أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   جسد بلا روح (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=32861)

أطياف الأمل 14-08-2003 02:13 PM

أخي ابن الأقصى ..
صراحة خيارات متعدده مدري شختار منها أولا :D

اعذرني والله بس أنا كل ما كتبت نزلت الي كتبته .. والقصه مو كامله عندي.. اعذرني.. ولكن ان شاء الله اخلصها قريب

اعذرني اوكي ؟؟
والحمدلله انها اعجبتك

تحاتي لك ..
دلع

أطياف الأمل 16-08-2003 06:43 PM

هل ستعودين ؟


وبالفعل .. جاء الغد . .وتمت خطبة فهد على نورة .. جاء أخوي بعد صلاة المغرب .. ودخلا مع فيصل غرفة الجلوس .. جلس فهد متوترا يهز قدمه بعصبية.. نظر إليه سعود .. وعندما التقت عينا فهد الحائرة بعينا سعود .. ابتسم له سعود مطمئنا .. فكأن باتسامته اخبره .. أن كل شيء على ما يرام .. تكلم سعود وفيصل بأشياء كثيرة .. بينما كان فهد يرد ردودا مختصرة .. فلم تكن لديه القدرة على الكلام .. ولم تكن لديه الرغبة للحديث .. فما كان يشغل باله
أهم من أي حديث .. سكت الجميع قليلا فقال سعود : فيصل .. أنت تعلم لم نحن هنا الآن .. زيارتنا هذه المرة مختلفة عن جميع المرات .. لذا دعنا ندخل بالموضوع الرئيسي ..
- تفضل يابن عمي .. كلي آذان صاغية ..
- سلمت يا فيصل .. بصراحة يا أخي .. نحن هنا لنطلب يد نورة أختك للزواج من أخي فهد .. فما رأيك يا فيصل ؟؟
ابتسم فيصل وقال: إنه لشيء يشرفني بالطبع .. ولن أجد رجلا يستحق أختي كفهد .. بالطبع أنا موافق ولكن يجب من أخذ رأي نورة .. سنناديها الآن ونسألها عن رأيها .. ما رأيكم ؟؟
نظر سعود إلى فهد فقال فهد: أرجوك يا فيصل ..عجّل ..
ضحك فيصل فقال: ألهذه الدرجة مستعجل أنت ؟؟
قال فهد بخجل : أجل يا فيصل .. أجل يا أخي.. آه لو تعلم كم أحبها !!
أطرق فيصل وشرد بذهنه .. يحبها .. ذكرته هذه الكلمة بكلمة لطالما ترددت في باله منذ زمن طويل .. أحبها .. نعم لازال يحبها .. لازال القلب لها .. لها وحدها .. حتى وبعد زواجه ..
قطع تفكيره صوت فهد : فيصل .. مابك ؟؟ هل أنت معنا ؟؟
أجابه فيصل : أجل أجل .. أنا معكم .. عن إذنكم سأذهب لأنادي نورة ..
وكنّا أنا ونورة نقف خلف الباب محاولة سماع ما يجري بينهم .. وعندما سمعت أنه قادم إلينا .. ركضنا أنا ونورة إلى الغرفة المجاورة وكأننا لم نفعل شيء .. طرق فيصل الباب .. قلت له: تفضل يا فيصل ..
دخل ببطء .. وعندما وجدني مرتدية حجابي دخل .. قال لنورة التي كانت ترقبة بعين خائفة خجلى: نورة .. هيا تعالي ليراك فهد .. ولتعطيه رأيك ..
نظرت إلي نورة فقلت لها : هيا يا أختي .. اذهبي ..
نهضت نورة بخطى متثاقلة .. وكادت تموت حياء .. خرجت تسبقنا إلى المجلس.. كان فيصل عند الباب .. وكأنه بوقفته تلك يمنعني من الخروج .. كان يقف مسندا ظهره على الباب ينظر إلي بشرود .. وعندما اقتربت منه .. ووجدت أنه لم يتحرك..ولن يتحرك قلت له : فيصل .. هل تسمح ؟؟
وأشرت له بيدي أن أفسح لي المجال ..
ابتعد بسرعة وقال: اعذريني يابنة عمي .. لقد سرحت قليلا ..
أجبته بسرعه محاولة تغيير الموضوع: لا عليك .. هيا نورة تنتظرنا ..
دخل فيصل ودخلت انا خلفه .. ومن بعدي دخلت (العروس ).. دخلت وعيناها على الأرض .. تجر قدماها خلفها استحياء .. سألها فيصل : نورة .. فهد يطلب يدك للزواج .. فهل توافقين ؟؟
لم تجب .. وطال صمتها .. فازدادت حيرة فهد وخوفه .. قال لها فيصل: نورة مابك؟؟ أجيبي .. هل تريدينه أم لا ؟؟
هزت رأسها هزة خفيفة ولكنها كانت كفيلة بأن تزيل بعض مما كان في نفس فهد من الخوف والقلق ..
فيصل : نورة .. لا أفهم .. قولي .. نعم أم لا ؟؟
أجابت بصوت أقرب إلى الهمس : كما ترى يا أخي ..
ابتسم فيصل ومد يده لفهد مصافحا وقال: على بركة الله .. ذلك دليل على موافقتها .. مبارك لك ..
شدّ فهد على يد فيصل بقوة وقال: أشكرك.. شكرا جزيلا يا فيصل ..
خرجت أنا ونورة من الغرفة وما أن خرجت حتى ضممت نورة بقوة وسالت عيناي فقلت:مبارك لك يا أختي .. أنا سعيدة جدا لك يا عزيزتي ..
- أشكرك يا روز .. وعسى أن نفرح بك قريبا .. مع حبيب القلب ..
وكأنها صفعتني بقولها هذا .. فلقد تملكني الحزن لما قالت .. أنا وهو ؟؟ معا ؟؟ لا يمكن .. لا أظن انا سنكون لبعضنا في يوم .. أبدا أبدا ..
سألتني: روز .. مابك؟؟ هل عبدالعزيز بخير ؟؟
- أجل يا نورة أعتقد ذلك ..لأني عندما فتحت بريدي كانت آخر رسالة منه قبل اسبوع ..فأعتقد أنه بخير ..
- إذا مالمشكلة ؟؟ لم الحزن ؟؟
- لأني وعبدالعزيز لا يمكن أن نكون معا في يوم .. لا يمكن ..
أجابتني بهلع: ولم ؟؟ ألا يحبك كما تحبينه ؟؟
- آه يا نورة .. بالعكس .. بل أن عبدالعزيز يحبني أكثر مما أحبه .. فإن كنت أنا أحبه مرة .. فهو يحبني ألف مرة ..
- إذا مالذي يمنع ارتباطكما ؟؟ هل هو متزوج ؟؟
أجبت بسرعه : لا ..لا لا يانورة .. ليس متزوجا ..
- حسنا ليس متزوجا..فما الذي يمنع إذا؟
- لا أدري .. آه يانوره لا أعلم ماذا أقول لك .. أنا أريده .. نعم أريده .. بكل جوارحي أريده .. ولا أتمنى لنفسي شخصا غيره .. ولكن دعي كل شيء للأيام..
- هوني عليك يا أختي .. كل شيء سيكون بخير بإذن الله .. اتّكلي على الله وإن شاء الله لا يحدث إلا كل ما يسرك ..
- إن شاء الله .. هيا الآن دعيني أضع أغراضي لأعود مع اخوتي ..
- روز .. هل ستعودين ؟؟ لم أصدق أنك عدت .. أفبعدما عدت تذهبين ؟؟
- عزيزتي.. لقد تركت اخوتي كثيرا..وهم بحاجة لي .. على العموم سأكون أنا دوما بقربكم فلا تخافي ..
ارتسمت الابتسامة على شفتيها وقالت : أجل إن شاء الله .. هيا لنذهب ..
جمعت أغراضي ..سّلمت على أمي واخوتي .. وفي الليل .. كنت في منزلي!


