|
موسيقى الشعر .. (قراءة فى علم العروض)
السلام عليكم .. أحبابى فى هذه الخيمة .. أما بعد فإنه لا يوجد شعر بدون موسيقى يتجلى فيها جوهر الشعر وجوه الزاخر بالنغم ..موسيقى تؤثر فى أعصاب السامعين ومشاعرهم بقواها الخفية التى تشبه قوة السحر ... مما لفت نظرى فى الآونة الأخيرة سواء هنا فى الخيمة بشكل خاص أو فى مجتمعنا العربى بشكل عام .. هو جهل الكثيرين منا بما يعرف بعلم العروض .. مع أهمية هذا العلم ...والذى لا يقل أهمية عن علم النحو .. إما لصعوبة فهمه .. وإما لندرة مصادرة وقد لمست هذا بنفسى عندما كنت دارسا له وقد بالغ علماء العروض فى الوزن والقافية وأضافوا الكثير من المصطلحات الغريبة مما يصعب على المبتدأ فهمها .. مثل الأسباب والأوتاد والزحافات والعلل .. وقد دفع هذا الكم الهائل من المصطلحات الغريبة الكثيرين إلى الإعراض عن تعلم العروض وإظهاره فى صورة بغيضة لا تتمشى مع طبيعة الشعر وما فيه من جماليات .. أرى على سبيل المثال هنا فى الخيمة الكثير ممن لهم الموهبة الحقيقة .. لكن ينقصهم الصقل والدراسة .. لهذا استفزتنى غيرتى على لغتى وتراثها العريق .. لأبدأ إن شاء الله عرض مبسط لهذا العلم .. قدر المستطاع .. وأطلب من الدارسين والشعراء فى هذه الخيمة تسديدى إن أخطأت .. مستعينا ببعض المراجع لأساتذتى ... سأبدأ فى سلسلة من الحلقات حتى أنتهى بإذن الله .. مبتعدا عن كل لفظ غريب .. ومبسطا قدر الإمكان .. • مقدمة : يعد الخليل بن أحمد الفراهيدى أول من وضع قواعد هذا العلم وأصوله . وقد وضع أوزانه الشعرية على خمسة عشر وزنا سمى كل منها بحرا ..فلما جاء تلميذه المعروف بالأخفش زاد بحرا لم يذكره أستاذه الخليل .. فكانت جملة بحور الشعر العربى ستة عشر .. وقام الخليل والعروضيون من بعده بتقسيم البيت الشعرى إلى مقاطع صوتية ووضعوا لنا ثمانية مقاييس سموها تفاعيل وهى : فعولن , مفاعيلن , مفاعلتن , فاعلن , فاعلاتن , متفاعلن , مستفعلن , مفعولات . كما قسموا البيت الشعرى إلى جزئين رئيسيين أطلقوا عليهما شطرى البيت أولهما يسمى الصدر وثانيهما يدعى العجز كالآتى : صــــــــدر البــيــــــــــــــــــــــت ** عجـــــــــــــــز البيــــــــــــــــــــــــــــت فمبلغ العلم فيه أنه بشــــــــــرٌ ** وأنه خير خلق الله كلهـــــــــــــــــــــــم ثم قسموا صدر البيت وعجزه إلى ثلاثة أجزاء وهى : 1- العروض : وهو آخر تفعيلة من صدر البيت . 2- الضرب : وهو آخر تفعيلة من عجز البيت . 3- الحشو : وهو ما تبقى من أجزاء البيت بعد العروض والضرب كالآتى : صدر البيـــــــــــــــــــــت / عروض ** عجــز البيــــــــــــــــــت / ضرب وفى فؤادى بذور الحب قد / نبتت ** مذ كان سبابتى فى المهد ثد / ى فمى حشـــــــــــــــــــــــــــــــو/ ... ** حشـــــــــــــــــــــــــــــــــو/ .... وللحديث بقية ... * |
الأخ الفاضل Rain Bow
خطوة رائعة ومباركة , فنحن حقا والكثيرون من المهتمين بالشعر ومن يمارس كتابة الشعر بحاجة لفهم الأسس والقواعد التي يقوم عليها وما سمي بعلم العروض. وبداية رائعة وموفقة فيما تفضلت به. لكنني هنا فقط وللتوضيح وددت أن اذكر ما يلي : حروف التقطيع للتفعيلات هي عشرة مجموعة في " لمعت سيوفنا " وثانيا إن التفعيلات التي استقر عليها رأي العروضيين هي عشرة تفعيلات وليست ثمانية , وذلك بإضافة تفعيلتين أخريين هما : مستفع لن فاع لاتن ويتضح سبب إضافتهما وهو بناءهما الذي يختلف عن التفعيلتين المكافئتين لهما : مستفعلن و فاعلاتن والفرق هو : مستفعلن ( سبب + سبب + وتد ) مستفعِ لن ( سبب + وتد + سبب ) فاعلاتن ( ( سبب + وتد + سبب ) فاعِ لا تن وتد + سبب + سبب ) ولهذا علاقة في الزحافات التي أجيزت في البحور والتفعيلات والتي ستتضح لاحقا من خلال الشرح الذي ستتفضلون به. وتقبل فائق تقديري وتحياتي |
الأخ العزيز رينبو..
