أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   همســــــــات في أُذن الوطــــــــــــــــــن (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26289)

العنود النبطيه 21-09-2002 10:40 AM

همســــــــات في أُذن الوطــــــــــــــــــن
 
رداً على كريم دعوة أستاذنا عمر مطر للكتابة في خيمة الكبار

ولأن الموضوع الأصلي كان عن الوطن … فإنني ارتأيت أن اكتب ردي عليه على شكل موضوع يكون محراباً لكل من يحب أن يُناجي الوطن

فهاتوا بهمساتكم إلى الوطن يا أحِبتَه

وها هي همستي من الوطن إلى المتغربين عن حضنه و أولهم عمر مطر

............................******************.... .....................

استجمعت أشلائي... واستعرت من خزانة الحاجات العتيقة قلبي الذي ما اعتدت من سنين استرداده إلا لهذا الموعد ... أمرتُني وسرتُ بي إلى الصحراء، إلى حيث لا بشر .. فقط نسمات الهواء وبحرٌ من الرمال الممتدة ، نجومٌ وبعضُ شُجيرات.. اصطحبت رفيق الدرب، الصدر الحنون الذي القي إليه وعليه بتعب السنين... حملته كما تعود هو حمل همي والتعبير عنه... سرتُ به إلى حيث لا وجود إلا للوطن... حملت قلمي الحبيب وبضعة وريقاتٍ نزف عليها مداد الحزن الذي ما عرف النضوب من قلبٍ اعتاد على سماع شكوى الوطن...

ذهبت إلى حيث تعودنا أن نلتقي أنا والمحبوب... ، نلتقي بنا خاليين من كل الإضافات وبلا زخارف... بكل البساطة الحقيقية وبلا تعقيد...

في نفس المكان ذا الخصوصية المُفرطة والإجراءات عالية السرية كيف لا ولقائنا له طقوس خاصة نحن الاثنان فقط من يتقنها ...
نفس المكان ، نلتقي لئلا يسترق النظر فضولي، أو يختلس السمع مُتطفل... مكان منعزل تماماً إلا من بعض الطيور التي جاءت لتشاركنا طقوس الهوى بلا وعيٍ منها إلا فطرة جُبلت عليها...
نفس المكان الذي اعتدنا فيه التناجي والبوح عن مكنوناتٍ ما لها غيرنا يتقن فن خلقها ... أو التعاطي مع ممارسات تطوراتها..

نفس المكان العتيق الذي اعتاد أن يحتضن لقاءاتنا الخجولة في البداية كأي اثنين تربطهما علاقة عادية فتتطور شيئا فشيئا حتى تُصبح عشقاً مُطلقاً ... يصل إلى حد العشق الجنوني الذي لا يخضع لقوانين ولا تحدُه أُطر... بعد هذه المراحل صرنا تحت مسمىً جديد اكثر حميمية لم أجد له ترجمةً لفظية حتى الآن ...ذهبت إليه؛ محبوبي الذي ما لي غيره وله غيري الكثيرين…

العنود النبطيه 21-09-2002 10:43 AM

جلستُ في حضرته ، ونثرت إليه بعضا من فيض حبي... وغرست فيه بعضا من همومي... أخبرته عن الحال فتنهد، جرحت قلبي تنهيدته فعاندت عيني دمعةٌ ألاَّ تنزل إلا على صدره ... وما شعرت إلا وأنا القي الرأس بين ذراعيه... أطبقت العينين وأنا أنهل من فيض حبه وكأن وريدي رُبط بوريده فشعرت أنه يغذيني من منابع حبه اللا محدود ... ألصقت الرأس على ترابه فسمعت أنّاته ...آهٍ كم هو مؤلمٌ أن تسمع أنين الوطن الحبيب.. ذرفتُ الدمعة فسقطت في قلبه وصار يشكو لي فراق الأحبة..
قال تركوني لأشكي ويشكون الوحده... غادروا فسرقوا من العمر فرحه ... ومن الورد لونه... غادروني فتركوا في القلب أقسى الجراح.. وتركوا فراغاً ما غيرهم يملئه …طال فراق الأحبة وكلما مرت الأيام تزداد نيران الشوق اتقاداً... قلت لا عليك أيها الحبيب... مهما رحل من الأحبة إلا أن بقيةً لا يمكن إلا أن تغرس جذورها في أعماقك لتبقى للابد وها نحن بين الأيادي، وهم هناك لا ينسوك أبداً بل انهم يخدمونك أيها الوطن الغالي حتى وهم في ديار الغربة …. فقال اسمعي يا عنود " بعضُ الهوى لا يغني عن بعض والأبناء كلهم في الحب سواء.. وحضور البعض لا يُنسي الحاجة للغائبين... قلتُ صدقت ولكنهم بالتأكيد عائدون ... فقال ألم تقرئي رسالة عمــــر يقول: يُفكر … يتوق…. ولكن تتنازعه أمواج الأفكار فيحتار هل يعود إلى حضني أم يبقى في الغربة‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟؟؟ قلت...يعودون ما دامت قلوبهم هنا بين يديك وان تغربت الأجساد... قال ليس الشوق إليهم وحده يدفعني ولكن الخوف عليهم من الإقتناع بأنهم هناك لمصلحتي... يضحون براحتهم وسعادتهم وهم غافلون ... لأن لا مصلحة لي ليكون أبنائي بعيداً عني، يرتمون في حضنٍ غير حضني ...لا نفع في الدنيا يضاهي مرارة شوقي إليهم وشكوى حنينهم إليَّ... أعرفُ ما في قلوبهم من حبٍ غُرِسَ فيهم مع كل ضحكة أطلقوها في ملاعب الصبا ... ومع كل تفاصيل النمو في مهد الذكريات الأولى ...اعرف ما يفكرون به ولكن طااااااال الشوق

العنود النبطيه 21-09-2002 10:51 AM

قولي لهم جميعا أن يعودوا ... اشتاق لكم الوطن
عودوا فما لكم من دفءٍ حقيقي إلا في حضن الوطن
عودوا صونوا ملاعب الصبا ومهد الذكريات
عودوا تزينون جبين الوطن بطلاتكم البهية
وتسعدون قلبه بمحبتكم له
عودوا فالتذكُر لا يغني عن اللقاء الحقيقي ..
عودوا ترجوكم كل سوسنةٍ داعبت أشعاركُم وكل دحنونةٍ شبهتم بها المحبوب يوماً
عودوا مالكم غيري ولا لي غيركم
عودوا جرحني بعدكم عني وزاد الحنين
عودوا لي النجوم التي تنير سمائي والبخور الذي يعطر أجوائي


عودوا قتلني عذاب فراقكم كما قتلتكم الغربة
فاض الشوق إليكم كما فاض حنينكم إليَّ
عودوا لترتموا في أحضاني ولأضمكم بين ذراعي
عودوا تلقوا برؤوسكم ( مثل العنود ) على الأرض فتسمعوا أنين الوطن…
تنهيدات الوطن... رجاء الوطن ...
وان نظرتم إلى الأعلى فسترون دموع الوطن تسقط من السماء مطرا تستصرخكم كل قطرةٍ فيه أن تعالوا لأمسح عنكم وجع غربة السنين .... تعالوا
عنود... قولي لعمر أن يعود فكل ذرة ترابٍ مني تتوقُ إلى تقبيل خُطاه... اشتقتُ إلى جلسته وقت الغسق يتأمل الأفق البعيد ويقسم لما وراءه أننا عائدون ... اشتقتُ إلى يديه تزرعان فيَّ الأمل مع كل غرسة يزرع معها أمانيه في القادم... اشتقت إليه يتجول ويحدثني ويحدث نفسه قائلا ما أحلاك أيها الوطن وما أقسى البعد عنك... احتاج إلى عزمه يبتعث في أبنائي الحياة... احتاج إلى كل الغضب الذي في داخله غيرةً عليَّ وانتصاراً للحق والقضية...
احتاج إليه هنا
بين ذراعي تغفو زفرات حنينه
على ترابي وحده يعلو بنيانه
في سماء الوطن فقط تُطاولُ عنان السماء أحلامه
في حضني و بين أهله وخلانه يكتملُ شعوره بالأمان
في ارضي فقط تكتمل كل المعاني وتثمر كل الأفكار وتصير كل التفاصيل ذات طعم ومعنى

.............................****************..... .........................

