اللا وسطية سبب وهن المسلمين وضعفهم
الشيخ السدلان
قال فضيلة الشيخ صالح السدلان، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض: إن المشكلة في العالم الإسلامي تكمن في داء عضال أصاب المسلمين دكَّ معاقل القوة لديهم فأوهن قواهم، هذا الداء هو (اللا وسطية) وسببه الأكبر منا نحن المسلمين، واستغله الآخرون. نحن الذين جعلنا من الأشخاص أصناماً، ومن المذاهب أدياناً، ومن الخلاف خصومة، ومن المناظرة محاجرة، ومن الرحمة نقمة,,, من الذي صنع ذلك؟ إنهم المسلمون! |
هل تقصد ( الظلم ) يا غيث..؟
|
إقتباس:
لم أفهم تحديدك للظلم بعينه.. ولكن!! الواضح أن الشيخ يقصد بـ( اللاوسطية ) هوالتطرف البغيض بكل أشكاله.. الذي يؤدي الى الفرقة والتناحر ووهن الأمة رعاك الله |
اخي الكريم تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الاعمال ريما قد يتبادر الى الاذهان بان مسالة الوسطية مسالة سهلة ولاتحتاج الى عناء فهي فقط مسالة تقبل او انتماء وانا العبد الضعيف والفقير الى الله اراها صعبة التنفيذ والتطبيق وتتطلب جهدا كبيرا وعلما غزيرا وشجاعة فذة ولاضرب مثالا لما اعنيه فاقول انك اخي لو اردت ان تزن شيئا ما على ميزان معدني وخذ اي شيئ اردته ولاختار مكانك اخي حتى ابسط الامور نختار مادة السكر مثلا ولنبدا عملية الوزن فاذا اردنا ان نضغط على الكفة اما الى الاعلى فلا نجد صعوبة في ذالك واما ان نخفظها نحو الاسفل فلا نجد ايضا صعوبة في ذالك لكن اذا اردنا ان نختار الميزان الدقيق و ونقف خط الوسط فبالتاكيد سنجد صعوبة ويتطلب منا اولا التركيز والدقة وعدم تجاوز الخط المرسوم لذالك الميزان حتى لاتميل الكفة اما الى الاعلى واما الى الاسفل وهذا هو الخط الوسط الذي نحتاجه فالواقع يقول ان هناك جهتان جهة تميل الى التشدد وجهة تميل الى التفريط وما ينقصنا هو لاافراط ولاتفريط وهي الامة الوسط التي يقصدها الشيخ والله اعلى واعلم |
هل تقصد ( العدل ) يا أحمد ياسين ..؟
هل تقصد بالجهتين ( غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين ) ..؟ |
جزى الله الشيخ صالح السدلان خير الجزاء وجزاك أخي الكريم غيث خيرا على نقلك لهذا الموضوع وما كتبه الشيخ واضح لا لبس فيه ، والوسطية مطلب شرعي ، جاء في كتاب الله الكريم ، وعمل به وقال عليه الصلاة والسلام يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ...} (143) سورة البقرة وجاء الإسلام بالسماحة والاعتدال، فهو يذم الإفراط وينكر التفريط ، وقد أوصى كل إنسان بنفسه رفقاً ، وأمره ألا يفرط في حقها حتى ولو كان الأمر في زيادة الطاعات ، وقد جاء في الحديث الشريف عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) رواه الإمام أحمد والسيوطي في الجامع الصغيير و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، فسدّدوا وقاربوا وأبشروا ) رواه البخاري و عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هلك المتنطعون ) رواه مسلم وقد سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالي عن المراد بالوسط في الدين ، فكان جوابه كالتالي : إقتباس:
وهناك نقطة مهمة جدا يجب أن لا تهمل في هذا السياق وهي الإفراط في كل الأمور سواء بالتساهل المفرط أو بالتشدد المفرط فكلا الحالين هما إفراط وتضييع لحقوق الله وحقوق البشر ومن هنا جاء الإسلام بمنهج وسط ، وكان بحق دين الوسطية والله أعلم |
