قامت مذيعة إسرائيلية بفضح

الجدار العنصري الفاصل خلال إحدى البرامج على الهواء مباشرة من خلال

تغطيتها للأوضاع بعد إقامة أجزاء من هذا الجدار على المستويين الإسرائيلي

والفلسطيني.

وكانت المذيعة 'راشيل عنت' تقوم بتصوير البرنامج كما طُلب منها بحيث

تقوم بإجراء تحقيقات على أرض الواقع، لكن يبدو أن أمر التصوير وهدفه

الخفي لم يتضح جيدًا للمذيعة وهو إظهار ما يسمونه 'بالإرهاب الفلسطيني'،

فقامت المذيعة بأداء عملها مهنيًا بطريقة رائعة أدت في النهاية إلى كشف

حقيقة الجدار وعنصريته ضد الفلسطينيين.


وفور إذاعة البرنامج قبل أيام، تم وقف المذيعة بحسب ما أشارت الإذاعة

الإسرائيلية أمس، والتي أكد مراسلها لدى التليفزيون الإسرائيلي أن تحقيقًا

موسعًا يُجرى مع المذيعة وطاقم الإعداد والإخراج بسبب ما وصفه المراسل

بخيبة أمل المسؤلين الإسرائيليين.


وكشفت الإذاعة عن مضمون البرنامج حيث قامت المذيعة وطاقم التصوير بتصوير

الأطفال الفلسطينيين وهم يعانون في الذهاب إلى مدارسهم، والنساء

الفلسطينيات وهن يعجزن عن المرور لزيارة أقاربهن وأبنائهن على الجانب

الآخر من السور العنصري.


ولم تكتف المذيعة بذلك، بل قالت في ختام البرنامج: إنها ترفض وجود مثل

هذا السور لأنه يعبر عن العنصرية ولا يمكن معه ضمان الأمن لأنه سيخلق حالة

من اليأس المتزايد لدى الفلسطينيين ستؤدي بهم إلى ارتكاب مزيد من

العمليات ضد الإسرائيليين.


ولم يتوف الأمر ـ حسب الإذاعة ـ عند هذا الحد، بل تم رفع القضية إلى

مناقشات الكنيست الإسرائيلي، حيث صب المتطرفون من اليمين الإسرائيلي

هجومًا شديدًا على 'عنت' ووصفوها بالمذيعة الحمقاء.


وأثناء دفاعها عن نفسها أمام أعضاء الكنيست بدت المذيعة كما تقول

الإذاعة الإسرائيلية أكثر تمسكًا وسكينة، وكانت كلماتها بمثابة رصاصات

اخترقت أجساد الحاضرين، خاصة عندما وصفت الأعضاء المتشددين بأنهم سبب

نكسة إسرائيل، وأنهم وراء كل ما يعانيه الشعب الإسرائيلي من خوف وعدم

طمأنينة بسبب رغبتهم في استمرار الصراع مع الفلسطينيين بصفة خاصة

والعرب بصفة عامة.


وفي نهاية حديثها وجهت إليهم سؤالاً: ما الفرق بيننا الآن وبين النازيين؟