ولتسلموا جميعا للوطن يا احبته

aboutaha 21-09-2002 10:56 AM

باختصار شديد ........

هنيئا لوطني العربي بك يا عنود

مبدعة متألقة دائما ............:)

العنود النبطيه 21-09-2002 11:07 AM

شكراً لك أبو طـــــــــــــــــه



وأطلب العلي القدير أن لا يشكو الوطن مرارة غيابك عنه
وبما أنك في وطنك وبين اهلك وخلانك فليتك لا تحرم لبناننا من تحياتنا الصادقة اليه ولاهله الكرام

لا حرمنا الله من وطننا العربي الكبير

ولا حرمه من ابناءه اينما كانوا على وجه هذه البسيطه


:) ;) :)

~~ ظايم الضد ~~ 21-09-2002 11:30 AM

ما هذا ايتها العنود ؟

يالك من مبدعة رائعة ..

من بإستطاعته المرور من هنا دون ان يثبت حضوره بكلمة تضل عاجزه عن وصف ما كتبتي ؟.

ليس لدي ما اقوله سوى : ( ما شاء الله ) .



سلام

العنود النبطيه 21-09-2002 12:03 PM

أخي ~~ ظايم الضد ~~


ابدا ليس ابداعـــــــــــاً

بل ان الكلمات وقفت كسيحة والمعاني صارت عاجزة عندما امتطيت صهوة القلم وأممت النية للوطن

ان الجمال الذي رايته انما يشع من اسم الوطن ( محبوبنا الازلي )


شكرا لمرورك

شكرا لمشاركتك

بانتظار همستك للحبيب

:) ;) :)

محمد ب 22-09-2002 01:01 AM

يا مهاجرون ارجعوا
"يا مهاجرين ارجعوا"قالت الأغنية اللبنانية.
أما العنود فليس عندها عناد ضد العودة أقصد مانع:)
ولكننا ننتظر يا عنود أن تصبحي أنت حاكماً عربياً فيستضيفنا عنده:)
مع خالص تقديري لهذا النص الجميل ولكاتبته.

أحمد الخالدي 22-09-2002 03:22 AM

كل الاحرام والتقدير حقا لك أيتها العنود على طرحك لهذا الموضوع الهام والذي يشكل هاجسا شخصيا وقضية أعتبرها تخصني تماما!

دائما ما يشغلني الوطن وهو يتطلع الى أبنائه المنتشرين هنا وهناك بيدا عنه!! ودائما ما يشغلني أكثر واكثر منظر شبابنا المحزن على أبواب السفارات الأجنبية!!

وهذه مشاركة مني متواضعة في هذا الموضوع سبق أن طرحتها هنا في الخيمة:

[page]http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid=7532[/page]

تحياتي للجميع..

العنود النبطيه 22-09-2002 02:16 PM

أخي محمد ب

شكرا لك للإطراء على النص

ولكن كما قلت لك سابقاً ( القلوب والارض كلها لكم )

فهيا الى الوطن

هيا الى البلاد التي ما لها غيركم .. كما ليس لكم غيرها

ولا يأس مع المحاولة للعودة للحضن الدافيء

للعودة الى الوطن الام الذي نحب جميعا

لا بد من العودة

لا بُــــــــــــــــــــد

لا بُـــــــــــــــــــد

وها نحن بالانتظار

لكم؛ نفتح الايدي فهلموا الى بلادكم التي اشتاقت لكم

شوق الام الى ابنها

شوق الارض العطشى للمطر

بل شوقٌ ما له مثيل

هيا الى الوطن يا اغلى احبته

يا غائبين

يا مهاجرين

يا مغتربين عن الارض والاهل والاحبة

هيــــــــــــــا لا تحزموا الحقائب بل تعالوا فقط انتم ولكم في الوطن كل ما تحتاجون وتتمنون

تعالوا فقط طال الانتظار وزاد الشوق

وللعلم اخي فالفرد منا لا يُستضاف في وطنه

فانتم منه واليه ستعودون ولن لن لن تكونوا ضيوفا بل انكم انتم اهل الدار وجذوركم تضرب عروقها في عمق هذا الوطن الذي نعشق جميعا

العنود النبطيه 22-09-2002 02:27 PM

أخي أحمد الخالدي


صدقت اخي الكريم في طرحك عن شبابنا امام السفارات الاجنبية وهم يحدوهم الامل بمفارقة هذه الديار الى غيرها... ولكن هل تظن انهم عندما يغادرون يكونوا قد حققوا ما يبتغون‍‍‍؟؟؟

هل يعيشون السعادة التي كانوا يحلمون بها خارج حدود هذه الارض الطيبةواهلها ؟؟؟ .... لا اظن حتى لو حققوا المكاسب التي كانوا يسعون اليها الا ان هاجس الوطن يظل ناقوسا يدقُ في لياليهم ويذكرهم بالحبيب الذي فارقوا

الوطن يا اخي هاجسنا جميعا وابناؤه لا ننساهم حتى لو ينسون الوطن واهله فترة الا اننا نعلم ان الوطن المغروس حبه فينا وذكراه التي تسري مع الدم في العروق لا بُد ان يتمنى العودة اليه كل الغائبين المغتربين ... يتمنون الركون الى الحضن الدافيء الذي ليس لهم عنه غنى..

قصيدتك جميلة .. لا فُضَّ فوك

aboutaha 22-09-2002 02:36 PM

موضوع كما اسلفنا رائع جدا

وهذا صوت آخر ............ منقول

وأين أنت ...
عن غريب لا سبيل له ... إلى الأوطان
ولا طاقة به ... على الاستيطان
قد علاه الشحوب ... وهو في كن
وغلبه الحزن ... حتى صار كأنه شن
إن نطق ... نطق خزيان منقطعاً
وإن سكت ... سكت حيران مرتدعاً
وإن قرب ... قرب خاضعاً
وإن بعد ... بعد خاشعاً
وإن ظهر ... ظهر ذليلاً
وإن توارى ... توارى عليلاً
وإن طلب ... طلب واليأس غالب عليه
وإن أمسك ... أمسك والبلاء قاصد إليه
وإن أصبح ... أصبح حائل اللون من وساوس الفكر
وإن أمسى ... أمسى منتهب السر من هواتك الستر
وإن قال ... قال هائباً
وإن سكت ... سكت خائباً
قد أكله الخمول ، ومصه الذبول ، وحالفه النحول
لا يتمنى ... إلا على بعض بني جنسه
حتى يفضي إليه ... بكامنات نفسه
ويتعلل ... برؤية طلعته
ويتذكر بمشاهدته ... قديم لوعته
فينثر الدموع على صحن خده ... طلباً للراحة من كده .

