أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   ذلك الدكتاتور المحظوظ جدا .. انه و الله زمن ردئ !! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40351)

الطويـــــــل 18-07-2004 08:18 AM

ذلك الدكتاتور المحظوظ جدا .. انه و الله زمن ردئ !!
 



لم تتوافد جموع المحامين العرب، المشهورين منهم و المغمورين، الى فلسطين المحتلة مثلا دفاعا عن مناضل بحجم البرغوثي .. !
ولم تذرف هذه الجموع دمعة على آلاف من معتقلي الرأي و غير الرأي في بلدانهم ذاتها ، أو في اي مكان اخر في هذه المنطقة المنكوبة بين المحيط و الخليج ..
حيث تزهق حياة المئات في أقبية مظلمة سرية على مدار الساعة ..
وحيث يرحل الاباء تاركين زوجاتهم وابنائهم و بناتهم الى (( جهة مجهولة )) يوميا ..
وحيث تنام المئات من العوائل تحت اديم الارض في مقابر جماعية ..
وحيث تحصد خناجر السلطة و غازاتها الرقاب و الاعراض والكرامات .. فالخطوط حمراء ، و الابواب موصدة ..!!

فقط بغداد !! ..
تلك الاميرة الجريحة، فتحت بابها للنطيحة و المتردية من (( الأرهابيين )) و (( الجزارين )) و (( الخاطفين )) و (( المحامين )) و (( تجار السلاح و السموم )) ، و (( تجار الدين و العقائد)) ، و(( مناضلي القرون الوسطى )) ، و (( رجال المخابرات )) ، و (( المغامرين و المقامرين )) ، و قبلهم تجار الكوبونات و الشعارات و قصائد التمجيد السمجة ..

بغداد .. التي لم تكفها دماء الملايين التي سالت عبر عهود القمع الاسطوري ، واكفان ابنائها في قادسياته و أمهات معاركه و (( انفاله )) و (( حلبجاته )) .. فسمحت لمن يشاء بالدفاع عن جلادها..

فرق كبير بين الكراهية المزعومة للاحتلال الأمريكي و الكراهية الوقحة للشعب العراقي ..
قد نحاول أن نفهم ان يدافع فلان عن صدام و نظامه لدواعي العقيدة أو المصلحة ، و لكن ليس لأحد الحق في ان يمتهن كرامة ملايين العراقيين بادعاء ان لا جرائم قتل جماعية ارتكبت !! ، و لا غازات سامة استخدمت !! ، و ان كل ذلك كان خدعة .. كما صرح ذلك المحامي ..

ليس لهذا المحامي سئ الصيت أن يدخل العراق ،
فقد تجاوز مسألة الدفاع عن متهم ، الى مسألة ادانة شعب بأكمله بالكذب ..
كان تصريحه الاخير مؤشرا ، بأن الغرض من مسرحية الدفاع – بالاضافة الى الملايين المنهوبة من دماء شعب العراق التي ستدخل الجيوب - سياسي دعائي ، يطرح وجهة نظر تفوح منها روائح الكراهية لهذا الشعب المسكين ، و احتقار لآلامه و نكباته لصالح دكتاتور مختل ، و ثقافة مهزومة و فكر ظلامي ..

ليس لنقابة المحامين العراقيين ان تسمح له و لفريقه بالدفاع عن نظام المقابر .. بعد ان أهان الشعب العراقي على الملأ ..
فقد تجاوزت المسألة قضية قانون المحاماة العراقي لعام 1965 الى القانون رقم 1 لجميع الأعوام ، و القاضي بأن لا مكان على ارض العراق لمن يهين آلام هذا الشعب بعد اليوم ..

محظوظ ذلك الدكتاتور الضئيل ، فقد نال ما لم ينله مجرمو العصر الحديث و القديم معا، فالملايين من الدولارات تدور في دواليب لا تنتهي دفاعا عنه، و المئات من المرتزقة حملة شهادة المحاماة التي اخلوا بقسمها يتهافتون للترافع ، هذا من اجل دولاراته، و ذاك من اجل مصلحة سياسية أو انتخابية، و ذياك لشهرة ذاتية ..
لم يشهد التاريخ مجرما تتداعى له ماكنات اعلام رسمية وأهلية كاملة دفاعا و تبرئة، متهمة ضحاياه بالكذب و اختلاق الموت كما هو الحال مع ذلك المأسور في يغداد التي تجاوزت عقدة الاعدام الفوري التي اعتادت عليها بلدان العرب عقب أي تغيير في نظام الحكم .. !!

ان الراقدين تحت التراب ممثلون .. !!
و ضحايا الغازات ممثلون .. !!
والعراقيون المكلومون بأخ أو أب أو قريب أو عزيز كاذبون ..!!
وأصحاب الآذان والاطراف المقطوعة ، و من جلس على القوارير في أروقة المخابرات ، ومن جزت رؤوسهم بالمنشار الكهربائي كاذبون .. !!

برئ هذا الحمل الوديع في قفصه، فقد كان الصادق الوحيد وسط عشرين مليونا من الكاذبين .. !!
منحه آسروه الاميركيون فرصة لم ينعم بها أي مجرم اخر في التاريخ .. فتكلم من قفصه الى العالم ..
وزاره الصليب الاحمر و الاخضر و الابيض ..
بل وأحضروا له الورق ليتسلى و يكتب رواياته الرديئة .. ثم يشكو محاموه من سوء المعاملة!!

