قال الرئيس العراقي جلال الطالباني ان الخلاف حول من يتولى رئاسة الحكومة الجديدة يعتبر إحدى العقبات الرئيسية لتحقيق تقدم سياسي في العراق.

ويواجه رئيس الوزراء بالوكالة ابرهيم الجعفري المزيد من الدعوات للتخلي عن منصبه.

وقال الطالباني في حديث مع بي بي سي إن الشخص المرشح لرئاسة حكومة وحدة وطنية في العراق، يجب ان يحظى بموافقة جميع الاحزاب السياسية، وهو امر رأى الطالباني ان الجعفري اخفق في تأمينه.

ويقول الرئيس العراقي ان الاحزاب الكردية والسنية، وكذلك كثيرين من داخل التحالف الشيعي ومن بينهم نائب الرئيس عادل عبد المهدي يطالبون الجعفري بالتنحي.

ادرك ان بلادي تشعر بانها تحررت من اسوأ انواع الدكتاتورية. فللمرة الاولى نستمتع نحن العراقيين بمختلف الحقوق الديمقراطية

الرئيس العراقي جلال الطالباني
ومن ناحية اخرى، قال الطالباني لبي بي سي ان بلاده تواجه حربا من الخارج، مشيرا الى ان جيشا غازيا يضم عدة الآف من مقاتلي تنظيم القاعدة مصمم على نشر الارهاب في انحاء العراق.

الا ان الطالباني قال مع ذلك انه يشعر ان بلاده تحررت من اسوأ انواع الدكتاتورية، وان العراقيين يستمتعون للمرة الاولى بمختلف الحقوق الديمقراطية.

واضاف يقول" الاحزاب جميعها حرة وووسائل الاعلام حرة. كما ان الاقتصاد حر من سيطرة الدولة. والعراقيون في كل انحاء البلاد يشعرون انهم الان مواطنون حقا في هذا البلد".


اتصالات مع المسلحين
وتزامنت تصريحات الطالباني، مع اعلان السفير الأمريكي لدى العراق، زلماي خليلزاد، عن اجراء مسؤولين أمريكيين لمحادثات مع بعض الجماعات التي تربطها صلات بالمسلحين في العراق.

وقال خليلزاد لبي بي سي إنه يرى شخصيا أن المحادثات كان لها أثر في تقليص حجم الهجمات التي يشنها المسلحون في العراق على القوات الأمريكية.

ولم يحدد خليلزاد الجماعات التي أجرت واشطن محادثات معها، لكنه شدد على أنه لن يتفاوض مع "الصداميين" و"الإرهابيين" الذين يسعون لشن حرب على الحضارة.

كما حذر خليل زاد من أن الحرب الأهلية لا تزال تشكل خطرا حقيقيا في العراق.

وقال إن الميليشيات، التي وصفها بأنها تشكل البنية التحتية للإرهاب، تمثل مشكلة لا تقل أهمية.

"عواقب وخيمة"
وينظر إلى خليلزاد على أنه أحد مهندسي قرار الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بالإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قبل ثلاثة أعوام.

كما انه مستعد بدرجة أكبر من أغلب المسؤولين الأمريكيين للإقرار بأن أشياء لم تجر كما كان مقررا لها.

وقال خليلزاد إن احتمالات نشوب حرب أهلية في العراق ستظل باقية مادامت الانقسامات العرقية بين الأكراد والأغلبية العربية مستمرة، وحذر من أنها قد تتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا.

وأضاف: "يتعين أن ينجح العراق. عدم فعل كل شئ ممكن لإنجاح العمل في هذا البلد سيكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على العراقيين، بل على المنطقة وعلى العالم أجمع."

البى بى سى العربية