عمر مطر 23-09-2002 05:52 AM

الأخت العنود،

شكرا لك على هذا الطرح الجميل والجريء، وإن كان الوطن ينبض في قلب كل مغترب، إلا أن أسباب الابتعاد عن الوطن مختلفة، كثير منها مفتعل، وقليل منها حقيقي فرضه الواقع، ولا يملك الكثير شيئا إزاءه.

أحمد الله أني من الذين فتح الوطن لهم أبوابه، وأعطاني تأشيرة عودة متى شئت، ولكن لننظر إلى الملايين التي أوصدت دونهم أبواب أوطانهم، ولننظر إلى الملايين الذين لم يعد لهم وطن، الذين أصبح وطنهم صورة في ذاكرة الكبار، وكلمة في أفواه الصغار لا يعرفون معناها، ولننظر إلى الذين يقولون: لنا وطن ويقول العالم لهم: لا وطن لكم.

أقصد تحديدا إخواننا في فلسطين التي احتلها الغاصب عام 1948، والتي نسي العالم أنها وطن وأن لها أبناء يطمحون إلى العودة إليها، وليس يؤلم شيء قدر أن ينساك أخوك، فانظروا كيف أن المساوم العربي نسي أن هناك وطن فلسطيني قبل عام 1948، وكأن ذاكرته أعطبت فلم تعد تتذكر إلا 1967، بل إن ذاكرته لا تذكر إلا مقر الرئاسة الذي كان شامخا قبل ساعات، وهو الآن محاصر، فلو فتح الله على (المقاومة الرئاسية) واستطاعت ببريق أقلامها، وهدير جوالاتها الخلوية، أن تحرر المقر الرئاسي، فإن ذلك ولا شك يكون عندهم بمثابة تحرير الوطن المغتصب، ولو أن هذا الوطن استبدل بمقرّ فاخر في غزة، أو حتى في القاهرة، فإن ذلك يصبح وطنا بديلا أيضا، يمسح بانتقاله ذاكرة الأيام، ويسعى المساومون ليمسحوا أثر انتقاله، وبعير جماله، من خط السفر في صحراء سيناء.

هذا ولي عودة إلى وطني، ولكني رأيت أن أبدأ بهذه الخاطرة كتمهيد للمناقشة.

وشكرا للأخت العنود التي لا تفتأ تبهرنا ببراعة حرفها، وقدرتها على استنطاق الحجر.

العنود النبطيه 06-10-2002 05:31 AM

وبعد أن عضضت على قلمي طويلا لئلا يفلت زمامه من بين اصابعي فيرد عليك يا استاذ عمر ويتحول الموضوع من ادبي الى سياسي ....

ولان الانتظار طال شوقا لهمستك في اذن الوطن الذي ما شكى الوجع الا من غياب احبته يا احدهم....

سأُبقي قلمي في سجنه ولن اسمح له بتحويل هذا الموضوع الى سياسي الا ان تفعل انت يا من خاطبك الوطن

فهيا الى مزيد من الهمسات في اذن حبيبنا الوطن

عمر مطر 06-10-2002 07:06 AM

السلام عليكم

ما اعتزمت أن أتحدث في السياسة، وإنما أحب أن أقارن نفسي دائما بمن هم أقل مني حظا.

لعلي أبدأ هنا بشيء من البوح قبل أن أجيب على سؤالك.

كما قلت سابقا فإن المغتربين أنواع، منهم من خرج من موطنه لطلب العلم، ومنهم من خرج لطلب الرزق، ومنهم من خرج للدعوة، ومنهم من خرج مجبرا لا متطوعا. والذي يجمع كل هذه الأنواع هو أنهم جميعا خرجوا وفي قرارة أنفسهم حب لوطنهم، يجعلهم يقولون -ولو لم يتعد الأمر القول- أنهم عائدون بعد سنة، أو سنتين، أو خمس أو عشر. والذي يجري عادة هو أن الواحد منهم يعلل نفسه بهذه الأوهام إلى أن يجد نفسه مفجوعا بإحدى قاصمات الظهر؛ إما الموت أو المرض العضال، أو موت أحد الأبناء، وأقصد بالأخيرة إما أن يقضي ولده نحبه، أو أن يموت الدين في قلبه، فهو كالميت أو أقل حسـّـا. وكم عرفنا من المغتربين الذي أفاقوا بعد عشرين سنة وإذا بأولادهم قد تركوا الإسلام وأصبحوا لا دينيين، تماشيا مع المجتمعات التي يعيشون بها.

وقد اعتدنا هنا في المهجر أن من يقول لك سأعود إلى وطني كاذب أو خادع لنفسه، لأن من دخل الدوامة لا يملك أن يقرر متى يخرج منها، وما أشبه حياتنا هنا بمن يقود سيارته بسرعة هائلة داخل مدار دائري مغلق، فلا المدار ينتهي ولا السائق يملّ، ولكن في النهاية، إما أن ينتهي وقود هذه السيارة، أو أن يلفظه المدار إلى خارج بقوة تكسر عظمه إن لم تـُردِه قتيلا.

ولا شك أنه خلال هذه الحركات البهلوانية الدائرية كانت هناك محاولات جريئة لكسر العادة والخروج عن المألوف، فقد حاول البعض حزم حقائق السفر، وتهيئة النفوس، والعودة إلى الوطن الغالي الذي طالما حلموا بالعودة إليه، ولست أكذبك إن قلت أن جميع الذين أعرفهم أصيبوا بصدمة عظيمة، تشبه صدمة السالي يقطع شارعا خاليا من السيارات فإذا وصل منتصف الشارع سمع بوق شاحنة ضخمة، وشاهد أضواءها تقترب منه كلمح البصر، فتمسمر في مكانه تماما كما يفعل الغزال في ذات الموقف.

وأسباب الصدمة متعددة ولكنها تصب في وعاء واحد، وهو أن الوطن الذي كان في ذاكرتهم، وهو أشبه بصورة فوتوغرافية خليط بين الأبيض والأسود وما بينهما من الألوان الشاحبة، قد تغير، فتلون بألوان لم يكن الرائي يعلم أنها من ألوان الطيف، أو الطيف الوطني على الأقل. ويبدأ الإنسان يقارن ما كان بما صار، ويقارن المكان الذي أتى إليه بالمكان الذي أتى منه، ويدخل في المقارنة هذه شياطين الإنس قبل شياطين الجن، فيقال له، تركت أمريكا -على سبيل المثال- بكل ما فيها من تطور وحرية وعدت إلى هنا، يا لك من مجنون! وإن رجلا ما أعاده إلى الوطن إلا صورة فوتغرافية رسمها في ذاكرته لـَيجد نفسه أقرب إلى المنافقين منه إلى المؤمنين، وإني لأشبه ذلك الموقف - على اختلاف ما بينهما- بسكرات الموت، لا يثبت عندها إلا من سار في حياته على عقيدة واضحة من المبادئ والأهداف، أما من تعلق بالأوهام فليس له من الأمر نصيب، وإنما يرتد على عقبيه فيخسر الأولى والآخرة.

