الطرق الصوفية وتعددها
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه وءاله
الطرق بالعشرات الطرق الصوفية بالعشرات وليس هذا بمستنكر . فلو رجعنا إلى الوراء لوجدنا أن النبي عليه وءاله الصلاة والسلام قد سن لنا أبواباً عديدة من الخير ، فلو ثقل على واحد منا باب انتقل إلى غيره فحصل به الأجر والثواب إن شاء الله . تعددت وجوه الخير فتعددت صور الأعما ل . وأصل الطريقة مأخوذ عن رسول الله صلوات الله عليه وسلامه ، وذلك ما روي أن النبي عليه وءاله الصلاة والسلام قال لبعض أصحابه ( هل فيكم غريب ) قالوا لا ، فأمر بسد الأبواب ولقنهم كلمة التوحيد وبقوا يرددونها ساعة من الزمن . ثم قام الصحابة بتلقين هذه الكلمة لمن أراد أسوة برسول الله عليه السلام فانتقل سر التلقين إلى من لُقِّن وهكذا إلى أيامنا . فكان من الطبيعي أن تتعدد الطرق لتعدد أسانيدها وتشعبها بين الناس . وأكثر من يُرجع إليه في السند من الصحابة هو سيدنا علي عليه السلام ، مع وجود أسانيد تعود إلى أبي بكر وعمر وسلمان وغيرهم رضي الله عنهم . ثم قام بعض الأئمة بالنص على قواعد وضوابط ، كل بحسب اجتهاده وما فتح الله عليه ، قاصدين بذلك توجيه الطالب إلى الوجه الذي سلكوه وفتح به عليهم . فتجد واحداً يؤكد على الإنكسار والتواضع كما هو حال السيد أحمد الرفاعي ، وغيره يؤكد على تجريد القلب من إرادة الدنيا كما هو حال السيد أبي الحسن الشاذلي ، وغيره يسلك مسلك التفقه في الدين كما هو حال السادة آل باعلوي وهكذا . مع أن جميع هذه الصفات مشتركة بينهم جميعاً رحمهم الله . فكلهم يجمعهم أصل واحد هو التقوى والعمل بالشرع وترك الإبتداع المذموم ومخالفة الهوى والنفس وقهرها على أداء العبادة بالوجه الأكمل حسب الإستطاعة . فتبين أن الطرق الصوفية وإن تعددت أسماؤها فمبدؤها واحد ، وغايتها واحدة ، ومنهجها واحد لا تعارض فيما بينها والحمد لله على ذلك . وكلُّهم من رسول الله ملتمسٌ ------- غَرفاً من البحر أو رشفاً من الدِّيَمِ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.