أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   فوائد في قوله تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَات ) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=35715)

مسلم فاهم 13-10-2003 02:03 AM

فوائد في قوله تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَات )
 
الفائدة الاولى :


على قوله (وَلا شَيْءَ يُعْجزُهُ) أنّ العجز هنا كما في الآية؛ جاء نفيه متعلقا بالأشياء، ودِلالة الآية على النفي أبلغ وأعظم من قوله (وَلا شَيْءَ يُعْجزُهُ)، لأنه جاء في الآية زيادة (مِنْ) التي تنقل العموم من ظهوره إلى النَّصِّيَّة فيه، فقال الله سبحانه}وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ{[فاطر:44]، فقوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ) لو قال: وما كان الله ليعجزه شيء. لصَحَّ النفي وصار ظاهرا في العموم، وأما لما قال (مِنْ شَيْءٍ) جاءت زيادة (مِنْ) هذه، لتنقل العموم المستفاد من مجيء النكرة في سياق النفي من ظهوره إلى النَّصِّيَّة فيه.
ومعنى الظهور في العموم: أنّه قد يتخلّف بعض الأفراد على سبيل النُّدْرَة.
وأما النَّصِّيَّة في العموم: فإنه لا يتخلّف عن العموم شيء.

فلما نفى بمجيء النكرة في سياق النفي وجاء بزيادة (مِنْ) التي دلت على انتقال هذه النكرة المنفية من ظهورها في العموم إلى كونها نصا صريحا في العموم.

إذا تقرر فالمنفي أن يعجزه سبحانه وتعالى هو الأشياء، والأشياء جمع شيء، والشيء الذي جاء في الآية (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ)، وفي قوله هنا (وَلا شَيْءَ يُعْجزُهُ)، وكذاك في قوله قبل (وَلا شيءَ مثْلُهُ)، تعريف شيء عندنا: أنّه ما يصح أن يُعلم أو يؤول إلى العلم، سواء كان في الأعيان والذّوات، أو كان في الصفات والأحوال.

فكلمة (شيء) في النصوص تُفَسَّر عند المحققين من أهل السنة بأنها: ما يصح أن يُعلم أو يؤول إلى العلم. قولنا ”يصح أن يعلم“ مما هو موجود أمامك أو ما يؤول إلى العلم لعدم وجوده ذاتا ولكنه موجود في القدر، كقول الله جل وعلا } هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا{[الإنسان:1]، وقد كان شيئا لكن لا يذكره الناس؛ لأنه لم يروه، ولكنه شيء يعلم في حق الله جل وعلا، وسيؤول إلى العلم في حق المخلوق والذكر، ولهذا في قوله (وَلا شَيْءَ يُعْجزُهُ)، كقوله(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) راجع هنا إلى ما هو موجود وإلى ما ليس بموجود من الذوات والصفات والأحوال؛ لأنها جميعا إما أن تكون معلومة، أو تكون آيلة إلى العلم.

المحمدي الصادق 13-10-2003 02:07 AM

قال "تعريف شيء عندنا: أنّه ما يصح أن يُعلم أو يؤول إلى العلم، سواء كان في الأعيان والذّوات، أو كان في الصفات والأحوال.فكلمة (شيء) في النصوص تُفَسَّر عند المحققين من أهل السنة بأنها: ما يصح أن يُعلم أو يؤول إلى العلم. قولنا ”يصح أن يعلم“ مما هو موجود أمامك أو ما يؤول إلى العلم لعدم وجوده ذاتا ولكنه موجود في القدر،."

طيب. لكن نريد دليلا من القرءان والسنة على ما ذهبت اليه وعلى جواز اطلاق هذه العبارات التي اطلقتها هنا.

مسلم فاهم 13-10-2003 02:10 AM

الفائدة الثانية :

نفى سبحانه أن ثَم شيءٌ يعجزه في السماوات وكذلك في الأرض، وعلل ذلك بكونه (عَلِيمًا قَدِيرًا)، ونفي العجز في الآية جاء معللا بكمال علمه وقدرته؛ وذلك لأن العجز في الجملة:

— إما أن يرجع إلى عدم علم، ولأجل عدم علمه بالأمر عجز عنه.

— وإما أن يرجع إلى عدم القدرة، فعلم ولكن لا يقدر على انفاذ علم أو ما يريد.

— وإما أن يرجع إليهما معا.

ولذلك لما قال (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) عَلَّلَه بقوله (إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)، ومن المتقرر في علم الأصول في مسائل العلة في أبواب القياس: أنّ التعليل في القرآن والسنة يستفاد من جهات؛ ومنها مجيء (إنَّ) بعد الخبر أو بعد الأمر والنهي، وهنا لما أخبر عن نفسه بعدم العجز، وعلل ذلك بكونه سبحانه عليما قديرا، علمنا أن سبب عدم العجز هو كمال علمه سبحانه وكمال قدرته.

المحمدي الصادق 13-10-2003 02:12 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مسلم فاهم
الفائدة الثانية :

نفى سبحانه أن ثَم شيءٌ يعجزه في السماوات وكذلك في الأرض، وعلل ذلك بكونه (عَلِيمًا قَدِيرًا)، ونفي العجز في الآية جاء معللا بكمال علمه وقدرته؛ وذلك لأن العجز في الجملة:

— إما أن يرجع إلى عدم علم، ولأجل عدم علمه بالأمر عجز عنه.

— وإما أن يرجع إلى عدم القدرة، فعلم ولكن لا يقدر على انفاذ علم أو ما يريد.

— وإما أن يرجع إليهما معا.