هناك يكون الامتحان، وأصف هنا امتحان من تغرّب* إلى بلاد الغرب خصوصا، ولعل الباقين يجدون في كلامي ما يوافق بعض ما لديهم. يريد المرء أن يستقر في بلده، فيحمل همته على كاهله، ويتوجه نحو دائرة السير ليحصل على رخصة القيادة، فيصل هناك في تمام الثامنة صباحا، وإذا بطابور الإنتظار يمتد من (دائرة السير) إلى (مطعم هاشم) في وسط البلد، فيقول الرجل توكلنا على الله، ما هي إلا ساعات ويصلني دوري، ويفتح مكتب الدائرة، فإذا بالطابور يتحول موجة من الأجساد على غير ما اعتاده الرجل من صفات الطوابير، فكأن تعريف الطابور في وطننا اكتسب أشكالا جديدة غير الخط المستقيم. وإذا بهذا الموج الغامر من الناس يهاجم مكتب موظف الدائرة، يكاد يفترسه. والعجب العجاب أن هذا الموظف الوحيد في وجه التيار الطاغي، يملك شجاعة الأسد وشيئا من أنفته، فإذا بالسيل العرم يتحول إلى فوج من المستغفرين والمتوسلين لصاحب المقام. فيصيب الموظف بعطفه من يشاء ويسخط على من يشاء. إلا أن تقديرات الموظف المتكبر تـُرمى أحيانا بتدخلات (علوية)، فلا يملك إزاءها إلى الانصياع للأوامر، فينزل السائق من (البنز) السوداء، ويصرخ بالموظف: أريد رخصة لابن الذات الفلانية، ثم ينزل طفل صغير من (البنز) لا يكاد يرى فوق المقود إذا جلس على كرسي السائق، فيتقدم إلى الموظف، وفي لحظات تصدر له رخصة قيادة دون فحص عملي ولا حتى كتابي. ولم يكن نزول الطفل من (البنز) إلا من أجل وضع صورته على الرخصة، وإلا فقد كان يكفيه أن يومئ من بعيد. ثم يغلق مكتب الدائرة ويوعز إلى فوج المستغفرين بالعودة في القادم.

ومثل هذه الأمور كثير، ولكنني أقتصر على هذه وأنتقل إلى البحث عن العمل. يخرج المغترب (سابقا) ليقابل مسؤول التوظيف في إحدى الشركات المعلنة في الصحيفة اليومية، فإذا به رجل وقور قد أثقلت معصمه ساعة (الرولكس) المطلية بالذهب، فهو يجر يده على المكتب جرا، يكاد الناظر يظنه صاحب إعاقة إلى أن يبهره بريق (الرولكس)، فيقول الرجل لصاحبنا: ما مؤهلاتك؟ فيشرع المسكين بسرد سيرته الذاتية، بكل ما فيها من شهاداتٍ تفوقُ عقود عمره، وعقود عمل مع كبرى الشركات تفوقُ عدد أولاده، ويتحدث ويتحدث ولكن الرجل يتأذى من كلامه فيوقفه عند حده قائلا: أسألك عن مؤهلاتك فتجيبني بشهاداتك وخبراتك؟ إما أن تكون أحمق، أو غريبا لا تعرف بقوانين البلد.

ولست أنكر أن صاحبنا يعثر على عملين أو ثلاثة يدفع كل منهم ما يكاد يغطي جميع نفقات موصلاته من وإلى العمل، ولكن الرجل يرفض هذه الأعمال طمعا فيما هو خير.

وأنا إذ أصف ما يفاجأ به المغترب لن أنسى أن أصف لكم توقعات المغترب حتى نكون منصفين للجميع. كان الرجل قد جمع بعض المال قبل عودته، وهو الآن يعيش من هذا المال إلى أن يجد عملا، لكن الرجل يذهب الرجل فيشترى بيتا (وليس شقة لأن مستواه كمغترب سابق لا يسمح له بالعيش كباقي الناس في شقق)، ويذهب فيشتري سيارة، ويجب أن تكون ألمانية لا كورية، حيث أن (العين) عليه ولن ترحمه الناس إذا ركب (دايو) أو (هنداي)، ثم يذهب ليسجل أولاده في المدارس الأمريكية - حتى لا ينسوا الإنجليزي-، ويذهب ليسجل في (الجـِم الرياضي) كيلا يزيد وزنه بعد كل هذه (المناسف) التي يدعى إليها كل يوم من قبل أقربائه وأصحابه، بل ومن قبل أناس لا يعرفهم إلا أنهم يعرفون ابن عمة أمه بالرضاعة.

خلاصة القول أن صاحبنا يأتي ليعيش (هنا) وقلبه لايزال معلقا (هناك)، يريد أن يحوز على نعيم الدنيا والآخرة، فيفاجأ بأن هذا شبه مستحيل، فيؤثر الدنيا على الآخرة، ويعود أدراجه إلى الغربة، ويقول لمن خلفه، أنا جربت ولكني لم أستطع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وهنا أعود فأقول أنه موقف شبيه بسكرات الموت، لا يثبت عنده إلا من كان على عقيدة واضحة، ورؤى واضحة، ووسائل مدروسة، أما من كان قلبه معلق بين هذه وتلك فلا أمل له.

(التتمة في الحلقة القادمة)

* نقول لمن هاجر إلى الغرب متغرب، فهل نقول لمن هاجر إلى بلاد الشرق متشرق؟:) لعلها تكون أقرب إلى المتشرق بريقِهِ منها إلى المُيمم شرقا.

ولي عودة إلى حبيبي الوطن ;)

عمر مطر 06-10-2002 07:10 AM

مكرر

بيلسان 24-11-2002 01:50 AM

اهلا بالوطن ينساب ذكره كما الرياحين وامسك ما بين شفاهنا

اهلا بالوطن الساكن فينا

واهلا بكم ايها المهاجرون المحبون للوطن

الذاكرين لكل اللحظات التي قضيتموها في احضانه

ومرحى لكل الهمسات التي تناجوا فيها الحبيب

ومرحى للعنود التي سمعت أنّات الوطن فنقلتها لنا

وسمعت تنهيداته ودعوته للغائبين لكي يعودوا

ومرحى لكل من ظل الوطن حاضرا في فكره ووجدانه حتى وهو غائب وبعيدٌ جدا عنه

مرحى لكم يا محبي الاعز والاغلى الوطــــــن

لي عودة وهمسة في اذنك ايها الحبيب

والله اننا لنحبك يا وطــــن

محمود الحسنات 24-11-2002 05:00 AM

الله الله الله الله الله

السلام عليكم اجمعين

.....أخيرا، عاد الى الخيمة بهاها ، أخيرا أشرقت الانوار.

كلام لطالما اردت سماعه، ولعلي انا احد المعنيين بالحديث هنا .
و أعد أن أكون أول الملبين لهذا النداء الحنيني المُلح ، و أكون أول العائدين الى الوطن الغالي .

