أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - يشرفني دعوتكم ( من لا يجد اسمة ارجو ان لا يحرجني )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كعادتي السنوية في التسكع في عصاري رمضان المبارك بالأسواق بقيادة غريزتي ( الجائعة ) لأمتع ناظري على أصناف المأكولات الرمضانية ابتداء بالكنافة بالقشطة والتي اعزها واحترمها اكثر من احترامي لبعض زعمائنا العرب فأبتاع كيلو وأترجى صاحب المحل
( توصى الله يرحم والديك ) ثم اعرج على القطايف بالمكسرات فهي الأخرى لها مقام محمودا لدينا فأوعز للبائع بأن يضع لي كيلو ولا ينسى الوصاية ثم اذهب إلى محبوبتي ( الطرمبة ) وفي مسميات أخرى ( بلح الشام ) فأجد حباتها وقد رُصت فوق بعض في حياء وكأنها تغازل الصائم قائلة ( خذني الله يأخذك ) فبعد ان يوزن لي صاحب المحل كيلو أخذها فأضامها إلى صدري بتلهف وشوقا فأتحرك بسيارتي سريعاً إلى العم صالح صاحب اشهر محل للفول فأقبع بالطابور الطويل ذليلاً حتى يصلني الدور فأخذ عم صالح بالأحضان أولا من باب معزتي لفولة الشهي وأشهر في وجهة سلاحي المعتاد ( حافظة طعام مقاس وسط ) فيملئها عن بكرة أبيها واوصية ان يكثر من الطحينة والسلطات ولا ينسى السمن البري فاقفي عائدا لألحق بصاحبي الدائم ( الواد فايز ) صاحب السوبيا وبمجرد ان يرى سيارتي يتقدم إلي بكيس يتوشحة اللون الأحمر قاناً ( زبيب ) فأخطفة منة كما خطف بوش العراق
انظر نظرة خاطفة على ساعتي لم يتبقى سوى اقل من نصف ساعة على موعد إطلاق المدفع وان كنت في واقع الأمر أصبحت أكرهه صوته لأنة يذكرني بالنكسة العربية ونحن نشاهد بغداد تداس بأرجل أحفاد القردة والخنازير ولا زلنا نتثاوب حتى هذا اليوم
فأذهب مسرعاً إلى فرن حارتنا لأشتري خمسة أرغفة خبز منوعة بين الأبيض والأسمر
ثم أزور صاحب الفرن الأخر وابتاع 3 حبات ( تميس ) مذكراً الأفغاني بإكثار السمسم ( قمرها يا رفيق ) يا حبنا في بطوننا
وما ان ادخل باب بيتنا العامر حتى أطلق صيحاتي وكأنني طرزان مذكرا أم حسام ( مدي السفرة يا حرمة ) هاة ويش سويتي اليوم فتجيبني من داخل المطبخ بعد ان أعياها التعب كل ألي طلبته ( يا مال الماحي يا بعلي وثوري العزيز ) أم علي وصينية البسبوسة بالقشطة مثل ما وصيتني وسمبوسة باللحم وأخرى بالجبن وثالثة بالخضار المشكلة هذا غير أصناف الشربة (شربة عدس شربة دجاج وما عاد تسوي إلا شربة مقادم فيل ) عشان تكتمل البطره ناهيك عن أنواع عدة من المعجنات والإيدامات ( من طقه البامية وبنت خالتها كوسة وعمتهم ملوخية هانم وابن عمهم المصقع ) و العصائر المتنوعة والباردة
(( إن المبذرين إخوان الشياطين ))
وتبداء السفرة العامرة وبها اكثر من عشرة أصناف من الطعام أو تزيد سواء بتلك التي تفننت بإعدادها زوجتي والأخرى التي سولت لي نفسي وابتعتها من السوق
وما ان انطلق صوت الحق معلناً آذان المغرب حتى بدأت الأيادي تمتد إلى اقل من لقيمات قليلة حتى ان هناك أصناف لم تمتد اليد إليها ويكون مصيرها برميل الزبالة كالعادة
هذه المائدة العربية وهذا السلوك الخاطئ أكاد اجزم إنها تمثل اكثر البيوت العربية بينما هناك من الأسر التي تقبع تحت خط الفقر لا يجدون سوى صنفا واحد وعائلة عادة ما تتكون من ثمانية أشخاص أو أكثر

أخي رب البيت
أختي ربة البيت

بما إننا نعيش الثلث الأخير من الشهر الكريم و من حكمته عز وجل أمرنا بالصوم لنشعر بالجوع لكي نفتكر دائما ان لنا اخوة يجمعنا الإسلام ورابطة الدم عامهم كشهر رمضان لا يكاد الأكل يكفيهم ويكفي أطفالهم والكثير منهم يباتون ليلتهم بدون عشاء بينما نحن نتفنن في إنفاق المال ونشتري اكثر من حاجتنا لأننا صمنا نهار لا يتجاوز الأثنى عشر ساعة فنخرج للأسواق وتعترينا حمى الشراء فقط لأننا حسينا بالجوع وتتفنن أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا في إعداد الأصناف مما لذ وطاب فما بالكم بهؤلاء الفقراء والمساكين والذين يتضرعون جوعا وحرمانا ان وجدوا فطوراً لا يجدون سحورا

إخواني وأخواتي المسلمين
في هذا الشهر تزداد نسبة الزبالة ( أكرمكم الله ) عن سابقاتها في الشهر الأخرى لأننا بكل صراحة ننفق على الأكل في هذا الشهر ضعف ما ننفقه في الأشهر العادية فهل اقتصدنا وعشنا روحانية هذا الشهر بكل ما يحمله من معني سامية وحكم إلهية
وجعلنا من أموالنا حق للسائل والمحروم

لا تنسى يا صائم زكاة الفطر ولا تجعل اهتمامك وراتبك ينصب في شراء حوائج العيد وتذكر دائما ان لك اخوة في الله ينتظرون بشغف يد حنونة ترسم البسمة على ثغر ابن أو أبنه بشرائك كسوة أو إعطائهم بعض من مالك فلا تبخل بما انعم الله عليك وتذكر جيدا قول المصطفى علية الصلاة والسلام (( اتقوا النار ولو بشق تمرة )) أو كما قال صلى الله علية وسلم

اللهم اكتبنا ممن تعتقهم من النار
وادخلنا جناتك مع الأبرار

محبكم

عنترنيت:heartpump