أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   مـزابـل قـوم عند قـوم مـوائـد © (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=53594)

عصام الدين 07-05-2006 10:22 AM

مـزابـل قـوم عند قـوم مـوائـد ©
 
غزو المحمول كغزو الجراد، هكذا أرى الأمور، لقد ملأ الأسواق و الأزقة و الفضاءات و العقليات في فترة قصيرة، و أصبح كل شخص حاملا سائرا واضعا اسمه و سمعه تحت ارادة الآخرين متى شاؤوا، فاتحا باب التواصل على مصراعيه، بسبب أو بدونه، و بعلة وجيهة أو تافهة لا يهم، فالمهم هو الكلام و استمراره ليلا و نهارا، حتى تزيد ارباح شركات المحمول و تتوسع لتشمل الجميع و يكتمل الغزو على امتداد الآفاق، من الشيخ إلى الطفل و من سيدة الاعمال إلى عاملات النظافة.
ماذا يعني كل هذا؟ و هذه الرغبة المشتعلة في الكلام مع الآخر؟ و هل هكذا يكون دخول عصر الاتصال؟ بثرثرة لاهية عن ثمن البصل و حالة الجو يفوق ثمنها ثمن وجبة عشاء أسرة بكاملها؟ أهي علامة جديدة من علامات التمدن و التحضر يعلنها العبد بفخر و هو يضع المحمول برفقته ليجعل من نفسه عبدا للطرف الآخر من الخط في كل وقت، سواء أكان رئيسا في العمل أو زوجة متشككة أو دائنا ملحاحا أو ضيفا ثقيلا، إلى غير ذلك من الأستعمالات، و التي يظل أقلها في تقديري هو الاستعمال العملي النافع لهذا الجهاز.
ماذا لو حللنا هذا السيل الضخم من المكالمات الذي يعم فضاء البلد و مدنه و قراه في ساعة من الزمن، إذن لخرجنا بعينة صادقة دقيقة عما يتداوله الناس و يقولونه، عينة تكشف و لاشك مشاكل المجتمع و اهتماماته و طموحاته و احلامه و عواطفه و حتى تفاهاته، و هي مادة دسمة للبحث الاجتماعي و النفسي و التاريخي عما يفكر به شعب في ساعة من الزمن و في حقبة بعينها و مكان محدد، إنطلاقا مما يقوله كبار القوم لبعضهم البعض فرحين بما عندهم و هم يضحكون على أذقان الأغلبية العريضة الصامتة، إلى ما يتداوله المراهقون و المراهقات عن المواعيد في الحدائق العمومية أو في أماكن خارج التغطية البصرية. و سوف يمكن أن يستنتج الباحثون النتائج الثقيلة في ميزان التاريخ و البحث. و من ما يتداوله الحكام و المخابرات و الصناع و بائعو الخضر و المعلمون و الرياضيون و الفنانون و أصحاب الدكاكين و الحلاقون و بائعات الهوى الرخيص، سوف نخرج بأجمل و أعمق مادة أولية لكتاب يلخص حياة هذه الأمة. و تشمل في ثناياها جميع المكونات المتناقضة من مراهق يسأل أمه عما أعدت للعشاء في مكالمة يفوق ثمنها قيمة هذا العشاء، إلى الرومانسية من خلال مكالمة بين راعي غنم يضرب للمعشوقة موعدا عند النهر، و حتى المدرسة الرمزية الموغلة في الإلغاز ستكون حاضرة من خلال مكالمات رجال الأمن و التي تتم حتما بالرموز حتى لا يستبيح مضمونها أحد فتضيع أسرار الدولة عبر الهواء لتصل الى أسماع العامة و الدهماء.
و على شاكلة مدرسة الحوليات التاريخية ستنشأ مدرسة "المحموليات" التي تدرس السوسيولوجيا و الاقتصاد انطلاقا مما تتداول الافواه و الاسماع في غفلتها عن اللواقط التي تنظم الاتصال و تحلل كل صغيرة و كبيرة.
هذه هي الصورة التي تشكلت اليوم عقب الغزو الرهيب للمحمول بحيث اصبح كل حامل لا يستطيع المشي و لا الجلوس و لا النوم بغير المحمول. و هي علاقة تطرح أكثر من تساؤل في هذه البلدان العربية المتخلفة التي ينفق سكانها السذج مقابل إطلاق الكلام على عواهنه عبر الهواء أكثر مما ينفقون على الخدمات الحقيقية الملموسة، لأن تيار الموضه و اكتساب مظاهر العصر غلب على وعيهم و لا وعيهم فما عادوا يطيقون عنه استغناء، و تفننوا في مظاهرة و اشكاله و أحجامه حتى فاقوا بذلك أصحابه الاصليين ولعا به، حتى لتجدن أهم أرباح شركات المحمول تتحقق في الدول العربية التي تجتهد نساؤها في حمل هاتف بلون مختلف مع كل بذلة.
و أتساءل، ترى كم ندفع من مال في فاتورة الهاتف في الشهر ، و كم نشتري من كتاب في نفس الفترة؟
في السنوات القادمة ستفوق المبالغ المنفقة على تبادل الكلام مجموع الديون الخارجية للدول العربية، و لن تستفيد منه هذه الدول بل الشركات المحتكرة للقطاع و هي في معظمها شركات عالمية عابرة للقارات، ناقلة للأرباح من رزقنا إلى جيوب اثرياء الغرب و شكراته الضخمة المرتكزة في الشمال الغني ليزداد غنى، و ليزداد الجنوب فقرا و ثرثرة خاوية. بفضل استهلاكه الأعمى لمزابل التكنولوجيا.
و بذلك يكتمل مشهد العبث، و تكتمل سخرية المحمول من حامله، و الغرب الصامت من ثرثراتنا التي ما عادت مجانية كما في الماضي السعيد.