......أختي العنود ، هذا النداء لن أتوانى لحظة واحدة عن تلبيته،،، ولا أستطيع التباطؤ


و السلام عليكم

العنود النبطيه 26-11-2002 04:59 AM

قرة عيني يا محمود

والله في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدي لم اسمع خبرا يجلو الحزن والهم عن القلب الا خبر رجوعك بالسلامة

الان فقط عادت لي روحي وصار لي امل انتظره بفارغ الصبر

تعال يا اخي الحبيب

تعال ارجع الى العمر معناه

والى الحياة طعهما

والى النهار ضياه

تعال يا غالي


تعال اشتاق اليك الوطن

وفاض شوقي انا

تعال
تعال
تعال

ايها الاخ الصديق الغالي غلاة الروح

تعال ننتظرك ونفرش لك الرموش ونغطيك بالاهداب

مرحبا بك في الاردن رحم الحب والعذاب

مرحبا ببلدك التي حرقتها نيران البعد عنك

ما اسعدني اليوم وما اسعد الاردن وهو يستعد لعناقك

توصل بالسلامة يا غالي

:) :heartpump :)

العنود النبطيه 01-12-2002 04:02 AM

أستاذي عمر

اسمح لي بان أرد على همستك للوطن بالتفصيل عن كل نقطة وردت فيها وعليه:-

أثق حق الثقة أن كل مغترب عندما تغادر قدميه ارض الوطن يحمل في قرارة نفسه حب الوطن... ولكن ما أن تستقر قدماه في ارض المهجر إلا وتبدأ معالم الوطن تتلاشى في الذاكرة و يبدأ الانجراف مع تيار الحضارة الجديدة وبذلك يصبح هذا الحب الذي غادر في القلب باهتة الألوان ( التي ذكرتها) ... وأنا معك بشأن أبناء المغتربين الذين ولدوا في ديار الغربة وتعاطوا مع أسلوب الحياة هناك لا يتمسك بالدين منهم إلا من رحم ربي... أما بشأن المدار الدائري المغلق، أفلا وجود لحلٍ بديل للخروج من ذاك المدار دون خسائر... أليس من خيار للتوقف والبحث عن طريق العودة إلى رحم الوطن ؟؟؟ أما ترى معي أن هذه المعادلة مُجحفة جدا في حق الوطن فهنا صوِّرَ لنا أن العودة خسارة وهي عكس ذلك تماماً..

أخي عمر... لسنا هنا أنت وأنا لكي تذكر بعض السلبيات وأدافع عنها أنا ( بحكم بعدك وقربي منه) .. وأنت الأعلمُ أن في كل بلد أُناسٌ سيئون وبيروقراطية مقيتة وروتين بغيض ولكن يا عزيزي أما ترى معي أن الوطن بريءٌ من هذا وان البشر هم المدانون ؛ فليس الوطن من فرض البيروقراطية ولا هو من صاغ قوانين الروتين ولكنهم ثلة من أبنائنا نحن من وضعهم في مناصبهم ونحن من حكمهم في مصائرنا ونحن أول من صفق لهم حين جلدوا بعضنا.. هم المذنبون لا الوطن ... فهيا يا اخوتي المغتربين لا تلعنوا الظلام وتعالوا لتوقدوا شمعة تنير للوطن والمخلصين من أبنائه... تعالوا لنعالج الوطن من هذه الأوجاع التي سببها بعضنا... تعالوا ننفض عن جبينه الوضاء غباراً تراكم لإهمالنا له... تعالوا نصلح لمجتمعنا ما نراه غير صالح ونخلق له ما نرى أننا نستحق ...

تعالوا لنرفع الظلم عن حبيبنا الوطن ونبرئه من تهم الواسطة والمحسوبية والبيروقراطية والروتين والتي هي جميعا أمراض تنخر في مجتمعاتنا نحن سببها وبريءُ منها هو الوطن...

أما ذاك المواطن الذي كان مغتربا في الخارج وعاد ليكون مغتربا ( بنوع آخر من الغربة) في الداخل ... فما ذنب الوطن إذا كان من قبله من المغتربين العائدين رجعوا له أجساداً بلا أرواح وهياكلاً بلا قيم ... وفروعا تبرأت من جذورها... ما ذنب الوطن إذا كان معشر العائدين يحملون المجتمع الذي جاءوا منه عادات وتقاليد ومفاهيم يحاولون أن يعملوا هجينا بينها وبين أرض الوطن ويتعالون على البلد وطنا ومواطنين ... وبذلك يفقدون الأصالة ولا يحافظون على ما اكتسبوه هناك فيصبحون كالغراب الذي أراد تعلم مشية الحمامة فلا هو أتقنها ولا هو تذكر مشيته هو.... إن من نطالب بهم للعودة لا نريدهم صورا بلا عقول أو أرواح... نريدهم الأحباء الذين غادرونا أول مرة حُب الوطن عندهم مقدس والأهل يظلون هم الأقربون وان بعُدت المسافات...

ولي عودة إلى حبيبنا الوطن مع التتمة في الحلقة القادمة:)

عمرو ابو فؤاد 08-12-2002 12:30 PM

بوركتم جميعا على هذا العشق للوطن
ومختصر القول
وطني لو شغلت بالخلد عنه........نازعتني إليه في الخلد نفسي

محمد ب 09-12-2002 01:45 AM

عجبتني مداخلة مطر:)

أقول والله أعلم:
صار عندي الآن تجربة سنين في المجادلة بل المهاوشة والمشاجرة وأحياناً المكامشة مع زملائي في الغربة الذين يقولون بوضوح وصراحة أن الغربة خير من الوطن بكثير بل لا وجه للمقارنة بينهما ويعدون هذا بديهياً.
بل يعدون من يتكلم بطريقتي مجنوناً أو به لوثة .
يا شباب أنا الذي طالما كررت أن المهاجر قد يربح الجسد ولكنه يخسر الروح،قد يربح الشكل ولكنه يخسر المضمون لماذا أحلم كل يوم بالعودة ثم ينتهي الحلم بكابوس الملاحقة العنيدة الوقحة من العسس في وطن يلفظ أبناءه؟
فأعود وأطمئن النفس أنني بعيد،وأن كرامتي الظاهرية محفوظة(هذا بخلاف جدالي اليومي مع أنصار الغربة حيث أؤكد لهم أن لا كرامة للمرء إلا في وطنه)
هناك خصوصية لحالة أمثالي نعم وهي حالة نادرة بين المغتربين في البلد الذي أقيم فيه على الأقل ولكنني أحس حقاً أن الأمر يشبه "دوامة مطر" (سميناه باسم العالم مطر الذي اكتشفها كما قيل في الفيزياء مثلاً"ظاهرة دوبلر" أو في الفلك "سحابة ماجلان"!)
هناك علاقة حب وعداء في الوقت نفسه بين المرء وهويته،المرء وذاته الحقيقية وإنني لأغبط أختي العنود على ما يبدو لي من اختفاء هذا العداء عندها.

العنود النبطيه 22-12-2002 03:11 AM

أخي الكريم محمدب

إسمح لي أن أُعارضك هذه المرة

فلا اعرف كيف يمكن ان يكون المرء في علاقة حبٍ وعداء في آنٍ معاً مع هويته!!!!!!

