أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   عرب ما قبل الاسلام (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=48705)

ابن حوران 18-03-2006 05:41 PM

أقسام بلاد العرب :

العربية الحجرية، العربية للصخرية

أما العربية الحجرية ، فتشمل الأرض التي كان يسكن فيها الأنباط ، وخضعت لنفوذ الرومان والبيزنطيين . ويطلق ذلك الاسم ، أي العربية الحجرية . على شبه جزية سيناء على المملكة النبطية ، و عاصمتها "بطرا" "بترا" "البتراء" . وكانت حدود هذه المنطقة تتوسع وتتقلص بحسب الظروف السياسية و بحسب مقدرة العرب ، ففي عهد الحارث الرابع ملك الأنباط "من سنة 9 ق.م إلى سنة 40 ب . م" اتسعت حدودها حتى بلغت نهايتها الشمالية مدينة دمشق .

ولما ضعف أمر النبط، استولى الامبراطور "تراجان" عام "106 م" على هذه المقاطعة وضمها إلى المقاطعة التي كوّنها الرومان و أطلقوا عليها أسم "المقاطعة العربية" "Provincia Arabia". ويظهر من وصف "ديودورس" هذه المنطقة أنها في شرق مصر وفي جنوب البحر الميت ، وجنوبه الغربي وفي شمال العربية السعيدة و غربها .

وان الأنباط يقيمون في الأرض الجبلية وفي المرتفعات المتصلة بها التي في شرق البحر الميت ، وفي شرق وادي العربة ، وفي جنوب اليهودية حتى الخليج العربي ، "خليج العقبة". و أما الأقسام الباقية ، فكانت تسكن فيها قبائل عربية قيل لها "سبئية" ، وهي تسمية كانت تطلق عند الكتبة اليونان والرومان على أكثر القبائل المجهولة أسماؤها ، التي تقطن وراء مناطق نفوذ الأنباط والرومان ، ويعنون بذاك قبائل جنوبية في الغالب .

ابن حوران 25-03-2006 06:48 AM

التقسيم للعربي


من المؤسف أنه لا نستطيع إن نتحدث عن وجهة نظر أحد من الجاهليين في أقسام بلاد العرب ، لعدم ورود شيء من ذلك في النصوص أو في الروايات التي يرويها عنهم أهل الأخبار ، وكلهم مسلمون .

أما الإسلاميون ، فقد اكتفوا بجزيرة العرب ، فأخرجوا بذلك البادية الواسعة منها ، واخرجوا القسم الأكبر مما دعاه الكلاسيكيون بالعربية الحجرية منها كذلك . وجزيرة العرب وحدها ، هي "العربية السعيدة" عند اليونان والرومان ، و ما يقال له أيضا ب "Arabia Proper" في الإنكليزية .

وقد قسموا جزيرة العرب إلى خمسة أقسام: الحجاز ، وتهامة ، واليمن ، والعروض ، ونجد . ويرجع الرواة أقدم رواياتهم في هذا التقسيم إلى عبد الله بن عباس .

أما الحجاز ، فتمتد رقعته في رأي أكثر علماء الجغرافية المسلمين . من تخوم الشام عند العقبة إلى "الليث"، وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر ، فتبدأ عندئذ أرض تهامة . وقد عد قسم من العلماء "تبوك" وفلسطين من أرض الحجاز . ويقال للقسم الشمالي من الحجاز أرض مدين وحسمى . نسبة إلى السلسلة الجبلية المسماة بهذا الاسم ، التي تتجه من الشمال نحو الجنوب ، و تتخلها أودية محصورة بين التيه وأيلة من جهة ، وأرض بني عذرة من ظهرة حرة نهيل من جهة أخرى . وكانت تسكنها في الجاهلية قبائل جذام . ويسكنها في الزمن الحاضر عرب الحويطات ، ويعتقد المستشرقون أنهم من بقايا النبط .

وأرض "حسمى"، أرض خصبة كثيرة المياه . وكانت من المناطق المعمورة ، وبها آثار كثيرة ومن جبالها جبل يعرف ب "إرم" . ويرى بعض المستشرقين إن لهذا الجبل علاقة بموضوع "إرم" الوارد ذكره في القرآن الكريم وفي كتب قصص الأنبياء والتواريخ . ويرى "موريتس" انه موضع "Aramaua" الذي ذكره "بطليموس" على أنه أول موضع من مواضع العربية السعيدة ، وأنه لا يبعد كثيرا عن البحر . ويقال له "رم" في الزمن الحاضر .