وكذالك جعلناكم امة وسطا هذه هي الوسطية حسب قناعتي في هذا التحليل الطابع العام للشريعة اليهودية يميل إلي القوة و العنف , و الطابع العام للمسيحية ينحصر في الرحمة و السلام و لما كانت الحياة لا تنظم إلا بالطرفين من كل شئ فقد جاء الإسلام يمجد الرحمة حيث ينبغي أن تكون الرحمة و ذالك فان الله – يصف ذاته بالقوة في قوله تعالي (..... وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) ويصف الله ذاته بالرحمة في قوله تعالي ( ..... وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) فصفة القوة جاءت حيث ينبغي أن تكون القوة وصفة الرحمة جاءت حيث ينبغي أن تكون الرحمة والرسول الكريم يدعوه الله إلى الرحمة ولين الجانب والشورى فيقول تعالى في سورة آل عمران "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ...... " ومن سمات الرحمة في الإسلام والدعوة إليها خطاب الله إلى المؤمنين في قوله تعالى في سورة آل عمران وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وإذا ما تعلق الأمر بالدين والدعوة إليه فان ذالك ينبغي أن يكون بطريقة الرحمة والتلطف والترغيب لا العنف والإكراه ذالك لان طبيعة الدين وسماحته خير داعية له ".....لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ...." "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ....." كل هذه الرحمة من صلب الدين الإسلامي وروحه ,ولكن إذا حزب الأمر وتعرض المسلم للخطر أصبح من المحتم عليه أن يخلع ثوب الرحمة واللين وان يركب المراكب الخشنة فالمسلم رحيم على قومه وأهله وجيرانه,ورحيم على أهل الكتاب ما لم يظهر منهم الاعتداء , ولكن إذا حاول الكفار الاعتداء كانت هذه الآية خير مصور لواقع الحال ""مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ .... " والسلام يكره الخنوع والمذلة والاستضعاف , فهو يدعو إلى الرحمة العزيزة التي لا تنتهي بالمسلم إلى الذل والضعف , ويطالب المسلم أن يعيش سيدا مستقلا غير ذليل .وإلا فالهجرة واجبه حتى يستعد ويستعيد أرضه كما حدث للمسلمين الأوائل حينما هاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة حتى تجهزوا للنصر فعادوا إلى مكة فاتحين ظافرين فان الله تعالى يقول في سورة النساء " قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا .... " ثم تأتي الدعوة إلى القوة والعزة في قوله تعالى "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ...... " ويحض الرسول صلى الله عليه وسلم على القوة فيقول "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله. وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان". وهكذا جاء الإسلام وسطا يدعوا إلى الرحمة ولا يغفل القوة وهو حينما يدعو إلى القوة يدعو إليها بعبارات تخاطب القلب وتنفذ إلى الوجدان فتهز المشاعر هزا عنيفا ولذلك فان كبير المستعمرين جلادستون كان يقول للإنجليز ...لن تستطيعوا أن تستعمروا المسلمين مادام هذا الكتاب بين ظهرانيهم, يقصد القرءان الكريم ولذلك فان حرب الانجليز على القرءان ومحاولة محوه من قلوب المسلمين من أخس الحروب وأحط الخطط لكنهم ليسوا بمستطيعين أن يفعلوا به شيئا لان الله اتخذ على نفسه عهد ا بالمحافظة عليه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " |
شكرا لكم جميعا..
ونسأل الله تعالى أن يوفق علماء الأمة لما فيه الخير وأن يهدينا وأياهم الصراط المستقيم وأن يجعلنا في أهل النعيم.. ولو أن أحد من الناس سألني عن سبب ضعف المسلمين فسأقول : الظلم.. و بما يعنيه ذلك الاسم.. فإن قال تقصد التطرف فسأقول بل هو ذاك فإن سألني عن العلاج فسأقول : العدل .. و بما يعنيه هذا الاسم.. فإن قال تقصد الاعتدال فسأقول بل هو ذاك ولا شيء غيره ، ونسأل الله أن لا يجعلنا في الظالمين والحمدلله رب العالمين |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.