فهوية المرء - في نظري - جذوره الممتدة في العمق ومهما حاول التنصل من تلك الروابط التي تذكره بالوطن عندما يبتعد عنه، ومهما حاول التحلل منها عندما يتذكر عسس بلاده الذين ما كانوا ليشكلوا ولا في اي مرحلة من مراحل التردي - التي تصل اليها الاوطان - ما كانوا ليشكلوا الوطن

أختلف معك اذ تظن انه حتى الكرامة الظاهرية للمرء يمكن ان تُحقق خارج حدود الوطن

يا سيدي سمعت مقالة ذات يوم فآمنت بها " قبرٌ في الوطن ولا قصر في الغربة "

قد تقول انني لم اعاني ولم اعش حياة اخرى خارج اسوار الوطن لذلك لا اعرف حياة اخرى اجري بها المقارنة مع ما يدور في الوطن او ما يقدمه الوطن ( واعذرك اذا قلت هذا ) ولكن ما كان خلافي يوما مع المتغربين من مبدأ حياة افضل او غيرها ، وما كنت يوما لأجد العذر للمتغربين حين يصفون الوطن ببعض صفاتٍ اتسم بها افرادٌ ما كان لهم ان يمثلوا يوكا الخير الذي يمثله الوطن...

يا صديقي اعذرني في هذه العجالة ان قلت لك ان الوطن اغلى واثمن واسمى من ان يتم تذكر محاسنه او مساوئه بتذكر العسس او الطوابير التي ذكرها عمر من دائرة السبر الى......

لا ادري هل اغبط نفسي - كما فعلت انت - على عدم وجود هذا العداء أم اتألم لوجود هذا العداء وتأصلهم في نفوسكم يا معشر المهاجرين الهاجرين للوطن والاهل

اعود لاحقا لانني اظن ان افكاري تبعثرت واختل توازنها

اعذروني:(

النقيب 16-12-2003 05:19 AM

اليك ايتها العنود الى وطنك الذاخر هذه الكلمات التي لم ولن تفي

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
همساتٌ تحكي لي شجنا = ترسمُ لي بالنجوى وطنا
أرضاه ولكن لا أرضى = بكنوز الأرض له ثـمنا
لو ذلَّ، عزيزٌ في قلبي = وعيوني تفديه الزمنا
وطني وجداني وحنينٌ = طيرٌ لو غرّدَ مـمتَحَنا
وطنٌ أكبرُ مما قالوا = أكبرُ مـما قال الجُـبـنـا
[/poet]

العنود النبطيه 16-12-2003 05:53 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة النقيب
اليك ايتها العنود الى وطنك الذاخر هذه الكلمات التي لم ولن تفي

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]



لو ذلَّ، عزيزٌ في قلبي = وعيوني تفديه الزمنا


[/poet]


ساعود لهذه الهمسة يا عمر

الصمصام 20-12-2003 08:31 AM

نجوى
 
سيدتي الفاضلة العنود

اسمحي لي بإعادة نشر نجوى هنا مرة أخرى
فكل همسة للوطن تستحق نجوى أن تعلّق بها


قصيدة نجوى

للشاعر :خير الدين الزركلي


العـينُ بعــــد فـراقـــهـا الوطنَا
لا سَـاكِـناً ألفـت ولا سَــــكــــَنَا

ريّانةً بالدمـــــــــــع أقــلقــهـــا
أن لا تحـسّ كـرىً ولا وســــنَا

كـانت ترى فـي كـلّ ســــانحـةٍ
حُـسْـناً وباتت لا ترى حَـسَــــنَا

والقــــلب لولا أنـّةٌ صَـعـَـــدتْ
أنكـــرْتُهُ وشـكـــــكـت فــيه أنَا

ليت الذين أحــــــبّهـم عـلمـــوا
وهـُـمُ هُـنالك مـالقــــيت هُــــنَا

مـاكـنت أحـســـــبني مـفـارقهم
حــتـّى تـفـارق روحــــيَ البدنَا

يا مـوطناً عـــــبث الزمــان به
من ذا الذي أغـــرى بكَ الزّمنَا

قد كان لي بك عن سـواك غنىً
لا كان لي بســــواك عنك غنى

ماكـــــنت إلا روضةً أنُـفُـــــــاً
كرُمت وطابت مغـــرساً وجنى

عَطفوا عليك فأوسعـــــوك أذىً
وهُـمُ يسـمّــــون الأذى مـــــِننا

وحَنَوْ عليك فجـــــــرّدوا قضباً
مـســـــــــــــــنونةً وتقدّموا بقَنا

يا طائراً غـــــــنّى على غصنٍ
والنّيل يســــــــقي ذلك الغصنا

زدني وهج ما شئت من شجني
إن كنت مثلي تعرف الشجــــنا

أذكـــــــــــرتني بردى وواديَهُ
والطّير آحــــــــــــاداً به وثُنى

وأحـبّةً أســـــــررت من كلفي
وهوايَ فيهم لاعـــــــــجاً كمنا

كم ذا أغــــــــــــــالبه ويغلبني
دمعٌ إذا كفكـــــــــــــــــته هتنا

لي ذكرياتٌ في ربوعـــــــــهمُ
هنّ الحياة تألقاً وســـــــــــــــنا

إنّ الغريب معــــــــــــذّبٌ أبداً
إن حلّ لم ينعــــــــم وإن ظعنا

لو مثّلوا لي مـــــــــوطني وثناً
لهـمـمـت أعــــــــبد ذلك الوثنا

العنود النبطيه 30-12-2003 08:54 AM



ما أجمل ان نهمس دوماً في اذنك يا وطن

وما اعظم ان يعود الغائبون ويسألوا عنك يا حبيب

هذه دعوة لكل اغائبين

يسأل عنكم الوطن

يناديكم

يناجيكم

يستصرخكم

فقد طال اشتيياقه اليكم

ألا من مجيب

الصمصام 26-04-2004 10:00 PM

من الهمسات العذبة في أذن الوطن هذه الهمسات للشاعرة فدوى طوقان

كفاني أموت على أرضها
وأدفن فيها
وتحت ثراها أذوب وأفنى
وأبعث عشباً على أرضها
وأبعث زهرة
تعيش بها كفّ طفلٍ نمته بلادي
كفاني أظلّ بحضن بلادي
تراباً
وعشباً
وزهرة

العنود النبطيه 28-04-2004 01:14 AM



يا وطني الموجوع علي ومني

موجوع على رداة حالي التي وصلت اليها

وموجوع علي لتقصيري وتخاذلي عنه

يا حبيبي الذي اتكئ على ترابه

لاسمع أنّات المظلومين شرقه وغربه

قد أدمت القيود القلوب التي اليك تهفو

وطال زمنٍ فيه ذُلَّ الرجال

وتعالت صور "الارجوزات"

وسقطت الفضيلة واستبدلت بما يعاكسها

فيا وطني الحبيب

يا من انا منك وانت مني

قل لي كيف السبيل الى عزة كانت

وماضٍ راح

ونورٍ خفت إن لم يكن إنطفأ

كيف السبيل يا وطن

ودموعك شهداء كل يوم في كل مكان

وأناتك ارواح ترفرف في السماء تدعو لتغيير الحال

كيف السبيل يا وطني لان الملم جراحاتك فتُرتق بململتها جراحاتنا

العنود النبطيه 11-05-2004 07:54 AM

اين الرجال يا وطن

صرخات الثكالى من يردها

ودمعات الارامل واليتامى من يردها

واوجاع الكرامة وجروح الكبرياء من يردها

هل عز فيك الرجال يا وطنا ما كان يوما يبخل!!!