وتتخلل الحجاز أودية عديدة ، منها وادي إضم الذي ورد ذكره في أشعار الجاهلية وفي أخبار سرايا الرسول . ووادي تخال ، ويصب في الصفراء بين مكة والمدينة . والصفراء واد من ناحية المدينة ، كثير النمل والزرع ، في طريق الحاج ، سلكه الرسول غير مرة ، وعليه قرية الصفراء ، وماؤها عيون تجري إلى ينبع ، وهي لجهينة والأنصار ولبني فهر ونهد ورضوى . ووادي "بدا" قرب أيلة ، يتصل بوادي القرى . ووادي القرى واد مهم يقع بين العلا والمدينة ، ويمر به طريق القوافل القديم الذي كان شرياناً من شرايين الحركة التجارية في العالم القديم، ويقال له "وادي الديدبان" ، ويصب فيه واديان هما: وادي جزل من الشمال ، ووادي الحمض من الجنوب ، ويلتقي به واد آخر هو وادي التبج ، أي وادي السلسلة . وكان عامراً جدا ، تكثر فيه المياه ، وتشاهد فيه اليوم آثار المدن والقرى . وقد عثر فيه على كتابات كثيرة لحيانية وسبئية و معينية وغيرها .

ومن أهم مواضع وادي القرى "العلا" ، وقد نزله الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك . ويقع في موضع "ديدان" "ددان" "ددن" القديم . وبه واحة ونهير صغيره . ومدينة "قرح"، وكانت من أسواق العرب في الجاهلية ، وقد زعم أنها القرية التي كان بها هلاك عاد . وتبعد عن خرائب "ديدان" بمسافة ثلاثة كيلومترات . وقد سكنتها قبائل "بليّ" من القبائل العربية القديمة . وهي ملتقى طريق مصر القديم بطريق الشام . ويرى "موسل" أنها هي "العلا" ، دعيت بهذا الاسم فيما بعد . ولما سأل "دوتي" الأعراب القاطنين في هذه الأماكن عن "قرح" ، لم يعرفوا من أمرها شيئاً .

ووجد "دوتي" في قرى وادي القرى وخرائبه عدداً كبيرا من الحجارة المكتوبة بحرف المسند ، وقد اتخذها السكان أحجارا من أحجار البناء . وعثر في "الخريبة" على كتابات بهذا القلم ، وعلى آثار أبنية ومواطن حضارة . وعلى ألواح من الحجر كان يستعملها الصيارفة لصف نقودهم عليها ، أو لذبح القرابين . كما شاهد موضعاً يقال له "إسطبل عنتر" على قمة جبل شاهق يرنو إلى الوادي ولعله معبد أحد الأصنام التي كانت تعبد هناك .

ابن حوران 08-04-2006 10:56 AM

التقسيم للعربي

تهامة :

وتبدأ حدود تهامة ، في رأي بعض الجغرافيين ، من بحر القلزم ، فتكون المنطقة الساحلية الضيقة الموازية لامتداد البحر الأحمر . ويقال لتهامة الواقعة في اليمن "تهامة اليمن"، ويختلف عرضها باختلاف قرب السلاسل الجبلية من البحر وبعدها عنه ، وقد يبلغ عرضها خمسين ميلاَ في بعض الأمكنة .

وترتفع أرض تهامة الجنوبية الواقعة على البحر العربي ما اتجهت نحو المشرق ، وتتكون فيها سلاسل من التلال المؤلفة من حجارة كلسية ترجع إلى العهود الجيولوجية الحديثة أو من حجارة بركانية .

ولانخفاض أرض تهامة قيل لها "الغور" و "السافلة". وقد وردت لفظة تهامة على هذا الشكل "تهمت" "تهمتم" في النصوص العربية الجنوبية .

ويظهر إن هذه اللفظة علاقة بكلمة "Tiamtu"، التي تعني البحر في البابلية . وبكلمة "تبهوم Tehom" العبرانية . وقد تكون هذه الكلمة ترجع إلى أصل سامي قديم . له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر ، والتي تكون لذلك شديدة الرطوبة والحرارة في الصيف .

ولهذا فإنها في العربية بلهجة القرآن الكريم وباللهجات الجنوبية للسواحل المنخفضة الواقعة بين الجبال والبحر ، وهي حارة وخمه شديدة الرطوبة كأنها من بقاع جهنم في الصيف .