يتبع ..

أطياف الأمل 16-08-2003 06:45 PM

أخاف عليها ..


رغم أني اشتاق لأمي واخوتي جميعا .. إلا أن شوقي لغرفتي كبير جدا .. بل بالأحرى .. شوقي لعبدالعزيز .. وضعت أغراضي في مكانها .. أعدت ملابسي للخزانة .. وكتبي إلى الرف .. وقررت أن أشغل جهاز الكمبيوتر .. أريد أن أرى عبدالعزيز..فأنا أشتاق له كثيرا كثيرا .. شغلت الجهاز .. وذهبت لأبدل ملابسي.. دق الباب .. قلت: تفضل ..
كان سعود هو الطارق .. حييته بابتسامة .. دعوته للجلوس وانتظرته أن يتكلم.. فلم تكن عادته أن يأتي لي في هذا الوقت .. نظر سعود إلى جهاز الكمبيوتر وقال: روز ..هل ستسخدمسن الانترنت الآن ؟؟
أجبته : أجل يا أخي ..
- لا يا روز .. لا يمكنك الخول إلى الشبكة في هذا الوقت من الليل ..
- ولم يا أخي ؟؟ كل زميلاتي يفعلن !!
- وهل كنت تفعلين ذلك في بيت خالتي ؟؟ هل كنت تدخلين إلى الشبكة في هذا الوقت المتأخر ؟؟
أطرقت ولم أجب .. فعاد وسألني بحدة: هل كنت تفعلين ؟؟
أجبته بالنفي .. فقال لي: حسنا .. مادمت لا تفعلينه هناك .. فلم تفعلينه هنا؟؟
- لا أدري يا سعود .. ليس لسبب محدد ..
- اسمعيني يا روز .. لك النهار بأكمله وحتى الساعه الحادية عشرة ليلا.. ولكن بعدها .. لا يمكنك تشغيل الانترنت ...
حاولت أن اعترض فقلت: ولكن يا أخي ..
قاطعني سعود : لا اريد اعتراضا .. روز .. الفتاة المحترمة لا تقضي هذا الوقت المتأخر في الجلوس على الانترنت .. أتدرين كم الساعة الآن ؟؟ إنها الثانية بعد منتصف الليل .. أتتوقعين أنه وقت مثالي لاستخدام الانترنت ؟؟
- لا ..
- إذا .. لاأريد أن تستخدمي الانترنت خارج الوقت الذي حددته لك !! اتفقنا ؟؟
أجبت باقتضاب : حسنا .. أمرك ..
ربت على كتفي وهم بالخروج ..وعندما وصل إلى الباب التفت إلي وقال ناظرا بعيني: انتبهي على نفسك يا أختي .. لا تدعي أي كان يغرك بمعسول الحديث ..ولا تعتقدي أن أحد منهم مختلف..فكلهم متشابهون يا عزيزتي ولو تلونوا بمختلف الألوان.. ولا تنسي أن شرف الفتاة كالزجاج.. لو كسر .. لا يعود ويتصلح!!اعتني بنفسك جيدا..
انهى حديثه ورحل .. لم يترك لي فرصة للدفاع عن نفسي حتى .. أخذت أفكر بكلامه .. لا .. عبدالعزيز مختلفا .. أجل مختلفا .. حتى وإن اعتقد هو أن جميعم متشابهون .. إن عبدالعزيز .. آه يا الهي .. أيعقل أن يكون كغيره ؟؟ أيعقل أن يتحول الحمل البرئ إلى ذئب مفترس؟؟ لا يمكن لا ..
كان سعود يجلس في غرفة الجلوس بعد أن خرج من غرفتي .. كان شاردا صامتا...غارقا في تفكيره .. ولكأنه خائفا من شيء ما ..
مر فهد بغرفة الجلوس فرأى المصباح مضاء .. دخل فوجد سعود .. دهش لذلك..فمن المستحيل أن يبقى سعود صاحيا حتى هذا الوقت المتأخر .. سأل فهد باستغراب : سعود .. ألم تنم بعد ؟؟
أجابه سعود دون أن ينظر إليه: أجل .. لم أنم .. لا أحس بالنعاس ..