العنود النبطيه 01-07-2004 05:41 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العنود النبطيه

هل عز فيك الرجال يا وطنا ما كان يوما يبخل!!!


العنود النبطيه 14-04-2005 02:50 AM



آهٍ يا وطني الحبيب

أغادرك أرضا وجرحا
واعود لاتفقد حالك بعد حين

فإذا بالجراح صارت بحاراً تفغر فاها لتزيد عن جميع الحراجات
وتتلقف جميع الافراح فتجعلها بلا لون او طعم

ما بك ايها الكئيب كما أنا!!!
كلما رتقت جرحا زاد ألمك وتضاعفت من صوبٍ آخرٍ جارحاتك

ما بك أيها النازف من قديم
وما بال الجراحات العتيقة تـابى أن تلتئم!!

ما بك يا بعضا مني
ويا كلي تئن وتكظم حزنك ... وتخفي عنا صراعات الألم

أترانا عاجزين لهذه الدرجة
أم تلطف بنا فتخفي عنا ما بك رحمة بنا !!!

يا وطني الحبيب

النازف من بغداد حتى الرباط
في الخاصرة وجعٌ تبكيه مآذن القدس
وفي العيون نزفٌ تبكيه شواطئ بيروت
وفي القلب جراحٌ تنزف من بغداد ودمشق
وفي البلد وخزٌ من كل العواصم العربية آت

يا حبيبي الصامد الصابر على غدر بعض ابناءه وقهر الاغراب
قد صرت يا وطني ساحة يتبارى فيها الاوغاد على اقتسام دمائنا
واستباحة كرامتنا ... وقد صرنا نحن بعض فتات قتات عليه الغربان

فإلى متى يا وطني!!!!

العنود النبطيه 16-11-2005 06:18 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العنود النبطيه


آهٍ يا وطني الحبيب

يا حبيبي الصامد الصابر على غدر بعض ابناءه وقهر الاغراب
قد صرت يا وطني ساحة يتبارى فيها الاوغاد على اقتسام دمائنا
واستباحة كرامتنا ... وقد صرنا نحن بعض فتات قتات عليه الغربان
فإلى متى يا وطني!!!!


آهٍ ايها الحبيب
كل يوم ينزف الجرح من موقع
وها هو ينزف من عمان هذه المرة
ويزيد شدة الوجع ان سبب الجرح بعض اهلنا
فتتلطخ بعض ايدينا بدمائنا

بايدي عصبةٍ مُغررٍ بهم
كنا نشد على ايديهم وهم يصوبون البنادق الى المحتل الغاشم
فكيف نفعل اليوم وبعرضُ نزف اوطاننا من بعض اسلحتهم

يا وطني الحبيب
ألا تحن على بعض ابناءك ممن ضيعوا الطريق
وفقدوا الهدى
الا تردهم الى طريق الخير
الى طريق الوطن ولا شيء غيره

يا وطني
أسألك بنا وبهم اللطف
فلا يقسو قلبك علينا
وتنبذنا
ونصير في غربتين في آنٍ معاً

بحقنا عليك ايها الحبيب
أعِدنا اليك ردا عزيزاً
لنعود وحدة واحدة كما كنا

ابن حوران 17-11-2005 05:39 AM

بارك الله بك أختاه على وضع هذا الموضوع كأساس لإضافة ما يجول في خاطر من يطلع عليه ، و على ما أضيف عليه من همسات دافئة متمسكة بوطنها ..

وقد تمت إثارة تساؤلاتي ذات يوم و أنا أجلس بجانب النافذة في الطائرة القادمة من موزمبيق .. تساؤلات كانت شبيهة بما قرأت ، وان كان الحوار ، وقتها ، قد تم بيني و بين نفسي ..

لقد كانت الرحلة طويلة و الطائرة تحلق مارة فوق أقطار إفريقيا ، قطرا بعد آخر ، ولخبرة الطيار فقد كان يحافظ على ارتفاع يكفي من خلاله أن تميز الألوان على الأرض ..


بقيت الألوان خضراء ، و خضراء داكنة ، حتى وصلت الطائرة الحدود السودانية المصرية .. فصرت أرى لونا أزرقا بعرض قلم التخطيط و بجانبه خطين خضر بسمكه .. كان هذا هو نهر النيل .. و أما اللون الذي يلي الخطين الخضر .. فكان أصفرا كلون الصحراء .. لا بل هو الصحراء ، وكأني أقلب خرائط الأطلس ..

تساءلت : لماذا يصر كل أعداء أمتنا على إزعاجنا ، ألم يروا طبيعة جغرافيا أرضنا .. و يقارنوها بأرضهم و ما تتمتع به من أنهار و أمطار و غابات . فأجبت نفسي : عله النفط هو السبب ، أو حماية الكيان الصهيوني .. لكنني ذهبت أبعد من ذلك ، حتى وصلت الى ما قبل المسيح عليه السلام ، فوجدت أنهم كانوا يغزونا قبل تأثير النفط أو الدين ..

ثم قفز تساؤل الى مخيالي ، وهو لماذا أنا استرجعت عربون شراء خمسين ألف دونم في موزمبيق ، بقيمة دولار للدونم الواحد ، و الغلة التي ينتجها كل دونم تصل سبعة أضعاف ما تنتجه أرضنا ؟ أليس هو نفس السبب ؟

أي سبب ؟ لقد كان لدي أنا سبب ، وهو أنني حتى أتكيف مع أرض موزمبيق ، علي أن أنقل كل من أعرف في مدينتي و بلدي و ووطني الكبير ، و أنقل مآذنه و مقرئيه و مطربيه و جباله و كل مكان له سلطة على تحديد إحداثايات ذاكرتي التي تكونت خلال نصف قرن من عمري ..

هاأنذا ، قد عرفت معنى الوطن من خلال تساؤلاتي .. لكن ألم تعرفه قبلي كائنات حية ، ضئيلة الأهمية كالنمل و النحل والخنافس ..

فرددت :
وطني لو شغلت بالخلد عنه.......... نازعتني إليه بالخلد نفسي

العنود النبطيه 01-12-2005 05:40 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
وطني لو شغلت بالخلد عنه.......... نازعتني إليه بالخلد نفسي


حياك الله يا ابن حوران

لي مع كلماتك الدافئة وقفة طويلة

ان شاء الله

قريبـــ:New1: ــــــــــا

aboutaha 03-12-2005 03:31 PM

ساكلمك بصراحة يالعنود ومن غير مجاملة والله

من قديم ... وانا احب وطني ... منذ الصغر ...
لكن بكل صدق ... من سنوات لما كنت اقرا لك عن الوطن تخاطبينه كفتى احلامك... تحاورينه كرجل بيتك ... تحضنيه كولد لك ... احسست بغرابة ... او انني لا اعرف حب الاوطان او انك تزيديها

لكن تعرفت عليك اكثر .... وتحادثنا .... وتقابلنا .... وتزاورنا ..... ولما رايت ان ما تكتبيه مطابق تماما لما تحمليه بقلبك وراسك.... حيث لم يغب وطنك عن لسانك ولا همومه عن قلبك