ابن حوران 23-04-2006 06:07 AM

التقسيم العربي :

اليمن


حدّ اليمن في عرف بعض العلماء من وراء "تثليث" وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود وقيل : يفصل بين اليمن وباقي جزيرة العرب خط ، يأخذ من حدود عمان ويرين إلى ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وكثبة وجرش ومنحدرا في السراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حمضة ، وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة . أما النصوص العربية الجنوبية ، فلم تثبت حدود اليمن . ولكن اليمن فيها وتسمى "يمنت" "يمنات" ، منطقة صغيرة ذكرت في نص يعود عهده إلى أيام الملك "شمر يهرعش" ، المعروف في الكتب الإسلامية ب "شمر يرعش" ، بعد "حضرموت" في الترتيب . وعلى هذا الترتيب وردت أيضاً في نص "أبرهة" نائب النجاشي على اليمن . ويعود عهده إلى سنة 543م .


وتخترق السراة اليمن من الشمال إلى الجنوب حتى البحر ، وتتخللها الأودية التي تنساب فيها مياه الأمطار ، ويمتد بين الهضاب والشعاب فلاة تتفرع من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج يقال لها "الغائط" ، وتظهر في أواسطها "الصيهد" ، وتقع بين مأرب وحضرموت .

وفي شمال منطقة عدن صحراء تتصل بالربع الخالي ، يخترق الهضاب المهيمنة على عدن عدد من الأودية الجافة يظهر أنها كانت مسايل مياه ، وأنها من بقايا أنهار جفت ، وتسيل في بعضها المياه عند سقوط الأمطار ، ومنها "وادي تبن"، وهو من بقايا نهر طويل ، له فروع عديدة ، وتمر به الطريق الرئيسية المؤدية إلى اليمن .

ويخترق حضرموت واد ، يوازي الساحل ، يبلغ طوله بضع مئات من الأميال و يتألف سطحه من ارض متموجة تتخلها أودية عميقة تكثر فيها المياه ، في باطن الأرض ، وبعض تلاله مخصبة .

وفي حضرموت حجارة بركانية ومناطق واسعة ، يظهر أنها كانت تحت تأثير البراكين . والظاهر إن دورها لم ينته إلا منذ عهد ليس ببعيد . ويزرع الناس في هذه الأودية حيث يحفرون آباراً في قيعانها فتظهر المياه على أبعاد متفاوتة ، وهنالك نهر يقال له نهر حجره .

ومن شرق سيحوت تبتدئ سواحل "مهرة"، وتعرف عند الجغرافيين باسم "الشحر". ومعنى كلمة "مهرة" في العربية الجنوبية القديمة "ساحل". ويطلق اليوم أسم "الشحر" على الميناء الغربي وحده . وفي "قارة" مدينة "ظفار" ، وهي غير ظفار اليمن . وعند خليج ظفار كان موضع "Syagro" المشهور عند اليونان وللرومان .

ويمتد اقليم ظفار من سيحوت إلى حدود عمان ، وهو هضبة يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف قدم ، تهب عليها الرياح الموسمية ، وفوق جبالها تنمو أشجار الكندر التي اشتهرت بها بلاد العرب قبل الإسلام . وتشقها طولاً وعرضاً أودية تكسوها الأعشاب وتتخللها الأشجار . وبها جبال "قرا"، و منحدراتها أرجوانية ، وقد تفتتت الصخور الحمر فيها ، فأكسبت الأودية والسهول الحمرة ، وتوجد نهيرات وعيون ، ويمكن الحصول على المياه بحفر الآبار . ولا زال السكان يحتفظون بعاداتهم القديمة الموروثة مما قبل الإسلام .


ويظهر إن هذه المنطقة كانت أماكن "القريين" من الشعوب العربية الجنوبية القديمة ، وهناك قبيلة لا تزال حتى اليوم يقال لها "بنو قرا" لعل لها صلة بالقريين .


ويتكلم أهل "مهرة" بلهجة خاصة ، يقال لها "المهرية" أو "الأمهرية"، وهي متأثرة بالجعزية . كما يتكلم أهل قارة "قرا" بلهجة يقال لها "أحكيليلة"، ويظن إنها من اللهجات العربية القديمة .


وتتألف أرض عمان من أماكن جبلية ، وهضاب متموجة ، وسهول ساحلية . واكثر حجارتها كلسية و غرانيتية ، و فيها أيضا حجارة بركانية . والظاهر إنها كانت من مناطق البركانية . وفي مناطق التلال وفي "جعلان" عيون ومجاري مياه معدنية أكثرها ذات درجات حرارة مرتفعة . وتوجد آبار في "الباطنة" وفي المناطق المجاورة للصحراء وفي الأقسام الشرقية من عمان .
وتتخلل هضاب عمان وجبالها أودية معظمها جاف ، وتكون طرق المواصلات بين الساحل والأرض الباطنة ، وجوّها حار استوائي ، وتتجه الجبال من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ، وأعلى قمة فيها هي قمة الجبل الأخضر ، ويبلغ ارتفاعها تسعة آلاف قدم . الأرض المحيطة بهذا الجبل ، خصبة ، وقابلة للاستثمار .