أشدُّ على يدك و أؤيدك في تقديم دراسة مبسطة عن أسس كتابة الشعر. ولكني أتمنى منك أن تظل الدراسة مبسطة و سهلة فلا ينفر منها من لا إطلاع له بالشعر. أخوك محمد |
إقتباس:
شاعرنا الكبير .... عادل العانى يسرنى أن زدت الموضوع ثراءا بإطلالتك .. وزدته قيمة بإشرافك عليه .. وما زلت أطمع فى متابعتك وإشرافك .. إن تفضلت ببعض الوقت والجهد ... فلا شك أن إضافتك وتعليقك تنير الطريق لى ولكل الدارسين فى هذا المجال ... إقتبست كلامك وملحوظتك الهامة ... وننتظر المزيد من توجيهاتك ... |
إقتباس:
أخى الحبيب محمد العانى .. أرقتنى كلمة " مبسطة" التى رغبتها فى تقديمى للموضوع ... مما حدا بى إلى التريث قليلا .. لأتأمل فى شكل سهل وبسيط يخرج به الموضوع ... ففى الواقع أن أسلوب شرح هذا العلم فعلا ينفر الدارسين منه ... إستعنت بأكثر من مرجع .. أغلبها من وجهات نظر حديثة .. تخلو من التعقيد ... إلا أنى قد وجدت ضالتى فى كتاب بعينه .. سأنقل منه أغلب الموضوع إن شاء الله ... وما زلت أجدد دعوتى لك ولكل أدباء الخيمة فى الخروج بشكل أجمل لهذا الموضوع .. فالمهمة صعبة وثقيلة .. لا أقوم بها وحدى ... |
كيف نقطع الشعر عروضيا ..
كيف نقطع الشعر عروضيا هل قرأت يوم بيتا من الشعر وشردت بذهنك أو تأملت فيه .. كثيرا ما نقرأ بيتا من الشعر فتسحرنا روعته .. أو تأخذنا حكمته .. دون أن ندرى أن خلف هذا البيت موسيقى رائعة .. ولحن عذب يضيف إلى سحره الكثير والكثير .. بل إن قارىء الشعر دون معرفة بأوزانه يفقد نصف المتعة أو حتى كل المتعة .. هل تعلم أن لكل بيت وزن خاص وبحر إشتقت منه موسيقاه .. وكما قلنا ونعلم جميعا أن أبحر الشعر كثيرة فكيف نميز بين بحر وآخر وكيف نعرف إلى أى بيت ينتمى هذا البيت وهذه القصيدة .. الأمر سهل جدا فقط يحتاج إلى تركيز وتدريب .. وبعد ذلك سيكون من السهل عليك جدا أن تتعرف على البحر والوزن بمجرد سماعك لأول شطرمن القصيدة .. وسأثبت لك .. فقط جرب .. لكن أولا هناك بعض الأساسيات يجب أن تلم بها .. قبل أن تستطيع التعرف على الوزن .. وتعرف كيف تقطع بيتا شعريا وحدك .. الأمر بسيط .. القاعدة الذهبية فى هذا العلم وفى الشعر عامة .. هى : • علم العروض هو علم قائم على صوتية الحروف .. ومعنى ذلك أننا فى علم العروض لا نكتب إلا ما نسمع .. أولا : كل ما لا يُنطق لا يُعتد به عروضيا . ولو كتب فى الرسم الإملائى .. ومن ذلك : 1- اللام فى "الـ" الشمسية .. إذا جاءت فى حشو البيت أما إذا بدء بها الكلام أول البيت تحذف منها اللام فقط .. حيث لا يبدأ العرب بساكن .. 2- همزة الوصل .. إذا لم تكن فى أول الكلام مثل "واذكر ربك" فتكتب عروضيا "وذكر" ومثل "والبدر والقمر" يكتبان عروضيا "ولبدر ولقمر" .... 3- حروف المد .. مثل "على الله توكلنا" على لا تكتب عروضيا .. 4- ألف المقصور وياء المنقوص .. مثل "أحمد فتى الأحلام" و"حامى القبائل" فالألف فى فتى والياء فى حامى لا تكتب عروضيا .. ثانيا : كل ما يُنطق يُعتد به عروضيا ... ولو لم نكتبه إملائيا ومن ذلك ...