حينها بدل ان ابقى مستغربا ..... احسست بالتقصير مع وطني وكنت منه على استحياء


العنود

اتذكر احداث معان لما قام الجيش الاردني بمداهمة بعض المسلحين ( لا اذكر هويتهم وانتماءهم ) ودارت معارك طاحنة ؟؟؟

تحادثنا باثناءها .... ولا زلت اذكر تعقيبك الممزوج بالآه ولا زلت اذكر عبارتك التي دخلت اعماقي

قلت بالحرف الواحد

آه ماذا افعل وكيف تكون مشاعري .... هؤلاء الجيش من ابناء الوطن والمقاتلون من ابناء الوطن والمعارك تدور على ارض الوطن



ادام الله عليك نعمة الصدق في حب الوطن

العنود النبطيه 08-11-2006 06:33 AM



كلما اشتدت الخطوب
وزادت المصائب
وصعبت علينا الامور

نلوذ اليك يا وطني

كلما ضاقت علينا الابواب
واوصدت في وجوهنا كل الطرقات
نلوذ اليك يا حبيب

حبيبي
مأسورة انا فيك ولك
وانت اسير بين حناياي
وضلوعي قضبان سجنك

لا حرمني الله لهفتي عليك
كلما زاد انينك وانا اضع راسي على ترابك
لاتحسس اوجاعك

لا حرمني الله صدقك وبوحك وصراحتك
وجرأتك

يا حبيبي
لو صار ما صار
ستبقى الوطــــــن الحبيب
والحبيب الوطــــن

بيلسان 19-11-2006 12:39 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة العنود النبطيه


كلما اشتدت الخطوب
وزادت المصائب
وصعبت علينا الامور

نلوذ اليك يا وطني

كلما ضاقت علينا الابواب
واوصدت في وجوهنا كل الطرقات
نلوذ اليك يا حبيب

حبيبي
مأسورة انا فيك ولك
وانت اسير بين حناياي
وضلوعي قضبان سجنك

لا حرمني الله لهفتي عليك
كلما زاد انينك وانا اضع راسي على ترابك
لاتحسس اوجاعك

لا حرمني الله صدقك وبوحك وصراحتك
وجرأتك

يا حبيبي
لو صار ما صار
ستبقى الوطــــــن الحبيب
والحبيب الوطــــن



نعم نلوذ به واليه


نتمنى ان نبقى في حناياه الروحية والى الابد...

سلمت يمناك ايتها النبطيه....

عمر مطر 19-11-2006 04:06 AM

أكتب إليكم اليوم بعد ثلاث سنوات من تاريخ بدء هذه المشاركة، ولن أنسى أن أشكر العنود لإبقاء هذا الموضوع حياً كل هذه المدة، ورغم كل الأحداث التي طرأت فقد بقيت العنود هي الثابت الوحيد ضمن كل المتغيرات التي مرت بمن شارك في هذا الموضوع.

سأتكلم عن نفسي أولا، فبعد ستة أشهر من تاريخ بدء هذه المشاركة قررت –وعائلتي- زيارة الوطن في بداية شهر حزيران من عام 2003 بعد عشر سنوات من الانقطاع، وبعد 14 سنة من الغربة في الولايات المتحدة. أخذت الطائرة بالنزول التدريجي وبدت لي الصحراء كأجمل وجه امرأة صادفته، ولا أخفيكم أنني كنت وقتها قد مللت اللون الأخضر، واعتدت اعتباره لونا دالا على العفونة، سواء كانت مادية أو معنوية، وكنت أتوق للون الصحراء وأعتبره لون الصفاء والنقاء. ثم إن الطائرة عندما حطت عجلاتها على مدرج المطار، انتابتني هزة... كما انتفض العصفور بلله القطر.

دلفت خلال خرطوم الطائرة كحبيب يدنو من موعد حبيبه، ووصلت الباب ورأيت الأهل وتحركت مشاعري، وأحسست بفخر لا يشاركني فيه أحد، كطفل خطا لتوه خطوته الأولى. ولست أريد أن أثقل عليكم إلا أنني أذكر لكم أنه بعد شهر من الإجازة ساورتني نفسي بألا أعود إلى أمريكا. وكان الشعور طاغيا، كالطفل في آخر الإجازة الصيفية يُطلب منه العودة إلى مقاعد الدراسة فتساوره نفسه بترك الدراسة والعصيان على أوامر العقل.

لست أذكر كيف ومتى ولكنني قررت في لحظة حكمة أن أفعل، قررت ألا أعود إلى أمريكا، رفعت سماعة الهاتف وكلمت المسؤول عني وقلت له: أرجو أن تعذرني ولكنني قررت ترك العمل. اتهمني الجميع بالجنون، وتضايقت مني زوجتي، ولكن الإنسان لا يملك إلا أن يستجيب إلى صوته الداخلي أحيانا. بدأت بالبحث عن عمل ووعدت بعمل مباشرة، وخابرت بعض أصدقائي وطلبت منهم أن يبيعوا بيتي وسيارتي وأثاثي وكتبي وكل ما أملك.

ملاحظة: لا أذكر أنني ندمت يوما على بيع شيء أكثر من ندمي على بيع كتبي، فقد كانت لدي مكتبة شخصية لا بأس بها، وكانت لي بها صلة وثقة وعلاقة حميمة.

المهم أنني تخليت عن أمريكا بنفس السرعة التي قررت فيها أن أذهب إليها للدراسة. وكم كانت تنتابني فكرة مضمار السباق المستدير، وها قد آن الأوان للثورة عليه. وبعد ثلاثة أشهر حصلت على العمل الذي وعدت به في أيامي الأولى. وذهبت فاستأجرت شقة متواضعة واشتريت سيارة لا بأس بها، وبدأت مشواري....

أكلمكم الآن بعد ثلاث سنوات ونصف من عودتي، ولا شك أن السنتين الأوليين لم تكونا سهلتين عليّ ولكني والله لا أذكر أنني فكرت مرة في العودة على كثر ما ذكر هذا الموضوع أمامي. ولا أقول أنني رجل غير كل المغتربين ولكنّ الله سلـّم.

أما الآن وقد استقرّ بي الأمر في وطني، فلا أعتقد أن هناك مكانا في الدنيا أرتاح به كراحتي في بلدي وبين أهلي، على الرغم من بعض المنغصات التي تطرقني من حين إلى آخر. وأسأل الله أن يكون مصير باقي المغتربين مصيري وأن يعودوا إلى بلادهم لينفعوا أهلهم عوضا عن منفعة من لا يحبون نفعنا. وأسأل الله أن يكون أولهم أخي وحبيبي الأستاذ محمد الشاويش وأخي الشاعر جمال حمدان. آمين.

محمد العاني 20-11-2006 12:43 AM

الأستاذ عمر مطر..
لا تكفي لغتي ولا قصائدي على شكر الأخت العزيزة العنود لأنها كانت عاملاً مساعداً في عودتك إلينا. فقد افتقدنا قلمك الناضج و رؤيتك الواضحة في زمن أقل ما يُقال عنه أنه زمن تخبّط. أحيي الخيمة و أبارك لها عودتك أخي الكريم، و أتمنى من الله أن تكون عودة بقاءٍ لا زيارة.

أما عن الوطن أخي الحبيب..

فما حال من لم يبقَ من وطنهِ إلا بركة دمٍ و رؤوس أطفالٍ كانوا يوماً..؟؟؟


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.