وفي عمان مدن قديمة ، منها "صحار" و "نزوة" و "دبا" أو "سما"، وكانت من المدن المهمة في أيام الرسول ، وهي عاصمة عمان الشمالية ، كما كانت سوقاً من أسواق الجاهلية ، وسكانها من الأزد . والعمانيون من الشعوب البحرية المحبة لركوب البحار ، ولهم صلات وروابط بسواحل أفريقية والهند . ونجد بينهم عدداً كبيراً من الزنوج والهنود والفرس والبلوش .

ابن حوران 07-05-2006 06:56 PM

التقسيم العربي :


العروض

و أما العروض ، فيشمل اليمامة والبحرين وما والاها . وأغلب الأرض فيه صحارى وسهول ساحلية ، ترتفع في الجهات الغربية عن ساحل البحر . ويمتد مرتفع الصمان الصخري موازياً لساحل الخليج ، متوسطاً بين الأحساء والدهناء . ومن اودية الأحساء ، وادي فروق في الجنوب ، وهو قسم من وادي المياه .


ومن أقسام العروض ، شبه جزيرة "قطر" التي يمتد من عمان إلى حدود الأحساء ، يشتغل سكانها بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ ، وقد عرفت ب "Cataraei" عند "بلينيوس" . ومعظم أراضيها صحارى ، وفيها واحات قليلة ، ويزرع السكان في بعض الأماكن على مياه الآبار . وقد عرفت قديماً بأنواع من الثياب والمنسوجات القطرية ، كانت تصدَّر إلى الخارج ، كما عرفت بتصدير النجائب والنعام .
و يلي شبه جزيرة قطر: "الأحساء" ، وكان يقال لهذه المنطقة قديماً "هجر" والبحرين . والقسم الأكبر من الأحساء ، سهل صحراوي ، يرتفع في الجهة الغربية عن ساحل البحر ويتخلله كثير من التلال ، يتجه بعضها باتجاه وادي المياه وجبل الطف . والمنطقة الساحلية ، سبخة في الغالب ، وتكثر فيها الآبار التي لا تبعد مياهها كثيراً عن سطح الأرض . وأغلب مناطق الأحساء ، منطقة الأحساء والقطيف في الجنوب حيث تكثر المياه من آبار وعيون .

وتظهر المياه الجوفية المنحدرة من الأمطار التي تتساقط بمقدار أربع عقد أو خمس عقد "انج" في السنة على حافات جبل "طويق" في "الهفوف" ، تظهر فيها على شكل عيون ، تبلع زهاء أربعين عينا ً، جعلت المنطقة من أهم الواحات في المملكة العربية السعودية . وبحذاء هجر في الجنوب الغربي من مدينة القطيف تقع "العقير" ، وهي الآن ميناء صغيره . وعلى مقربة منها خرائب عادية ، يعتقد العلماء أنها موضع "Gerrhaei" المدينة التجارية العظيمة التي اشتهر أمرها ، وبلغت شهرتها اليونان والرومان . وكانت محطة من المحطات التجارية العالمية ، وملتقى طرق القوافل التي كانت ترد من جنوب بلاد العرب قاصدة للعراق . وقد أغرت الطامعين ، فطمعوا في الاستيلاء طيها ، وأوحت إلى الكتبة "الكلاسيكين" ، فكتبوا فيها قصصاً من نسج الخيال ، وتقع على خليج سماه "الكلاسيكيون" "Sinus Gerraicus" ؛ أي خليج جرهاء .

وتقع القطيف على خليج يشمل جزيرة "تاروت" وتعد المدينة البحرية الرئيسية في الأحساء ، يرتفع سطحها بضع أقدام عن سطح البحر ، وتكثر بها مياه العيون . وتشاهد عندها خرائب عادية ، يستدل منها على إن هذه المدينة كانت ذات تاريخ قديم ، ربما يعود إلى آخر عهد من عهود العصر النحاسي .

