اقرأها ...رجاء
(( رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي )) عمر بن الخطاب
رحم الله عمر بن الخطاب , لو رأى ما نحن فيه من حب للمداهنة و المجاملة و تأفف من الناصحين , لربما أعاد النظر في مقولته تلك. بالله عليكم, هل للنصيحة في زماننا هذا نفس الاحساس الجميل الذي يخلفه إهداء قارورة عطر, أو باقة ورد, أو علبة شوكلاتة ؟ أليس الناصح في هذا الزمان غير مرغوب فيه ؟ كم من نصيحة قد تسدى في مجلس واحد من مجالس الأنس و الدردشة ؟ واحدة , اثنتان؟ ألسنا نداري و نجامل بعضنا إلى الحد الذي أصبحنا نستحيي فيه من تقديم النصيحة كأننا مقدمون على أمر فاحش؟ أليست النصيحة لجاما للعقل , تمنعه من الركوض خلف شهوة و شبهة , و تعيده إلى الصواب؟ أم أن حرصنا على عدم تعكير مزاج الآخرين يصدنا عن إرجاعه إلى رشده ؟ أجيبوني |
أخي الكريم / حيّان جزاك الله على غيرتك الإسلامية الظاهرة من بين السطور وإنا أعلم يقينا أن النصيحة أمر شرعي مطلوب بل وواجب في أحايين كثيرة ، لأن مكانتها في الإسلام كبيرة جدا ، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " الدين النصيحة " ثلاثاً ، وعندما سئل جعلت فداه لمن يا رسول الله قال " لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم " ، ووجوب النصيحة يتوقف على طلبها وسؤالها فقد قال عليه الصلاة والسلام في حقوق المسلم على أخيه المسلم " وإذا استنصحك فانصح له " وفي المقابل أخي الكريم هناك فرق كبير بين ( النصيحة ) و ( التشهير ) يقول المروزي :- ( سمعت أبا عبد الله يقول: قال رجل لمسعر بن كدام: تحب أن تنصح ؟ قـال: نعم، أما من ناصح فنعم، وأما من شامت فلا " ، وقال مسعر: "رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني و بينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع". وختاما .. لن تجد رجالا أكثر حرصا على النصيحة ونشر الدين من الأنبياء والرسل ولن تجد رجلا أكثر حاجة للنصيحة من ( فرعون ) ومن معه ومع ذلك عندما أرسل الله إليه سيدانا موسى وهارون عليهما السلام قال لهما :- { فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } (44) سورة طـه تحياتي :) |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.