برامــــــــج فضـــائـيــــــــــة .
 

# بـرامـج فضائيـة .

أعلنت إحدى الفضائيات عن برنامج ذي عنوان رنّـان يثير الفضول ، ويشوقنا لرؤيته ومعرفة فحـواه ويؤدي إلى الإستفزاز أيضاً ، فقد شاهدت عدة حلقات منه صدمت فيها بمادته وتساءلت عن القيمة والفائدة المقدمة للمشاهد وإن كان حسب قولهم برنامجاً للإستمتاع لا أكثر ، وهو عبارة عن تقديم عدّة أشخاص كل منهم معلومة عن أشياء تخصه ، عمله مثلاً وتتفاوت المعلومات من حيث واقعيتها ، ويتم التصويت بعد ذلك على صحة أو كذب قوله من قبل الجمهـور ، ولهم حصة _ الجمهـور _ في طرح الأسئلة على المتسابقين لكشف كذبهم ، وإيقاعهم ، إلى أن يظهر الكذّاب الأكبر ! وحينها يملأ التصفيق الأستوديو وتعلو محيّاه الإبتسامة ، ونتساءل: هل بسبب فضحهم إيّاه ؟ أم فرحـاً وفخـراً بهذا اللقب المثير ؟ عجباً ، أين القيم التي يجب إيصالها إلى الناس وحضهم عليها وبيان أثرها على الفرد والمجتمع ؟ وأين البرامج التي تؤصل في المشاهد معاني الصدق والوضوح ، وتفتح أفقه لنهل كل مفيد ونافع وسليم باالطرق المشروعة من دون التـواء ؟ أين دور توضيح الحقائق ومساعدة المشاهد العربي على تصحيح فكره وتنـويـره وإبعاده عن كل ما يضر عقله ويبعده عن الصواب ؟ وأين دوره في إرشاده إلى السبل التي تعينه على معرفة كل ما يحيط به من مؤامـرات ودسائـس ؟ أسئلة كثيرة تحوم في فضاء فكري في وقت أصبح فيه المذكور آنفـاً يساعد على تأليف الأكاذيب وتقمصها والإستمتاع بساعات فارغة من الجدّة والفـائـدة ، يضحك فيها الجمهور على تلك الأقوال الكاذبة والخيالية وعلى أنهم استطاعوا بأسئلتهم كشف المتسابق على حقيقته وفي الوقت نفسه يضحك على نفسه !!

وتبرز لنا ظاهرة طغت على كثير إن لم يكن على أغلب الفضائيات وهي ظاهرة برامج الشباب المنوعـات ، ليست المنوعات التي كنّا نعرفها قديماً فقد تطور الأمر ، فلم تعد تكتفي بما تحويه من مادة غربية بحتة حتى نال اسم البرنامج نصيباً من التطـور ونبذ التخلف في أسماء البرامج العربية !! حيث يسمى باسم غربي وأحياناً يكتب إن لم يكن باالأجنبية بحروف عربية مما يثير الغيرة على اللغة العربية ، وباالنظر إلى محتويات هذه البرامج ، حيث تعرض لنا الأغنيات الأجنبية من كل البلدان بكل ما تحويه من حرية مدمرة ومشاهد يأبى العقل والبصر رؤيتها ، وأصبحت من الأشياء التي برمجوا عليها الشاب العربي وجعلوه يدمن عليها ويطلبها ونظنها من المقاييس المعتمدة لنجـاح الأغنية العربية !