أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - الي كل الصارخين من وراء البحار لمناصرة البعثيين

بعد كشف المقابر الجماعيه في الناصرية والبصرة وغيرها من المدن العراقيه ان منظر الجماجم الملقاة في الصناديق الخشبية والمجموعة بشكل عجيب في تلك المقبرة الجماعية لا بد ان يلفت نظر اولئك الصارخين من وراء البحار يرفضون ان يطاح بهذا الطاغية وبنظامه الباغي.
وعليهم ان كانوا فعلا يطالبون بخروج قوات التحالف من منطلق انساني، ان يجعلوا انسانيتهم هذه تشمل هذا الشعب المنكوب في العراق، وان يطالبوا ككل الشرفاء بانهاء هذا الحكم البغيض، وألّا يجعلوا رفضهم للوجود الاجنبي في المنطقة يحجب عنهم حقيقة المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي.
سيقول بعضهم: ان انهاء هذه الحالة يجب ان تكون بيد الشعب العراقي نفسه، وبيد اخوانه العرب! ولهم نقول: لقد انتظر الشعب العراقي طويلا، فلا هو استطاع ان ينقذ نفسه من هذا النظام، على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها من دماء ابنائه، ولا الشعوب العربية استطاعت ان تقدم له غير الكلام الذي لا يغير من واقع الامر شيئا.
بل على العكس، لقد ساهمت بعض الحكومات العربية وبعض المستفيدين من وجود هذا النظام الفاسد من القائمين على الاعلام العربي، في تكريس معاناة هذا الشعب المنكوب.
نعم، ليس من صالح الامة العربية ان يغيّر هذا النظام العابث بهذا الشكل، وعن طريق تحالف القوى الاجنبية التي لا تربطها بالمنطقة غير مصالحها، لكن ما هو البديل الذي تستطيع ان تفعله دول المنطقة لازالة هذا النظام المشاكس، الذي وضع المنطقة منذ ان سيطر على حكم العراق فوق صفيح ساخن؟
ليس بوسع الشعب العراقي ان يقدم مزيدا من الجماجم الملقاة في صناديق خشبية لكي يرضي الواهمين والحالمين بالحلول العربية ولا يستطيع ان يصبر على هذا النظام الجائر لكي يرضي بعض العرب الذين تربطهم بهذا النظام روابط مصلحية تنتهي بانتهائه.
لذلك فهو لا يطلب منا ان نقف الى جانبه بقدر ما يطلب ان ندع تلك القوات تنجز ما جاءت من أجله، دون ان نشوش عليه فرحته بالحرية التي صار يرى بعضا من ملامحها.
ان شعب العراق العظيم ليس بحاجة لمن يعلمه كيف يقاوم الاستعمار.. فلتخرس تلك الألسن التي باعت وطنيتها وكرامتها منذ زمن بعيد لمن يدفع اكثر!