- غريبة .. فلقد صحوت مبكرا جدا .. ولم تنم في الظهر .. ولقد كنت متعبا جدا اليوم .. إذا لم لا تنم ؟؟ هل هنالك ما يشغل بالك ؟؟
سكت سعود كثيرا ثم تنهد بعمق .. أطلق من صدره تنهيده طويله أخرج معها آلالام كثيرة ومواجع .. وبعد ثوان قال : أجل يا أخي .. هناك ما يشغلني ويقض مضجعي !! هناك ما يؤلمني ويعذبني ..
قال فهد متسائلا: وما هو ؟؟ هل لك أن تخبرني ؟
- إنها روز يا أخي .. إنها روز ..
اتسعت عينا فهد فقال ذاهلا: روز ؟؟ وما بها روز ؟؟
- اجل روز .. ألا تعتقد أنها تستخدم الانترنت بشكل كبير ؟؟ وفي كل الأوقات .. دون أن تحاسب أو تراعي لشيء .. وعندما أدخل عليها في حين استخدامها للانترنت أجدها ترتبك وتتوتر .. وكأنها تخفي عني شيء تخاف أن أكتشفه .. أخاف أن أسألها فتفسر ذلك بعدم ثقة .. وأنا والله أثق بها كثيرا ..
- أعلم يا أخي .. فلقد لاحظت ذلك أنا أيضا .. أتذكر قبل اربعة أيام عندما أحضرتها لتأخذ ملابس من البيت ؟؟ استأذنتها لأستحم .. وعندما عدت .. دخلت بهدوء .. لم أكن أعلم أنها تستخدم الانترنت .. ولكني رأيتها ترسل رسالة .. لا أعلم لمن ..ولكنها في الأخير لم تسجلها باسمها .. بل باسم دانه .. وذلك ما زادني ريبة وشك ..وعندما علمت أني في غرفتها ارتبكت وأغلقت كل شيء..سألتها عن سبب ارتباكها فأخبرتني أنها ليست كذلك .. رغم أني لم اقتنع إلا أني لم أشأ أن أسألها لمن كانت رسالتها لنفس السبب الذي ذكرت .. خفت أن تتهمنا بعدم الثقة .. ولكن لا أدري يا أخي .. ما رأيك انت؟؟ ماذا نفعل ؟
- آه يا فهد .. إني حائر .. حائر جدا .. لم يكن في بيتنا فتاة من قبل .. ولا نعرف كيف يجب أن تكون تربيتها .. أشعر أنها تزج نفسها في مسلك خاطئ .. ولكني لا أجد أي دليل على ذلك .. لذا لا استطيع فعل شيء .. أخاف أن أخبرها بشئ فتكون بريئة فتشعر هي بعدم الثقة .. وأخاف أن أغفل عن المسألة برمتها فتكون حقيقة وقد أهملتها .. آه يا أخي حقا لا أعرف ماذا أفعل ..
وضع سعود رأسه بين يديه مفكرا .. اقترب منه فهد وقال: هون عليك يا أخي .. سنجد حلا .. حلا يرضي الطرفين .. يجب أن لا نغفل عن روز فهي اختنا .. أعلم أنها أهل لثقتنا ولكن مهما كان ..فهي فتاة عاطفية جدا .. يجب علينا أن نهتم بها كثيرا .. سنراقبها ولكن عن بعد .. حتى لا تشعر بمراقبتنا .. ولكن يجب أن لا ننسى أننا نثق بها .. ومهما حصل ..فهي اختنا الصغيرة وبحاجة لنا ..
- حسنا يا أخي حسنا .. اعذرني سأخلد للنوم الآن ..أشكرك ..لقد أرحتني كثيرا..
- لا شكر على واجب يا أخي .. تصبح على خير
- وانت من أهله ..
غادر سعود الغرفة بينما بقي فهد هناك..جاثيا على قدميه على الأرض سارحا بفكره .. نهض وقال : سأدع كل شيء للأيام.. وهي كفيلة بكشف كل شيء..
خرج من الغرفة متجها لغرفته وأغلق الباب خلفه ..