لو زار أحدهم معتقلا عربيا واحدا في حيواتهم الرثة، لعرفوا المعنى الحقيقي لسوء المعاملة ..
و لو زاروا معتقلا ت سيدهم بالتحديد .. لعرفوا كيف يتحول الانسان حيوانا في أيام ..
كيف يغتصب الجسد و العقل ..
كيف تتساقط الاطراف حرقا و قطعا ..
كيف تقطع الالسنة و توشم الجباه ..
كيف يصبح الانسان كيسا للملاكمة على مدار الساعة .. !
و كيف تخلق العاهات المستديمة في دقائق .. !!!

و لكنه ذلك النظام الجديد الذي ينعتونه بالعمالة و الخيانة ، والذي يحاول ان يرسي سابقة لا مثيل لها، بمحاكمة الدكتاتور الذي ندر مثيله ، و الذي لو أعدم فلن يثير ذلك استغراب أحد في منطقتنا الموبؤة ..

ماذا لو حاول اولئك الذهاب الى دمشق مثلا و المطالبة بالدفاع عن أقدم سجين رأي في العالم .. ؟؟
أو الى عمان أو تونس أو القاهرة أو الرباط أو الرياض أو غيرها .. ؟؟ أو بغداد قبل سقوط الصنم - الوهم .. ماذا سيكون رد فعل السلطات ؟؟
وماذا ان تساءلوا عن مصير الآلاف ، الذين أعدموا بدون محاكمات ، أو بمحاكمات صورية سريعة حيث لا قضاة أو محامين أو جلادين سوى الانظمة ذاتها.. ؟؟؟؟
الجواب معروف طبعا، و لكنها بغداد الجديدة .. فاتحة ذراعيها..
بغداد الحزينة الحالمة ، التي تمزق احلامها بين الحين و الاخر انفجارات السيارات المفخخة و رشقات الرصاص من عتاة قتل لا يعرفون من بغداد و لغتها و ادبها و حضارتها غير لغة الموت و الدم .. !!
رحلوا و بقيت بغداد ..
و سيرحل الاميركيون و الايرانيون و السوريون و السعوديون و اليمنيون و القاعديون و الزرقاويون و كل من ابتلت بهم هذه الحبيبة ..
و ستبقى بغداد.

لم يبن فريق الدفاع التعس دفاعه على مسؤولية صدام حسين عن الجرائم الفردية التي ارتكبها بيده و الجماعية التي ارتكبها نظامه، و عن مدى تورطه الشخصي بها كما كان أكثر المتفائلين يتصور، و لكنهم بنوه على أساس أن الدكتاتور صادق و الشعب بمجمله كاذب ..
لقد أتوا ليحاكموا الضحية، و سكان المقابر، و ضحايا الغازات السامة ..

فيا له من زمن ردئ !!!!!.



بقلم: سعد صلاح خالص

شوكت 18-07-2004 05:13 PM

Re: ذلك الدكتاتور المحظوظ جدا .. انه و الله زمن ردئ !!
 
إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الطويـــــــل





ماذا لو حاول اولئك الذهاب الى دمشق مثلا و المطالبة بالدفاع عن أقدم سجين رأي في العالم .. ؟؟
أو الى عمان أو تونس أو القاهرة أو الرباط أو الرياض أو غيرها .. ؟؟ أو بغداد قبل سقوط الصنم - الوهم .. ماذا سيكون رد فعل السلطات ؟؟



بقلم: سعد صلاح خالص


فيما يتعلق بالأنظمة المذكورة أعلاه فإن الأحزاب العراقية في حياتها لم يسبق لها أن سجلت ولو مرة واحدة على سجل أعمالها مهمة الدفاع ولو اللفظي عن سجناء الرأي والمضطهدين..
تريدون الدليل؟ ماذا قالت الأحزاب العراقية..الحزب الشيوعي أو الأحزاب الدينية عند مجازر حماة وجسر الشغور وتدمر في سوريا؟ عندما قتل معتقلوا الرأي في السجون السورية ومنهم زملاء العراقيين فمنهم الشيوعي ومنهم الإسلامي إلى آخره تحت التعذيب؟
الجواب تجده في برقيات التهنئة التي أرسلتها هذه الأحزاب بانتظام لرئيس النظام السوريا في ذكرى استلامه للسلطة سنوياً..
لم تزل ألوف المعارضين العراقيين التي تعلمت في الجامعات السورية وتزوجت من فتيات سوريات وفلسطينيات وعملت في المقاومة الفلسطينية التي طردت من عراق صدام لدفاعها عن العراقيين(بالذات الحزب الشيوعي الذي أذكره بطرد الجبهتين الشعبية والديمقراطية من العراق لدفاعهما عنه)شاهداً على الجحود ونكران الجميل عند هؤلاء المعارضين السابقين.
هل تشهد لكم قصائد الجواهري: سلاماً أيها الأسد سلمت ويسلم البلد؟
أم قصيدة فرقة الطريق: هيا بنا هيا نسعى لسوريا؟
قبل أن تهاجموا العرب لأنهم لم يعودوا يفيدونكم في شيء بعد أن التحقتم بالسيد الأمريكي ليتكم يكون لديكم بعض الحياء فلا تتطاولوا على التاريخ.
حين طردت فتح من العراق على يد النظام العراقي الصدامي الفاشي كان الحزب الشيوعي العراقي لم يزل بعد متحالفاً مع النظام في "الجبهة القومية" ولم يزل جعفر حسن يجلجل "أنا من بغداد الجبهة".
أروني برقية استنكار واحدة وجهتها المعارضة العراقية لحافظ أسد حين مات صلاح جديد في السجن بعد عقود من الاعتقال.
وحين مات الرئيس السوري بعد أسبوع من إخراجه من السجن.
لا تتكلموا عن تضامن الآخرين معكم فقد تضامنوا ولكن أنتم الذين لم تتضامنوا وأنتم من كنتم حتى النهاية الجاحدين وناكري الجميل.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.