ثقافة الأدب مع الله ..ثقافتنا
 

بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الميامين والتسليم لله رب العالمين
ثقافة الأدب مع الله .. ثقافتنا ..
تقوم ثقافتنا على مُراقبة عمل الله معنا وتقصي مشيئته وتعزيز ثقة الأجيال بأن لا قوة إلا به .. ومن هذه الثقافة تسقط كل ثقافات التمجيد للشعوب أو للإنسان أو للتكنلوجيا أو للقادة الدنيويين ، وتسقط معها كل ثقافات التسطيح للفكر والتمويه عن الغايات الإلهية ، وتسقط كل الروايات التي تتحدث عن الإنسان مجرداً بدون الله سبحانه ، وتسقط كل القصائد التي تتحدث عن الإنسان خارج الأهداف الإلهية ، وتسقط كل لوحات الفن التي ترسم التشويه لمسيرة الإنسان والبعد عن غايات الله ، وتسقط كل موسيقى تعزل الإنسان عن إستلهام صوت السماء ، وتسقط كل أُغنية تتعامل مع الإنسان مقطوعاً عن مساره ومصيره الأخروي .
وتسقط كل ثقافات الإجترار والببغائية والقردية التي تعطي لعقيدة التعصب والعنف الفاجر والقتل الأعمى شرعية بلا إستحقاق ، فيما تتغافل عن عقيدة الرحمة والحكمة والتسامح والتواصي بالحق والصبر والموعظة الحسنة التي أتى بها الأنبياء ..
وتسقط كل ثقافات الماكنة والآلة والحجارة والحديد ، وصحافة أخبار البناء المادي .. وتسقط برامج أهواء الناس التلفزيونية والرأي والرأي المدنس الآخر .. وتتحطم على طريق ثقافتنا كل المجلدات المملة وكل كتب اللغة ومنطق أرسطو البليد وفلسفة إفلاطون المحنطة وكل لغو الفلاسفة المتخبطين يميناً وشمالاً .. وتتحطم كل أجواء الخنوع والتملق الثقافي أمام الأقوى .
ثقافتنا تشجب الصمت وتتوكل على الله في صرخة رفض أبدية للخنوع وتسبيحة إعجابٍ سرمدية بعظمة الله .. ولثقافتنا شيء أكبر من ذلك كله .. إنها تنكشف على حقائق القدرة الإلهية وحكومة الحق الرباني وقادة الفضيلة من فرسان الإيمان من الأنبياء والأولياء .. إنها ثقافة تبدأ بمعرفة الله بصفاته وسنته وأعماله وتنتهي بالذوبان في حب الله .. وهي ثقافة تطلع على التأريخ في الماضي والمستقبل وتفهمه ضمن مشروع الله وتفهم موقعنا الزماني من خطة الله سبحانه .. ثقافتنا تحاكي داخل الإنسان ضميره وجوهره فتحرك الفطرة فيه .. ثقافتنا تحرر الإنسان من قيود الحاجات الوهمية لكل القضايا الثانوية المفتعلة .. ثقافتنا تدخل في تفاصيل التوحيد الحقيقي لله حتى تدمر كل ذرة إشراك .. ثقافتنا تراقب عطايا الله وكلمات أولياء الله وتنقب عنها ولا تفارقها مخدوعة بالدنيا .. ثقافتنا تعلمنا كيف يتكلم الله معنا وكيف نتكلم معه سبحانه بالدعاء والعمل الصالح .. ثقافتنا تدمر كل وصاية على الإنسان سوى وصاية الله سبحانه .. ثقافتنا تمزق كل العهود والمواثيق والعقود غير الشرعية بين البشر .. هذه بعض مواصفات ثقافة الأدب مع الله فإن كنا متأدبين بمعنى إننا نسعى الى أن نكون مؤدبين مع الله سبحانه فعلينا أن ننتبه الى ثقافتنا فننشئ ثقافة تدعو الى الأدب .والبراءة من الثقافة غير المؤدبة هو جزء من الأدب مع الله ، إذاً فعلينا أن ننشر ثقافة الرفض لكل الحكام غير المؤدبين مع الله سبحانه في أي ملة كانوا وفي أي زمان كانوا ، فمن يحب حاكماً غير مؤدب مع الله فهو غير مؤدب مع الله ومن ينتخب حاكماً لم يتأكد من أدبه مع الله سبحانه فليحذر من غضب الله ، ومن يحب أديباً أو مفكراً أو فناناً أو سياسياً لم يؤدب نفسه مع الله سبحانه فهو بالتالي لا يحب الأدب مع الله ، لذا فلنحذر فإن الإيمان مرهون بالأدب مع الله ولا إيمان بلا أدب مع الله ، ولا أدب مع الله بلا إيمان .. هكذا تكون الوصية أن نعرف إن كل ما يصيبنا من سوء في حياتنا الفردية والعامة هو نتاج جهود غير المؤدبين مع الله .

والحمد لله رب العالمين

قطعة أدبية واقعية حقيقية .

بارك الله سبحانه وتعالى فى كاتبها .