ولذلك لما قال (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) عَلَّلَه بقوله (إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)، ومن المتقرر في علم الأصول في مسائل العلة في أبواب القياس: أنّ التعليل في القرآن والسنة يستفاد من جهات؛ ومنها مجيء (إنَّ) بعد الخبر أو بعد الأمر والنهي، وهنا لما أخبر عن نفسه بعدم العجز، وعلل ذلك بكونه سبحانه عليما قديرا، علمنا أن سبب عدم العجز هو كمال علمه سبحانه وكمال قدرته.


يبقى السؤال: نريد دليلا من القرءان والسنة على ما ذهبت اليه وعلى جواز اطلاق هذه العبارات التي اطلقتها.

مسلم فاهم 13-10-2003 02:13 AM

الفائدة الثالثة :

أن النفي إذا كان في الكتاب والسنة فإنه لا يُراد به حقيقة النفي، وإنما يُراد به كمال ضده؛ يعني أنّّ كل نَفْيٍ نُفِيَ عن الله جل وعلا؛ و كل نفي أضيف لله جل وعلا ونُفِيَ عنه سبحانه ما لا يليق عن جلاله في القرآن أو السنة، فإن المقصود منه إثبات كمال الضِّد؛ لأن النفي المحض ليس بكمال، فقد يُنفى عن الشيء الاتصاف بالصفة؛ لأنه ليس بأهل لها،

فيقال: فلان ليس بعالم. لأنّه ليس أهلا لأن يتّصف بذلك، يقال: فلان ليس بظالم. لأنه ليس بقادر أصلا، كما قال الشاعر في وصف قوم يذمهم:

قُبَيِّلَةٌ لا يَغْدِرُونَ بِذِمَّــةٍ وَلاَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْذَلِ

لأنهم لا يستطيعون أصلا أنْ يظلموا أو أن يعتدوا لعجزهم عن ذلك؛ لأن العرب كانت تستخف بأنّ من يَظلم يُظلَم كقول الشاعر وهو زهير:
وَمَنْ لاَ يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ

فتقرر أن النفي المحض ليس بكمال، ولذلك نقرر قاعدة: أنّ النفي في الكتاب والسنة إنما هو لإثبات كمال الضد. وأخذنا وذلك من قوله جل وعلا (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) .



فصار النفي نفي العجز عنه سبحانه فيه إثبات كمال علمه وقدرته، وهذا خُذه مطّرِدا في مثله قوله جل وعلا}وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا{[البقرة:255]، وفي قوله جل وعلا في أول آية الكرسي }لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ{[البقرة:255]، لكمال حياته وكمال قيومته سبحانه، (وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) فيه كمال قدرته سبحانه وتعالى وكمال قوته، وفي قوله }وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{[الكهف:49] لكمال عدله سبحانه، وفي قوله }وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{[الإخلاص:4] وذلك لكمال اتصافه بصفاته، بقوله }لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{[الإخلاص:3] لكمال استغنائه سبحانه، ففي كل نفي جاء في الكتاب والسنة تأخذ إثبات الصفة التي هي بضد ذلك النفي، ولهذا تُثْبَت بعض الصفات وتثبت بعض الأسماء عند طائفة من أهل العلم بألفاظ لم ترد صراحة وأخذوها من النفي الذي جاء في الكتاب والسنة.

مرمر 13-10-2003 02:19 AM

أخ المحمدي الصادق

الشيخ فاهم تعبان في النسخ واللزق وانت تبقى تسأله اعطيه مهلة يسأل شيخه الحوالي
و على فكرة انا اظنه شاف فتوى الفوزاناللي يقول فيها السلفية فقط وغيره ضالين ياريت يجيب لنا فبركة لهذي الفتوى
http://hewar.khayma.com/showthread.php?threadid=35649

و انا كنت اظنه تاب بعد مافضخه الهبوب لكنه مسوي عنتر

مسلم فاهم 13-10-2003 04:47 AM

للفائدة وللتأمل .

في قول العزيز الحكيم (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا )) .

تقدس الله وتعظم .

قال تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) .

الفخر الرازي 13-10-2003 04:52 AM

من يتدبر القران يعرف ان الله تعالى لا يحتاج الى مكان او الى جهة
لانه خالق كل عداه
والمستغني عن كل ما سواه
سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبير

مسلم فاهم 13-10-2003 05:39 AM

قال القرطبي الإمام الأشعري المعروف في تفسيره للآية 25 من سورة الفرقان

((هذه مسألة الاستواء ; وللعلماء فيها كلام وإجراء . وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا .

والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة , فليس بجهة فوق عندهم ; لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز , ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز , والتغير والحدوث . هذا قول المتكلمين .

وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة . وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته , وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول , والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . وهذا القدر كاف ))وقال نفس الكلام في تفسيره لسورة الرعد آية 13 ويونس آية 10 و الأعراف آية 7 و الحديد آية57 والسجدة آية 32

مسلم فاهم 13-10-2003 05:42 AM

قال ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة /2/144) في الرد على الرافضي :
(( وكذلك قوله : ( ولا في مكان) فقد يراد بالمكان ما يحوى الشيء ويحيط به ، وقد يراد به ما يستقر الشيء عليه ، بحيث يكون محتاجا إليه ، وقد يراد به ما كان الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه ، وقد يراد به ما فوق العالم وإن لم يكن شيئا موجوداً .

فإن قيل هو في مكان بمعنى إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره ، فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به ونحو ذلك .

وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه .

قيل : إذا لم يكن إلا خالق أو مخلوق والخالق بائن من المخلوق كان هو الظاهر الذي ليس فوقه شيء .

وإذا قال القائل هو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه فهذا المعنى حق سواء سميت ذلك مكاناً أو لم تسمه .

وإذا عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة ، وهو القول المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول )) أهـ


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.