولة بذورا تنبت في كل بيئة عربية وكل يوم ويبقى البطل الشهيد رمزا لكل الغيورين الذين ينشدون عزة دينهم وأوطانهم وأمتهم .

أما أولئك الفرحين فليدهنوا مؤخراتهم فرحا ( بالحناء) .. وغدا سيدهنون وجوههم بالخراء ..

المصابر 31-12-2006 01:02 AM


يرفع رفع الله قدرك .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.