أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - ألغام منتشرة في السعودية‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍!!!!!

نعم هي الغام منتشرة في الاراضي السعودية ويمثلها اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل من السعوديين قدرت نسبتهم بحوالي 30 % من اليد العاملة في البلاد .
وعندما اشبه العاطلين عن العمل بانهم الغام موقوته فهذا تشبيه ليس مبالغ فيه فالعاطل عن العمل قد ينفجر في اي لحظة سواء على نفسه او على اسرته او على مجتمعه او على الدولة باسرها وبالتالي فضرره ينعكس على الجميع .

الاخطر في الموضوع ان نسبة البطالة في ازدياد يقابلها برود شديد وتجاهل غريب من قبل الحكومة لهذه المشكلة الخطيرة جدا ولا اعلم حقيقة لماذا هذا التجاهل من قبل الحكومة لهذا الامر مع انه يشكل اكبر خطر على الجبهة الداخلية للبلاد .

لم اجد اي تفسير مقنع من الدولة لهذا التجاهل وماقامت به الحكومة من خطوات علاجية لهذه المشكلة انما هي خطوات قاصرة .

وحين الحديث عن البطالة في السعودية فانت هنا لاتستطيع ان تتعامل مع النظريات الاقتصادية المتعارف دوليا لحل المشكلة والتى تتمثل في ايجاد فرص عمل من خلال وسائل انتاج جديدة تتم على يد مستثمرين سواء اكانوا اجانب ام وطنيين . لكن في وضع السعودية الامر مختلف جدا فوسائل الانتاج متوفرة والفرص الوظيفية متاحة ولكن يشغلها اناس تم استقدامهم من خارج السعودية !!!!!

لك ان تتصور وجود اكثر من 6 مليون عامل اجنبي في بلد لايجد المتخرج من الجامعة فيه وظيفة !!! وكأن الحكومة السعودية تريد المساهمة في حل مشكلة البطالة في اكثر من 80 دولة في العالم وهو الرقم الذي يمثل جنسيات العاملين في السعودية بينما تغفل المواطن السعودية وهو الاحق بذلك .

المشكلة واضحة للجميع والحل في رأيي اسهل مما يتخيل الجميع بشرط ان تتوفر النية الصادقة لدى الحكومة وتفرض ارادتها وسيادتها بما يكفل حل هذه المشكلة باسرع وقت ممكن .

اما اذا اعتمدنا على ماهو معلن من خطوات للسعودة فاقول ان هذه الخطوات خطوات عقيمة وليست جادة بل ان المشكلة سوف تكبر كما كرة الثلج لان التركيبة السكانية في البلاد تقول ان الفئات العمرية الصغيرة هي الاكثر وبالتالي ان لم تسارع الحكومة في ايجاد حلول الان فسوف تواجه مصاعب اكثر في المستقبل .

مشكلة الحكومة في تعاملها مع البطالة انها قزمت وحجمت المشكلة في مهن صغيرة كسوق الخضروات وقيادة سيارات الاجرة وكبائن الهاتف حين اصدرت منع تشغيل غير السعوديين في سوق الخضروات وكبائن الهاتف وكأن خطط التمنية في البلاد مرهونه بسوق الخضار !!!!

اقول بان الحل اسهل مما يتخيل الجميع فالوظائف موجوده وبكثرة بل واجزم انها كفيلة بتوظيف ابناء هذا الجيل والجيل الذي يليه .

مالذي يمنع الحكومة السعودية من وضع جدول زمني للسعودة الحقيقية ولحل مشكلة البطالة ؟

لدينا الجامعات ولدينا مراكز التدريب ولدينا الطاقات ولكن ينقصنا القرار للاسف الشديد .

الدولة تتحمل الجزء الاكبر من المشكلة لانها صاحبة القرار في فرض ارادتها على الجميع ورجل الاعمال يتحمل جزء من المشكلة لانه فضل مصلحة نفسه على مصلحة الوطن , والمواطن يتحمل جزء من المشكلة لان الكثير منه لازال يعيش بعقلية الماضي ويحلم بعودة ايام الطفره وينفر من العمل اليدوي والميداني .

لدينا الاف الشركات التى توظف الغير سعوديين فلماذا لاتجبر تلك الشركات على عملية احلال سنوي بنسبة تصل الى 20% لنصل الى السعودة الحقيقية في غضون خمس سنوات مع اجبار الشركات ببرامج تدريب لهؤلاء السعوديين كما تفعل مع غيرهم .

بالمناسبة كنت قبل ثلاثة ايام اتصفح مجلة خاصة بشركة سعودية وكانت هذه الشركة تفتخر بانها قد بعثت الى السويد عشرة من موظفيها للتدريب على معدات جديدة ولكن المبكي ان العشرة لايوجد بينهم سعودي واحد !!!!!!

بامكان الحكومة السعودية اجبار الشركات والمؤسسات الخاصة لوضع حد ادنى للاجور يتوافق مع مستوى المعيشة في البلاد ويحقق للعامل دخلا مناسبا وهو في الاخير يعود بالنفع على البلاد بدل مليارات الدولات التى يحولها الغير سعوديين الى بلدانهم .

ليس للشركات والمؤسسات العاملة في السعودية اي عذر في عدم تشغيل السعوديين فان كان الامر يتطلب دورات فيجب على هذه الشركات ان تفعل ذلك اسوة بمعظم شركات العالم التى تدرب منسوبيها وتزيد من كفاءتهم الانتاجية خاصة وان هذه الشركات السعودية لاتدفع ضراب للدولة كما هو حال جميع الشركات في كل بلدان العالم .

الدولة عليها التزام كبير ومهم في ان تقيم كليات علمية جديده ومراكز تدريب تنشرها في جميع مناطق المملكة والاموال ليست عائق في وجه الدولة متى ما ارادت ذلك .

اما المجالات التى يمكن توظيف السعوديين فيها فهي جميع المجالات من مهن الطب وما يصاحبها الى الهندسة الى المهن الفنية كالصيانة والتشغيل الى قطاع الفندقة والسياحة الى التسويق والدعاية والاعلان ومهن كثيرة اخرى اجزم انها ستهبط بنسبة البطالة في السعودية الى الصفر في غضون سنوات قليلة .

للكاتب TRANEEM AL-JFIAA