يتبع ..

أطياف الأمل 23-08-2003 03:02 PM

تشبهين أمي ..


عندما خرج سعود .. كانت دقات قلبي متسارعة .. أنفاسي تتلاحق .. كنت خائفة حقا خائفة .. صدري يعلو ويهبط بسرعه .. إلهي ..لم يدعني ادافع عن نفسي حتى .. يا ربي .. ماذا أفعل ؟؟ يجب أن أتخذ الحذر أثناء استخدامي للإنترنت أجل .. لن أستخدمه واخوتي بالبيت .. أخاف أن يسألوني مع من اتكلم أو لمن أرسل فتكون المصيبة وقتها .. أجل ذلك أفضل ..
خلدت للنوم .. وفي اليوم التالي .. عندما صحوت .. صحوت متأخرة بعض الشيء.. خرجت من غرفتي بعد أن اغتسلت .. ذهبت أبحث عن اخوتي فلم أجدهم .. علمت أن سعود في العمل.. وفهد بالخارج .. قلت في نفسي .. فرصة مناسبة بحق!! سأذهب وادخل للإنترنت ..
أسرعت لغرفتي فأنا لا أود أن تضيع ثانية أكثر فيأتي اخوتي .. دخلت غرفتي أغلقت الباب خلفي وجلست على الكرسي .. شغلت الجهاز ودخلت للشبكة .. وبعد خمس دقائق .. كنت أحد المتصلين بالشبكة .. فتحت (المسنجر) بسرعة.. كانت دقات قلبي تتلاحق مع تلك الفراشة التي تذهب يمنة ويسرى.. فتذهب معها عيناي .. وأخيرا .. أصبحت متصلة .. وبيدين خائفتين .. أخذت أرى من لدي .. وأيهم متصل .. كنت آمل أن أجد عبدالعزيز .. وبعد هذه الإنقطاعة الطويلة .. نظرت بسرعة إلى المتصلون .. لم يكن هو بينهم .. لا أجد الإسم المستعار الخاص به .. إذا هو ليس موجودا الآن .. أطرقت حزنا .. ولكن.. تبدد حزني بعد ثوان قليلة .. فلقد وصلتني رسالة .. لم أعرف صاحبها .. لأن اسمه المستعار كان غريبا علي .. نظرت إلى البريد.. إلهي لا اصدق .. إنه عبدالعزيز؟؟
- دانه ؟؟
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي ولم تجرأ يداي على الكتابة .. كم أنا حمقاء .. بحثت عن اسمه القديم .. فلم يخطر ببالي أن سيستبدله !!
عاد وأرسل :
- دانه .. ما بك ؟؟ هل أنت هنا ؟؟
استجمعت قواي وقلت :
أجل .. معك ..
- هلا وغلا مليون ..
- هلا بك ..
- دانه أين أنت ؟؟ لقد افتقدتك كثيرا .. كثيرا والله .. أين كنت ؟
- وأنا أكثر يا عبدالعزيز .. اشتقت لك كثيرا جدا .. ولكن اعذرني .. أنت تعلم أنه كان لا بد لي من التواجد مع أمي ونورة .. فهم بحاجة لي ..
- أجل عظم الله أجرك يا دانه .. وألهمك الله الصبر والسلوان ..
- جزاك الله خيرا يا عزيزي .. أخبرني كيف حالك ؟؟
- أنا بأفضل حال لأني وجدتك .. أقسم أني لا أكاد أستطيع الكتابة لفرحي أيتها الغالية ..
- آه يا عبدالعزيز .. ليتك تعلم كم أفتقدت .. وكم أحتاج لك في هذه الأيام ..
- أنا بقربك دوما .. بروحي وقلبي معك .. أنسيتي أن الذي بين ضلوعك هو قلبي ؟؟ يحرسك ويرعاك دوما ..
- لا لم أنسى .. أنت دوما على بالي.. لم تغب عن فكري ولا لحظه ..
- ولا أنت يا حبيبتي .. آه لكم اشتقت لأن أٌول هذه الكلمة..حبيبتي .. لا عدمتك أيتها الغالية ..
ظللت أتحدث مع عبدالعزيز قرابة الساعتين .. ذهب الوقت سريعا ولم أحس .. فمعه كنت أنسى كل شيء .. حتى الوقت ..
ولكني اضطررت للخروج .. لأن موعد وصول سعود قد حان .. وأنا لا أريده أن يراني وأنا على الإنترنت.. حتى لا تتأكد شكوكه ..
اعتذرت من عبدالعزيز .. اتفقت معه على الموعد القادم وخرجت ..أغلقت جهاز الكمبيوتر .. وذهبت إلى غرفة الجلوس أتفرج على التلفاز..واتنقل بنظاري بين قناة وأخرى .. حتى جاء سعود .. دخل علي..ألقى التحية..ثم ألقى بجسده الواهن على الكرسي..وبحقيبته على الأرض .. قلت له : مرحبا يا سعود .. كيف حالك ..
أجابني وهو مغمض العينين : بخير يا صغيرتي ..
- كيف حال عملك ؟؟
- جيد ..
- يبدو لي أنك مرهق .. اذهب لترتاح قليلا قبل أن نتاول غدائنا ..
- أجل يا عزيزتي .. أنا تعب جدا .. فلدي قضية مهمة لم أنم بالأمس وأنا أفكر بها ..
أكمل حديثه ونظر إلي بنظرة ألقت الرعب بنفسي.. ولكأنه يقصدني بقضيته تلك .. ولكأني أنا هي القضية .. ولكنه أزال شكوكي بقوله : إنها قضية رجل مسن .. متهم بالسرقة وأنا أحاول تخفيف الحكم عنه .. وإن شاء الله أقدر ..فهو بحق يستحق شهادة التقدير وليس السجن ..
أثارت اهتمامي القضية فطلبت من سعود أن يشرح لي تفاصيلها .. وبعد أن انتهى قلت : يالله .. كم هو مسكين هذا الرجل .. كل ما أصابه لأنه أراد أن يعالج ابنته ؟؟ مسكين هو .. أرجوك يا أخي .. حاول بكل ما تستطيع..ساعده.. قبرقبته أم وأولاد وزوجة .. أرجوك يا عزيزي..
ابتسم سعود ثم قال : أجل يا روز .. سأفعل .. إلهي كم أنت حنونة .. بك حنان أمي رحمها الله .. أتعلمين ؟ أنت تشبهينها كثيرا !!
هتفت بفرح : حقا ؟؟ هل أنا جميلة كأمي ؟
- أجل يا روز .. فلقد أخذت عن أمي فتنتها ومن أبي طول القامة .. فأصبحت رائعة الجمال .. مثالا للفتنة والجمال ..
احمرت وجنتاي خجلا فقلت : سعود كفى .. لست بهذا الجمال ..
- أعلم .. ولكنك كذلك بعيني ..
نهضت من مكاني وضممت أخي قائلة : لا حرمني الله منك يا سعود .. هيا يا أخي .. اذهب وارتاح وسأجهز أنا الغداء ..
- ألن تنتظري فهد ؟
- بلى .. سيعود فهد قريبا ..وبينما أعد المائدة تكون أنت ارتحت وفهد قد عاد .. هيا اذهب الآن ..
ذهب سعود ليرتاح وذهبت أنا أعد المائدة .. لنتناول غدائنا ..