وفي هذه المنطقة ، يجب إن يكون موقع مدينة "بلبانا" "Bilbana" "Bilaena" "Bilana"، إحدى مدن "الجرهائيين" . ومواطن قبيلتي "Gaulopeus" و "Chateni" على سواحل خليج سماه "بلينوس" "Sinus Gaulopeus" أي "خليح كيبيوس" . ويرى "شبرنكر" أنه "خليج القطيف" . ويذكرنا اسم "Chateni" "p'dkd" باسم "الخط" ، ويطلق في العربية على سيف البحرين كله . وربما كان "كيبيوس" ، التي سميّ الخليج به ، هو تحريف "Cateus" الذي يشير بكل وضوح إلى اسم "القطيف".


و أما جزيرة "تاروت" الصغيرة التي في هذا الخليج ، فالظاهر إنها جزيرة "Tahar" أو "Taro" أو "Ithar" في جغرافية "بطليموس" ، وفيها مدينة "دارين" . ويظهر إنها أقيمت على أنقاض أبنية قديمة ، ولعلها كانت معبداً للإله "عشتروت" 0 اشتهرت به ، ثم حذف المقطع الأول من اسم الإلهَ اختصاراً ، وصارت تعرف بالمقطعين الأخيرين ، و هما "تاروت".


والقسم الأكبر من أرض الكويت منبسط، وأكثر السواحل رملي ، إلا بعض الهضاب أو التلال البارزة . وفي المحالّ التي تتيسر فيها المياه تتوافر الزراعة ، وأكثر ما بزرع هناك النخيل . وليس في الكويت من الأنهار الجارية غير مجرى واحد أو نهر يقال له "المقطع"، يصب في البحر . ومشكلة ماء الشرب من أهم المشكلات في هذه الإمارة ، لأن ماء أغلب الآبار ملح أجاج ، ولذلك يضطر الأغنياء إلى جلب المياه من شط العرب .


ومن أشهر مدن الكويت مدينة "الكويت" ، وهي العاصمة ، وهي على ساحل الخليج ، و "جهرة" ، وفي في منطقة زراعية خصبة ، ذات أبار على مقربة من خليج الكويت . ويظن إن الخندق الذي أمر بحفره "سابور ذو الأكتاف" ليحمي السواد من غزو الأعراب ، كان ينتهي في البحر عند "خليج كاظمة" في شمال الإمارة .

وأرض الكويت ، مثل سائر أرض العروض ، كانت موطن شعوب قديمة، فيظهر . إن "Bukae" أو "Abucaei" أو "Abukae"، وعاصمتهم مدينة "Coromanis" ، هم أسلاف بني عبد القيس ، وأن "Coromanis"، المصدر اللغوي الذي اشق منه "القرين" ، الاسم القديم للكويت .


ولعلّ "Idicare" هي "قارة" من مواضع الكويت ، وان "Jucara" هي "الجهرة" من أخصب مناطق الكويت في الزمن الحاضر، وكانت من المواضع المأهولة قبل الإسلام .

وقد عرف "ياقوت" البحرين بأنها الأرضون التي على ساحل بحر الهند بين البصرة وعُمان ، وذكر إن من الناس من يزعم إن البحرين قصبة هجر ، و أن منهم من يرى العكس ، أي إن هجراً هي قصبة البحرين .


أما "أبو الفداء" فذكر إن البحرين هي ناحية على "شط بحر فارس" ، وهي ديار القرامطة ولها قرى كثيرة ، وبلاد البحرين هي هجر . وذكر أيضا إن من الناس من يرى إن هجراً اسم يشتمل جميع البحرين كالشام والعراق ، وليس هو مدينة بعينها . ويظهر من دراسة ما ذكره العلماء عن البحرين إن رأيهم في حدودها كان متبايناً ، وأنهم لم يكونوا على اتفاق في تحديدها ، فتارةً يوسعونها ، وتارة يقلصونها .


ومن مواضع البحرين "محلّم" وبه نهر اشتهر بنخله ، و إليه أشار "بشر بن أبي ختزم ألاسدي" بقوله:

كأن حد وجهم لمّا استقلوا........ نخيل "محلّم" فيها ينـوع

Orkida 16-05-2006 07:10 AM

رائع أخي الفاضل إبن حوران،
بارك الله فيك، وزادك علما
دمت بخير أخي

ابن حوران 20-05-2006 07:11 AM

أشكركم جزيل الشكر أختي الفاضلة

احترامي وتقديري

ابن حوران 25-05-2006 03:01 AM

اليمامة :

