أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

خاطرة.. في المسبح

يوم جميل وطقس أجمل، واليوم عطلة، هذا هو اليوم المناسب للسباحة التي أحبها وإن كنتُ لا أتقنها، وقليل من الاتصالات الهاتفية كفيلة بجمع عدد لا بأس به من أصدقائي لنذهب سوياً إلى المسبح، ففعلت وانطلقنا إلى المسبح.
بدّلنا ثيابنا في عجلة ونزلنا إلى الماء، ولمّا كنت لا أتقن السباحة كما أسلفت فإنني كعادتي لم أكن أجاوز الطرف ذا العمق القليل من المسبح ممّا كان يدعو أصحابي إلى السخرية منّي فأقول في نفسي: "أن يقولوا هو جبان خيرٌ من أن يقولوا مات رحمه الله"، غير أنّ أصدقائي أصرّوا عليّ هذه المرة أن أرافقهم إلى الماء العميق حيث سيعلمونني السباحة الحقّة، فأجبت طلبهم بعد تردد.
أخذت أمشي مع أحدهم رويداً رويداً إلى وسط المسبح والماء يزداد عمقه تدريجياً حتى غمر فمي وأنفي، فأصابتني رعشةٌ شديدة هزّت أوصالي وأصابتني بالذهول لا خشية الغرق هذه المرّة بل لأنني ذكرت قول المصطفى صلى الله عليه وسلّم: "... ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً" في وصفه أحوال النّاس ساعة الحشر إذ القلوب لدى الحناجر، أمّا أصحابي فقد تعالت لهم صيحات لم أكن أستطيع تمييزها فقد كنت مشغولاً عنهم بقول: "يا ربِّ سلّم سلّم".