1- لكن ... تُكتب عروضيا .. " لاكن" 2- الألف فى بعض الأسماء الموصولة وأسماء الإشارة .. مثل "هذا" و"هذه" وهؤلاء و"التى" .... نكتبها عروضيا .. "هاذا – هاذه – هاؤلاء – اللتى " 3- نون التنوين ... مثل (قلمٌ – كتاب ٌ – رجلٌ – جملٌ) نكتبها كالآتى .. ( قلمن – كتابن – رجلن – جملن ) 4- الهاء .. إذا كانت مضمومه مثل (لهُ) نكتبها (لهو) ... أو مكسورة مثل (بهِ) نكتبها (بهى) .. 5- الحروف المضعفة .. نفك التضعيف .. فيصبح الحرف المشدد حرفين .. مثل (شدّ – مدّ – محمد) نكتبها ( شدد – مدد – محممد ) ثالثا : يجب أن نقرأ البيت قراءة صحيحة وفق تشكيله .. ملخص كل ما سبق .. علم العروض يعتمد على صوتية الحروف بمعنى أنه يعترف فقط بما نسمعه وهو فقط ما نكتبه .. أما ما لا نسمعه فلا وجود له .. |
الآن بوسعك البدء فى تقطيع البيت .. الطريقة سهلة وبسيطة .. فقط نتبع الآتى : 1- نقابل الحرف المتحرك سواء الفتحة أو الضمة أو الكسرة بعلامة ( / ) 2- نقابل الحرف الساكن بعلامة ( 0 ) لنوضح ذلك أكثر بالأمثلة : • نقطع الحروف عروضيا : فمثلا حرف(إن ) به كسرة تحت الهمزة وفوق النون سكون .. نكتبه عروضيا هكذا ( إِن = / 0) ... ( عَن = /0 ) .. ( من = /0 ) .. ( لن = /0 ) .... وهكذا • تقطيع الكلمة عروضيا : مثلا كلمة (قَرَأَ) .. حرف القاف والراء والهمزة أعلاهم فتحة ... يعنى حروف متحركة تأخذ هذه العلامة .. ( قرَأ = /// ) مثال آخر ... كلمة مَسجدُ.. ميم مفتوحة وسين ساكنة وجيم تحتها كسرة وضمة فوق الدال .. ( مسجد ُ = /0// ) وعلى شاكلة ذلك الكلمات الآتية : ( جاء َ = /0/ ) ... ( أحمد ُ = /0// ) ... ( هنا = //0 ) .. ( مد ّ = /0/ ) .. نلاحظ كلمة مد ّ مضعفة فككنا الدال فصارت (مدد) ميم مفتوحة ودال ساكنة ودال مفتوحة ... ثالثا : تقطيع الجملة : أمثلة : ( ضـَـربَ مُحمدٌ زيدا ) ( /// //0//0 /0/0 ) ( جاءَ موسى فرحا ) ( /0/ /0/0 ///0 ) زيدينى عشقا زيدينى /0/0/0 /0/0 /0/0/0 الآن يمكننا تقطيع بعض الأبيات : طلع البدر علينا *** من ثنيّات الوداع طلعلبد رعلينا من ثنييا تلوداع ///0/0 ///0/0 /0 //0/0 /0//00 لاحظنا شيئا غريبا فى هذا البيت .. فنحن كتبنا فقط ما نطقناه .. حذفنا ألف من كلمتى البدر والوداع .. وفككنا تضعيف الياء فى ثنيات فصارت ثنييات .. لنأخذ مثالا آخر ... يا حبيبى كل شىء بقضاء *** ما بأيدينا خُلقنا تعساء يا حبيبى كللشيئن بقضاء ... ما بأيدى ناخلقنا تعساء /0//0/0 /0//0/0 ///00 ... /0///0 /0//0/0 ///00 ونلاحظ فككنا (كل) فكتبناها (كلل) ... شيء منونة ففككناها (شيئن) مثال آخر : إنى خيرتك فاختارى *** ما بين الجنة والنار إننى خيير تك فخـ تارى ... مابيـ نججن نتون نارى /0/0 /0/0 ///0 /0/0 ... /0/0 /0/0 ///0 /0/0 |
