أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   شاعر الشعراء؟ (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=27030)

محمد ب 16-10-2002 02:30 AM

شاعر الشعراء؟
 
http://www.assafir.com/iso/today/culture/17.html


شاعر الشعراء؟
محمد علي شمس الدين




سمعت أحمد فؤاد نجم يفضل بيرم التونسي على احمد شوقي. وقرأت بمتعة فائقة مجلة <<أخبار الأدب>> في عددها الصادر في 13 اكتوبر 2002، المخصص لشاعر العامية المصري فؤاد حداد (1927 1985)، بعنوان <<فؤاد حداد: شاعر الشعراء>>، حيث يتوالى على هذه التسمية، في الملف، ثلاثة روائيين كبار هم خيري شلبي وجمال الغيطاني ومحمود الورداني مع اضافات تخص كلا منهم، كما تخص كتّابا آخرين كتبوا في فؤاد حداد. وحين اعرض بالحرف لما قاله ادباء معتبَرون في الشاعر، وأقرأ منتخباته في الملحق المذكور، يتولد في ذهني سؤال وإشكال. يقول جمال الغيطاني: <<احيانا أتساءل: هل من قبيل المبالغة اذا قلت ان فؤاد حداد يُعتبر أشعر من خطا فوق ارض مصر بعد المتنبي وابي نؤاس وشوقي؟>>. ثم انه يضع ديوانه <<ايام العجب والموت>> لفؤاد حداد، في مواجهة <<سقط الزند>> لأبي العلاء المعري، فكلاهما سما في مراثي العاديين العابرين وليس الحكام والسلاطين.
محمود الورداني يرى فيه <<مولانا الشاعر الاعظم الذي امتلك مفاتيح الاسرار>>، ويرى ايضا انه <<أهم ظاهرة شعرية عربية ليس في شعر العامية فحسب، بل في الشعر العربي على امتداد تاريخي... فؤاد حداد أشعر الشعراء>>.
أما سيد حجاب فيرى في فؤاد حداد <<والد الشعراء وأشعر الإنس والجن (كما كان يسمي نفسه) وهو قطب كبير>>، ثم يشير الى وسامة وجهه الفينيقي (تلميحا لأصله اللبناني الذي أثّر في تكوينه الخلقي والابداعي، فقد كان على اتصال بشاميته وبشعراء لبنان المعدودين كرشيد نخلة وامين نخلة)... ويؤسس إعجابه به على القدرة على <<إثارة الدهشة>>.
المفكر الماركسي محمد سيد احمد يمسك بمفصل اساسي في شعرية فؤاد حداد القائمة على الاستعادة الشعرية للاسطورة المصرية كشكل من اشكال الدفاع عن الذات في ظروف الهزيمة، متأثرا بأراجون ابن السريالية والدفاع عن فرنسا ضد النازية.
الممثل محمود حميدة يقول ان حداد خلقه من جديد واحتواه النص القرآني.
وخيري شلبي يصل بشعر حداد لحدود الاعجاز ويقرّبه من أفذاذ الشعر الصوفي أمثال جلال الدين الرومي وفريد الدين العطار، وأفذاذ الشعر الكلاسيكي العربي من أمثال المتنبي والمعري والشريف الرضي، ومن أفذاذ الشعر العالمي مثل أراجون ونيرودا. فهو شاعر ملحمي اصيل وقضيته <<ان مصر أُم الدنيا وتحمل في باطنها ميلادها المبهر العظيم>>.
هذه الاحتفالية المبهرة بشاعر العامية المصري اللبناني الأصل فؤاد حداد، التي جاءت دونما مناسبة خاصة سوى شعره بالذات، دفعتني الى قراءة أشعاره من جهة، والى سؤال وإشكال من جهة ثانية. أما رأيي في أشعاره فأتركه لمقال مفصل آخر. وأما السؤال فهو: هل جاء طرح فؤاد حداد، كشاعر ملحمي غنائي مصري عربي كتب الاسطورة الشعبية والتراث العميق لمصر شعرا، كرد او بداية رد على اتجاه ثقافي آخر لمح اليه سيد حجاب بتسمية <<الخواجات بتوع الحساسية الجديدة والحداثة>>، وخيري شلبي بقوله <<ان اعظم منجزاتنا الفنية قد اصبحت تكريسا للنموذج الغربي وتأصيلاته>>. فهل الوقوف وراء فؤاد حداد وقوف وراء الاصالة وتمثلاتها الشعرية في مواجهة <<الحساسية الجديدة>>؟ (يُشار الى ان ادوار الخراط هو من اطلق هذه العبارة على الاتجاهات الشعرية الاخيرة لقصيدة النثر في مصر).
أما الإشكال فقائم في ان فؤاد حداد شاعر كبير بالعامية المصرية، فأين الفصحى؟ وهل من ضرورات الشعراء الملحميين اليوم ان يكتبوا بالعامية؟ وكيف يقدَّم على شعراء الفصحى الكبار، ويتم ذلك لأول مرة في العربية


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.