|
فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم انهارده احبابى فى الله سوف نتطرق الى ايه فى سوره النساء وماحدش يقولى رايه الا لما يقرا ما يريده الله منا فى هذه الايه يقول الله تعالى ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) هذا تكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودليل على انه ذو منزله عاليه واياكم ان تظنوا انه حين قال (لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس )) ان محمدا قد دخل فى الناس....سبحانه يوضح : ((لا)) ساقسم به كما اقسمت بالسماء والارض ان خلق السموات والارض يكفى فيها الخلق والايجاد والتسخير .. لكن خلق محمدا فلا يريد الخلق والايجاد فقط .. بل يريد تربيه فيها ارتقاءات النبوه مكتمله فيقول له :: فوربك الذى خلقك ..والذى سواك ..والذى رباك ..والذى اهلك واعدك لتكون خير خلق الله وان تكون خاتم الرسل..ولان تكون رحمه للعالمين ,, يقسم بهذا كله فيقول : ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) وعايزين بعد ما ربنا يدخل جوانا المهابه بالقسم برب رسول الله نقول : لا نحكم محمدا ومنهجه فى حياتنا ؟ اذن قول ربنا سبحانه وتعالى : ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) وقد حكم كل ماداتها مثل ( الحكم ) و (التحكيم ) و(الحكمه) و(التحكم).... كل التفريعات دى ماخوذه من كلمه الحكمه وكل حروفها عليها فاتحه عشان تنطقها معايا صح وهى حديده اللجام الذى يوضع فى فم الفرس ليمنعه ان يشرد ويتحكم صاحبه فيه يمينا ويسارا .... فكذلك (( الحكمه)) تعوق كل واحد عن شروده فى اخذ حق غيره .. فالتحكيم والتحكم والحكمه كلها توحى بان تضع الشئ فى موضعه الصحيح وناتى لكلمه (( شجر)) ماخوذه من الاحرف الشين والجيم والراء واذا شوفتها فاعرف انها ماخوذه من الشجر اللى انت عارفه .. فهناك نباتات لا تلتصق ببعضها ..وهناك نباتات تكبر فيلتصق بعضها ببعض فتتشابك..عشان كده ساعات تشوف شجر داخل فى بعضه وماتقدرش تفرق اوراق الشجره دى من الاخرى .يعنى الامر قد اختلط .. وكلمه(( شجر بينهم )) المفرض نعرفها بقه ماشى نقولها يعنى قام نزاع واختلاط فى الامر.. فانت لو عايز ثمره من شجر مختلط مع بعضه فما يهمكش تكون من اى شجره لان الشجر كله زى بعضه ودى فايده اختلاط المتساوى..لكن لو اردت ورقه شجره من نوع معين فانتقيها لانك عايزها لامر خاص.. والخلق كلهم ربنا خلقهم متساويين فكان يجب ان اختلطوا ان تكون المسأله مشاع بينهم ..بس طبيعه النفس الشح..فتنازعوا . ولذلك فالقاضى الذكى يقول للمتخاصمين : اتريدان ان احكم بينكم بالعدل ام بما هو خير من العدل؟ فيخافوا ويقولوا له .اهناك خير من العدل ؟..يقول : نعم انه الفضل.. فما دامت المساله اخوه واحده . والخير عندك كالخير عندى.. فلا نزاع... اما اذا حدث الشجار فلابد من الفصل.. ومن الذى يفصل ؟.انه رسول الله بحكم قول الحق : ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) فلايمان يااخواننا مش كلمه نقوله وبس دى لها وظيفه ..فان تقول: لا اله الا الله وتشهد ان محمد رسول الله ..لابد ان الكلمه دى ليها وظيفه ..وان تكون حياتك كلها على ضوء هذا القول ...... فلا معبود الا الله ولا أمر الا الله ولا نافع الا الله ولا ضار الا الله ولا مشرع الا الله فهى مش كلمه نقولها وخلاص وينتهى الامر عند كده ..ولما يجيك امر يحتاج الى تطبيقه تهرب منه. ( فلا وربك لايؤمنون)) بمنهج الاسلام ( حتى يحكموك))... فهذا التطبيق ( فيما شجر بينهم)) ولا يصح ان يحكموك صوريا .بل لابد ان يحكموك برضا فى التحكيم. (( ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا )). اى ضيقا (( مما قضيت)) فلو حكم رسول الله لا تتوانو عن حكمه وماتتضايقوش منه. (( ويسلموا تسليما )) اى يذعنوا اذعانا طيب كفايه كده فى شرح الايه دى وان شاء الله تكونوا فهمتوها بس لحد دلوقتى ما حجش سالنى هل للايه دى مناسبه نزلت فيها اقوله اكيد بس انا جبيت اشرحها الاول عشان لما اقول المناسبه تكون مشتاق ليها ومزهقتش وناخج فاصل قصير ونعود...... : عدنا بحمد الله ... هى الحكايه ايه طبعا بتكلم عن الايه دى. فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الحكايه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم له ابن عم اسمه ( الزبير ابن العوام ) وهو من العشره المبشرين بالجنه . وكان عنده بستان اعلى من بستان صحابى اسمه حاطب بن ابى بلتعه .فالسيل ياتى اولا من عند ارض الزبير ثم ينزل الى ارض حاطب .. فلما جاء السيل حدث خلاف بين الزبير وحاطب .. فحاطب عايز ارضه تتروى الاول فارض الزبير عاليه عنه.. فراحوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فحكم للزبير فقد كان الحق معه .. فغضب حاطب وقال للرسول هو عشان ابن عمتك ؟حكمت له ..فتلون وجه الرسول : اسق ثم احبس حتى يبلغ الجدر فاعطى حينئذ للزبير حقه..الناس مش فاهمه ان ارض الزبير عاليه وارض حاطب منخفضه . ولو نظرتم الى اى واد تجد الخضره فى بطن الوادى.لان الماء وان جاء من اعلى سينزل الى اسفل. واذا رويت الاسفل اولا لا يصعد الى العالى شئ. اذن فالحكم الاول كان مبنى على التيسير والفضل من الزبير والحكم الثانى جاء مبنيا على العدل ورسول الله بالحكم الثانى يقول لحاطب سنعدل معك بعد ان كنا نجاملك فقال الحق سبحانه وتعالى : ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) والى لقاء اخر لو شاء الله وامد فى عمرى اخوكم الشيخ عادل |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.