كفانا نسج الأكفان
 

تعصف مشاعر الغضب المزور بعواطف العرب المهرجين إلا قليلا في حين يكتمل فيه نسج خيوط المؤامرة العربية الإسرائيلية لعرض فصل جديد من فصول مسرحية تسليم الأقصى ؟؟؟
هناك تبرعات خيالية مصيرها مجهول وغالبا لن يكون في يد طاهرة ؟
وهنا عواصف من الصياح والتندد واللافتات في مظاهرات الشارع العربي ال....
فإلى متى تنطلي الحيلة تلو الحيلة ونمررها على عقولنا بسلام في زمن الاستسلام .
ما أحب قوله هو : ما دورك أيها المتصفح في نصرة قضية الأقصى ؟
وهل يكفي الأقصى مشاعر مزورة أبثها وتبثها خلال صفحة أو أخرى ثم تبرد المشاعر ؟
إن قضية الأقصى هدف سام ديني قبل أن يكون وطنيا عربيا
إن قضية الأقصى عقيدة ينبغي غرسها في قلوب الناشئة مدارها ( اليهودي عدو ) ( ولن يهدأ له بال حتى يريق دمك ويبتز مالك ) ( اليهودي يعتبرك حمارا له ) هكذا تتأصل القضية وتتعمق جذورها في نفوس الناشئة ويستمر مد القضية برجالات تلو رجالات حتى نحرر الأقصى
والشهداء وقود المعركة المتأجج
ولن تفلح أمة تخاف الموت وتبكي على أرواح شهدائها

والله ما أنت بضعيف.

عهِدنا من العرب عاطفيتهم وسرعة انفعالهم تجاه الأحداث الراهنة، وعهِدنا منهم سرعة أكبر في نسيان ما كان بعد فترة وجيزة لا يكاد يبرد فيها دم الشهداء.

نتكلم في المنابر اليوم وكأن مسألة الأقصى مسألة جديدة، أليس هو الأقصى ذاته الذي عانى وطأة اليهود مدة نصف قرن الآن بصورة أو بأخرى؟

هل كانت كل هذه العواطف موجودة عند العرب قبل شهر، مع العلم أن دماء المسلمين في الأرض المحتلة ما جمدت منذ عام 1948؟

وماذا سيكون منا بعد شهر من انعقاد القمة العربية؟ هل نعود كما كنا وكأن الأراضي المغتصبة قد عادت إلينا؟

فلتكن وقفتنا هذه وقفة مبدأ وليست وقفة انفعال مؤقت، والله من وراء القصد.