و أما اليمامة ، فكانت تعرف ب "جو" أيضا ً، وقد عدّها "ياقوت الحموي" من نجد ، وقاعدتها "حجر". وكانت عامرة ذات قرى ومدن عند ظهور الإسلام ، منها "منفوحة" ، وبها قبر كان ينسب إلى الشاعر "الأعشى" . و "سدوس" من المدن القديمة ، وبها الآن آثار كثيرة ، وقد عثر فيها على تمثال يبلغ قطره ثلاث أقدام ، وارتفاعه 22 قدماً . و "القرية" ، وعلى مقربة منها بئر ، قال الهمداني -وهو يتحدث عنها-: "فإن تيامنت شربت ماءً عادياً ، يسمى قرية ، إلى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر ، ثم ترد ثجر" . والظاهر إن هذا الموضع كان من المواضع الكبيرة المعروفة . وذكر ياقوت وغيره إن اليمامة "كانت تسمى جوا والقرية" . ولا يعقل تسمية اليمامة بالقرية لو لم يكن هذا الموضع شهرة .

وقد نشر "فلبي" وبعض رجال شركة النفط العربية السعودية صوراً فوتوغرافية لكتابات ونقوش عثروا عليها في موضع يقال له "قرية الفأو" على الطريق الموصلة إلى نجران ويقع على مسافة سبعين كيلومتراً من جنوب ملتقى وادي الدواسر بجبل الطويق ، وعلى مسافة "120" كيلومتراً من شرقي "نجران" ، وعلى ثلاثين ميلاً من جنوب غربي "السليل" في وادي الدواسر .

كما وجدوا آثار أبنية ضخمة، يظهر أنها بقايا قصور كبيرة، ووجدوا كهفاً منحوتاً في الصخر مزداناً بالكتابات والتصاوير واسعاً ، يقول له الناس هناك "سردباً" أو "سرداباً" . وعند هذا الموضع عين ماء وآبار قديمة ، وقد كتب اسم الصنم "ود" بحروف بارزة . وتدل كل الدلائل على إن الموضع الذي تتغلب عليه الطبيعة الصحراوية في الزمن الحاضر، كان مدينة ذات شأن .


وقد أشار الألوسي في كتابه "تاريخ نجد" إلى سدوس وآثارها فقال : "وفي قربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة . "نقل لي بعض الأصحاب الثقات من أهل نجد : إن من جملة هذه الأبنية شاخصاً كالمنارة ، وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها . فلما رأى أهل قرية سدوس اختلاف بعض السياحيين من الإفرنج إليها، هدموها ملاحظة التدخل معهم" . وفي هذا الوصف دلالة على إن الخرائب التي ذكرها "ياقوت الحموي" بقيت، وأن المنبر الذي أشار إليه ، قد يكون هذا الشاخص الذي شبه بالمنارة والذي أزيل على نحو ما ذكره الألوسي .


والكتابات التي عثر عليها في "قرية الفأو" ذات أهمية كبيرة ، لأنها أول كتابة باللهجات العربية الجنوبية عثر عليها في هذه المواضع، وتعود إلى ما قبل الميلاد . وعثر فيها على مقابر، وعلى أدوات وقطع فخارية ظهر من فحصها أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد . ويرى من فحص هذه الآثار أنها تعود إلى السبئيين . والظاهر إن هذا الموضع هو بقايا مدينة قديمة كانت تتحكم في الطريق التجارية التي تخترقها القوافل إلى تقصد الخليج العربي والعراق من اليمن عن طريق نجران . وفي هذه المنطقة بصورة عامة بقايا مدن تخربت قبل الإسلام . ورأى "برترام توماس" "Bertram" إن آبار "العويفرة" القريبة من القرية هي موضع "أوفير" "Ophir" الوارد ذكره في التوراة والذي اشتهر بالذهب ، والطواويس ، وان الاسم العربي القديم هو "عفر" "Ofar" ، وقد تحرف بالنقل إلى العبرانية واليونانية، فصار "Ophir". وهذا الموضع قريب من مناجم الذهب .

ويظهر إن هنالك جملة عوامل أثرت في اليمامة وفي أواسط جزيرة العرب ، فحولت أراضيها إلى مناطق صحراوية ، على حين أننا نجد في الكتب أنها كانت غزيرة المياه ، ذات عيون وآبار ومزارع ومراع .


ومن أودية اليمامة "العرض" "العارض" الذي يخترق اليمامة من أعلاها إلى أسفلها . ولما كان من الأودية الخصبة ، كثرت فيها القرى والزرع . وهو واد طويل ، لعله من بقايا مجرى ماء قديم ، و "الفقي" ، في طرف عارض اليمامة ، تحيط به قرى عامرة ، تسمى "الوشم" . و "وادي حنيفة" و "عرض شمام" . وفي اليمامة مرتفعات مثل "جبل شهوان" ، تخرج منه العيون والمياه ، و "عارض اليمامة"، ويبلغ طوله مسيرة أيام ، وتكون عند سفوحه الآبار .