يتبع ..

أطياف الأمل 24-08-2003 07:06 PM

حلم بالبراءه


لم يتأخر فهد كثيرا .. لذا ما إن حضر .. حتى تناولنا غدائنا .. ثم انصرف كل منا

لغرفته ..
وخلال يومين .. كان سعود منشغلا جدا .. يكاد لا يخرج من غرفته .. فأنا أحضر

له الأكل الذي يمتنع عن تناوله في غرفته .. لا سعود لا يمتنع عن الطعام.. بل

هو ينسى تناوله .. مسكين يا أخي .. كان منشغلا في كتابة المذكرة الخاصة

بالقضية الأخيرة .. قضية الرجل المسن ..
دخلت عليع غرفته وكان يبدو حائرا ضائعا في بحر أفكاره .. سألته : مابك يا

سعود ؟ أتفكر بالقضية ؟
أجابني بشرود : أجل ..
سكت قليلا ثم أردف : لا أدري ماذا أفعل .. كيف أجعلهم يقتنعون ببرائته وكل

الأدلة ضده ؟ لا شيء معه .. كل شيء ضده .. بصماته على الخزنه .. لا أحد

معه المفاتيح غيره .. كل شيء .. آه يا روز .. لا أعلم ماذا أفعل .. أشعر أن

مصير هذا الرجل بين يدي .. مصير أبناءه السته وأمهم مرهونا بما سأقدمه في

المحكمة .. وأنا إلى الآن لا أحس بأني سأقدم شيء مفيدا !!
جال ببصره في أنحاء الغرفة بيأس .. فقلت له: يا أخي .. أنا أعلم أن قادر على

إنقاذ هذه العائلة المسكينة .. فكما أقنعتني أنا بنزاهة هذا الرجل .. تستطيع

أن تقنع القاضي وجميع الناس.. أجل يا أخي .. تستطيع ذلك .. باسلوبك الرائع

وثقتك من نفسك .. تستطيع فعل كل ذلك .. أنا واثقة أنك تستطيع !! إجعل

البراءة نصب عينيك .. حاول أن تصل لها بأي طريقة .. اسلك أي مسلك .. فقط

لتحصل على البراءة لهذا الرجل ..
- لا أدري يا روز .. كلما تذكرت نظرة ابنه الصغير عندما اتتني زوجته طالبة متي

