أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - هل بدأت الحرب الصليبية فعلا من الإنترنت

الإنترنت ميدان لحرب من نوع آخر

دعوات لمحو دول إسلامية من الخارطة وحقد صريح على كل ما هو عربي ومسلم، وموقع «ميدل ايست اونلاين» الانجليزي يجتذب عددا قياسيا من الزوار.

برلين ولندن - رغم أنّ شبكة الإنترنت تكاد تخلو من موقع عربي أو إسلامي معتبر يشيد بالكوارث التي لحقت بالولايات المتحدة الثلاثاء؛ فإنّ جولة خاطفة بين مواقع الشبكة العالمية تشير بوضوح إلى نشوب حملة لا هوادة لها على الدين الإسلامي والعرب والمسلمين وتحميلهم المسؤولية عن تفجيرات نيويورك وواشنطن.
وإذا ما حذرت بعض المواقع الغربية المرموقة على الشبكة من إطلاق الأحكام العاجلة بشأن هوية منفذي التفجيرات في أمريكا، فإنّ ما يدور في غرف الدردشة ومجموعات الحوار الإلكترونية يبدو أشبه بإعلان حرب مضادة للهجمات التي شهدها الثلاثاء الماضي، وهي حرب موجهة ضد الإسلام والمسلمين بلا ريب.

ولم يكن موقع "راينيشه بوست" الإخباري الألماني حالة استثنائية على كل حال. إذ تكشف مشاركات زائري الموقع في الركن المخصص لتعليقاتهم عن حالة من العداء الشديد ضد كل ما هو عربي أو إسلامي.

وكتب أحدهم يقول "نحن نشهد في السنوات الأخيرة بشكل قوي انتشاراً راديكالياً للإسلام، إنّ هذا لم يجعلني متصدع الرأس وحسب، بل إنه بالنسبة لي يمكن مقارنته بالحرب الصليبية التي خاضها المسيحيون". ويقترح الكاتب الذي يصف نفسه بأنه "ليبرالي" بأن يتم إعادة تنظيم الشرق الأوسط وإسكان الناس فيه بطريقة جديدة لإنهاء الأزمات.

وبدوره فإنّ زائراً آخر لهذا الموقع، الذي تقع إدارته في مدينة دسلدورف، أدلى بمشاركته التي افتتحها بالعبارة التالية "الدولة التي تتستر على الإرهاب ليس لها الحق في الاستقلال والحرية". وبعد إدلائه بهذا الرأي، الذي لا يناظره أي نص في القانون الدولي، استطرد الكاتب يقول "لقد حان الوقت كي يتصدى العالم الغربي الحرّ للأصولية وللدول المنحطة، كي تعرف البلدان مثل أفغانستان والسودان وليبيا وحتى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني أين تقع حدودها"، على حد وصفه.

وعندما يتم في مشاركة كهذه إلصاق وصف الانحطاط أو الدناءة أو الخداع بدول ما، عربية وإسلامية غالباً، فإنّ الجمهور يكون قد ردّد المصطلح ذاته الذي شاع في الإعلام الألماني في العقد الماضي للدلالة على الدول التي لا تنظر إليها السياسة الأميركية بعين الرضا، وهو الوصف الذي يسري على كوريا الشمالية أيضاً.

من جانبه أفصح زائر ثالث عن تصوراته للكيفية التي ينبغي أن يكون عليها الانتقام الأميركي من هجمات التفجير التي طالت نيويورك وواشنطن. وحسب هذا الزائر فإنّه "إذا ما كانت دولة ما هي التي نظمت هذا الإرهاب، فإنها يجب أن تتحول إلى رقعة بيضاء على الخارطة"، وهو يقصد بهذا محوها من الوجود بالكامل.

وبكلمات ملتهبة أدلى زائر آخر للموقع الإلكتروني بمشاركته، فبعد أن أشار إلى أنه يحمل الجنسية الأميركية وصف ردّ فعله على حوادث الثلاثاء بأنها تتراوح بين "الحزن العميق والغضب الذي لا يحدّه قيد على كل ما هو إسلامي"، على حد ما كتب.

ومن الواضح أنّ بعض معتنقي الآراء المتطرفة المعادية للإسلام والحاقدة على الأجانب، والعرب بشكل خاص، تسللوا إلى مواقع الإنترنت في أعقاب كوارث أميركا لتفريغ شحنات من "الحقد الإلكتروني" على الإسلام والعرب، والدعوة إلى طردهم من البلدان الغربية وعدم التسامح معهم بأي شكل من الأشكال، وهي الدعوات التي يصعب الإفصاح عنها بصراحة في الأوقات العادية لأنها لا تخلو من العنصرية التي يعاقب عليها القانون.

ولم تمنع هذه الحملة من بروز أصوات عديدة في طي هذه المشاركات المفتوحة بلا رقيب؛ تحذِّر من المسارعة إلى إلصاق الاتهامات بالعرب والمسلمين بوقوفهم خلف الحوادث التي شهدتها الولايات المتحدة، معيدين إلى الأذهان ما سبق أن حدث في أوكلاهوما قبل ست سنوات، عندما كان المسلمون عرضة لاتهامات جاهزة ومتعجلة، قبل أن تكشف اجهزة الأمن الأميركية ضلوع مجموعة عنصرية محلية في تنفيذ الحادث المروِّع.

وكتب مشارك في الموقع الإلكتروني الألماني "راينيشه بوست" محذراً من "ارتكاب خطأ تحميل المسلمين ككل مسؤولية ما يحدث، وتذكروا جيداً من يلقي القنابل في طريق تلاميذ المدارس الصغار في أيرلندا الشمالية، فالنساء المحجبات لسن هناك أيضاً"، على حد تعبيره لزملائه من زائري الموقع الذين أدلوا بآراء تفوح منها رائحة الحقد والتطرف.

ومنذ الثلاثاء، تتقاطر رسائل سباب وشتم وتهديد الكترونية على موقع «ميدل ايست اونلاين»، تستهدف العرب والمسلمين عموما.

واجتذب الجزء الانجليزي من الموقع اعدادا قياسية من الزوار الباحثين عن اخر اخبار الهجمات وتفاعلاتها في منطقة الشرق الاوسط وعلى الجاليات العربية والاسلامية حول العالم

=================
عن http://www.middle-east-online.com/Fe...-14-9-2001.htm