و تعد "الافلاج" من المناطق التي تكثر فيها المياه ، و تصب فيها أودية العارض ، و فيها السيوح الجارية و الجداول التي تمدها العيون . وقد شاهدت بتلفزيون عمان عن الأفلاج وهم يطلقون عليها (الفلايج ) .. فتوقعت أن يكون هذا الاهتمام قديما جدا حيث يعتبر نظام ري تتم صيانته الى يومنا هذا .

و قد ذكر "الهمداني" من سيوحة "الرقادى" و "الأطلس" و "نهر محلّم" . قال: و يقال انه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم . وطبيعي إن يكثر فيها وجود الخرائب العادية التي إلى ما قبل الإسلام . وقد وصف الهمداني بعض التحصينات القوية ، فقال عنها أنها من عاديات طسم و جديس ، مثل "حصن مرغم و "القصر العادي" بالأثل . و يرجع "فلبي" الخراب الذي حل باليمامة إلى العوامل الطبيعية ، و منها فيضان وادي حنيفة .

ابن حوران 12-06-2006 05:45 AM

نجد


نجد في الكتب العربية "اسم للأرض العريقة التي اعلاها تهامة و اليمن ، و أسفلها العراق و الشام". وحدها ذات عرق من ناحية الحجاز ، و ما ارتفع عن بطن الرمة ، فهو نجد إلى أطراف العراق و بادية السماوة . و ليست لنجد في هذه الكتب حدود واضحة دقيقة ، وهي بصورة عامة الهضبة التي تكون قلب الجزيرة ، وقد قيل لها في الإنكليزية: "The Heart of Arabia". و تتخلل الهضبة أودية و تلال ترتفع عن سطح هذه الهضبة بضع مئات من الأقدام ، و تتألف حجارتها في الغالب من صخور كلسية ومن صخور رملية غرانيتية في بعض المواضع . و أعلى أراضيها هي أرض نجد الغربية المحاذية للحجاز ، ثم تأخذ في الانحدار كلما اتجهت نحو الشرق حتى تتصل بالعروض .

و تتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاث :

1 - منطقة وادي الرمة ، و تتألف أرضها من طبقات طباشيرية في الشمال وحجارة رملية في الجنوب ، وتغطي وجه الأرض في بعض أقسامها طبقات مختلفة السمك من الرمال ، وتتخللها أرض خصبة تتوافر فيها المياه على أعماق مختلفة ، ولكنها ليست بعيدة عن سطح الأرض ، وتتسرب إليها المياه من المرتفعات التي تشرف عليها وخاصة من جبل شمر ، ومن الحرار الغربية التي تجود على الوادي بالمياه . ويختلف عرض وادي الرمة ، فيبلغ زهاء ميلين في بعض الأماكن ، وقد يضيق فيبلغ عرضه زهاء "500" ياردة ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع تسع أقدام في بعض الأوقات .

2ـ المنطقة الوسطى ، وهي هضبة تتألف من تربة طباشرية ، متموجة ، تتخللها أودية تتجه من الشمال إلى الجنوب . وبها "جبل طويق"، والأرض عنده مؤلفة من حجارة كلسية،وحجارة رملية، ويرتفع زهاء "650" قدم عن مستوى الهضبة . وتتفرع من جبل طويق عدة أودية تسيل فيها المياه في مواسم الأمطار، فتصل إلى الربع الخالي فتغور في رماله . ويمكن إصلاح قسم كبير من هذه المنطقة ، خصوصا تلك الأقسام الواقعة عند حافات وادي حنيفة .

3 ـ المنطقة الجنوبية ، وتتكون من المنحدرات الممتدة بالتسريح من جبل طويق ومرتفعات المنطقة الوسطى إلى الصحارى في اتجاه الجنوب . وفيها مناطق معشبة ذات عيون وآبار ، مثل "الحريق" و "الخرج" . ويرى الخبراء إن مصدر مياه هذه المنطقة من جبل طويق ومن وادي حنيفة . ومن مناطقها المشهورة "الأفلاج ." و "السليل" و "الدواسر" ، وفي جنوب هذه المنطقة تقل المياه ، وتظهر الرمال حيث تتصل عندئذ بالأحقاف .