أن أترافع عن زوجها .. كلما تحطمت ..
قاطعته قائلا : لا يا سعود .. بل يجب أن تزيدك نظرته قوة وايمانا .. يجب أن

تزيدك اصرار وعزيمة .. لا تيأس .. ولا تستسلم للظروف!! كن أقوى منها .. لا

تجعلها تهزمك بل اهزمها أنت ..
- أتعتقدين هذا يا روز ؟
- أجل يا سعود .. أجل .. أنا واثقة منك .. وواثقة بأنك تستطيع أن تخفف على

الرجل وأسرته بقدر ما تستطيع ..
- سأحاول يا أختي .. بقدر ما أستطيع سأحاول .. لأنك لا تدري كم يعذبني

قلبي كلما تذكرت أولاده وزوجته وامه العجوز المسنه .. من سيصرف عليهم

ويتحمل مسؤوليتهم ؟ من سيرعاهم ويهتم بشؤونهم وأكبر أولاده في العاشرة

من عمره !!
سألت باهتمام : سعود .. ألا أقارب لديهم ؟ أعمام و أخوال ؟
- لا يا صغيرتي .. لا أحد لديهم .. فجميع أهلهم بعيد جدا عنهم .. هذا الرجل

هو وحيد أمه المسنة وأبوه المتوفى .. أما زوجته .. مسكينه هي .. فلقد تبرأ

أهلها منها بسبب زواجها من هذا الرجل الطيب .. ولم يمدون لها يد العون حتى

بعد معرفتهم بمرض ابنتها الصغيرة الشديد .. فكيف تتوقعين أن يساعدوها في

حال إذ سجن زوجها ؟؟ بالطبع لن يساعدوها ولو بقرش واحد ..
- يالله .. كم هم قساة .. أيعقل أن يفعل ذلك إنسان له مشاعر وله قلب يخفق

بين ضلوعه ؟ ألا ترق قلوبهم لحال ابنتهم ؟
- عزيزتي .. هؤلاء قلوبهم تحجرت .. بل اضمحلت وتلاشت .. لم يعد لديهم

قلوب.. فلقد استبدلوها بحجارة قاسية صماء !! لا تحس ولا تشعر .. لذلك لا

ترق قلوبهم ولا تنزف ألما عندما يرون كرامة ابنتهم تمرغ في التراب ..
أطرقت حزنا ثم قلت لأخي : أعاذنا الله من قسوة القلوب .. أخي .. أنا لا أريد أن

أصبح مثلهم .. لا أريد لقلبي أن يصبح قاسيا لا يحس ..
ابتسم سعود وقال: لا تخافي يا عزيزتي .. فالقلب العامرة بذكر الله ومحبته .. لا

يمكن أن تقسو أبدا .. وأنت يا روز تملكين في قلبك طيبة لو وزعت على العالم

بأسره لكفته .. فلا تخافي القسوة لأنها أبعد صفة عن قلبك الطاهر ..
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي .. قلت بعد برهه : أستأذنك الآن يا

سعود .. سأتركك لتكمل مذكرتك .. إلى اللقاء الآن ..
- إلى اللقاء ياعزيزتي ..
خرجت وظل سعود غارقا بين كتبه وملفاته .. يبحث عن مسلك .. لبراءة ذلك

الرجل !!


يتبع...

بومبا 31-08-2003 09:27 PM






:rolleyes:

العنـيـــــــــــــد 01-09-2003 01:20 AM

الاخت دلوعه بابا
قرأت ماكتبته ولا يسعني
الا ان اشيد بما كتبته كما اشادوا
اخواني الاعضاء من قبلي
فهي قصه شيقه تدور احداثها في عدة
اتجاهات لا باتجاه واحد يصيب القارئ
بالملل
الا اني لا اعي سببا عن توقف هذا الابداع
عودي الينا بلبقيه فقد اشتقنا
لمعرفه اخر الاحداث
تحياتي
:)

أطياف الأمل 01-09-2003 03:12 AM

اخي بومبا ..
:)

اخي العنيد ..
اعذرني انت وبقية الأعضاء على تأخري .. فأنتم أعلم وأدرى بالظروف !!
الحمدلله ان ما كتبته قد نال اعجابك واستحسان ذوقكم الرفيع ..

اعذروني على التأخير واليكم البقيه ..

أطياف الأمل 01-09-2003 03:26 AM

(بعض المشاهد في هذا الفصل مقتبسه من رواية مجدي صابر)
 
