الدين يسر
 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
أما بعد فيقول الله تعالى:
{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر….}

أرسل الله عز وجل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وجميع رسله ليكونوا قدوة للناس في المعيشة على الأرض باتباع مناهج يشق على البشر أن يصلوا إليها بعقولهم…وإذا لم يلتزم البشر بهذه المناهج شقت عليهم المعيشة في الدنيا وفي الآخرة… وهذه المناهج كالدليل الذي تعطيه الشركات لمن يشتري منتجاتها حتى يستطيع أن يتعامل مع الشيء الذي يشتريه بكل سهولة ويسر، إي كتاب إرشادات للاستعمال…كدليل صيانة السيارة مثلا…فمن يشتري سيارة يجد في الدليل أنه يلزم أن يضع البنزين في مكان معين ووقت معين، والزيت في مكان معين وفي وقت معين، والماء في مكان معين ووقت معين…فمن سار على هذا الدليل وجد استعمال السيارة سهلا ميسورا، ومن لم يلتزم بهذه الإرشادات وجد كل الصعوبة في التعامل مع هذه السيارة، وقد تفسد السيارة كلها ولا يستطيع أن يستفيد منها…فمن قال: أنا غير مقتنع بأن أضع البنزين هنا والماء هنا والزيت هنا، أنا يجب أن يكون لي حرية التصرف، أين " الحرية" "الحرية""الحرية"…فوضع البنزين مكان الزيت والماء مكان البنزين والزيت مكان الماء، فإنه لا يستطيع الاستفادة من السيارة…وإذا ذهب إلى الشركة ليشتكي من السيارة أنها لا تسير فإنهم سيقولون له "العيب فيك أنت لأنك لم تلتزم بالإرشادات"….
فقد جعل الله عز وجل الشريعة واضحة لجميع البشر في هيئة رسله الكرام، فمن اتبع الرسل واقتدى بهم صلحت حياته الدنيا والآخرة، ومن رفض اتباع إرشادات الرسل فسدت حياته الدنيا وحياته الآخرة…ومن تيسير الشريعة الغراء أن جعل الله عز وجل حياة نبينا صلى الله عليه وسلم أمام جميع البشر… ليس في عباداته فقط، بل في معاملاته ومعاشراته ودخوله الخلاء بل وفي أشد الأمور حياء إذا ما تم كشفه للناس وهو حياته الزوجية ومداعبته لأزواجه المطهرات وزواجه منهن…فحياة النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى منها أي شئ لدينا وجميعها موجود في كتب السنة والفقه….وهذه من الحكم في أن الله عز وجل لم يرسل للناس ملائكة، بل أرسل بشرا مثلهم ليكونوا نموذجا عمليا وقدوة عملية للبشر جميعا…
فهذا هو اليسر الذي جاء به الدين، فمن اتبع هذا النموذج العملي للبشرية فقد أخذ بتيسير الشريعة….ومن رفض هذا النموذج واتبع مناهج بشرية أخرى في أي جانب من جوانب الحياة، فإنما يشق على نفسه في الدنيا أو في الآخرة…

جزاك الله خيرا أخي الوافي ونصر بك الدين وأثابك جنات النعيم...