ويقسم علماء العرب نجداً إلى قسمين : نجد العالية ، ونجد السفلى . أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة . و أما السفلى ، فما اتجه منها نحو العراق . وكانت نجد حتى القرن السادس للميلاد ذات أشجار وغابات ، ولا سيما في "الشربة" جنوب "وادي الرمة" و في "وجر ة ".

وفي جزيرة العرب وبادية الشام أرض يمكن إن تكون مورداً عظيماً للماشية بل وللحبوب أيضاً ، لو مسها وابل وهطلت عليها أمطار ، وتوفرت فيها مياه ، فإن أرضها الكلسية تساعد كثيراً على تربية الماشية بجميع أنواعها . كما تساعد على الاستيطان فيها ، ولهذا يتحول بعضها إلى جنان تخلط الألباب وتسحر النفوس عند هبوط الأمطار عليها ، فتجلب إليها الإنسان يسوق معه إبله لتشبع منها . ولكن هذه الجنان لا تعمر .


خلاصة للوصف الجغرافي :

يمكن للقارئ الكريم بعد أن تعرف بعض الشيء على طبيعة الجزيرة العربية ، أن يجد تفسيرا لقلة السكان ، وعدم وجود حكومات مركزية قوية قبل الإسلام ، وطبيعة التوجس و الحذر ، عند سكانها ، وهي صفة تختلف عن صفات الشعوب التي تعيش في أماكن وفيرة المياه ، سواء في المنطقة أو في العالم ..

ابن حوران 28-06-2006 03:56 AM

ثروات وسكان جزيرة العرب

( 1 )



تتكون أراضي جزيرة العرب في معظمها من الصخور الرسوبية ، وكما بينا سابقا في موضوع (الحرار ) فان العرب كانوا يستخرجون من تلك (الحرار) ، الكبريت ، وكان قسم من اليمنيين القدماء يستخدمون بعض الصخور الرسوبية المتصلبة بديلا ( للزجاج ) لوضعها على النوافذ ، ولا زالت تلك العادة موجودة حتى الآن ..

ومن يعود الى وصف جزيرة العرب في بداية القرن التاسع عشر ، لوجد أن وضعها قد تخلف عشرات المرات عما كانت عليه قبل آلاف السنين ، فقد هجرت قرى وخربت ، وبقيت آثارا لخرائب قديمة ، وقد نفخ اكتشاف البترول في أجزاء كثيرة من جزيرة العرب الحياة من جديد ..

وكانت البحرين من أكثر مناطق جزيرة العرب ملائمة للحياة ، فترى كثافة السكان ووفرة المياه ، وفرص الحياة من استخراج اللؤلؤ الى صيد الأسماك ، الى الاتصال بالعالم من خلال البحر ..

وكان ( ولا يزال ) في جزيرة العرب ، الكثير من المعادن والخامات نذكر منها:

1 ـ الذهب : ذكر المؤرخون الأجانب ، والعرب ، أن ( التبر ) كان موجودا في مناطق (العتود ) و ( ديار بني سليم ) و ( بيشة ) والمنطقة التي بين ( قتفذة) و (مرسى حلج) .. ومنطقة اسمها ( أوفير ) .. وقد وردت الأخيرة باللسان العبري بالتوراة .. حيث أصبح الذهب يحمل اسما مشابها لاسم المنطقة ، باللسان العبري . كما يوجد منطقة يستخرج منها الذهب اسمها ( مهد الذهب ) .. ويعتقد الكثير من الجغرافيين أنها هي نفسها ( ديار بني سليم ) .

2 ـ البارايت و الجالين : يعتقد بعض الخبراء أنه من الممكن استخراج عشرة آلاف طن سنويا من (البارايت ) من منطقة (راج ) .. كما معدن ( الجالين ) النفيس ، يمكن أن يكون له منجما قديما في منطقة (رابغ ) ..

3 ـ الحديد : اشتهرت اليمن بسيوفها ( اليمانية ) .. مما يدل أنها كانت تستخرج الحديد بتقنيات متفوقة في وقتها على غيرها .. وقد ذكر (الهمذاني ) ذلك وقال أن مناجم الحديد كانت في ( نقم ) و (غمدان ) و (فصوص السعوانية ) و جبل (أنس) ..

وفي أرض جزيرة العرب معادن كثيرة منها النحاس و الكوبلت والفضة و أملاح كثيرة ، ويتواجد في صخورها الرسوبية ، الكثير من النفط وغيره ..

وقد حاولنا تكثيف و اختصار ذلك الموضوع للتدليل ، على معرفة تلك المعادن في العصور القديمة ، لربط الموضوع من كل جوانبه ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.