في المحكمه


نظر سعود إلى ساعته بتوتر .. فعلم أن الوقت قد حان.. أخذ حقيبته الجلديه السوداء ونهض من مكانه .. اتجه نحو قاعة المحكمة حتى وصل بالباب.. أخذ نفسا عميقا ودخل ..
- مـحــــكــــــمـــــه
كلمة صاح بها الحاجب بلهجة تحمل أكبر قدر من الوقار والهيبة .. نهض الجالسون في القاعة احتراما لحظة دخول القاضي .. وباشارة من يده جلس الجميع واستقروا في مقاعدهم .. صاح الحاجب مناديا باسم موكل سعود فتحرك من مكانه بسرعه للدفاع عنه ..
كانت دقات قلبه تتصاعد وأنفاسه تتلاحق .. كان سعود خائفا من الفشل .. من عدم النصر .. كان خائفا أن يخذل هذا الرجل .. ولكنه استجمع قواه وقال في نفسه : سانجح بإذن الله ..
نادى الحاجب: المتهم أحمد عبد الإله
وعلى الفور .. هب كتلة العظام التي كانت متقوقعة على نفسها في القفص الحديدي .. هب المتهم ذا ملابس السجن الزرقاء ما أن سمع اسمه ونظر إلى سعود الذي تقدم نحو منصة القضاء .. نظر إليه وفي عينه ذعر وخوف ودمع ..التقت نظراته الزائفة بنظرات سعود .. الفى سعود نظرته إليه وكأنه يطمئنه ثم صوب كلامه إلى القاضي مباشرة : المحامي سعود سلطان حاضر للدفاع عن المتهم ..
بدأ مرافعته بقوله : سيدي القاضي .. إن هذا المتهم لا ينكر جرمه ..لاينكر ان يديه امتدت إلى ما ليس له ..إلى خزنة العمل .. تلك الخزنة التي كان من المفترض ان يكون امينا عليها .. المتهم لا ينكر التهمه ولا الدفاع ينكرها .. ولكن هنالك جانب من القضية لم نلتفت اليه ولم يلقي له القانون بالا ..
صمت قليلا فتعلقت ابصار الجالسين به .. وومض في عينيه وميض غامض ..ثم اشار باصبعه نحو المتهم وقال: إن هذا المتهم الذي قيدتم برائته بهذه الأغلال في يده وتلك السلاسل والبذلة الزرقاء قد أمضى في وظيفته كأمين للصندوق لمدة 20 عاما .. 20 عاما كان مثالا للنزاهة والأمانة والشرف ..
سكت برهة ثم أضاف بلكنة حزينة: هذا المتهم له من الأولاد ثمانية وابنة واحده غير امهم وامه .. كانوا جميعهم يعيشون على مرتب هذا الرجل عيشة سعيدة..راضين بحالهم قانعين بنصيبهم.. ولكن فجأة .. وبدون سابق انذار .. تحول هذا الرجل الشريف الأمين إلى لص محتال !! تحول إلى لص بعد أن امتدت يده إلى الخزنة وأخذ منها مبلغا وقدره 1500 ريال!! 1500 ريال من أصل 35000 كانوا في الخزينة ..كان باستطاعته ان يسرقها كلها لو أراد .. ولكنه اكتفى بهذا المبلغ الضئيل .. لم ياترى؟ألم نسأل أنفسنا ذلك ؟ لم تحول إلى سارق لأجل حفنة من النقود ؟
سكت سعود بمرارة وقد ضاقت عيناه وهو يصوب نظراته إلى القاضي..وكأنه بذلك لا يخاطبه ذاته.. وإنما يخاطب ضميره.. كأنه يخاطب قلبه ومشاعره.. ساد القاعة سكون عجيب وقد امتلأت عينا المتهم بدموع غزيرة تدفقت من عينيه وانسابت بغزارة على خده ..
أكمل سعود بلكنة حزينة متألمة: لقد سرق المتهم هذا المبلغ الضئيل ليس لينفقه في رحلة ما أو يشتري به مالا أو غذائنا .. بل لأجل أن ينقذ كيان غالي عليه .. لأجل أن ينقذ ابنته!! ليدفع تكاليف علاج ابنته الصغيرة المريضة..ابنته التي ليس لديه سواها .. اختلس من اجل فلذة كبده .. اضطرت يداه إلى أن تمتد إلى ما ليس لها لينقذ ابنته من الموت.. ولو كان الثمن..حياته وشرفه ..
ماذا يفعل وكيف يتصرف؟ أيترك ابنته تموت ؟ بالطبع لا يستطيع !! ماذا يفعل إذا وقد أغلقت دور الخير أبوابها في وجهه ورفض الناس مساعدته بحجة أن قادر على العمل ؟
من منكم يستطيع أن يدين هذا الرجل على ما فعله ؟ من منكم كان يمكن أل يفعل ما فعله لو كان في نفس موقفه؟
استدار سعود عائدا إلى مكانه وعاد السكوت ليصبح سيد الموقف .. فيملأ القاعة كلها ..
ارتعشت شفتا المتهم خلف القضبان وهتف: يارب .. أنت العليم بما في القلوب والضمائر ..
ونطق القاضي بعد لحظة تمهل : حكمت المحكمة بسجن المتهم أحمد عبد الإله سنة مع ايقاف التنفيذ وبأن يتم تقسيط المبلغ الذي أخذه بغير وجه حق من راتبه ..
ضجت المحكمة بهتافات الفرح وبكى الكثيرون من السعادة .. رغم عدم معرفتهم للمتهم .. وابتسم سعود ابتسامة مبللة بعبق الدموع ورفع عينه لموكله في القفص.. فرآه يشهق ببكاء هستيري غير مصدق واطفاله يحتضنونه خارج القفص باكين .. فقد كانت تلك أقل عقوبة يمكن الحكم بها حيث يستحيل الحكم بالبراءة ..


يتبع ..

أطياف الأمل 01-09-2003 04:38 AM

لا تتركني وحدي !