الآن بعد هذا العرض ... سيسأل البعض ما الغرض من دراسةهذا الجزء .. وقد يصاب البعض بالملل .. وربما التشويش والإضطراب ... ببساطة بعد الإطلاع على هذا الجزء سيصبح فى إمكانك تقطيع أى بيت بالطريقة التى ذكرناها ... ولكل بحر تقطيع مميز يختلف عن البحور الأخرى .. من هنا نتعرف على البيت وإلى أى بحر ينتمى من تقطيعه .. ولاحقا سنأتى على بحور الشعر وتقطيع كل بحر وأمثلة علي ذلك ... فقط كل ما عليك فعله .. هو أن تأتى بأى بيت وتحاول تقطيعه .. جرب وإن وجدت صعوبة فى بادىء الأمر .. فالأمر ستعتاد عليه بعد بعض الوقت ... لم يكن العرب يعرفون القراءة ولا الكتابة .. ومع هذا كانوا عمالقة الشعر ورواد هذا الميدان .. وعلى نهجهم سار الشعراء ... فلا يلجأ دارس أو شاعر إلى التقطيع إلا إذا التبس عليه بيت .. لذا اطمئن فبعد فترة قصيرة جدا لن تلجأ إلى التقطيع إلا نادرا جدا .. وستمتلك أذنا موسيقية للغاية تستطيع التمييز بين لحن وآخر وبين وزن وآخر .. حتى تصل لهذه المكانة قطع كل ما يواجهك من أبيات ... حتى تتقن هذا الفن .. وبعدها تتعرف على بحور الشعر المختلفة ... وقبل أن نأتى على بحور الشعر وتفعيلاته وهى حجر الأساس .. لابد أولا أن تتأكد من قدرتك على تقطيع أى بيت .. وهذا هو الجزء الصعب فى رأيى .. تقطيع البيت .. وما بعد ذلك سهل للغاية .. فلم يكن علم العروض يوما صعبا أو مستحيلا .. فقط طريقة عرضه هى من تنفر الجميع منه ومن دراسته .. وتعليقا على هذا الجزء .. أرجو أن ألا أكون قد أخطأت فى جزء ما .. فمع عجلتى فى الكتابة ربما شردت بذهنى فوقع منى خطأ .. وأكرر طلبى من أحبتى ممن لهم دراية بهذا العلم بأن يكونوا رقباء على كل ما أكتب .. لتصحيح أو إضافة .. ولى عودة إن شاء الله .. |
فقط من باب المتابعة لما قد يسقط سهوا ... :) قلت:
إنى خيرتك فاختارى *** ما بين الجنة والنار إننى خيير تك فخـ تارى ... مابيـ نججن نتون نارى فسقطت لام الجنة القمرية عندك وحلت محلها جيم فك التضعيف. شكرا لك على هذا الموضوع القيم. |
ملاحظة جميلةٌ أخي العزيز عُمر..
و يا حبذا لو شاركتنا هذا الموضوع بالشرح الموجز.. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.