سيدي سما بولاندي® 07-05-2006 11:12 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عصام الدين
....
في السنوات القادمة ستفوق المبالغ المنفقة على تبادل الكلام مجموع الديون الخارجية للدول العربية، و لن تستفيد منه هذه الدول بل الشركات المحتكرة للقطاع و هي في معظمها شركات عالمية عابرة للقارات، ناقلة للأرباح من رزقنا إلى جيوب اثرياء الغرب و شكراته الضخمة المرتكزة في الشمال الغني ليزداد غنى، و ليزداد الجنوب فقرا و ثرثرة خاوية. بفضل استهلاكه الأعمى لمزابل التكنولوجيا.
و بذلك يكتمل مشهد العبث، و تكتمل سخرية المحمول من حامله، و الغرب الصامت من ثرثراتنا التي ما عادت مجانية كما في الماضي السعيد.

الماضي غير السعيد سوق عكاظ و بياعين الكلام
العبث ببيت مال المسلمين من طرف السلاطين نظير بيت شعري او اثنين..بدعة عربية خالصه ، عرب اليوم لا يختلفون عن سلاطينهم بالامس هم من نفس نبع هذا العبث و الغرب (الذكي) عرف كيف يحجز مساحات من الهواء الطلق ليقيد فيه رغبات العرب التافهة في قول اي شيء عبر ذبذبات تجعل جيوبهم ترشح دراهما مع كل اشاره.

رميت موبايلي مرتين في المزبله سابقا... و امس كانت المرة الثالثه ... و الاخيرة ان شاء الله.:New6: :New2:
تانميرث آالزين
و لي بغلة الى موضوعك كي اناقش نقطتين مهمتين لو سمحت

chouchou 07-05-2006 12:46 PM

إقتباس[/quote]
إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة اسم المستخدم
تساءل، ترى كم ندفع من مال في فاتورة الهاتف في الشهر ، و كم نشتري من كتاب في نفس الفترة؟

لا يكتفي بالتاثير على جيب المستهلك فقد بينت دراسة علمية سويدية حديثة أن استخدام الهواتف المحمولة لفترة تزيد عن العقد قد تعرض مستخدميها لخطر ظهور ورم حميد نادر في العصب السمعي.
وزد على دلك فساد أخلاق الشباب في تبادل الصور الخليعة والمخلة بالاداب عبر الموبايل
ناهيك عما يحدثه من ازعاج في قاعات الدراسة وفي الاماكن العامة وفي مراكز الصحة حتى بيوت الله لم تسلم منه

بالنسبة لي تخليت عن موبايلي الدي كنت أغيره حسب المودا بعد ان اضاع مالي ووقتي في مواضيع تافهة وهدرة خاوية

الوافـــــي 08-05-2006 04:38 PM

سبحان من قال في محكم التنزيل

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
(24) سورة النــور

سائح 09-05-2006 01:57 PM

اذن هل يكمن الحل في رمي الموبيلات ؟؟؟ لو اعطيت وردة لحمار فالتهمها فاين تكمن المشكلة ؟ و من المتسبب فيها ؟
سوق الكلام سوق لها تاريخ عريق من عكاظ الى نويورك و هي متواصلة عبر العصور و هي واعدة لكل من هب و دب و هي في بلاد العرب العاربة و المستعربة اكثر من واعدة فهي تجارة لن تبور ابدا لماذا؟؟؟ ربما لان النساء اطول لسانا و رجال العرب ليسوا سوء جمعا مذكر غير سالم فاقوا النساء في العويل و الصراخ غير المفيد و ربما لهكذا حكمة لا يملك بوتين الروسي نقالا
ومثلما لبعضكم بغلة الى الموضوع فلنا ان شاء الله عودة افضل من كل جمع مذكر غير سالم الى الموضوع

سيدي سما بولاندي® 09-05-2006 02:38 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة سائح
اذن هل يكمن الحل في رمي الموبيلات ؟؟؟ لو اعطيت وردة لحمار فالتهمها فاين تكمن المشكلة ؟ و من المتسبب فيها ؟
سوق الكلام سوق لها تاريخ عريق من عكاظ الى نويورك و هي متواصلة عبر العصور و هي واعدة لكل من هب و دب و هي في بلاد العرب العاربة و المستعربة اكثر من واعدة فهي تجارة لن تبور ابدا لماذا؟؟؟ ربما لان النساء اطول لسانا و رجال العرب ليسوا سوء جمعا مذكر غير سالم فاقوا النساء في العويل و الصراخ غير المفيد و ربما لهكذا حكمة لا يملك بوتين الروسي نقالا
ومثلما لبعضكم بغلة الى الموضوع فلنا ان شاء الله عودة افضل من كل جمع مذكر غير سالم الى الموضوع

هذه النغمة على سوءتها ليست غريبه عني...

احد الذين تعودوا على تغليف تجلياتهم بكثير من العتمه حتى لا يبصرها اعمى العميان او يشتم "نتنها" كلاب السلطان.. اظنه قد سبقك اليها و مات.


"هل انت انت ام ننتظر احد غيرك؟.."

" سفر الخروج" "الاصحاح التاسع عشر ما بين السطور"



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.