بيان جماعة الاخوان المسلمين في سورية عن الحرب ضد افغانستان
بسم الله الرحمن الرحيم
من المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية لقد بدأت أمريكا حرباً إرهابيةً ظالمة ، ضدّ شعب أفغانستان المسلم ، ملقيةً بالرأي العام العالميّ الداعي إلى التثبّت والتعقّل والمراجعة خلفَ ظهرها ، منطلقةً في ذلك من سياسة الصلَف والاستكبار التي اعتادتها منذ الحرب العالمية الثانية . ونحن في جماعة الإخوان المسلمين في سورية إذ نرفض ونستنكر هذه الحرب الظالمة ضدّ الشعب الأفغانيّ المسلم ، لنرى أنّه من الواجب بيان الحقائق الآتية : 1. إنّ الشعب الأفغانيّ كان محتاجاً للأخذ بيده ، ومساعدته على الخروج من أوضاعه الاقتصاديّة والسياسية والإنسانية المؤلمة ، لا أن يتركه العالم يعاني كلّ المعاناة ، ثم يقذفه بحربٍ مجنونةٍ فاقدةٍ لأدنى مقوّمات العدل . 2. كان يجب على العالم أن لا يسلم لأمريكا أمر قياده في هذه الأزمة بالذات ، لأنّ من أبسط أصول المقاضاة ، أن لا يكون الخصم حكماً وقاضياً ومنفذاً للحكم في الوقت نفسه . 3. إن المسؤولية في قضيةٍ مثل قضية ضرب نيويورك وواشنطن ، مسؤوليةٌ شخصيةٌ وخصوصية ، ولا يجوز تحميل شعبٍ بأكمله ، أو أمةٍ بمجموعها ، أو دينٍ من الأديان.. تلك المسؤولية . 4. إن إعطاء أمريكا حقّ إدارة حربٍ ضدّ دولةٍ أخرى ، آخذةً تنفيذ القانون الدوليّ بيدها ، يشكّل سابقةً خطيرةً في التعاطي القانوني والسياسي ، فيما يخصّ الدول والجماعات والشعوب ، وهو أمرٌ له ما بعده من التداعيات الخطيرة ، ليس أقلّها الإثارات العنصرية ، والحروب الدينية .. 5. إن هذه الحرب ضدّ ما يسمّى بالإرهاب ، تفتح باب ازدواجية المعايير والكيل بأكثرَ من مكيالٍ على مصراعيه ، فالعالم الذي هبّ لدعم أمريكا في حربها ضدّ أفغانستان تحت مسمّى الإرهاب ، يقف صامتاً متلجلجاً أمام الإرهاب الصهيوني المستمرّ منذ خمسين عاماً ونيّف ، والذي قَتل فيه مئات الآلاف من البشر ، وشرّد شعباً بأكمله عن أرضه ووطنه ، منتهكاً أبسط قواعد العدل الإنساني في فلسطين والمنطقة العربية على يد الصهاينة ، وبدعمٍ غير محدود من أمريكا وبريطانيا . 6. إننا نربأ بالعالم أن يجعل حرباً كالتي تجري الآن ضدّ أفغانستان المسلمة، منزلقاً إلى تأكيدٍ عمليّ لصراع الحضارات ـ خصوصاً وأن الحملة الحالية ربطت بالحروب الصليبية بشكلٍ صريح ـ فنحن والمسلمون جميعاً ، نؤمن بحوار الحضارات وتعايشها ، ولدينا ما نقدّمه للعالم بهذا الصدد ، من أجل أن يمضيَ قُدماً في مدارج الأخلاق والسلوك، والدمج بين السياسة والمبادئ .. 7. تحتاج أمريكا وبعض الدول الغنية ، إلى مراجعة سياساتها القائمة على الصلَف والاستكبار ، ومثل هذه السياسات لا تثمرُ إلاّ الظلم والكراهية والعنف . 8. والخلاصة التي يجب أن يعيها العالم بشأن الحرب الأمريكية الدائرة حالياً هي : أن هذه الحرب هي الإرهاب بعينه ، وأن العدالة في السياسة ، والقضاء العادل في التعاطي مع الإرهاب ، هما الحلّ الأسلم ، بعيداً عن اللعب بمفهوم المصطلحات . وأن سياسة الانتقام وإرواء الغليل لا يحلاّن المشكلة ، بل هما يستدعيان الانتقام المقابل ، فالردّ يستدعي الردّ ، وهكذا يبقى العالم في دوامة الإرهاب.. إن المسمين ليسوا أعداءً لأمريكا أو للغرب ، وإنّ على أمريكا والغرب مراجعة سياساتهم تجاه المنطقة العربية والإسلامية ، ليضعوها على سكة العدل ، وأول العدل المطلوب : حلّ القضية الفلسطينية حلاً عادلا ، وإنهاء حصار العراق ، وإيقاف حملة التحريض الظالمة ضد الإسلام والمسلمين.. وبهذه المناسبة لا بدّ من التوافق على تعريف الإرهاب ، من خلال مؤتمرٍ دوليّ يعقد في الحال ـ بعد التحضير له ـ كما يجب الاتفاق العقلانيّ المتروّي والمتّزن ، على سبل مكافحة الإرهاب ، حتى لا تبقى هذه السبل حكراً على جهةٍ واحدة . ومن الواجب هنا الإشارة إلى أن مواقف الدول العربية بالنسبة للأزمة الحالية ، تحمل شيئاً من التحفّظ والعقلانية ، وإنّ جماعة الإخوان المسلمين ، لتدعو إلى تطوير هذه المواقف للوصول إلى موقفٍ عربيٍ قويٍّ موحّد ، يعمل على وقف الحرب ، ويمنع محاولات توسيعها ، وحتى لا يؤدّي التردّد والمواقف الضعيفة ، إلى مزيدٍ من الاستكبار وتوسيع دائرة اتهام الشعوب والدول والحكام .. إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية ، إذ تطالب المجتمع الدوليّ بالعمل على إيقاف الحرب ضد أفغانستان فوراً ، لتدعو الأمة العربية والإسلامية – حكّاماً وشعوباً - إلى وقفةٍ جادّة في هذا الاتجاه ، ليعود قسطاس الحق والعدل إلى نصابه ، فالجميع حكّاماً ومحكومين ، مستهدفون من هذه الحرب الدائرة الآن ، ولا بدّ لنا جميعاً في هذه اللحظات التاريخية ، من إثبات أننا خير أمةٍ أخرجت للناس . والله أكبر ولله الحمد لندن في العاشر من تشرين الأول 2001 المكتب الإعلامي للإخوان المسلمين في سورية -------------------------------------------------------------------------------- |
السلام عليكم
اللهم نصرك الذي وعدتنا. وجزاكم الله خيراً أخي أبو تميم. |
الاخ الفاضل البكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه نسال الله النصر والثبات امام قوى الكفر والالحاد . وان يثبت الله المجاهدون الافغان والعرب. وشكرا[/list] |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.