أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   تكملة لـ "حوار مع جار يهودي" (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=6590)

طه66 09-10-2001 12:09 AM

تكملة لـ "حوار مع جار يهودي"
 
هناك أمر في غاية الخطورة لابد من الحديث عنه ضمن حديثنا عن التجربة اليهودية. فقد ذكرت في مقالتي الأولى أن اليهود نجحوا في حماية الغالبية العظمى من أبنائهم من الذوبان في الدولة الحديثة و شعوبها الإقليمية، وذلك بظهور النظرية الصهيونية التي جعلت من اليهود شعب واحد له دولة واحدة يعمل الجميع من أجلها، و أنهم ليسوا شعوبا لعدة دول و ليسوا أعضاء في شعوب أخرى.

غير أن علماء بني إسرائيل قد أيدوا و بشراسة النظام العالمي الجديد الذي تقوم فيه المواطنة في الدولة الحديثة على أساس الإنتماء للإقليم و ليس الإنتماء للدين. و السبب في ذلك أن هذا النظام قد أعطى اليهود صلاحيات المواطنة الكاملة في كل بقاع الأرض، الأمر الذي خولهم و لأول مرة في التاريخ من الخروج من عزلتهم السياسية و فتح لهم المنافذ المختلفة للمشاركة في الحياة السياسية و تولي مناصب مهمة في الدولة. و من المعلوم أن بني إسرائيل كانوا دائما الأغنى، غير أن النظام الديني القديم كان يعاملهم معاملة الأجانب و لم يكن يسمح لهم بالتدخل المباشر و الصريح في شؤون البلاد، غير أنهم اليوم و بحكم المواطنة الحديثة إستطاعوا أن يدخلوا في كل شيء و أن يغيرا ما يشاؤن و أن ينتقموا من النصارى الذين إستعبدوهم سنين طويلة. و هذاما يفسر كثافة إنتشارهم في كل الأحزاب و الحركات التي ظهرت في كل بلاد العالم.

و لعل من أخطر المكتسبات التي حققها اليهود لحصولهم على المواطنة الكاملة، هو نجاحهم في إستمالة أعداد كبيرة من المتنفذين في الدولة المعاصرة، تحت حجة العدل و الإخاء و المساوات و ووحدة الشعب الواحد "هل تتذكرون شعارات الثورة الفرنسية التي تمثل أحد العلامات البارزة لخروج أوربا من عصر الدولة و المواطنة الدينية إلى عصر الدولة الحديثة و المواطنة الإقليمية". و هذا الأمر مكن بني إسرائيل من أقناع الجميع و واضعوا القوانين من نبذ الدين بل و من محاربته للحفاظ على تماسك الشعب الإقليمي ووحدة أبنائه.

لماذا الحديث عن كل هذا؟ لأن هذه هي نفس المكتسبات و الصلاحيات التي حصل عليها أهل الكفر من سكان بلاد المسلمين لأول مرة في التاريخ. فقد أصبح لهم الحق في التدخل في شؤون المسلمين و شاركوا بشكل علني و سافر في إسقاط الخلافة و إيجاد بدائل إقليمية أو عرقية للإسلام. كما أنهم نجحوا في إستمالة أعداد كبيرة من رجالات الدولة و الأحزاب (التي شاركوا فيها بجد و نشاط منقطع النظير) و واضعوا القوانين، الأمر الذي مكنهم من الوصول إلى أماكن مهمة من الدولة و تغيير القوانين الإسلامية بل و محاربة الإسلام و المسلمين و الإنتقام من سنين طويلة من العزلة السياسية التي كانوا يعانون منها.

و مازال الكثير من المسلمين و علمائهم يتصدون لفعل الكفار و من ساندهم من الفئات العلمانية من غير أن يتساءلوا من سمح لهؤلاء أن يتدخلوا في شؤوننا؟ من سمح للمرتدين من المسلمين (ولو كانوا أبناءنا أو إخوتنا أو أباءنا) أن يتدخلوا في شؤون المسلمين؟ إنه نظام المواطنة الذي وافقنا عليه نحن بملىء إرادتنا. فهنيئا لنا بما إقترفته أيدينا.

إن تغيير قوانين المواطنة في كل بلاد المسلمين لتقر علنا و صراحة أن كل إنسان مسلم هو مواطن في تلك البلاد، يمثل هدفا إسترتيجيا آخر لابد من السعي نحوه لتدمير التدخل الكافر و إيقاف سقوط العشرات من ابناء المسلمين في حبالهم، و يمثل تكريسا عمليا لحقيقة أن المسلمين أمة و شعب واحد، و أداة قوية لزرع النزعة الوطنية الإسلامية من جديد في قلب كل فرد مسلم.
لابد لدول المسلمين من أن تتحول إلى إمارات و ممالك في دولة واحدة كما كانت عليه من قبل.

البكري 09-10-2001 04:36 AM

السلام عليكم

جزاكم الله خيراً، ونفع بكم وبما كتبتم.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.