معونات الكويت... ومظاهرات العرب
 

«الكويت لم ولن تكون مع ضرب العراق»... هذا هو موقف الكويت الرسمي المعلن قبل الحرب وبعدها، أما ما نتمناه في الكويت فهو زوال نظام صدام حسين الجاثم على صدر الشعب العراقي، والسبب الرئيس في توتر المنطقة وإدخالها الحروب وجلب القوات الغربية إليها.
إن الصورة واضحة ولا ريب فيها، ولكن لماذا تلك المظاهرات «الشوارعية» ضد الكويت؟ وما هو سبب لوم الكويت من جانب بعض الدول العربية فيما يحصل؟ وهل صواريخ «توماهوك» و«كروز» التي تدك أركان النظام العراقي من صنع الكويت؟
وإذا كان أساس اللوم انطلاق القوات الأمريكية والبريطانية من الأراضي الكويتية... فإننا نسأل اخواننا العرب العتاة هل بإمكان الكويت منع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى عن تحقيق أهدافها؟ ألم تتجاوز واشنطن ولندن كل الدول الأوروبية وروسيا والصين وتترك الأمم المتحدة ناحية وتذهب في حربها على العراق لتعامل حاكم بغداد بذات الطريقة التي يتبعها من خلال تجاوزه للقرارات الدولية وتفضيله أسلوب القوة والحرب والدمار على أساليب التفاوض الصادق والسلام؟!
إن الكويت الآن تقوم باقتسام الغذاء والماء مع الشعب العراقي الشقيق، بينما تقوم بعض الدول الأخرى بتمجيد صدام حسين الذي شرد ثلث الشعب العراقي وقتل ثلثه الآخر ولا يزال الثلث الأخير تحت وطأته.
الحقائق ومجريات الواقع تترجم صدقية ما نقول فقد خصصت الكويت 12 مليون دولار كمعونة للشعب العراقي، وحفرت الآبار الجوفية في أراضيها لتزود شعب دجلة والفرات بالمياه الصالحة للشرب، وخصصت مركزا للعمليات الإنسانية لذلك الشعب البائس، وقامت وزارة الصحة بإرسال الاحتياجات الطبية لمعالجة اخواننا في العراق، وبعث الهلال الأحمر بقوافل الخير لإطعام جيراننا الفقراء الذين يعيشون في دولة كان من المفترض أن تعيشهم بأعلى المستويات نظرا لإمكاناتها الكبيرة وثرواتهم الضخمة التي يهيمن عليها طاغية بغداد ويحرمهم ولو لنزر يسير منها.
أما الدول العربية الأخرى فقد فتح بعضها الممرات المائية لحاملات الطائرات والمدمرات والفرقاطات، وبعضها الآخر فتح المطارات للقوات الأمريكية والبريطانية لتنطلق في حربها الراهنة مصحوبة ببعض عبارات التنديد للاستهلاك المحلي.
نحن قدمنا - من غير منة - الغذاء والماء والدواء للشعب العراقي وأطفأنا آبار النفط العراقية التي أشعلها صدام وزمرته... لكن ماذا قدم اخوننا العرب الذين يتباكون على النظام العراقي؟
ما نعرفه أنهم قاموا برفع العلم العراقي مكان العلم الكويتي في بعض السفارات الكويتية، وتظاهروا أمام بعضها الآخر، وخرج بعض رجالات الدين ليعلنوا الجهاد في العراق وضد تحرير الشعب العراقي من البعثي الأكبر بينما لم يعلنوا الجهاد ضد القوات الاسرائيلية التي تحتل اجزاء من أراضيهم.
اخيرا... نقول رفقا بالشعب العراقي ودعوه يذوق طعم الحرية ويتمتع بخيرات بلاده التي حرم منها طويلا بسبب جعجعة بعض الاخوة العرب التي ليس من ورائها أي طحن.

اخواننا الكويتيين هم الوحيدين الذين عرفوا ماساتنا نحن العراقيين من هذا الطاغيه صدام المجرم الجبان الدكتاتوري