تقرر موعد زفاف نورة وفهد .. فأخذنا نستعد .. منا من يحضر صالة الزفاف.. ومنا من يعد فستان نورة .. وما إلى ذلك من لوازم ..
وفي يوم .. لم يكن متبقي على زفاف اخوي سوى القليل .. كنت قد احتجت إلى بعض الأشياء من السوق .. طلبت من نورة مرافقتي إلا أنها اعتذرت بسبب انشغالها .. وكذلك أمي ..
لم أعتد الخروج من المنزل وحيده .. ولا أحب ذلك أبدا .. ومن حسن حظي .. وجدت أخي سعود بالمنزل .. وسعود من الرجال الذين يكرهون الأسواق .. بل ويمقته أيضا ..
جئته وابتسامة تعلو وجهي .. كان يقرأ صحيفة بيده .. رأى وجهي فقال: تكلمي يا روز..ماذا تريدين ؟
قلت له : لا أبدا لا أريد شيئا !! سلامتك يا أخي ..
أعاد قوله ضاحكا : روز انا اعرفك ..ماذا تريدين ..؟؟ هذه الإبتسامه لا تأتي من فراغ !!
اخذت افكر قليلا ثم قلت: أجل .. بصراحه أريد..
وضع الصحيفة جانبا ثم قال: تفضلي ..
- سعود .. اريد ان اذهب إلى السوق
نظر إلي بنصف عين وقال: اذهبي ومن منعك
- نورة لا تستطيع وامي تعبه ..
- وماذا أفعل لك ؟
- اذهب معي !! ألست أخي ؟
- بلى انا اخيك .. ولكن لا
- لماذا ؟ ارجوك يا سعود ..
- روز ..تعرفين اني لا احب الذهاب للسوق .. مهما جرى
- ارجــــــــــوك ..أقسم لك اني احتاج هذه الأغراض للزفاف !!
اطلق زفرة غضب ثم قال : حسنا حسنا .. سأضغط على نفسي وآخذك للسوق .. ولكني اسمعي .. انهي عملك بسرعه لأني لست مستعدا لتضييع وقتي كله في السوق !! افهمتي ؟
- أجل يا اخي
- هيا اسرعي وارتدي عباءتك لنذهب ..
وفي غضون ربع ساعه كنا في السوق ..أخذت اشاهد واجهة المحلات .. أدخل المحل هذا وأخرج من ذاك .. اشتري ما أحتاج ..
وبينما أنا في محل ادوات الزينة .. كنت أبحث عن لون مناسب لفستاني .. التقت يميني حيث كان سعود وقلت : انظر هل يـ ..
لم أكمل حديثي فلقد ماتت الحروف بشفاهي ما أن عرفت ما يحدث!! سعود ليس معي !!
بحثت بعيني يمنة ويسره ولم أجرؤ التحرك .. ناديت باسمه ولم يجبني .. حاولت أن ابحث عنه بعيني إلا أني لم استطع بسببب الجموع الكثيرة .. يا الهي ماذا أفعل ؟
وفجأة .. أحسست بيد تشد قبضتها على يدي .. التفت فرحه فلقد املت ان يكون سعود .. ولكني صدمت بالحقيقه .. فهو لم يكن سعود ..
كان رجلا لا أدري ما علته .. أكان مجنونا أم متوسلا شريدا لا أدري ..
ولكنه كان ممسكا بي بقوة وبطريقة مخيفة ..ويتمتم بكلام غير مفهوم أبدا .. تملكني الرعب والفزع .. فسالت عيناي في الحال .. من الخوف لم أستطع أن ابعده عني .. فلقد كنت أحرك يدي باستماته وبحركات بطيئه خائفه .. وكل ما حاولت ابعاده كلما ازداد التصاقا بي وازداد بالتمتمه .. وأخيرا خرج صوتي متحشرجا مخنوقا فصرخت بأعلى صوتي ..
وعندما تعالت صرخاتي تجمع الناس حولي ومن بينهم رأيت أخي سعود الذي أتى راكضا ما أن سمع صراخي .. ابعد ذلك الرجل بقوة ودفعه عني .. ثم امسكني وقال: روز ..هل أنت بخير .. ؟؟
لم أعي ما قال ولم أفهم حديثه .. ولكني اكتفيت بأن هززت رأسي موافقه ثم ارتميت بين احضان أخي ارتجف باكية ببكاء هستيري .. هتفت بين دموعي: لا تتركني وحدي يا أخي .. لا تدعه يفعل بي ذلك .. ليس مرة أخرى .. أرجوك .. لا تدعه يلمسني .. ليس كما حدث في الماضي !!
ابعدني عنه قليلا ثم قال ناظرا إلي : روز ..ماذا تقصدين ؟ ما الذي حدث في الماضي ؟
وكأني استعدت وعيي فقلت: لاشيء .. لم يحدث شيء ..
- روز .. هل تخفين عني شيئا ؟؟ اخبريني ..
اجبته : لا يا اخي .. دعنا نذهب الآن ..فالجميع ينظر إلينا ..
أمسك بيدي وخرجنا من السوق .. كان ينظر إلي وفي عينه ألف سؤال وسؤال ولكني لم أكن لحمل لأسئلته ولا جواب واحد !!


يتبع ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.