اوطان, تحترق
 

عن الشرق ألأوسط ..للكاتب

خالد القشطيني


آه كم أحسد هذا الرجل الياباني، السيد يامادا، على قدرته العجيبة على النوم العميق. جاء ذكره في صحيفة المنيتشي ديلي نيوز في 19 ديسمبر الماضي، حين كتبت تقول: تحدث ناطق من الشرطة في هيوغو، فأفاد قائلا: «يبدو ان السيد يامادا قد استسلم للنوم حالما جلس على مقعد القيادة في سيارته في الموقف المعد للانتظار في مدينة اماغازاكي عند الساعة الخامسة فجرا بعد قضاء يومين متواصلين في احد النوادي الليلية. وكانت سيارته اتوماتيكية وضعها في حالة الاستعداد للسير ومفتاح التشغيل في حالة التشغيل، واعتقد ان هذا كان سبب المصاعب التي اوقع نفسه فيها».
أعطى ضابط الشرطة هذه الافادة بعد انقاذ السيد نتسيوا يامادا البالغ من العمر 33 سنة من سيارته بعد ان شبت النار فيها. ثم نقلوه الى المستشفى. اضاف الضابط قائلا: «بينما كان مستغرقا في النوم، يبدو انه كبس بقدمه على اداة التسريع بما أدى الى تحرك السيارة بنحو خمسة أمتار حتى اصطدمت بالسيارة التي امامها. ادى ذلك الى انطلاق بوق الانذار في سيارته بالدوي، ومع ذلك فلم يؤد صوت الانذار ولا دوي الاصطدام الى ايقاظ السيد يامادا من نومه. استمرت قدمه بالضغط على اداة التسريع لنحو ساعتين حتى تسبب ذلك بتسخين عجلات السيارة ثم اضطرمت النار فيها. وظلت الاطارات تشتعل لنحو نصف الساعة حتى لم يبق منها شيء فجلست السيارة على اطاراتها الحديدية التي اخذت تدور وتجلخ الارض الكونكريتية حتى حفرت فيها اخدودا بعمق عشرة سنتيمترات. اخيرا شبت النار في الماكينة وانتقلت النيران الى المقاعد. اصبح السيد يامادا في خطر حقيقي لو لم يهرع الجمهور ويوقظونه من نومه ويسحبونه من السيارة المشتعلة. اجريت عمليات الاسعاف الاولية له في المستشفى ثم اطلقوا سراحه ليعود الى بيته ويستأنف النوم».
سيقول القارئ الكريم، هذا شيء غريب من رجل يستغرق في النوم كل هذه الساعات وسيارته تحترق به. ولكنني استطيع ان اشير به الى كثير من الرجال عندنا، وكلهم قادة ورؤساء، ما زالوا مستغرقين في النوم منذ سنين واوطانهم تحترق من تحتهم.

الاخ الغافقي
هم لاينامون وتحترق اوطانهم بل هم من يحرق اوطانهم